الشكر وقت الضيق
اعتاد أحد الشبان أن يأتي إلى أبينا القمص بيشوي كامل يشكي له همومه؛ فقد عانى كثيرًا من البطالة، وأخيرًا استأجره صاحب مصنع كان يستغله بمرارة، إذ كان يعطيه كميات ضخمة من الورق يقوم بتوصيلها على دراجة.
في أحد الأيام جاءه الشاب فرحًا، يقول له: "يا أبي لقد حملت معه
سأله أبونا: كيف؟
لقد حملت الورق الثقيل على الدراجة؛ وفي نهاية شارع بورسعيد؛ إذ كان الطريق مرتفعًا (عند منطقة كليوباترة الحمامات بالإسكندرية) شعرت بثقل الحمل وعجزي عن السير بالدراجة حاولت بكل الطرق، لكن بدون جدوى. فجأة وجدت نفسي ساقطًا تحت الدراجة والأوراق بثقلها تنهار علىّ!
لم يتحرك أحد الطريق لمساندتي، فصرخت في مرارة طالبًا العون الإلهي! تلفتُ عن اليمين وأنا ملقى تحت أكوام الورق؛ وإذا بي أجد سيدي المسيح ساقطًا تحت صليبه، والعرق يتصبب منه. أدركت أنني أشاركه آلامه؛ ففرحت جدًا وحسبت ذلك كرامه لا استحقها!
في فرح ناجيت سيدي شاكرًا إياه: "آه يا سيدي! هل لي أن أحمل معك صليبك! إنني سعيد بآلام المسيح فيّ! لقد حملت معه صليبه! لا بل حملني صليبه!