وإطاعة للرب يرجع إيليا من حوريب ليمسح أليشع، الشخص الذي اختاره الرب عوضاً عنه. وعجيب أنه لم يجد هذا الشخص بين عظماء هذا العالم، لأن الله لا يحابي بالوجوه، وفي اختيار خدامه لا يتقيد بالعظماء والشرفاء. نحن لا ننكر أن الرب قد يستخدم شخصاً غنياً أو شخصاً متعلماً، أو ملكاً، كما يستحسن هو، لكن في أوقات كثيرة يخجِّل الرب كبرياء قلوبنا فيدعو إنساناً عادياً ليتمم به أسمى خدمة روحية. فقد يستخدم فتاة صغيرة لتكون سبب بركة لرجل عظيم، وقد يأخذ صبياً صغيراً من وراء الغنم ليرعى شعبه، وقد يختار فتاة عذراء مخطوبة لرجل نجار لتكون أماً ـ حسب الجسد ـ لمخلص العالم. وإذ جاء هذا المخلص المبارك، اختار أُناساً صيادين ليشهدوا له في كل العالم.