مع ذلك فقد توجد محبة ضارة. ويذكرنا هذا بقصة استشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكي، حين أحضروه إلى رومية، لكي يلقى إلى الأسود الجائعة فتأكله. فلما عرف ذلك المسيحيون في رومية، أرادوا أن يخطفوه لينقذوه من الموت، فأرسل لهم القديس أغناطيوس رسالة روحية مؤثرة، منعهم من ذلك قائلا:
"أخشى أن محبتكم تسبب لي ضررًا".
لقد وصل إلى نهاية المطاف في غربته في هذا العالم، وعما قليل سينال إكليل الشهادة ويصل إلى الفردوس ولكنهم بخطفهم له -ولو بعامل المحبة- سيعطلون مسيرته عن الوصول إلى تلك المتعة الروحية، التي تنتظره بعد الاستشهاد.. فتكون محبتهم له ضارة روحيا.