منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 09 - 2021, 03:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003



الكنيسة في حياة الذهبي الفم


الكنيسة في حياة الذهبي الفم



يرسم لنا هذا الأب -بسيرته وعظاته وكتاباته- أيقونة حية لحياة الكنيسة، تكشف لنا عن سرّ حياة الكنيسة التي لا يحصرها زمان، ولا يطويها تاريخ.
بمعنى آخر، أود أن أقف معك في هذا الكتاب لا لنتابع أحداثًا خارجية، عاشها القديس أو عاشتها الكنيسة في أيامه، انتهت وعبرت. ولا لندرس عظات وكتابات نطق بها لسانه أو سجلها لنا قلمه، بل لننطلق سويًا بالروح القدس إلى أعماق كنيسة المسيح، نتعرف على سرّ حياتها، ونقبل سماتها الحية فينا!
ففي سيرته نختبر الكنيسة السماوية المتهللة، المعاشة على الأرض وسط الآلام. فقد أحب يوحنا الحياة الملائكية، وعشق البتولية، ومارس التسبيح والترنيم، وانطلقت نفسه من يومٍ إلى يومٍ نحو الأبديات. لكنه في هذا كله لم يتجاهل واقعه، كإنسان يحمل جسدًا، ويسكن على الأرض بين البشر، لذا مارس إيمانه بالأبدية خلال واقع عملي، سواء في بيت أمه، أو ديره أو وحدته أو في دار الأسقفية ككاهنٍ أو أسقفٍ، على منبره وسط استحسان الجماهير، أو في منفاه.

انعكس ذلك على كرازته، فقد جاءت عظاته إنجيلية في بلاغة أسلوبه، غالبًا ما يقدم لنا تفسيرًا واضحًا وبسيطًا للكتاب المقدس، يحمل المسحة الروحية السماوية، مطبقًا ذلك في الحياة العملية، متعرضًا للمشاكل الواقعية، مطالبًا سامعيه بالسلوك العملي في المسيح يسوع. فهو ليس بالواعظ الذي يسحب سامعيه إلى تأملات عقلية كثيرة، ولا يدخل بهم إلى تفاسير رمزية مبالغ فيها، ولا يحدثهم بفكرٍ فلسفيٍ عميقٍ، ولا يكلمهم بمصطلحات لاهوتية صعبة، ولا يشغل ذهنهم بمناقشات وجدال كثير مع الهراطقة، لكنه يصب كل همه في الدخول بهم إلى الإنجيل العملي، تسندهم نعمة الله الغنية.
أما عن عظاته فقد دعَّم فمه الذهبي بحياته الذهبية، فكان له قلب ناري وروح لا يهدأ، يحب خلاص النفس في غير حدود، مقدمًا حياته -بروح الكنيسة الكارزة- مبذولة من أجل كل أحدٍ. لقد انطلق بالكرازة يبعث في كل مؤمنٍ روح الكرازة والخدمة، مؤمنًا أن كل مسيحي في ممارسته لمسيحيته لابد وأن يكون خادمًا للنفوس.
كشف لنا يوحنا في رعايته روح الكنيسة التعبدية، لا يلهيه ازدحام الجماهير وتدفقهم لسماع عظاته عن النحيب عليهم من أجل قداستهم، ومطالبتهم بالروح التعبدية الهادئة المقدسة ليمارس المؤمنون حياتهم الكنسية السرائرية بخوف ورعدة!
لقد درب شعبه على حياة "الشركة مع القديسين"، يحتفل معهم بأعياد الشهداء مرتين أو ثلاث مرات كل أسبوع، يذكر عمل الله في حياتهم ويطلب صلواتهم. كما كان يلذ له أن يقرأ رسائل الطوباوي بولس في هذه التذكارات، حتى قال عنه: "استولت عليَّ لذة سماع ذلك البوق الروحي (بولس الرسول)... إني أعرف صوت صديقي، ويكاد يخيل إليَّ أني أراه أمامي، وأسمع خطابه."
هكذا في حياة الذهبي الفم نرى الكنيسة متلألئة، تحمل طلقات نامية في العبادة والكرازة. لكنها أيضًا كنيسة متألمة ومجروحة، يحاول الهراطقة والوثنيون صلبها، كما يتعرض أولادها للضعفات!(1)
تكشف لنا حياته جانبًا هامًا من جوانب "الكنيسة الحية" هو "وحدتها"، فقد هاجم الذهبي الفم بطريق أو بآخر ثنائية الغنوسيين، الذين احتقروا المادة وخاصموا الجسد. وأعلن الذهبي الفم الكنيسة بكونها كنيسة مؤمنين يعيشون علي الأرض بأجسادهم.
كما حطم الذهبي الفم كل ثنائية في الحياة الكنسية، ليس هناك حياة تأملية وأخرى عاملة، ولا حياة رهبانية وأخرى كارزة، لكنها حياة واحدة.
أحب الرهبنة وعشق الوحدة وسعى إليها، لكن في غير اعتزال قلبه للبشرية، أو تضييق أحشائه عن حملها. دخل الوحدة لا العزلة، ممارسًا "وحدة مع الله" لا "عزلة عن الناس". وعندما دعي للخدمة لم يبكِ وحدته، بل نقل معه في قلبه روح الوحدة والنسك خلال بذله في الخدمة. وعندما اُستبعد إلى المنفى نقل معه في غربته رهبنته الداخلية وكرازته!
هذه لمحات سريعة أرجو أن نتلمسها في دراستنا هذه، لكي نعيشها ونحياها، فنبدأ بسيرته، ثم منهجه وأفكاره الكنسية واللاهوتية، وأخيرًا كتاباته.




سيره القديس يوحنا ذهبي الفم † وعظه للبابا شنودة الثالث † 1994















رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا الذهبي الفم (الكنيسة... عرس سماوي)
القديس يوحنا الذهبي الفم (الكنيسة حب وكرازة)
القديس يوحنا الذهبي الفم (الكنيسة حياة إنجيلية إيمانية)
قسم الذهبي الفم تعرف على الكتاب المقدس كمصدر حياة
حياة وتعاليم القديس يوحنا الذهبي الفم


الساعة الآن 04:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024