الجوع والعطش
الإنسان الجسدانى، الذى يهتم باحتياجات جسده فقط، يشعر بالجوع والعطش الجسدانى ويسعى باستمرار لإشباع هذا الجسد بكل الوسائل. ولكنه لا يشعر بأن روحه هى أيضاً تحتاج إلى الغذاء والشراب الروحى. ولهذا فهو يترك روحه بلا غذاء ولا شراب، وتضعف الروح ويضعف تأثيرها على الجسد وتفقد قدرتها على قيادته.
فالسيد المسيح بقوله: “طوبى للجياع والعطاش إلى البر”، فإنه يمدح ويغبط ويطوّب أولئك الذين يشعرون بأهمية الجانب الروحى فى حياتهم، فلا ينشغلون باحتياجات الجسد عن احتياجات الروح. ولذلك فهم يمارسون الصوم مع الصلاة لكى تأخذ الروح فرصتها وغذاءها.
الروح تغتذى بكلام الله، وترتوى من مياه النعمة، أى من سكيب الروح القدس. وتشتاق دائماً أن تنال نصيبها لتحيا وتنمو فى معرفة الله وفى محبته. وهذا هو معنى الجوع والعطش إلى البر الذى فى المسيح.