البابا تواضروس الثاني
"من يصعد إلى جبل الرب" وهو سؤال لنا كلنا وهذا السؤال وعبر آحاد الصوم الكبير نتعلم كيف نصعد جبل الرب؟
كنيستنا الحبيبة تعلمنا من خلال قسمة الصوم التي تقال في القداس في الصوم الكبير ونكرر فيها عبارة الصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطين ( الصوم والصلاة هم علاج لكل عادة رديئة في حياة الإنسان ) وفي نهاية صلوات القسمة التي يصليها الأب الكاهن ينتقل ويقول يا ابناء هذا الزمان "ونحن أيضًا لنصم عن كل شر بطهارة وبر ونتقدم إلى هذه الذبيحة المقدسة ونتناول منها بشكر ( نحن امتداد للأجيال ) ويقول الكاهن نسألك يا سيدنا طهر نفوسنا واجسدنا واروحنا لكي... وهنا يضع لنا الثمانية درجات التي نصعد عليهم إلى جبل الرب والمقصود من يصعد إلى الجبل الذي صلب فيه السيد المسيح جبل الجلجثة، والصعود يعني التقدم والارتفاع، ومن يقوم في موضع قدسه، بولس الرسول يقول " مع المسيح صلبت" وتضع لنا الكنيسة ثمانية درجات والدرجات مرتبطين ببعض يساعدوا الإنسان ليصعد إلى جبل الرب "لكي بقلب طاهر وشفتين نقيتين ونفس مستنيرة ووجه غير مخزي وإيمان بلا رياء ونية نقية وصبرًا كامل ورجاء ثابت"
"رجاء ثابت" هو محور تأملنا الليلة، من أجمل ما ذكر في الكتاب المقدس الرجاء الذي يعطي للإنسان الحيوية والأمل ونظرة إيجابية إلى المستقبل، الرجاء ليس صفة بل شخص القديس بولس الرسول يقول "لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً، لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضًا؟" رو ٨: ٢٤
الرجاء شيء بعد الزمن وليس في رؤية الإنسان الحاضرة "الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ." (١ كو ١٣: ١٣) الإيمان نستلمه ونعيش به والمحبة نمارسها كل يوم والرجاء هو للمستقبل القادم