رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محلون وكليون والخطية التي للموت ومات أليمالك رجل نعمي، وبقيت هي وابناها. فأخذا لهما امرأتين موآبيتين... وأقاما هناك نحو عشر سنين. ثم ماتا كلاهما محلون وكليون ( را 1: 3 - 5) لو كان أليمالك قد بقي في بيت لحم يهوذا، أمينًا لله خاضعًا له، لاستطاع أن يؤدي ببقائه شهادة حسنة، ولكنه ذهب إلى بلاد موآب واختلط بأعداء الرب، فهو لذلك لم يفشل فقط في أن يكون شاهدًا أمينًا لله، بل وقد جلب إهانة على اسمه العزيز بين أهل تلك البلاد، فقضى الله عليه بالموت «ومات أليمالك رجل نعمي، وبقيت هي وابناها». جدير بنا أن نفحص أنفسنا أيها الأحباء، لنرى هل نحن شهود أمناء لله، أم نحن شهود غير أمناء؟ وإن كنا غير أمناء، فهل نحن مقاومون عمل روحه فينا، الذي يريد أن ينأى بنا عن هذه الحال؟ وإن كانت هذه حالنا، ألا نخاف؟! وليت نتائج تصرفاتنا تقتصر علينا نحن فقط، لكنها تتعدانا إلى مَنْ هم حولنا أيضًا، فبعيشتنا غير المرضية لا نجلب الإهانة على اسم الرب فقط، ولا نعطي فرصة للغير ليهزأوا بحياتنا المسيحية فحَسَب، لكننا أيضًا نجر معنا الضعفاء المزعزعين ونُوجد حجر عثرة للأشخاص غير المُدربين، ونكون سبب الخطية التي تُوجد في سوانا ممن قدناهم نحن بتصرفاتنا السيئة. وهكذا نقرأ عن ابني أليمالك، محلون وكليون، أن لهما امرأتين موآبيتين، وإذًا فقد ارتبطا بموآب بأقوى الروابط وأمتنها، ولقد ظلا على هذه الحال نحو عشر سنين. وفي تمهل الرب على هذين الأخوين هذه المدة نرى أمرين: أولاً: طول أناة الرب وصبره في طلب رّد الذين له عن طريق ضلالهم. ثانيًا: العدد عشرة يعني كمال مسئولية الإنسان (مثال ذلك الوصايا العشر التي أعطاها الله للإنسان) كأن الله لم يشأ أن يقطع هذين الأخوين إلا بعد أن أعطاهما هذه الفرصة الكافية التي أثبتت كمال مسئوليتهما، ولم نقرأ تحسنًا في حياة محلون وكليون، إذ أنهما ظلا ساكنين في موآب، مشتركين مع الموآبيين في أفراحهم وملذاتهم، وقد غابت عنهما فكرة الانفصال بالمرة، وحتى لو فُرض أنهما ذكراها، فإنهما بلا شك قد قاوماها كل المقاومة، وهنا أتت الساعة التي لا بد أن يتداخل الله فيها معهما، كما تداخل مع أبيهما من قبل، فقضى عليهما أيضًا بالموت إذ لم يُوجدا أمينين له، بل وقد سببا إهانة لاسمه العزيز بين أُناس فجار أشرار. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|