رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ناسوت ابن الله «هيَّأتَ لِي جَسَدًا» ( مز 40: 6) الدقيق الذي هو أساس قربان الدقيق، يُشير إلى ناسوت المسيح بكل فضائله وكمالاته. والزيت المُقترن بهذا القربان يُشير إلى الروح القدس. على أن الصورتين اللتين يقترن فيهما الزيت بالدقيق تُعطياننا تعبيرًا رمزيًا جميلاً عن علاقة الروح القدس بتجسُّد المسيح، وهي علاقة ذات وجهين. لأننا نقرأ عن الدقيق أنه كان ملتوتًا بالزيت، ثم نقرأ عن سكب الزيت على هذا الدقيق الملتوت بالزيت، وهذا رمز لربنا يسوع المسيح الذي حُبل به من الروح القدس، ثم مُسِح بالروح القدس بعد ذلك ( مت 1: 18 ؛ 3: 16). عندما بشّـر الملاك جبرائيل العذراء المُطوَّبة بأنها ستحظى بذلك الامتياز السامي أن تحبل وتلد ابن العلي المُتجسد، دُهشت للأمر حتى إنها قالت بروح البساطة: «كيفَ يكونُ هَذَا وأَنَا لَستُ أَعرِفُ رَجُلاً؟». وظاهر من هذا القول إنه قد تبادر إلى ذهنها أن ولادة ذلك الشخص العجيب إنما تكون ككل ولادة طبيعية، لكن الله في صلاحه وجوده يتخذ هذه الفرصة لإيضاح حقيقة التجسُّد، وتسليط النور على هذه القضية المهمة، ويُعطي في جواب الملاك على المُطوَّبة مريم تعليمًا ثمينًا غنيًا: «فأَجابَ الملاَكُ وقالَ لها: الرُّوحُ القُدُس يَحِلُّ عليكِ، وقوَّةُ العَليِّ تُظلِّلُكِ، فلذلِكَ أَيضًا القدُّوس المولودُ منكِ يُدعى ابنَ اللهِ» ( لو 1: 34 ، 35). إذن فالناسوت الذي أخذه الابن الأزلي قد تكوَّن ”بقُوَّةُ العَليِّ“. أ لم يَقُل المسيح بروح النبوة: «هيَّأتَ لِي جَسَدًا» ( مز 40: 6 : عب10: 5). وذلك الناسوت كان جسدًا فعليًا حقيقيًا من لحم ودم. وبولادته تحقق ذلك الوعد القديم عن نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية. فكان لا بد أن يكون هذا النسل إنسانًا تامًا، له طبيعة الناس، ما خلا الخطية، قدوسًا بلا فساد، وغير قابل للدنس، ولا يستطيع أن يُخطئ، ولا يتأثر بالشـر، لذلك أحاط الملاك حقيقة مولده بسياج منيع ضد الأفكار الكفرية والبدَع والضلالات، لمَّا قال للمُطوَّبة: «القدُّوسُ المَولُودُ مِنكِ». ثم إن الزيت أيضًا كان يُسكَب على الدقيق الملتوت بالزيت، وفي هذا إشارة إلى مسح الرب يسوع بالروح القدس. إن ناسوت المسيح قد تكوَّن تكوينًا سريًا بالروح القدس في أحشاء المُطوَّبة مريم، وأيضًا مُسح بعد ولادته بمسحة الخدمة – بقوة الروح القدس – مسحة جهارية «نزلَ علَيهِ الرُّوحُ القُدُسُ بهَيئةٍ جسميَّةٍ مثلِ حمامَةٍ» (لو3. 22). إن المسيح، وهو المولود بقوة الروح القدس، القدوس الذي بلا عيب، كان لا بد له أن يعمل وأن يخدم بالروح القدس، وبقوة الله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ناسوت يسوع جعل تجربته ممكنة |
قيل عن ناسوت السيد المسيح إنه جاع وإنه عطش |
ناسوت ولاهوت المسيح نقلا ! |
ناسوت يسوع |
ناسوت ابن الله |