رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم رمز الأمل في الكتاب الاخير من العهد الجديد , وهو ( سفر الرؤيا ) الذي كتبه يوحنا الشيخ خاتما به الوحي الالهي , يصف الكاتب الملهم الصعوبات التي جابهت تلاميذ المسيح في نشر الرسالة , والمحن التي سيتحملها ابناء الكنيسة عبر الاجيال , ونلاحظ ان معظم ما جاء في هذا الكتاب ورد بصيغة صور تنبؤية . وتلفت انظارنا صورة رائعة عن قتال مستميت بين تنين مخيف وامرأة فائقة الجمال و الحسن ملتحفة بالشمس و تحت قدميها القمر وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكبا , وهي حبلى تصيح و تتمخض و تتوجع لتلد . وقد وقف التنين قبالة المرأة ليبتلع الوليد , فولدت ولدا ذكرا" اختطفه الله الى عرشه . ان هذه الصورة تعيد الى الاذهان ما حدث بين الحية وابوينا الاولين كما وردت في العهد القديم . ففي الصورتين نلقى صراعا" مروعا" بين الخير والشر , بين الموت والحياة . يتغلب الشر في الصورة الاولى فيسقط آدم , وينتصر الخير في الصورة الثانية فتحيا البشرية . فالمرأة في ( الرؤيا ) ترمز الى شعب الله والى مريم العذراء التي بنعمة خاصة من الروح القدس حققت مخطط الله الخلاصي بابنها يسوع . وكما ارتفعت المرأة فتخلصت من التنين . هكذا ارتفعت مريم فوق خلائق الله لترفع معها الكنيسة الى السماء منتصرة على الشر . خبر نبذة تأريخية في ( طلبة العذراء ) من الصلوات الجميلة التي نرددها , هي ( الطلبة ) التي لها جذور تأريخية قديمة في الشرق و الغرب , اذ كان الشماس ينتصب في وسط المؤمنين و يرفع دعاء خاصا" حسب المناسبة و يرد عليه الحاضرون بردة معينة . و كثيرا ما كانت الطلبات ترافق الطوافات الدينية في المناسبات , او عند التردد الى مزارات مشهورة مشيدة على اسم البتول الطاهرة . تبدأ الطلبة دائما بكلمات يونانية وهي ( كرياليسون - كريستياليسون ) اي ارحمنا يارب , ارحمنا ايها المسيح . وتنتهي دائما بالدعاء الى ( حمل الله الذي حمل خطايا العالم ) , اي السيد المسيح . و الطلبات انواع منها اكراما" للقربان الاقدس , او لقلب يسوع او الالآم او خاصة بالقديسين . وهناك طلبة العذراء مريم التي نرددها في هذا الشهر وفي مختلف الاعياد و المناسبات المريمية . و تتكون من مجموعة اوصاف ورموز مقتبسة من الكتاب المقدس تشير الى مريم . وتتجمع هذه النداءات و الاوصاف في افكار رئيسة هي : امومة مريم , بتوليتها , شفاعتها و قدرتها السامية واذ كانت معظم الطلبات قد وضعت للمناسبات و حاول مؤلفها ان يسكب فيها تفكيرا" لاهوتيا" يصعب على العامة فهمه , فان طلبة العذراء انطلقت تلقائيا" من افواه الشعب ولذا فأنها تتمتع بطابع شعبي يعبر عن مشاعر بنوية نحو مريم . ولقد انشد المؤمنون هذه الطلبة منذ القرون الوسطى بايمان حار في اجتماعاتهم الدينية و زيارتهم للكنائس و في بيوتهم . ونحن ايضا" ننشدها بنفس المشاعر اكراما" لأمنا الكلية القداسة . اكرام رتل بانتباه طلبة العذراء وتأمل بمعانيها نافذة ياسبب سرورنا صلي لاجلنا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا مريم قفي بقرب المنازعين ليتحملوا الألم |
العذراء مريم جاز في نفسها سيف الألم |
مريم رمز الأمل |
مريم وقت الألم |
ضاق القلب بـ الملل يا مريم |