رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لوط ومحبة العالم فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي ... كجنة الرب، كأرض مصر ( تك 13: 10 ) كانت الشمس تختفي خلف الجبال عندما خرج لوط من مسكنه وجاء ليجلس عند باب المدينة. كان هذا المكان مكان الشرف الذي حازه أثناء سُكناه في سدوم. لقد مضى الزمان الذي كان رعاته ورعاة عمه يرعون أغنامهم معًا، وكان هو وعمه سعيدين بالسُكنى في خيام وبتقديم ذبائح على مذبح الرب. وقد سبق ذلك الذهاب إلى مصر الذي طبع في ذهن لوط الشاب تأثيرًا لا يُمحى ( تك 13: 10 ). ثم جاء الرخاء متمثلاً في مواشِ كثيرة جدًا حتى لم تحتملهما الأرض أن يسكنا معًا ( تك 13: 6 )، فكانت مخاصمة بين الرعاة، وكان يتعين إيجاد حل. ولم يختر لوط الحل الصالح بنزوله إلى دائرة الأردن ونقل خيامه إلى سدوم. وقد تركها بعد ذلك وجاء ليسكن في المدينة. وجاءت هناك تلك الأيام الرهيبة التي نهب فيها كَدَر لعومر المدينة. أ لم يشعر لوط وهو في موكب الأسرى بتأنيب ضميره على الوسط الذي جاء ليسكن فيه؟ ولكن إبراهيم خلَّصه، وما أراد الله أن يعلمه له عن طريق هذه الأحداث الرهيبة، سرعان ما انمحى، ليس لأنه صار سعيدًا بعد ذلك، لأن سلوك أهل سدوم الفاسد كان يعذبه دائمًا ( 2بط 2: 7 )! وكثيرون من بناته قد تزوجن زيجات مكرمة في المدينة. والاحترام والتقدير اللذان كان يتمتع بهما، منحاه مركز القاضي. وكانت زوجته سعيدة في سدوم، ومضت الأيام «وكانوا يأكلون ويشربون، ويشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون» ( لو 17: 28 )، وهكذا لم يكن أحد يكترث بالغريبين اللذين اقتربا في المساء من المدينة حاملين رسالة القضاء ...! ويا له من منظر! «وإذ أشرقت الشمس على الأرض ... فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء. وقَلَب تلك المدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المدن، ونبات الأرض» ( تك 19: 23 - 25)، ورجل واحد فقط نجا وهرب إلى الجبل بعد أن تجرد من كل ممتلكاته، وفقد امرأته ومعظم أبنائه وبناته، وبقيت له ابنتان خدعتاه بطريقة وضيعة في المغارة حيث انتهت أيامه. ويا لها من نهاية أليمة لرجل بار!! ليحفظنا الرب من محبة العالم، وليُعطنا أن نحيا دائمًا في القُرب منه متمتعين بالشركة العميقة معه، التي فيها سر السعادة الحقيقية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ديماس ومحبة العالم الفانية |
ديماس ومحبة العالم |
غربة العالم ومحبة الله |
الشهوات ومحبة العالم تُطفئ الروح |
ديماس ومحبة العالم الغالبة |