29 - 03 - 2021, 10:38 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
هل المسيح هو الموجود في كل مكان؟
1- إنه بعد المؤمنين به وعدًا لا يستطيع أن يصرح به سوي الله وحده. فهو يقول لهم " حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، هناك أكون في وسطهم" (متى18: 20). ومعنى هذا أن السيد المسيح موجود في كل بقاع الأرض، إذ قد انتشرت الكنيسة حتى وصلت إلى أقاصي الأرض. تصور يوم الأحد مثلًا، والمسيحيون في العالم كله مجتمعون باسم المسيح في صلواتهم في الكنائس، والمسيح وسطهم في كل مكان يصلون فيه... ألا يعنى هذا أنه موجود في كل مكان على الأرض.
2- وفي نفس الوقت الذي يحدد فيه كل الأرض، هو موجود أيضًا في السماء، إذ قد صعد إلى السماء كما رآه الرسل (أع1: 9)، وهو عن يمين الآب كما رآه اسطفانوس (أع7: 56).
3- وهو في نفس الوقت في الفردوس، مع الذين انتقلوا من عالمنا، ودليلنا على ذلك قوله للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43). وأيضًا قول القديس بولس الرسول " لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذاك أفضل جدًا" (فى1: 23). وهذا إثبات أن الذين ينطلقون من الجسد، يكونون مع المسيح في الفردوس، بينما هو مع المؤمنين المجاهدين على الأرض.
4- السيد المسيح موجود إذن في السماء، وعلى الأرض، وحيثما ينتظر الأبرار، وهذا يتفق مع وعده للكنيسة حينما قال "وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى28: 20).
5- وفي حديث السيد المسيح مع نيقوديموس، صرح بهذه الحقيقة، فقال له "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو3: 13). أي أنه كان في السماء في نفس الوقت الذي كان فيه يكلم نيقوديموس على الأرض.
فهو على الأرض يكلم نيقوديموس، وهو الذي صعد إلى السماء وهو موجود في نفس الوقت في السماء.
6- والسيد المسيح ليس فقط موجودًا على الأرض حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه، بل هو أيضًا موجود في قلب كل مؤمن محب له. وفي ذلك يقول " إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبى، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23) أي أن كل إنسان محب لله هو بيت للمسيح، ينزل للسيد في قلبه ويعيش معه في كل مكان يحل فيه، وفي كل أقامته وتنقلاته، وهكذا استطاع بولس الرسول أن يقول:
"أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل2: 20).
7- والسيد المسيح لا يوجد فقط حيثما يوجد الأبرار القديسون. بل أيضًا في الأمكنة التي ضل فيها الأشرار، يبحث عنهم ويفتقدهم ويقرع على أبواب قلوبهم. وهكذا يقول "هنذا واقف على الباب واقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل وأتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20).
# استنتاج :
ثابت من كل الكلام الذي قلناه أن السيد المسيح كائن غير محدود، موجود في كل مكان: في السماء وفي الفردوس، وفي نفس الوقت على الأرض، في أماكن العبادة، وفي اجتماعات المؤمنين، وفي قلوب محبيه. كما أنه يقرع على أبواب قلوب الضالين والمبتعدين عن وصاياه. ينتقل مع كل إنسان حيثما انتقل، ويكون معه وهو مستقر هو مع الأحياء، ومع الذين انتقلوا أيضًا.
كل هذا لا ينطبق إلا على كائن واحد هو الله.
|