بعد أن سكن داود في أورشليم صادَقَ حيرام ملك مدينة صور. وأرسل حيرام هدية إلى داود من خشب الأرز الثمين، كما أرسل نجارين وبنائين بنوا له قصراً فخماً. ولما كانت صور على شاطئ البحر، فقد كانت تحتاج إلى القمح والزيت وغيره من غلاّت الأرض، كما تحتاج أيضاً إلى طريق لتجارتها مع بلاد الشرق، فكان حيرام محتاجاً إلى داود. أما داود فقد كان محتاجاً إلى صداقة حيرام، لأن مملكته تحتاج إلى واردات البحر والمصنوعات، فقبل داود هدية الملك حيرام من خشب الأرز، وهو خشب لبنان الشهير، الأصفر اللون، فإذا مضت عليه الأيام صار أحمر اللون مُرّ الطعم فلا يأكله السوس، ولذلك يعمّر طويلاً، وهكذا بنى حيرام لداود قصراً يعمّر طويلاً.