الله يدعو آدم وحواء ويعطيهما وعداً
تكوين 3: 9- 20
عرف الرب الإله أنه هو الشخص الوحيد، الذي يستطيع أن يخلص آدم وحواء من شر الخطية وعقابها. صحيح أن الإنسان (آدم وحواء) أخطأ ولا يستحق إلا العقاب. والترك في يد الشيطان، في التعاسة إلى الأبد... لكن الرب الإله كان يحب الإنسان، ويحب الأرض، وما عليها من مخلوقات، ولم يقبل أن يتركها للشيطان لإفسادها وإهلاكها.
لذلك أراد الله أن يظهر لآدم وحواء نعمته الغنية (كلمة نعمة معناها إحسان الله الذي لا نستحقه نحن). كان آدم وحواء كما عرفنا مختبئين، لأنهما لم يعرفا أن الله يحبهما، لم يدرك آدم وحواء محبة الله لأن الخطية أعمت أعينهما.
نادى الله قائلاً: آدم... آدم... أين أنت؟ كان غرض الله أن يجعل آدم يندم ويعترف بخطيته، وكل خاطئ يجب عليه أن يعترف بخطيته. لكن آدم لم يعترف بأنه أخطأ. ردّ آدم على الله قائلاً: سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لأني عريان فاختبأت.
فقال الرب: من أعلمك أنك عريان؟ .. هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها؟ انظروا... انظروا... الله يريد أن يعترف آدم بخطيته، حتى يستطيع أن يساعده... لكن آدم لم يعترف بأنه مذنب. بل قال: المرأة التي جعلتها معي، هي التي أعطتني فأكلت.
كان آدم يريد أن يلقي اللوم على الله، ولا يعترف هو بذنبه. وحواء عملت الشيء. سال الله حواء فائلاً: ما هذا الذي فعلتِ؟
هل تظنون أن حواء اعترفت بذنبها؟ أبداً. انها قالت: الحيّة غرّتني فأكلت. وهكذا لا آدم ولا حواء أظهر الأسف والندم على ما حصل.
عندئذ أظهر الله غضبه وبيّن لهما أن لابد من العقاب، ولكنه في الأول عاقب الحية (أي الشيطان). قال الله للحية: ملعونة... وعلى بطنك تسعين وتراباً تأكلين... وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.
لما نرى حية، نلاحظ في عينيها المكر والقسوة، وكلنا نكرهها، لأنها دائماً تختبئ ثم تظهر فجأة لتلدغ الناس وتقتلهم، والناس يعرفون أنها عدوتهم ولذلك يجتهدون دائماً في قتلها بتحطيم رأسها.
لذلك لما تكلم الرب في الدينونة على الحية، وعد المرأة في يوم معيّن سيأتي من نسلها شخص يسحق رأس الشيطان، الذي هو الحية القديمة.
ولقد ظن الشيطان أنه انتصر ونجح، إذ جعل الإنسان يخطئ، وبذلك ضمن أن يكون هو والإنسان الخاطئ والملائكة الأشرار جميعاً في جانب، والله وحده في الجانب الآخر. ولكن الله قال: أبداً. هذا لن يكون. صحيح أنه ستكون حرب بين نسل المرأة وإبليس من أن يسحق عقب (أي كعب الرجل) لنسل المرأة ولكن نسل المرأة سينتصر أخيراً ويسحق رأس الحية (الشيطان).
من هو نسل المرأة هذا، الذي قال الله أنه سينتصر على الشيطان، ويخلص الإنسان من تعاسة الخطية؟ من أجزاء أخرى من الكتاب المقدس، نعرف أن نسل المرأة هو يسوع المسيح ابن الله. كلنا نعرف الآية القائلة: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". وبعدما أعطى الله هذا الوعد المبارك بمجيء المخلص الذي سيسحق الشيطان، ابتدأ الرب يتكلم مع الرجل (آدم) والمرأة (حواء) فقال: "إن الخطية ستسبب لكما الحزن والألم والتعب، ومنذ الآن ستأكل خبزك بعرق وجهك يا آدم، ولن تحصل على أية سعادة، إلا عن طريق الألم، وليس ذلك فقط بل سيأتي يوم فيه تموتان وتتركان الأشياء التي تعبتما في الحصول عليها، لأن أجرة الخطية هي موت.