السيد المسيح ودانيال النبي
أكد السيد المسيح صحة سفر دانيال ولقبه ب "دانيال النبى" واستخدم بعض صوره واقتبس إحدى نبوءاته.
استخدم السيد المسيح صورة "آتون النار" المذكورة فى دانيال 6:3 وعبر بها عن النار الأبدية التى سيطرح فيها جميع المعاثر وفاعلى الإثم "ويطرحونهم فى آتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان(26)".
كما كان لقب "ابن الإنسان" اللقب المحبب للسيد المسيح والذى أطلقه على نفسه، هو اللقب الذى أعلن لدانيال فى رؤياه الأولى "مثل ابن الإنسان" الآتى على السحاب "وإذا مع سحاب السماء مثل ابن الإنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لن ينقرض(27)".
هذا اللقب استخدمه السيد المسيح ولقب به نفسه واشار به إلى ملكوته ومجيئه أكثر من ست مرات :
"وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير(28)".
"ومن الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء(29)".
"وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتياً فى سحاب بقوة كثيرة ومجد(30)".
"وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً فى سحاب السماء(31)".
"هوذا يأتى على السحاب وستنظره كل عين(32)".
"وفى وسط السبع مناير شبه ابن الإنسان(33)".
"ثم نظرت وإذ سحابة بيضاء وعلى السحابة جالس شبه ابن الإنسان(34)".
كما عبر السيد المسيح عن قيامة الأموات والدينونة بنفس الصورة التى عبر بها الوحى فى رؤيا دانيال الأخيرة. يقول السيد المسيح "تأتى ساعة فيها يسمع جميع الذين فى القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة(35)"، وتقول رؤيا دانيال النبى "وكثيرون من الراقدين فى تراب الأرض يستيقظون هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدى(36)".
كما اقتبس السيد المسيح نبوءة دانيال النبى عن "رجسة الخراب" وأشار بها إلى تدنيس الهيكل وخرابه ودماره النهائى سنة 70 م.
وأشار إلى الضيق العظيم الذى سيسبق مجيئه ثانية بقوله "لأنه حينئذ يكون ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون(37)". وهى نفس النبوءة التى سبق أن أعلنت لدانيال النبى فى رؤياه الأخيرة؛ "ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمه إلى ذلك الوقت(38)".