رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لعلنا نعلم بأن ما يواري الضيق هو الفرج وان الدمعة مفتاح الابتسامة ولعلنا نعلم أيضا أن كل ما يقال وما يحدث، مرسوم كجدارية تمر على سلسلة الزمان تروي مشيئة الله لنا. وفي كثير من الأوقات نجد أن الأمور مترابطة لغاية أو لمراد معين، وسنتطرق الآن إلى الصلاة والانتظار. إن الصلاة والانتظار أمران مترابطان، لا يمكننا أن نصلي للرب لأمر معيّن دون أن ننتظر استجابة. ولا يمكننا انتظار استجابة الرب لصلواتنا دون صلاة، فالرب يستجيب الصلاة حتى وان لم يتحقق الهدف من المرة الأولى. لقد صلى دانيال للرب في (دانيال 2:10ـ3) ولكن لم يأخذ استجابة لصلاته إلا بعد ثلاثة أسابيع. هل لأن الله لم يسمع صلاته إلا بعد ثلاثة أسابيع؟ كلا، لقد سمع الله صلاته من اليوم الأول ولكنه لم يستجيب إلا بعد ثلاثة أسابيع. لماذا يا ترى؟ لماذا يتمهل الرب في استجابة صلواتنا وطلباتنا؟ الجواب: لكي نتعلم الانتظار! نعم، إنه الانتظار، لأن للانتظار فوائد كبيرة لحياتنا ونمونا مع الله ولعلاقتنا معه، فوقت الانتظار هو وقت التلذذ بالرب، إذ يقول في (المزمور 4:37 ـ7) : "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك". أي أن وقت الانتظار يعلمنا بهجة وفرح الجلوس في محضر الرب. وقت الصلاة وتسليم أنفسنا وطلبتنا بين يديه يعنيان أن نستودع الله كل شيء، وان نكون مؤمنين بأن الله يختار الأفضل لنا دائما. أما وقت الانتظار، فهو الوقت الذي يزيل فيه الله الشوائب من قلوبنا لكي يجهزنا للاستجابة. عندما شفى الرب يسوع الأعمى، كما ورد في الإصحاح الثامن من إنجيل مرقص، فإنه لم يشفه بوضع يديه عليه مرة واحدة بل مرتين؛ في المرة الأولى أبصر الأعمى ولكن شفاءه لم يكن كاملا فلم يستطع أن يميز بين الأشياء التي يراها، كان محتاجا لأن يضع الرب يديه عليه مرة أخرى حتى يتحرر ويبصر جيدا . انظر أيضا شفاء الرب لأبن قائد المئة، لقد قال الكتاب المقدس عنه في (يوحنا 51:4) : "اخذ يتعافى". هذه العبارة تدل على انه لم يشفَ في الحال، بل استرد عافيته تدريجيا. فهذان المثالان لا يعنيان أن الرب يسوع غير قادر على الشفاء، ولكن الرب تصرف على هذا النحو ليعلن لنا أن وقت الانتظار الذي نعيشه عند صلاتنا هو وقت للتنقية والتحرّر، وأننا كلما انتظرنا كلما تمتعنا بحرية أكبر. ووقت الانتظار الذي يسبق الاستجابة ليس وقتا ضائعا فهو وقت تقوية وتدريب لأننا نتعلم فيه دروس الإيمان الثمينة. وقت الانتظار هو أيضا وقت للنضوج، لقد مسح صموئيل النبي داود ملكا، فهل تمتع داود بالمُلك مباشرة؟ كلا، كان عليه أن ينتظر بضع سنوات، لماذا؟ لكي ينضج قبل أن يصبح ملكا، لكي يعده الله ليقود الشعب بالطريقة التي يريدها الله. وهكذا هو وقت الانتظار، لكي ننضج ولنصبح جاهزين لما أعده الله لنا، وقت الانتظار هو وقت الإيمان الحي الفعال الذي يرى الأمور غير المنظورة أنها منظورة. طلب أليشع من نعمان ملك آرام أن يذهب إلى نهر الأردن ويغتسل سبع مرات لكي يشفى من برصه. لماذا هذا الطلب الغريب من رجل الله اليشع؟ ألا يكتفي من مرة واحدة؟ نعم، انه يكتفي من مرة واحدة، ولكن الله أراد أن يجعل من وقت نزوله لنهر في كل مرة وانتظاره الشفاء، أن يزداد إيمانه ويرتفع فوق المرض والألم لكي يتمجد الله من خلال المرض والألم والشفاء، وأيضا فإن وقت الانتظار هو وقت للمجازاة على الصبر، إذ يقول في (عبرانيين 35:10ـ36) "فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد". أي أننا بالصبر والانتظار ننال الوعود لان لهما مجازاة عظيمة من الرب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يشوع والانتظار ثلاثة أيام |
إيليا والانتظار |
عرض الطلب على الرب والانتظار |
سمعان والانتظار على رجاء |
كل غياب كان بيطفي جوايا نار اللهفه والانتظار |