فهـذَانِ هُمَا الزَّيْتُونَتَانِ والـمَنَارَتَانِ القَائِمَتَانِ أَمَامَ رَبِّ الأَرْض
الأربعاء من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب
وأُعْطِيتُ قَصَبَةً أَشْبَهَ بِالعَصَا، وَقِيلَ لي: “قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ اللهِ وَالـمَذْبَح، وَعُدَّ السَّاجِدِينَ فِيه. أَمَّا الدَّارُ الَّتِي في خَارِجِ الـهَيْكَلِ فَاطْرَحْهَا خَارِجًا وَلا تَقِسْهَا، لأَنَّهَا أُعْطِيَتْ لِلأُمَم، وهُم سَيَدُوسُونَ الـمَدِينَةَ الـمُقَدَّسَةَ اثْنَينِ وأَرْبَعِينَ شَهْرًا. وسَأُعْطِي شَاهِدَيَّ فيَتَنَبَّآنِ وهُمَا مُوَشَّحَانِ بِالـمِسْح، أَلْفًا ومِئَتَيْنِ وسِتِّينَ يَوْمًا”. فهـذَانِ هُمَا الزَّيْتُونَتَانِ والـمَنَارَتَانِ القَائِمَتَانِ أَمَامَ رَبِّ الأَرْض. فَإِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا فَتَلْتَهِمُ أَعْدَاءَهُمَا. وإِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، فَهـكذَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْتَل. وهـذَانِ لَهُمَا السُّلْطَانُ أَنْ يَحْبِسَا السَّماء، حَتَّى لا يَنْزِلَ الـمَطَرُ في أَيَّامِ نُبُوءَتِهِمَا. ولَهُمَا سُلْطانٌ على الـمِيَاهِ أَنْ يُحَوِّلاهَا إِلى دَم، وأَنْ يَضْرِبَا الأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَة، كُلَّمَا أَرَادَا. وَحِينَ يُتِمَّانِ شَهَادَتَهُما، يَشُنُّ الوَحْشُ الطَّالِعُ مِنَ الْهَاوِيَةِ الـحَرْبَ عَلَيْهِما، فَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُما. وَتَبْقَى جُثَّتَاهُمَا في سَاحَةِ الـمَدِينَةِ العَظِيمَة، الَّتي تُدْعَى عَلى سَبِيلِ الرَّمْزِ سَدُومَ وَمِصْر، حَيْثُ صُلِبَ رَبُّهُما أَيْضًا. ويَنْظُرُ إِلى جُثَّتَيْهِما أُناسٌ مِن مُخْتَلِفِ الشُّعُوبِ والقَبائِلِ والأَلْسِنَة والأُمَم، مُدَّةَ ثَلاثَةِ أيَّام ونِصْفِ يَوْم، ولا يَدَعُون جُثَّتَهُما تُدْفَنُ في قَبْر. ويَشْمَتُ بِهِما سُكَّانُ الأَرْض ويَتَهَلَّلُون، ويَتَبَادَلُونَ الـهَدَايا، لأَنَّ هـذَينِ النَّبِيَّينِ قَدْ عَذَّبَا سُكَّانَ الأَرْض. وَبَعْدَ الأَيَّامِ الثَّلاثَةِ ونِصْفِ اليَوْم، دَخَلَ فيهِما رُوحُ حَياةٍ مِنَ الله، فَوَقَفا على أَرْجُلِهِما، فَوَقَعَ على الَّذِينَ شاهَدُوهُما خَوْفٌ شَدِيد. وَسَمِعا صَوتًا عَظِيمًا مِنَ السَّماءِ يَقُولُ لَهُما: “إِصْعَدا إِلى هُنَا!”. فَصَعِدا في الغَمَامَةِ إِلى السَّمَاء، وشَاهَدَهُما أَعْدَاؤُهُما.
قراءات النّهار: رؤيا ١١: ١-١٢ / لوقا ٥: ٣٣-٣٩
التأمّل:
“فهـذَانِ هُمَا الزَّيْتُونَتَانِ والـمَنَارَتَانِ القَائِمَتَانِ أَمَامَ رَبِّ الأَرْض”
لقد رأى الآباء في هاتين الزيتونتين رمزاً إلى مار بطرس وبولس اللّذين استشهدا قبل كتابة سفر الرؤيا في أواخر القرن الأوّل!
يأتي هذا النصّ في سياق تشجيع المسيحيّين لدى تعرّضهم للإضطهاد وتثبيت رجائهم بمصيرٍ لا يضع الموت له حدّاً!
فعلى مثال بطرس وبولس، كلّنا مدعوّون للأمانة للربّ يسوع ولو حتّى الموت في سبيل أن نكون من مستحقّي الحياة الحقيقيّة والأبديّة!