رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فاطمة ناعوت ومقالة جديدة بعنوان فاكرين الثورة؟ بقلم فاطمة ناعوت فاكرين ثورتنا الجميلة، وأيامها الـ١٨ التى لا تشبهها أيام؟ حُلوُها كان شهدًا. ومُرُّها كان نبيلاً، لأنه مغموسٌ بطعم الأمل فى غد أجمل. كنّا نهتفُ ونقفزُ ونُغنّى لمصر. ننكبُّ على الأرض لنخطَّ الشعارات، ثم نرفعها عاليةً فى السماء. غاضبة: «ارحلْ». حاسمة: «الشعب يريد». ضاحكة: «امشى بقا ايدى وجعتنى». وواثقة فى مصرَ حديثة يصنعُها المصريون بوحدتهم. طرّزنا حلماً واسعاً بحجم وطن ديمقراطى حرّ يحترمُ القانونَ، ويُحترَم فيه الإنسان. وتحت مظلّة هذا الحلم الأكبر، نُسِجَت أحلامٌ صغرى كثيرة حَلُم بها كلُّ مصري. العاطلُ حَلُم بـ: انتهاء البطالة. الفقيرُ: اختفاء الجوع. المظلوم: تفعيل القانون. المغلول: الحرية، المُعوّق: وطن متحضّر يحترم الاحتياجات الخاصة، بالفعل لا بتصريحات الشاشات. الآباء والأمهات: تعليم راق لأطفالهم. المريض: رعاية صحية. سكّان العشوائيات والمقابر: وطن يحترم آدميتهم. الخطيبان: وطن بلا أزمة سكن يبنيان فيه عُشَّهما. السائقون: شوارع منظمة. الفلاح: الأسمدة والبذور والرىّ. العامل: قانون يحمى حقوقه، العجائز: معاش يحترم شيخوختهم. المثقف: وطن تنتعش فيه الثقافة والإبداع. التشكيليّ: مجتمع يحترم الفن الراقى ويعلّمه للصغار. ومثله الموسيقىّ والنحاتُ والشاعر وراقصة الباليه. العالِم: دولة تحترم البحث العلمى. حتى اللص حَلُم بوطن حانٍ يُجبره على حبّ مواطنيه فلا يسرق. وحلم أطفال الشوارع بأمٍّ طيبة اسمها مصرُ. وأنا كان حلمى بسيطًا: مصرُ تليق باسمها الذى صنعته كبيراً منذ خمسين قرنًا. عديد الأحلام خبأها المصريون فى صدورهم عقودًا، لكى يسكبوها على أرض مصر، ويُطيّروها فى سمائها طوال ثمانية عشر يومًا. فاكرين؟ أُسميّها «أيام البراءة». لأن أحلامنا كانت صادقةً، وإيماننا بها كان بريئًا. يخرجُ الثائرُ من بيته وهو يعرف أنه لن يعود إلا حُرًّا، أو شهيدًا. فالحلمُ كبيرٌ، يستحق الدمَ الذى يُسفح. فُقِئَت عيونٌ. وأُريقَ دمٌ. وطار شهداءُ إلى السماء فرحين، وصرخت أمهاتٌ صرخة الثكل، موشاةً بفرح رىّ زهرة مصر الحديثة بدم طفلها. وسقط مبارك، فتحقق هدفُ الثورة الأول. ثم ماذا؟! أين مصرُ التى حلمنا بها فى عصر البراءة؟ أين مصرُ التى حلمنا بها منذ عقود؟ الثورة قامت لأن منحنى التحضّر آخذٌ فى الهبوط منذ الستينيات بشكل منتظم حتى تحولنا من مجتمع متحضر منظم إلى مجتمع فوضوى يسكنه الجهلُ والشعوذة. ثُرنا لكى نقبضَ على طرف هذا المنحنى الهابط، ونُجبره على تعديل مساره لأعلى فنعلوا معه. فهل نحن الآن فاعلون هذا، أم وقعنا تحت المنحنى، فدهسنا واستأنف هبوطه بإيقاع أسرع وأكثر فجاجة؟ سألنى أحدُ الثوار: هل أندمُ على الإطاحة بمبارك، لأن الحال الآن أسوأ؟ وأجيبه: وهل لابد أن نختار دائماً بين سيئ وأكثر سوءًا؟! أليس لنا الحقٌّ فى الأفضل؟ الثورة لم تنته بعد! فى «عصر البراءة»، كتبتُ بتاريخ ٢ فبراير ٢٠١١، مقالاً بجريدة «اليوم السابع»، عنوانه «أشرف ثورة فى تاريخ مصر». حين كانت الأحلامُ. أين سقطت الأحلام من جيوب المصريين وأفئدتهم؟ وكيف ضحينا بها هكذا؟ أسألُ كلَّ ثائر من ثوار يناير: أهذا ما ثُرتم من أجله؟ هل سُفح الدمُ ودُهِستِ الأجساد، وفُقئتِ العيون من أجل «أخونة» مصر؟ هل أنتم راضون عما أسفرت عنه الثورة حتى الآن؟ هل توحدنا وتحررنا وتحضّرنا؟ إذن، شكراً للشهداء الذين منحوا دماءهم للإخوان، لا لمصر! ويظلُّ السؤالُ: فاكرين الثورة؟ المصدر : المصرى اليوم التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 13 - 08 - 2012 الساعة 09:42 AM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|