مستشفى الساحل التعليمي بشبرا ملجأ المرضى الفقراء والبسطاء والمطحونين, الذين يأتون إليه ليس من منطقة شبرا المزدحمة بالسكان فقط ولكن من جميع محافظات مصر؛ أملا في الحصول على علاج يناسب ظروفهم المادية الصعبة, وبدلا من العناية بهذا الصرح وتطويره والاهتمام به تحول إلى مرتع للبلطجية وأرباب السوابق من المصابين في المشاجرات التي تقع بينهم بشكل يومي، وكانت آخر واقعة تعرض لها المستشفى يوم الأربعاء الماضي؛ حيث تم غلق أبواب قسم الاستقبال أمام المرضى بسبب تعرض الأطباء المستمر للضرب والإهانة من قبل هؤلاء البلطجية، فأغلبية المصابين لا يرغبون في عمل محاضر مثبتة بالإصابة بإدارة المستشفى حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية, ومن داخل مستشفى الساحل كان لـ«رصد. كوم» العديد من اللقاءات مع مسئولي المستشفى وخصوصا بعد إضراب الأطباء والممرضين عن العمل في هذا القسم؛ احتجاجا على تعرضهم للإهانة بشكل يومي.
اعتداء بالضرب والإهانات اللفظية
في البداية تقول د. مها حمزة - المدير الإداري ومساعد المدير العام للجودة -: إن الامتناع عن العمل هو امتناع جزئي وليس كليا, فالمستشفى تعمل بكامل طاقتها, وأن أطباء هذا القسم المضربين عن العمل أضربوا؛ لأن اعتداءات البلطجية عليهم أصبحت متكررة وغير محتملة, وأنا شخصيا تم الاعتداء عليّ بالضرب والإهانة اللفظية أكثر من مرة، فهذه محاولة من الأطباء للحفاظ على أمنهم وأمن النزلاء بالمستشفى, ومن يوم السبت الماضي قررنا غلق هذا القسم رسميا بعد ما طلبنا من الجهات المختصة إرسال قوات معاونة لطاقم الأمن ونقطة الشرطة الكائنة بالمستشفى؛ لأنها غير كافية لأن البلطجية يأتون بأعداد كبيرة تتعدى العشرين فردا وكلهم مسلحون, ولكن تلك الجهات تخاذلت عن توفير الأمن لنا, وإحقاقا للحق تم إرسال سيارة شرطة عسكرية تابعة للقوات المسلحة بها أربعة جنود جلست لمدة 12 ساعة فقط, وعند حدوث مشاجرة والاعتداء عليهم تركوا المستشفى وانصرفوا ولم نراهم لا هم ولا غيرهم مرة أخرى, وأنا أطالب كافة الجهات المسئولة بتوفير الأمن للمواطن, وأن يقوموا بحماية تلك المستشفيات التي يعتمد عليها الفقير في تلقي العلاج قبل الغني.
بلاغات بلا جدوى
ومن جانبها تؤكد نيرمين محمد أحمد - إحدى العاملات في قسم التمريض بالمستشفى - أنه تم الاعتداء عليها بالضرب والسب أكثر من مرة, وهناك بلاغات تثبت تلك الوقائع بلا جدوى.
إمكانيات التأمين معدومة
وأوضح طارق عبد العال - مسئول الأمن بالمستشفى - أن القوة الأمنية داخل المستشفى 15 فردا فقط, وليس لدى أي فرد سلاح؛ لكي نقوم بالتعامل مع هؤلاء عند حدوث الاعتداء على المستشفى, والنقطة التابعة لوزارة الداخلية والمستشفى قوتهما ضعيفة جدا, وعندما يأتي المصاب إلى هنا يكون معه عدد لا يستهان به, وأغلبيتهم من أصحاب السوابق ويحملون السلاح.
الداخلية متقاعسة
أما د. سلامة قريطم - استشاري مخ وأعصاب بالمستشفى - فيؤكد أن هذه الأحداث الجارية ممنهجة من قبل الداخلية, ولا بد من محاكمة كافة القيادات المسئولة عن هذا التخاذل الأمني داخل المستشفيات الحكومية, ونحن كأطباء نرصد أدلة لمحاسبة هؤلاء فأجهزة الأمن خانت المريض قبل المعافى, وبدلا من أن يقوموا بتأمين الفنانين والراقصات وماتشات الكورة الأولى بهم أن يوفروا الأمن بالمستشفيات التي يعتمد عليها الفقير أثناء مرضه, ويقوم الأطباء وطواقم التمريض على خدمتهم، وتساءل قريطم: لماذا لا يحدث ذلك في المستشفيات الخاصة التي يمتلكها تجار لحوم البشر؟.حياة المرضى في خطر