|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ونانسي: «الإكليل» بالكنيسة.. والزفاف «رمضاني».. و«الدخلة» مع «ثورة يوليو» كسر العروسان، هانى ونانسى، المفهوم السائد للوحدة الوطنية، المرتبط بصورة تعانق الهلال مع الصليب، وتشابك أيدى البابا مع شيخ الأزهر، ليقدما شكلا أكثر واقعية، مدشنين زفافهما، ورحلة زواجهما بإفطار لمعارفهما المسلمين . لم يجد هانى الأعصر ونانسى مُرقس موعدا مناسبا لحجز الكنيسة لصلاة الإكليل، إلا فى 23 يوليو من هذا العام الذى يوافق الذكرى الستين لحركة الجيش فى 1952، ويوافق أيضاً يوم الرابع من رمضان، وتحديداً فى الخامسة مساء . موعد لم يكن مناسبا بالطبع لحضور أصدقائهم من المسلمين، لقربه من ساعة الإفطار. فكر العروسان فى طريقة تضمن حضور أصدقائهما الصائمين، بشكل لا يحملهم مشقة إضافية على صيامهم، خاصة مع درجة الحرارة المرتفعة . برقت فى ذهن هانى، الصحفى والباحث فى العلوم السياسية، فكرة الربط بين طقوس الدينين، ولو بالتعاقب، فإذا كان ضيوفهم المسلمون سيتوجهون للكنيسة للمشاركة فى طقس الزواج الدينى، فليشارك هو ونانسى وأهلهما وضيوفهما الأقباط المسلمين الأجواء الروحانية لرمضان، بأن يكون الإفطار جزءاً من حفل زفافهما . بعد تراتيل صلاة الإكليل فى الكنيسة، كان نفس الضيوف، مسلمين ومسيحيين، ينصتون للصوت السماوى، محمد رفعت، على مائدة الإفطار المجهزة مسبقا فى أحد فنادق مصر الجديدة، ليفطر الجميع معا، ثم يصمتون فترة، ليصلى المسلمون المغرب . قال هانى لـ«المصرى اليوم»: «الوحدة الوطنية ليست كلاماً، بل ممارسة، هذا ما فعلته أنا ونانسى، حين راعينا ظروف أصدقائنا، ولو كانوا، بدورهم، بداخلهم نزعة طائفية، لما تركوا الأجواء الرمضانية ليحتفلوا معنا فى الكنيسة». مضيفا أنه تعود على صيام رمضان منذ صغره، ويتذكر حين كان لاعبا فى فريق كرة اليد، كان يطلب من مسؤولى الفريق تأجيل وجبة الغداء المخصصة له، ليفطر مع أصدقائه المسلمين. ويروى كيف كان مع أصدقاء يبحثون عن مطعم ليفطروا فيه، وحين لم يجدوا، توجهوا لمائدة رحمن، لكن القائمين عليها اشترطوا على ضيوفهم أن يصلوا المغرب معهم أولاً، فاضطر للانسحاب . ميرفت يونان، والدة العروس، التى بدت منشغلة بكل تفاصيل الفرح، قالت: «اتفقنا مع إدارة الفندق على تقديم صنفين من الأكل، مع العصير، فى بداية الفرح لحين فتح البوفيه بعد الزفة، لأن معظم أصدقائنا من المسلمين ونحن حريصون على وجودهم، أنا عزمت النهاردة اتنين من أعز صديقاتى، اعتبرهما أكتر من أخواتى، اعتدت على مشاركة أسرتيهما فى الاحتفال برمضان، وقد أسبقهما إلى شراء الياميش وعمل الكنافة والقطايف، وعادة ما نؤخر وجبة الغداء للمغرب، ونتجنب تناول أى مشروبات أمام معارفنا المسلمين ». « فكرة مجنونة»، هكذا وصفت ميرنا صديقة العريس، حين عرفت بفكرة إقامة الفرح فى رمضان، معتبرة أن تقديم الطعام فى بداية الحفل «مغامرة غير محسوبة» لأن معظم الأفراح يغادرها المعازيم بعد وقت قليل من البوفيه، لهذا يفضل أغلب أصحاب الأفراح تأجيل الطعام حتى نهاية الحفل، كما أبدت ميرنا قلقها من أن شعور المعازيم بالثقل بعد الطعام قد يمنعهم من المشاركة فى أجواء الفرح الصاخبة عادةً . الدهشة كانت ردة فعل الإعلامى أحمد مختار، صديق العريس، على دعوة هانى لفرحه مع حفل إفطار، يقول مختار: «اتخضيت لما عرفت.. فرح فى رمضان؟ لم نعتد ذلك كمسلمين، لم أتوقع حضور هذا الكم من المعازيم، خاصة المحجبات، كان منظرهن داخل الكنيسة أثناء صلاة الإكليل رائعا ». مختار عبر عن سعادته بفكرة الفرح، فلم يكن يتخيل أن يخرج «بكل هذا الجمال»، ليعكس صورة المصريين الحقيقية، التى لا تفرق بين مسلم ومسيحى، وتؤكد «أننا مجتمع متسامح قادر على استيعاب كل الحضارات والأديان والثقافات ». كانت لـ«العريس» هانى الأعصر «أحلام رمضانية»، لكن الوقت لم يسعفه لتنفيذها، يقول هانى: «كنت أريد توزيع العصائر والتمور على المعازيم بعد الانتهاء من صلاة الإكليل فى الكنيسة وطلبت من إدارة الفندق تقديم المشروبات الرمضانية مثل الكركديه وقمر الدين والخشاف ووضع أطباق من الكنافة والقطايف على قائمة الوجبات المقدمة لضيوف الفرح، إلا أنهم لم يستطيعوا تنفيذ الطلب لأن قائمة الطعام المخصصة للأفراح، لم تكن تضم تلك النوعية من المشروبات والحلويات خاصة القطايف ». يضيف هانى: «كنت أريد تطوير ديكور الفرح، فنحن فى الشهر الكريم، مثلاً أردت أن يكون الديكور من قماش الخيامية (الفراشة)، على أن يتم تزيين الموائد بالفوانيس مع عرض لأشهر الأغانى الرمضانية، خاصة الأغانى التى تربط بين الأجواء الرمضانية والعرس «هاتوا الفوانيس يا ولاد، هنزف عريس يا ولاد» إلا أن ضيق الوقت منعنى من تنفيذ الفكرة كما أريد ». حرص عدد من الشخصيات العامة على حضور الفرح حيث تربطهم علاقة صداقة وعمل بالعريس، فحضر الزفاف كل من الشاعر والإعلامى عبدالرحمن يوسف القرضاوى، والدكتور عمرو هاشم ربيع، مدير وحدة النظم السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وعصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، والفنان ماجد الكدوانى الذى اكتفى بالتواجد فى الكنيسة لمشاركة العروسين فرحتهم . المصرى اليوم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|