رئيس السلام و هدنة الكريسماس

[walaa farouk]

====================

فى أثناء الحرب العالمية الاولى و التى وصفت بأبشع حروب العالم
حيث ادى توازن القوى بين الاطراف المتحاربة الى استنزاف جميع الاطراف
..و خصوصا استنزاف الافراد..حيث كان يموت مئات من الجنود الشباب يوميا
فى خنادقهم التى حفرت على طول خطوط المواجهة...
بدون تقدم او مكاسب استراتيجية لاى من الطرفين..
و فى ظل هذة الاجواء المكفهرة و الوعود الكاذبة من القادة السياسيين
بقرب انتهاء الحرب.. كان الجنود فى حالة من اليأس و يتوقون الى مخرج من الازمة..
و تحديدا فى ليلة عيد الميلاد عام 1914..
كان الجنود الانجليز متحصنين فى خنادقهم فى مواجهة الالمان
و يشعرون بالحنين لبيوتهم...التقطت اذان الانجليز اصواتا اتية من ناحية الالمان
...لم تكن اصوات مدافع او بنادق..بل كان الالمان يرنمون ترنيمة من ترانيم عيد الميلاد.
.ظن الانجليز فى البداية انها خدعه من الالمان.
. الا انهم انضموا اليهم اخيرا فى الترنيم..يروى- فى احد المراجع التى تتكلم عن هذه القصة
- ان الكثيرين شعروا بالسلام يعم قلوبهم بعد ان كان يملؤها الخوف
..و شعروا بحضور الله يعم المكان..
انتهت الليله بدون قتال و لكن بحذر من الطرفين...الا انه فى صباح عيد الميلاد.
..فوجيء الجنود الانجليز بشبح جندى المانى يتقدم نحوهم...اتخذ الجميع مواقعه..
.عمرت البنادق و صوبت...الا انه اتضح ان الجندى لم يكن يحمل اسلحة او حتى علما ابيض.
.لقد كان يحمل شجرة صغيرة و مثبت عليها بعض الشموع و هو يلوح مبتسما..
اكتست وجوه الانجليز بالذهول.. و بدأوا يخرجون رؤوسهم من الخنادق
و هو امر خطير للغاية...الا ان الالمان لم يطلقوا النار..
.و نظر الانجليز الالمان هم ايضا خارج خنادقهم يلوحون للانجليز..
اخيرا قفز جندى المانى عابرا الاسلاك الشائكة و تبعه جنود اخرين
..و بدأ الانجليز يحذوا حذوهم و تقابلوا فى المنطقة الفاصلة بينهم..
و بدأوا يتكلمون و يسلموا على بعض و يتضاحكوا...بل ان الضباط تبادلوا التحية العسكرية!..
نسى الجميع الحرب للدرجة التى تبادلوا فيها هدايا الكريسماس و الاطعمة
و جلسوا يتسامرون فى المنطقة الفاصلة..بل انهم نظموا دورة بينهم فى كرة القدم..
صنع يسوع السلام- كعادته- بين الجنود المتحاربين فى يوم ميلادة بالرغم من انف الاوامر العسكرية!
كنت قد قرأت قصة اخرى شبيهة بذلك رواها ابونا لوقا سيداروس.
.أنه فى نكسة 67 تم استدعاء الجنود المصريين الاحتياط الى سيناء فى ظروف مفاجئة و صعبه
..كان الجنود يوضعوا معا باعداد كبير فى عنابر ضيقة لا تكاد تكفيهم بدون سلاح.
.و الجميع لا يعرفوا بعضهم البعض و لا يعرفوا ماذا سيفعلون اذا واجهوا العدو...
و فى احد العنابر كان الجميع صامتين و تعلو وجوههم الخوف..
.عدا احد الشبان الذى كان يبدو مطمئنا..
. اخيرا اخترق حاجز الصمت احد العساكر موجها حديثه لهذا الشاب: حد يقول حاجة!
رد الشاب: هقرالكوا حتة من الانجيل..ماشي؟ وافق الجميع و فتح الشاب انجيلة عشوائيا ليقرأ:
"ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع
وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود
جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: سلام لكم" (يو20 : 19 )
ملأ السلام قلب الشاب و سالت دموعه و بدأ يشرح للاخرين القصة.
..ثم قال لهم: اشعر ان الله لن يتركنا و لن يؤذى احد من هذه المجموعة
..و فعلا مرت الايام و انتهت الحرب و لم يفقد احد من هذة المجموعة .
نحن نمر بأيام صعبة فى مصر..و الجميع خائف.
.لكن " يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد" (عب 13 :
فى ذكرى ميلاد السيد المسيح...علينا ان نتذكر انه " رئيس السلام" .
..انه هو الوحيد القادر ان يعطى قلوبنا سلاما..لانه الوحيد الذى يملك سلاما حقيقيا.
..فالعالم المتغير لا يمكن ان يعطينا ابدا سلام اذ هو لا يملكه..
"لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه
ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام" (اش 9 :1)
(نبؤة اشعياء النبى عن ميلاد السيد المسيح قبل ميلادة بمئات السنين)

[Mary Naeem]

ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام" (اش 9 :1)
(نبؤة اشعياء النبى عن ميلاد السيد المسيح قبل ميلادة بمئات السنين)

آمين يا رب

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى