ولكن نقطة بداية شرح الكتاب المقدس تنطلق
من معرفة نصوصه الأصلية، فمعنى النص لا بُدَّ من أن يرتبط بالنص الأصلي نفسه، ولا يخرج عنه لا بالمعنى اللفظي في حرفه بل في روحه، مع العلم بأن الارتباط بالنص هنا هو ارتباط أمانة بإخلاص من يعرف الرب برؤيا وإعلان، وبالتالي هو صادق في التعبير عن مقاصد الله كما يحتويه النص الأصلي، وليس حسب رأيه أو قناعته الشخصية.
ولكن مع التدقيق في النص الحرفي في أصله اللغوي والكتابي،
ينبغي علينا أن نعرف أن ما قبل النص المكتوب، هناك صاحب النص نفسه، أي المصدر، ولكي يكون الشرح صحيحاً ينبغي التعرُّف الشخصي الخاص على صاحب النص، لنحصل على قوة النعمة التي تفيض منه في القلب وعلى الذهن لنستنير ونفهم الكتب في نور القصد الإلهي المستتر بالسرّ فيها بكل تدقيق مُتبعين الروح الواحد عينه التي كُتبت به: لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بطرس 1: 21)