|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بهتت الجموع من تعليمه {مت 7 : 28 } بقلم قداسة البابا شنودة الثالث هكذا اختتمت العظة علي الجبل فلما أكمل يسوع هذه الأقوال,بهتت الجموع من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة مت7:29,28 فلتكن هذه العبارة موضع تأملنا.. له سلطان كان يعلمهم كمن له سلطان فأي سلطان هذا الذي كان له؟ واضح أنه كان يتكلم بسلطان المشرع. لقد تكررت علي فمه هذه العبارة في أكثر من موضع:سمعتم أنه قيل للقدماء...أما أنا فأقول لكمقال هذا في حديثه عن خطية القتلمت5:21وفي حديثه عن خطية الزني مت5:28,27وفي حديثه عن شريعة الطلاقمت5:32,31وفي حديثه عن القسممت5:34,33وعن عبارة عين بعين وسن بسنمت5:39,38وعن العلاقة مع القريب والعدومت5:44,43 وفيما بعد-في حديثه عن شريعة السبت-قال لهمفإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا.مت12:8وباعتباره رب السبت هو إذن يشرع للسبت كما يشاء. ولما قال للمفلوج مغفورة لك خطاياكوتذمر الكتبة في قلوبهم قال لهملكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا علي الأرض أن يغفر الخطايا...قال للمفلوج:قم احمل سريرك وامشمت9:2-6. إن له سلطان في أمور عديدة وبالإضافة إلي سلطانه في التشريع: كان له سلطان علي نفوس سامعيه,يؤثر فيهم بجاذبية عجيبة. كانت له جاذبية في شخصه في صلاته في أسلوبه...جاذبية لاتقاوم... سلطانه في التأثير تسنده الثقة به والإعجاب بشخصيته.. إنه تأثير الحق الذي ينطق به ونقاوة التعليم ولم يحدث لأهل جيله أن سمعوا من قبل معلما مثله لذلك بهتوا من تعليمه. ولاشك أنه عندما أنهي عظته,ماكانوا يريدون لها أن تنتهي بهتوا من تعليمه. ليس فقط سامعو العظة علي الجبل قد بهتوا من تعليمه وحتي عندما كان فتي صغيرا في الثانية عشرة من عمره وكان يجلس في أورشليم وسط المعلمينفي الهيكليسمعهم ويسألهم قيل إنكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبتهلو2:47,46 وفيما بعد حين سألوه قائلينيا معلم نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولاتبالي بأحد لأنك لا تنظر إلي وجوه الناس فقل لنا...أيجوز أن نعطي جزية لقيصر أم لا؟فأجابهم بعبارته الشهيرةأعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله للهفلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوامت22:15-22هم أيضابهتوا من تعليمه. كذلك لما سألوه الصدوقيون-منكرو القيامة-عن المرأة التي تزوجت سبعة إخوة الواحد بعد موت الآخر,لمن تكون في القيامة؟وأجابهم بأنه في القيامة يكونون كملائكة الله في السماء لايزوجون ولايتزوجون قيل بعد ذلكفلما سمع الجموع بهتوا من تعليمهمت22:33 كانوا يبهتون من أجوبته,وأيضا من أسئلته. وهكذا عندما سأل الفريسيينماذا تظنون في المسيح ابن من هو؟فلما أجابواابن داودسألهم كيف إذن يدعوه داود بالروح ربا قائلا:قال الرب لربي اجلس عن يميني حتي أضع أعداءك موضعا لقدميك.. فإن كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه؟مت22:45,41. طبعا بهتوا من هذا السؤال وبعد ذلكلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله البتةمت22:46. وأيضا لما سأل رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب:معمودية يوحنا:من أين كانت؟من السماء أم من الناس؟بهتوا أيضاوفكروا في أنفسهم قائلين:إن قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به!وإن قلنا من الناس نخاف من الشعب لأن يوحنا عند الجميع مثل نبيفأجابوا وقالوا لا نعلممت21:23-27 ليس معاصرو المسيح فقط هم الذين بهتوا من تعليمه بل كل الأجيال جميع الأجيال من زمن تجسده وحتي الآن تقف مبهوتة من تعليمه وبخاصة من شريعة الكمال التي قدمها للبشرية بقوله كونوا أنتم أيضا كاملين,كما أن أباكم الذي في السموات هو كاملمت5:48...وقولهأحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكممت5:44وقوله للشاب الغنيإن أردت أن تكون كاملا اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعنيمت19:21...وإن أردنا أن نتكلم عن الكمال في تعليمه,فلا تكفينا الكتب... المسيح المعلم كان الجميع ينادونه بهذا اللقب:يامعلم بهذا اللقب خاطبه الكتبة والفريسيون مت12:38والناموسيونمت22:16 والصدوقيونمت22:24كما خاطبه نيقوديموس بلقب يا معلميو3:2 وتلاميذه كانوا يقولون له يا معلميو4:31وهكذا نادته المجدلية بعد القيامة ربوني-الذي تفسيره يا معلميو20:16والشاب الغني قال لهأيها المعلم الصالحمت19:16. وهو نفسه عندما غسل أرجل التلاميذ قال لهمأنتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لأني أنا كذلك فإن كنت-وأنا السيد والمعلم-قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض لأني أعطيتكم مثالا حتي كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضايو13:13-15. وهكذا-كمعلم-قدم القدوة الصالحة والمثال العملي إن لقب معلم له معني أوسع من كلمة واعظ.. فالواعظ قد يقول كلاما مؤثرا من جهة الفضيلة لكن المعلم نطاقه في التعليم أوسع بكثير فلا يقتصر علي الفضيلة فقط بل يشمل أيضا الإيمان والعقيدة وكل شيء كما أنه يشرح ويفسر ويثبت بالأدلة والآيات. والله منذ القديم كان يعلم شعبه وقد قال له داود النبي في مزاميره علمني يارب طرقك فهمني سبلك وربني في حقك وعلمنيمز25:5,4علمني فرائضكعلمني أحكامكمز119:108,12 وكان السيد المسيح يعلم ويشرح بأمثال من الحياة العملية بأمثال من حياة الزراع والصيادين,والتاجر,والوكلاء,والوزنات والمرأة التي تضع الخميرة في العجينمت13:25والعذاري والعرسمت25والعبيد الذين ينتظرون سيدهم ساهرينمت24,لو7 وكان يعلم في كل مكان وفي كل مناسبة في العظة الطويلة التي أوردها إنجيل متي كانت علي الجبل مت5-7وفي معجزة الخمس خبزات والسمكتين كان يعظ في موضع خلاءمت14:15وأحيانا كان يكلم الناس وهو في سفينةمت13:2,1وأحيانا كان يدخل بيتا ويعلم كما في معجزة شفاء المفلوجمر2:1كما كان يعلم أيضا في مجامع اليهودمت4:23مت9:35وأحيانا وهو ماش في الحقول بين الزروعمت12:1وأحيانا وهو علي شاطيء البحيرة لما ظهر لتلاميذه بعد القيامةيو21. وكان ينتهز كل فرصة ليلقي تعليما. لما ناقشوه في حفظ السبت ألقي تعليما مثبتا بالأدلة عن أنه يجوز فعل الخير في السبوتمت12:2-12ولما اتهموه بأنه ببعلزبول يخرج الشياطين أعطاه تعليما عن أن كل بيت ينقسم علي ذاته يخربمت12:25ولما انتقدوا تلاميذه علي أنهم يأكلون بأيد غير مغسولة قدم تعليما عن أن ما يدخل الفم لا ينجس الإنسان,بل ما يخرج من الفممت15:11كذلك عندما قام بتطهير الهيكلمت21قدم أكثر من تعليم ولما اختار متي العشار تلميذا وجلس في حفل مع العشارين والخطاة وانتقد الفريسيون ذلك,قدم لهم تعليما في مبدأ روحي قال فيهلا يحتاج الأ صحاء إلي طبيب بل المرضي...لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبة..أريد رحمة لا ذبيحةمت9:11-13. وحتي وقت القبض عليه لما ضرب بطرس أذن عبد رئيس الكهنة قال له السيد معلمارد سيفك إلي غمده لأن الذين يأخذون بالسيف بالسيف يؤخذونمت26:53. وكان المسيح شعبيا في تعليمه يتهافت حوله الناس ويتزاحمون ففي مناسبة معجزة الخمسة خبزات والسمكتين كان حوله خمسة آلاف من الرجال عدا النساء والأطفالمت14:21أي ما يقرب من اثني عشر ألفا وفي معجزة شفاء المفلوجسمع أنه في بيت.. وللوقت اجتمع كثيرون حتي لم يعد يسع ولا ما حول البابمر2:2,1وفي قصة زكا لم يقدر أن يري السيد من الجمع فصعد إلي جميزةلو19:4,3وفي إحدي المرات جلس عند البحر فاجتمع إليه جموع كثيرة حتي أنه دخل السفينة وجلس والجمع كله واقف علي الشاطيء فكلمهممت13:1-3. كان معلما محبوبا قيل عنه:هوذا العالم قد ذهب وراءهيو12:19. وقيل عنه إنه كان يطوف المدن كلها والقري يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب مت9:35مت4:23فذاع خبره في جميع سوريةوتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردنمت4:25,24. ولم يكن معلما فقط,بل كون له مدرسة وتلاميذ في الأول اختار له اثني عشر تلميذا ودربهم وأرسلهم وأوصاهم بما يفعلونمت10ثم اختار خمسين آخرين وأرسلهم أيضاوصحح لهم الأفكار التي حاربتهملو10والكل منحهم سلطانا وكانوا فعلا إعداد خدام قضوا معه أكثر من ثلاث سنوات في الإعداد للخدمة وأمرهم ألا يبدأوا إلا بعد حلول الروح القدس عليهملو24:49ثم قال لهمولكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وحينئذ تكونون لي شهودا في أورشليم وكل اليهودية وفي السامرة وإلي أقصي الأرضأع1:8. ومن أهمية التعليم, كل المؤمنين به دعوا تلاميذ وكانت رسالته إلي تلاميذه أن يعلموا ويكرزوا ويكونوا تلاميذ.. فقال لهم:اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم...وعلموهم جميع ما أوصيتكم بهمت28:20,19أكرزوا بالإنجيل للخليقة كلهامر16:15. وهكذا كان معلما أنشأ مدرسة للتعليم,وقد نشرت تعليمه لجميع الأمم وللخليقة كلها وقد بهت الجميع بتعليمه. |
05 - 09 - 2012, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: بهتت الجموع من تعليمه {مت 7 : 28 } بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
ربنا ينيح نفسة الطاهرة في فردوس النعيم
شكرا علي المشاركة الجميلة ربنا يعوض تعب محبتك |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|