التفجيرات تحوّلت إلى مليارات فى «مصر المستقبل»

[Mary Naeem]

التفجيرات تحوّلت إلى مليارات فى «مصر المستقبل»

نقلا عن مبتدا

لم تكن انطلاقة مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى بحاجة لشهادة أى جهة لتأكيد نجاحه المبهر، إذ من الواضح أن كل شىء كان مجهزًا بدقة بالغة قبل إعطاء الرئيس السيسى شارة البدء، أمس الجمعة.

بالأرقام.. مؤتمر شرم الشيخ يكسر حاجز الترليون

حضور الدول الفقيرة.. ذكاء سياسى غير محدود.. وعودة إلى قلب إفريقيا

أمريكا فوجئت بحجم الحضور والاستثمارات.. وغيّرت نبرتها بـ«مساعدات قريبة لمصر»

فى هذا الإطار، فإن عوامل عدة يمكن رصدها على النحو التالى:

أولًا: جودة المشروعات المطروحة، حيث تم الاستعانة فى إعدادها بشركات دولية، وهو ما كان له بالغ الأثر فى جذب مستثمرين من جميع أنحاء العالم.

ثانيًا: الاستعانة بشركات ترويج دولية متخصصة، حيث تم التعاقد مع خمس شركات، لها باع طويل فى السوق الخليجية.

وزير التجارة الصينى

ثالثًا: الحشد السياسى، وهنا تجلى ذكاء الإدارة المصرية فى التركيز على دول الخليج والدول الصديقة حقًا لمصر، كالصين وروسيا، فحضر رؤوساء وأمراء وملوك ورؤساء حكومات، ورؤساء وفود بمواقع مهمة، بدءًا من وزراء متخصصين وحتى سفراء تلك الدول بالقاهرة، فضلًا عن منظمات دولية مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وبنك التعمير الأوروبى والصندوق العربى للإنماء، بعيدًا عن أهداف خفية تضمرها دول كالولايات المتحدة الأمريكية، وإن كانت تلك الأخيرة تفاجئت، بحسب صحف عالمية، بحجم الحضور والاستثمارات فتغيرت نبرتها كثيرًا، وهو ما ظهر فى كلمات وزير الخارجية جون كيرى، الذى تحدث عن "مساعدات قريبة لمصر"، أغلب الظن أننا لم نعد بحاجة إليها.

من ناحية أخرى، استغلت الدولة المصرية تواجد شركات أجنبية بالفعل فى السوق المصرى، فى القيام بدعاية غير مباشرة للمؤتمر، والحديث هنا عن لقاءات الرئيس السيسى برؤساء شركات عالمية مثل كوكا كولا، سيمنز، وفودافون، قبل المؤتمر بأيام.

السيسى والرئيس الرواندى

رابعًا: بُعد نظر وفطنة تُحسد عليها القيادة السياسية، فحسب تصنيف الدول المشاركة فى المؤتمر، وعددها 98 دولة، منها 30 دولة تصنف باعتبارها أغنى من مصر، و59 دولة أفقر منها، وتحتل 10 دول من الدول الفقيرة قائمة العشر دول الأكثر فقرًا، ومنها الكونغو، غينيا، إفريقيا الوسطى، النيجر، الصومال، وتشاد، ولكن تواجد من الواضح أنه يهدف لعودة مصر لعمقها الإفريقى، الذى غابت عنه فى العقود القليلة الماضية، علمًا بأن إفريقيا المليئة بالذهب والثروات الطبيعية يتحدث عنها العالم باعتبارها المستقبل، كما أن وجود دول تعانى خللًا أمنيًا كبيرًا، مثل فلسطين وليبيا، فيه اعتراف بفضل مصر وتفويضها فى الحرب ضد الكيانات الإرهابية.

السيسى مع رئيس وزراء إيطاليا

إقحام مكافحة الارهاب فى المؤتمر كان واضحًا، فتركزت كلمات ممثلى الدول الغربية، لا سيما دول جنوب أوروبا، ومنها إيطاليا، إسبانيا، وفرنسا، حول أهمية مصر فى استئصاله، فغلب عليهم الجانب السياسى أكثر من الاقتصادى.

119.175 مليار دولار.. عقود ومذكرات تفاهم

بلغ إجمالى العقود ومذكرات التفاهم التى وقعتها مصر مع شركاء عرب وأجانب حتى اليوم السبت، الرابعة عصرًا، نحو 119.175 مليار دولار، منهم عقد يُوقع غدًا بقيمة 4 مليارات دولار، مع بى جى البريطانية للنفط، بخلاف مبلغ يفوق الـ25 مليار دولار، حال تحويل مذكرة تفاهم لمد خط أنابيب من حقل أفروديت الغازى إلى مصر.

وجاءت الاتفاقات والعقود كالتالى:

الرئيس يستقبل حاكم دبى

45 مليار دولار مع الإمارات، لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور السيسى ومحمد بن راشد

16.3 مليار دولار فى قطاع الكهرباء، موزعة كالتالى:

10 مليارات مع سيمنز الألمانية

1.8 مليار دولار مع شركة صينية

4.5 مليار دولار لتحالف شركتى أكوا بار السعودية، ومصدر الإماراتية

5 مليارات دولار مع شركة إينى الإيطالية

السيسى مع أمير الكويت

مليارا دولار مع شركة إماراتية كى بى بى جروب

12 مليارات دولار مع بريتش بتروليوم لتطوير حقول غازية ونفطية تمتلك فيها بريتش بتروليوم 65%

4 مليارات دولار مع بى جى النفطية البريطانية

3.1 مليار دولار مذكرة تفاهم مع الشركة العريية "إركو للإنشاء"، لإنشاء أضخم مدينة بالساحل الشمالى الغربى، جنوب مارينا، باستثمارات 24 مليار جنيه

500 مليون دولار من شركة بيبسكو مصر وشمال إفريقيا فى توسعات استثمارية

6 مليارات دولار لاتفاقيتين بين وزارة التموين مع شركة آل سويدان الإماراتية

3.875 مليار دولار مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة واستيراد منتجات بترولية خلال ثلاث سنوات، فضلًا عن 3 اتفاقات بقيمة 875 مليون دولار، لتمويل مشروع الربط الكهربائى مع السعودية، 220 مليون دولار، و198 مليونًا لتطوير معمل تكرير البترول بأسيوط، و457 مليونًا لتطوير مطار شرم الشيخ.

200 مليون دولار استثمارات تضخها شركة جنرال إلكتريك الأمريكية

20 مليار دولار فى مذكرة تفاهم مصرية إماراتية لتنفيذ مشروع واحة أكتوبر فى 10 سنوات

700 مليون دولار مع السكك الحديد الصينية لإنشاء وتشغيل وإدارة مشروع القطار المكهرب، الإسكندرية - أبوقير

أما عن مدى استفادة المواطن العادى من هذه الاتفاقيات والتفاهمات، فإن ذلك سيحدث دون شك ولكن بطريقة غير مباشرة نتيجة ضخ أموال فى السوق، ستؤدى لانتعاشة تلقائية، بالإضافة لفرص العمل المباشرة وغير مباشرة.

الخلاصة هى أن نجاح المؤتمر خيالى، وذلك لأن تقديرات خبراء الاقتصاد كانت تتحدث عن جذب 200 مليار جنيه مصرى كشرط للإعلان عن نجاح المؤتمر، أما الأرقام المعلنة بشكل رسمى السالف ذكرها فإنها تذهب فى اتجاه يكسر حاجز الترليون جنيه، وهو ما يعنى أن كل ما فعلته الجماعة الإرهابية، من تخطيط وتدبير وتمويل لإحداث تفجير هنا وآخر هناك، ذهب مع الريح، ويبقى السؤال: "كيف أبهرت مصر العالم وحولت تلك التفجيرات إلى مليارات؟".