منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 03 - 2015, 04:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,057

تأملات وقراءات فى سفر نشيد الأنشاد
الإصحاح الأول (2)
تأملات وقراءات فى سفر نشيد الأنشاد
مقدمة

سفر نشيد الأنشاد هو سفر البالغين والناضجين روحيا وهو يقدم علاقة حب بين حبيب وحبيبته أو عريس وعروسه أو حب السيد المسيح للنفس البشرية أو للكنيسة ككل , وهذه العلاقة نفهم من خلالها لماذا تسمى عبادة الأوثان زنا روحى , نجد في هذا السفر حواراً بين العريس وعروسه. فالعريس يعلن حبه، ونجده يبحث عن عروسه باذلاً كل جهده لتقبله عريساً لها، معلناً جماله الإلهي مادحاً جمالها مع أنها من عمل يديه ونجده ساتراً عليها. أما العروس ففي فترات ضعفها لا تقبله، ثم ينفتح قلبها فتناجيه ومرة أخرى تعاتبه ومرة ثالثة تشكو نفسها (مقدمة توبة) وأخيراً في غمرة فرحها وتلذذها بحبه نجدها لا تنسى إخوتها،وعبارة أجذبنى ورائك فنجرى ليها قصة جميلة قرأتها عن واحد من الجنود اللى كانوا بيحرسوا ثياب السيد المسيح فبيقول كنت واحد من الجنود اللى كنا بنحرس ثياب السيد المسيح وقسمنا ثيابه بيننا فوقع حذائه من قرعتى وهذا واضح من الأنجيل (على ثيابه ألقوا قرعة) فبيقول ولبست ذلك الحذاء ووجدته يقودنى إلى طرق لم أكن أمشى فيها من قبل يعنى لما لبس الحذاء فى رجليه , وجد أن رجليه أبتدأت تمشى فى سكة ماكانيتش بيمشى فيها قبل كده وبعدين بيكمل : وظل هذا الحذاء يقودنى إلى أن وجدتنى فى جبل الزيتون وأنا الذى لم لأكن اعرف الصلاة من قبل وجدت نفسى راكعا عند أحدى الأشجار أصلى , يعنى من غير ما يشعر هو ماشى فين قعد يمشى حتى أقتاده للإيمان وهى دى عبارة أجذبنى ورائك فنجرى أجذبنى يارب بقوتك وبملائكتك و بكل ما عندك من وسائط أجذبنى بيها فنجرى وأنا مش بأقول ورائك فين لكن فقط ورائك , فى الجلجثة أنا معاك وفى جثسيمانى أنا معاك وفى الإضطهادات وفى الضيقات معاك وعلى شاطىء البحيرة معاك وعلى جبل التجلى معاك فى أى مكان معاك أجذبنى ورائك ولا أحدد وضعا ولا حالة ولا مكان إنما أجذبنى ورائك وهى دى طبيعة أى أنسان بينجذب لربنا مش بيمشى وراه لأ ده بيجرى جرى زى ناس كثيرين أغسطينوس اللى كان بعيد عن الله ولما أنجذب ليه لقى نفسه بيجرى وراه وقال له تأخرت كثيرا عن حبك أيها الجمال الفائق وبسرعة وصل إلى القمة وبسرعة صار قائدا للروحيات , وهو ده عمل الله لما بيجذب الخطاة فهم ليس فقط بيتحولوا إلى تائبين لكن أيضا إلى أبعد من كده لأنهم بيصبحوا قديسين زى مريم القبطية وكلنا نعرف الحكاية وكيف صارت واحدة من السواح , وموسى الأسود وكما قلت أغسطينوس وبيلاجيا التائبة , وهى دى يا أخوتى علامة دخول يد الله فى حياتنا أنك تشعر أنك بتجرى جرى وهو ده اللى قاله بولس الرسول فى كورونثوس الأولى 9: 24 24أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْميْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ وَلَكِنَّ وَاحِداً يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هَكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. أركضوا لكى تنالوا وأمشوا جريا فى طريق ربنا ولا تقفوا ولا تتباطئوا ولا ترجعوا إلى الوراء وكمان كل اللى معاكم أجعلوهم يجروا وده شفناه فى قصة سجان فيليبى عندما خلص أعتمد هو وكل الذين معه وكل أهل بيته , وأيضا لما كيرنيليوس عرف طريق ربنا هو وكل بيته وكل أهله ولذلك النفس البشرية تطلب من ربنا وتقول يارب أجذبنى ورائك وأنا مش حاجى لوحدى لأ ده أنا حاجى ومعايا ثلاثين وستين ومائة وهو ده اللى شفناه لما ربنا جذب المرأة السامرية جائت المدينة كلها ولما جذب أليه الأثنى عشر مش فقط جريوا وراه ولكن جرى ورائهم ثلاثة ألاف فى أول يوم وبعدين بقوا خمسة ألاف وبعدين بقت مدن وجماهير , هكذا كل نفس بشرية مس الله قلبها ودخل الروح القدس فى حياتها وأخيرا لما نجرى يارب أبتدى أدخل فى حياة الشركة معاك وفى حياة الفرح وأبتهج بيك يا رب وهكذا صاروا كل الذين وراء الله شعروا بالإبتهاج والفرح بيملأ حياتهم وشعروا بسلام يفوق كل عقل بعد أن قاسوا من شهوات العالم ونجوا وبعد أن قاسوا من عذابات الضمير والضيقات وأما الذى يسير وراء الرب فيعيش فى الفرح هو وكل الذين معه وفرحانين بالحب الذى يربطهم بيه وفرحانين بالشركة التى تربطهم بيه ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحنا منا لأنك حبك أطيب من الخمر لأن لما أحببناك سكرنا بهذا الحب ولم نعد ندرى بالعالم ولا كل مافيه, ولذلك سٌمِّي هذا السفر قدس أقداس العلاقة بين النفس وبين الله .
تعالوا نتابع هذه السيمفونية الرائعة ونتحسس بتأنى جمال هذا الحوار وعروس النشيد كل خطوة كانت بتخطوها كانت بتسلمها للخطوة التانية , أجذبنى فجذبها لحد ما أدخلها الحجال ففرحت وأبتهجت ولما فرحت وأبتهجت أحبته فعلا لأن هو صار موضع أبتهاجها وفرحتها وبعدين أبتدأت تنظر لنفسها.

5* 5أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ كَخِيَامِ قِيدَارَ كَشُقَقِ سُلَيْمَانَ. نظرت لجواها وجدت فيها تعارض عجيب جدا , سوداء ولكن فى نفس الوقت جميلة وعلشان تعطى مفهوم قالت أنا سوداء كخيام قيدار , وقيدار هذا هو واحد من العرب وكانت عشيرته بتسكن فى خيام مصنوعة من جلد الماعز الأسود , ولذلك قالت أنا سوداء كخيام قيدار ولكن جميلة كشقق سليمان , شقق معناها ستائر , وكانت ستائر سليمان مصنوعة من الكتان الأبيض النقى بجمال وبتطريز وبفن , فهى بتكشف عن سوادها وعن سواد طبيعتها لكى ما تزداد جمالا وهنا بنشوف التعارض العجيب , كيف أن واحدة سودة تبقى جميلة ؟ إذا كان اللون الإسود مرفوض ومذلول ومضطهد لكن كيف يصير هذا اللون الأسود جميل جدا , وحتى فى المثل لما يعيبوا على واحدة يقولوا دى فحمة سودة , أو سودة زى الفحم , ولكن أنا عايز ألفت أنتباهكم أن سواد الفحمة ده لما يضرم فيها جمر النار يتحول هذا السواد إلى الأحمر أو إلى نور , يعنى الإظلام اللى فيها بيتحول إلى نور ونلاقيها جمرة مشعة ملتهبة ومنظرها جميل جدا , ما هى دى طبيعتى أنا سودة , نعم سودة بطبيعتى اللى بتميل للخطية وللشر وللأثم , لكن جميلة بإلهى اللى بيطهرنى من كل أثم , أنا سودة بضعفاتى وبفتورى لكن جميلة بالقوة اللى إلهى بيعطيها لى وبالجذبة اللى بيشدهانى , والمعنى الرمزى الجميل , والناس كانت ولازالت تتسائل هل السيد المسيح كان أسود واللا أبيض ؟ أن السيد المسيح كان أبيض ولأنه عاش فى فلسطين أصبح أسمر لأن الشمس لوحته , ولحد دلوقتى نشوف صورة العذراء الحبشية بيرسموا العذراء سمراء , دى طبيعتى , وهم بيحبوا أنهم يرتبطوا بهؤلاء , ولو رسموا صورة السيد المسيح فى الهند حايرسموه زى الهنود , ولو رسموه فى أفريقيا حايرسموه زى الأفارقة لأن الحب يجعلنى أنتمى له وهو ينتمى لى , أنا سودة بخطاياى لكن جميلة بدم إلهى , راحاب كانت زانية يعنى سودة بطبيعتها لكنها تقدست بالإيمان وصارت من شعب الله ومن نسلها أتى السيد المسيح , وداود أسود بخطيته لكن تبرر بدموعه وصرخ إلى الله والله غفر ليه خطيته , وكلنا فاكرين أشعياء 6: 5- 7 5فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ». 6فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ 7وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ». لما شاف منظر ربنا وقال (ويل لى إنى هلكت لأنى إنسان نجس الشفتين وساكن وسط شعب نجس الشفتين ) فراح ربنا على طول طيّر له واحد من السيرافيم وفى يده جمرة ومس شفتيه وقال له هذه مست شفتيك فإنتزع أثمك وكفر عن خطيتك , وعلشان كده الشيطان بإستمرار يحب يفكّرنى بإنى أسود ,وليست غايته فى ذلك فقط أنه يوقعنى فى الخطية لكن أيضا يجعلنى أيأس بعد ما أقع فى الخطية , ويقول لى مفيش فايدة أنت أسود وحاتفضل أسود وحياتك كلها بقعة سودة , والحقيقة هدف الشيطان مش أنه يسقط الإنسان لكن هدف الشيطان أنه ييأس الإنسان , يعنى يجعله ييأس , لأن السقوط هو مرحلة أولى , وعلشان كده فى نغمتين والشاطر اللى ياخد النغمة الصحيحة منها , ففى واحد يقول أعمل أيه كل ما بأقوم بأقع أو أسقط , وفى واحد تانى يقول ,كلما أسقط أقوم , طبعا الأولانى ده إنسان يائس لكن التانى بيقول لا تشمتى بى يا عدوتى لأتى إن سقطت أقوم , وعلشان كده أنا سوداء وجميلة , فأنا سوداء بطبعى ولما ييجى يحاربنى بالكبرياء وبالبر الذاتى ويقول لى ده أنت بتخدم وأنت بتعمل , وده أنت بتصوم , وده أنت بتصلى , فأقول له أنا أيه ؟ أنا سوداء , ولما ييجى يحاربنى بصغر النفس وتقول لى ليس منك فائده , فأقول له أنا جميلة , وحانشوف سر جمال هذه العروس التى بالرغم من أن طبيعتها سوداء لكنها جميله بماذا؟ , كان زمان خيمة الإجتماع منظرها من الخارج كئيب , جلود تخس وجلود ماعز ومنظر كئيب من الخارج , ولكن من الداخل إسمانجونى وإرجوان وفضة وبوص مبروم , وكان اللى يشوف الخيمة من الخارج يقول لأ دى وحشة , لكن اللى يدخل الخيمة من الداخل يتمتع بمجد , الحقيقة قد تكون الكنيسة بهذا المنظر أو الحياة الروحية بهذا المنظر , ونسمع يوه حاتروحوا تصلوا وتسمعوا درس كتاب وتقفوا على أرجلكم .. لالالالا , دى سوداء , ده الواحد يتعب , ده الواحد يملّ , وده الواحد بيتضايق , لأن منظرها من بره فيها ألم وحرمان وليس فيها أنبساط للمزاج وليس فيها إشفاق على الذات , ولكن آه لو النفس بتدخل داخل أعماقها , نبتهج بك ونفرح لأن حبك أطيب من الخمر , ولذلك بيقول بولس الرسول فى رسالته الثانية لأهل كورنثوس 4: 16 16لِذَلِكَ لاَ نَفْشَلُ. بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً. إذا كان إنساننا الخارجى بيفنى فالداخل يتجدد يوما فيوم , وكما يقول المزمور45: 13 13كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِي خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا. كل مجد أبنة الملك من داخل , ولما أكون فى الضيقة وفى التجربة بيكون شكلى أسود لأن ربنا بيقول ما أكرب الطريق وما أضيق الباب , ولكن لما أمشى مع الذى يقودنى فى الطريق ده أقول أنا جميلة ومش سوداء , وتكون التجربة مره , لكن جميلة بالإيمان وجميلة بالسلام الذى يعطيه الله أثناء التجربة , جميلة بالتعزية بالفرح وجميلة بقبول التأديب اللى ربنا بيرسله للتجربة , وإذا كان بولس الرسول بيتكلم عن سواد الإنسان وبيقول فى رومية 7: 18 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. عالم أنه ليس فى جسدى شىء صالح , ولكن بطرس بيتكلم عن جمال الإنسان ويقول فى رسالته الثانية 1: 4 4اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. أن أحنا شركاء الطبيعة الإلهية .

6* 6لاَ تَنْظُرْنَ إِلَيَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ لأَنَّ الشَّمْسَ قَدْ لَوَّحَتْنِي. بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. جَعَلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ. لا تنظروا لسوادى أو لوحاشتى , وإذا كان هنا فيه رمز لكنيسة الأمم اللى كان اليهود دايما يطلقوا على الأمم كلمة كلاب وكلمة أنجاس وكلنا نعرف أن فى العهد القديم هناك رموز جميلة لأشخاص سوداء اللون وعرفوا السيد المسيح , منهم المرأة الكوشية التى تزوجها موسى , ومريم أخته أخذت تعايره وتقول له أنت تزوجت واحدة سوداء , وهى كانت رمز لإتحاد الأمم بشعب الله أو بالكنيسة , وأيضا ملكة سبأ التى جائت لتنظر حكمة سليمان وهى أيضا كانت سوداء , وهى كانت رمز للأمم الغريبة التى تأتى وتتحد بربنا , وكأنها بتقول لا تنظرى لى يا كنيسة اليهود كأنى سوداء , لأن شمس التجارب لوحتنى , والشمل لما بتخبط فى لوح الخشب بتقوسه وتثنيه , فإذا كانت التجارب التى نعيش فيها تحت الشمس هنا هى التى قوستنى وأثنتنى بسبب الخطية بسبب الضيقات وبسبب المتاعب , لكن مهما إن عملت الشمس ومهما إن عملت الظروف ومهما إن عملت الخطية , ومهما إن عمل العالم فىّ وشهونى , لكن السيد المسيح يضمن جمالى , ويضمن أن يرجعنى جميلة جداجداجدا , وهو ده اللى حانشوفه أن السيد المسيح بيعمله , وكأنها عايزة تقول لهم حاجة جميلة أن السواد هذا لم يخلقنى الله عليه , لأن هذا السواد هو شىء مكتسب , سكبه الشيطان علىّ , لكن الله لما خلقنى , قد خلقنى جميلة جدا , لأنه عندما خلق الإنسان فقد خلقه حسن جدا , وبعدين بتقول بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. أو اللى هم قريبين جدا منى قد رفضونى , وأه لما النفس تشعر أنها مرفوضة حتى من أقرب الناس , وكأنها بتقول محدش راضى بى ومحدش عايزنى ومحدش بيحبنى ومحدش إختارنى حتى من القريبين جدا منى , فإذا كان بنوا أمى غضبوا علىّ , والشمس لوحتنى لكن فى واحد قابلنى , نعم فى واحد مازال ينظر إلىّ كأنى جميلة وجميلة جدا , وبعدين بتقول جَعَلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ. وناضورة من كلمة ناضورجى التى تعنى حارس أو مراقب , وناطورة الكروم يعنى جعلونى أقعد أحرس الكروم وأنشغل بكروم كثيرة جدا وأقعد أراقبها وأنظر إليها , لكن كرمى أنا لم أراه ولم أهتم بيه , لما تفضل النفس مشغولة بالعالم والناس اللى حواليها بيشغلوها بحاجات كثيرة , يعنى تقعد مشغولة شوية بالمذاكرة ومشغولة شوية بالعلاقات ومشغولة شوية بالشغل ومشغولة شوية بالمناسبات , ومشغولة شوية بإهتمامات , يعنى أنشعلت بكل حاجة وفى كل حاجة ولم تنشغل بحاجة واحدة فقط وهى نفسها أو كرمها , وبيقول السيد المسيح بماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه , يعنى عمل علاقات , وسوى ونجح وحصل وكون فلوس وعمل ثروات وعمل مستقبل وعمل عيلة لكن خسر نفسه , يعنى قعد ينظر لكل حاجة ويراقب كل شىء ويهتم بكل شىء إلا نفسه وإلا حياته الروحية ,(أما كرمى فلم أنظره) , وحتى لو كان الإهتمام بالحاجات التانية على مستوى الخدمة ومش على مستوى الشغل والأكل واللبس , وممكن تلاقى واحد عمال يروح هنا ويروح هنا وعمال يخدم هنا ويخدم هنا ويتكلم هنا ويتكلم هنا , أما حياته الروحية مش مهتم بيها , وبولس الرسول قال كده فى كورنثوس الأولى 9: 27 27بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أنَا نَفْسِي مَرْفُوضاً. بعد ما كرزت للآخرين أصير أنا نفسى مرفوضا , ولما بتقول أما كرمى فلم أنظره يعنى لم أهتم بحياتى الروحية ولم أهتم بنفسى التى هى أغلى وأثمن شىء , وعلشان كده ياريت نراجع نفسينا فى دقيقة وأحنا قاعدين ونسأل نفسنا ياترى أيه أخبار الكرم بتاعى , ويا ترى كرمى نظرته ؟ واللا لغاية دلوقتى لم أهتم بيه وهو حياتى الداخلية وخلاصى ومستقبلى الروحى , وياترى نظرته وأعطيته إهتمام واللا لأ , وفى سفر الأمثال بيتكلم عن واحد ويقول فى إصحاح 24: 30- 31 30عَبَرْتُ بِحَقْلِ الْكَسْلاَنِ وَبِكَرْمِ الرَّجُلِ النَّاقِصِ الْفَهْمِ 31فَإِذَا هُوَ قَدْ عَلاَهُ كُلَّهُ الْقَرِيصُ وَقَدْ غَطَّى الْعَوْسَجُ وَجْهَهُ وَجِدَارُ حِجَارَتِهِ انْهَدَمَ. عبرت بكرم الرجل الناقص الفهم , يعنى عديت بكرم واحد ناقص الفهم , والقريص والعوسج هذه نباتات شوكية , والكرم المفروض أنه للعنب , والكرم أتغطى بالقريص والعوسج والشوك , يعنى ناقص الفهم ترك كرمه بدلا ما ينتج عنب أخرج قريص وعوسج وشوك وحجارته مهدومة وسوره خربان وكل واحد بيدخل ويدوس فى هذا الكرم أو يدوس عليه , وهى النفس التى أصبحت مفتوحة لكل فكرة ولكل مشاعر ولكل تقليد ولكل كلمة ولم تصبح كرمة بالرغم من أن ربنا أعطاها كل الإمكانيات ويقول لها فى سفر أشعياء 5: 3- 6 3«وَالآنَ يَا سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَرِجَالَ يَهُوذَا احْكُمُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرْمِي.4مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً؟ 5فَالآنَ أُعَرِّفُكُمْ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَرْمِي. أَنْزِعُ سِيَاجَهُ فَيَصِيرُ لِلرَّعْيِ. أَهْدِمُ جُدْرَانَهُ فَيَصِيرُ لِلدَّوْسِ. 6وَأَجْعَلُهُ خَرَاباً لاَ يُقْضَبُ وَلاَ يُنْقَبُ فَيَطْلَعُ شَوْكٌ وَحَسَكٌ. وَأُوصِي الْغَيْمَ أَنْ لاَ يُمْطِرَ عَلَيْهِ مَطَراً». ماذا يصنع لكرمى وأنا لم أصنعه , وهى لما نظرت وجدت أنها أهتمت بحاجات كثيرة إلا حياتها هى وشعرت بإحتياجها وبضياعها وأنها فقدت حاجات كثيرة جدا فراحت على طول صرخت ليه :

7* 7أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أَيْنَ تَرْعَى أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ. لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟ أبتدأت تصرخ لعريسها وتقول له ده أنا فى ضياع وكرمى مهدوم وخربان والقريص والعوسج وأهتميت بكل حاجة إللا كرمى وقعدت أحرس فى كل حاجة إللا كرمى ولذلك كانت عبارة (أخبرنى يا من تحبه نفسى) وكلمة أخبرنى فيها دالة أو من غير تكلّف وتقول له قول لى ولم تقل له يا راعينى أو يا إلهى أو يا معلمى ولكنها بتعطيه لقب حلو قوى وهو يا من تحبه نفسى , ولما تصبح النفس فى ضيق أصرخوا إليه وقولوا أخبرنى يا من تحبه نفسى , لما تصبح النفس يائسة ولما تصبح خاطئة وساقطة فأنظرى إليه وقولى له أخبرنى يا من تحبه نفسى , ولما تصبح النفس تائهة ومش عارفة تروح يمين واللا شمال وتدخل فين , تمشى واللا تقف , تكلم هذا أو لا تكلمه , ولما تصبح النفس خائرة وضعيفة وحائرة , فتقف وتقول له أخبرنى يا من تحبه نفسى أين ترعى أين تربض عند الظهيرة , والرعى هذا هو وقت المشى ووقت العمل ووقت المجهود , والربض هو وقت الراحة , وبتحدد له فى وقت الظهيرة , طيب لماذا الظهيرة ؟ لأن الشمس بتكون فى أشد قوتها وعنفها والنفس محتاجة لأى شىء يضللها , وتكون النفس عطشانة جدا ومحتاجة أنها ترتاح فى وقت الظهيرة , والحاجة اللطيفة جدا لما نقعد نعمل اللقاءات التى تمت بين الله وبين شخصيات كثيرة نجد أنها بإستمرار كانت بتتم فى وقت الظهيرة , يعنى إبراهيم أبو الآباء لما شاف ثلاثة وأستقبلهم على باب الخيمة هذا كان وقت الظهيرة , والمرأة السامرية لما أتقابلت مع السيد المسيح هذا أيضا كان وقت الظهيرة , وبولس الرسول لما أبرق نور من حوله كان أيضا وقت الظهيرة , وكلنا نعرف أجمل حاجة فى وقت الظهيرة أنه كان وقت الصلب (الساعة 12 ظهرا) , ولذلك نجد أن الراعى كان بييجى ويقود خرافه فى وقت الظهر إلى مكان راحة , إلى مكان ظل , فهى نفس حيرانة وتعبانة ومش عارفه ومش قادرة تعرف متى وأين تسلك وأين تذهب ومش عارفة ترتاح , فتقول له أخبرنى يا من تحبه نفسى , عرّفنى يا رب , ويمكن البعض لا يعرف أن من ضمن طقس الكنيسة الحلو فى مزامير باكر صباحا وبالتحديد آخر مزمور بنصليه فى صلاة باكر فيه آية جميلة جدا بنقولها (عرفنى يارب الطريق التى أسلك فيها , لأنى إليك رفعت نفسى , علمنى أن أصنع مشيئتك لأنك أنت هو إلهى , روحك القدوس فليهدنى إلى الإستقامة ) وكأن الكنيسة بتعلمنى قبل ما أنزل وأذهب إلى شغلى وأرعى وأستريح وأربض قول لربنا كده (عرفنى يارب الطريق التى أسلك فيها) , أين ترعى وأين تربض عرفنى الطريق التى أسلك فيها , عرفنى طريقك يا رب وعلّمنى , وبنشوف فى أشعياء 40: 11 بيقول 11كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ». كراعى يرعى قطيعه وبذراعه يجمع الحملان وفى حضنه يحملها , النفس التى تطلب الرعاية يأتى إليها ربنا كراعى يرعى قطيعه وبذراعه يجمع الحملان , يعنى يقعد يلم بيده , وفى حضنه يحملها , وكمان أجمل من كده بنشوف فى سفر حزقيال 34: 15- 16 15أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 16وَأَطْلُبُ الضَّالَّ, وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ, وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ, وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ, وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ, وَأَرْعَاهَا بِعَدْلٍ. أنا أرعى غنمى وأربضها وأرعاها بعدل وغنمى المشتتة أجمعها وعلشان كده أذا كنت من هذا النوع الفاقد للرعاية وبأقول مش لاقى أى أحد يهتم بى ومش لاقى أحد يرشدنى ومش لاقى أحد يحبنى ومش لاقى أحد يريحنى ومش لاقى أحد يرعانى , فأنت أمامك راعى الخراف الأعظم اللى قال عنه داود فى مزمور 23: 1 1 اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فإذا كانت هى بتطلب الرعاية وبتطلب الراحة فمش ممكن تجد الرعاية ومش ممكن تجد الراحة إلا فى الصليب , وعلشان كده يا أحبائى الصليب هو قمة الرعاية , ففى الصليب قمة الحب وفى الصليب قمة الغفران وفى الصليب قمة البذل الذى أعطاني الله وفى الصليب أيضا قمة الراحة وأنى مش ممكن أرتاح إلا فى الصليب , فالصليب الذى يغفر لى والصليب هو الذى يجددنى والصليب هو الذى ينصرنى والصليب هو الذى يقوينى , وهى بتقف تحت قدمى الصليب وتقول له أخبرنى يا من تحبه نفسى أين ترعى أين تربض عند الظهيرة , وبعدين بتقول لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟ وكلمة مقنعة يعنى عايناى متغميتان ومش شايفة , وطبعا واحدة مش شايفة لأنها مش قادرة أن تنال رعاية ومش قادرة تنال راحة لأنها مش شايفة عينيها متغمية , وعمالة تتنطور من هذا القطيع إلى هذا القطيع وتقول طيب ما أروح لفلان يمكن أشوف منه رعاية وإهتمام , طيب ما أروح لفلانة , طيب ما أعمل هذه العلاقة . طيب ما أبحث عن الفلوس يمكن أجد فيها رعاية , طيب ما أبحث عن الصداقات , طيب ما أبحث عن العلاقات ومش قادرة تشوف ومش قادرة ترتاح لأنها بتبحث عن رعاية خارج قطيع السيد المسيح , فهى بتبحث عن الأصحاب وتتلمس منهم رعاية وحب وتتلمس منهم قوة وتتلمس منهم راحة لكن للأسف كل هذا برقع , لكن هى محتاجة أنها تصل إلى شخص السيد المسيح , وهى دى رحلة البحث .

8* 8إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ وَارْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ.
ولأول مرة يتكلم العريس لأنه إلى العدد السادس كان هذا هو كلام العروس , وقال لها أخرجى, وكلمة أخرجى يعنى خذى خطوة عملية ومدى أرجلك لبره وأخرجى خارج الدائرة اللى أنتى بتدورى فيها , دائرة الناس ودائرة الشهوات ودائرة الذات ودائرة الأصدقاء ودائرة العلاقات , فخذى خطوة عملية وأخرجى من مشاغلك وهمومك وأخرجى من خطاياكى , هو بيقول لها أن لم تعرفى , يعنى أن كنتى جاهلة ومش عارفة بسبب جهلك فالله مستعد أن يتغاضى عن أزمنة الجهل , فالله مستعد أن يسامح جهلنا , ولذلك بيقول لها أطلعى على آثار اللى سبقوكى , وهو هنا بيؤكد لها بقوله أيتها الجميلة بين النساء , بيؤكد لها جمالها , فإذا كانت النفس فاقدة الإحساس بالجمال وبالأهمية , فالله يعطى النفس هذا الإحساس بالأهمية والجمال , ولذلك بيقول لها شوفى اللى سبقوكى قبل كده وأمشى على أثارهم , وإذا كان إيمانك ضعيف ومحتاجة لإيمان أمشى وراء إبراهيم أبو الإيمان , وإذا كنتى محتاجة لطاعة أمشى وراء أسحق حتى يعلمك الطاعة , وإذا كنتى محتاجة لعفة أمشى وراء يوسف لكى يعلمك حياة الطهارة , وإذا كنتى محتاجة لصبر فأمشى وراء أيوب علشان يعلمك الصبر , وإذا كنت محتاجة لجهاد فأمشى وراء بولس ذلك المجاهد الذى جاهد الجهاد الحسن , وإذا كنتى محتاجة إلى حب فأمشى وراء يوحنا ليعلمك الحب , شوفى اللى سبقوكى وأخرجى وأمشى على أثارهم , على أثار أنطونيوس وعلى أثار الأنبا بولا وعلى أثار مكاريوس وشوفى اللى سبقوكى مشيوا إزاى وأمشى وراهم , وماتنسيش تأخذى جدائك , وكلنا نعرف أن الجدى دايما رمزا للضعف وأن السيد المسيح فى الدينونة بيقول الخراف عن اليمين بينما الجداء عن اليسار لأن الجداء رمز للضعف ورمز للغلط , ولذلك بيقول أمشى على آثار اللى سبقوكى وإذا كان فى حياتك ضعفات فخذيها لمساكن الرعاة علشان يعلموكى كيف تتخلصين من ضعفاتك من جداءك , وسلّمى ضعفاتك للرعاة اللى أنا أقمتهم لكى يرعوكى , والرعاة هم الكهنة وآباء الإعتراف أو المرشدين الروحيين الذين يساعدون الإنسان على التخلص من الجداء , أو يعرض ضعافاته عليهم لكى يريحوه , ربنا بيتكلم وبيرد على النفس اللى بتشتاق وبيقول لها إذا كنتى متضايقة أفتكرى ياهوشافاط اللى قال لربنا (لست فىّ قوى ولا أعلم ماذا أفعل ولكن نحوك أعيننا ) , وإذا كنت ضعفان أفتكره , وإذا كنت متضايق زى حزقيا فقول له يا رب (لقد تضايقت كن لى ضامنا), وإذا كنتى متضايقة زى حنة أم صموئيل فأبكى أمامه , وإذا كنتى خاطئة زى المرأة الخاطئة فقولى له أين ترعى , وأفتكرى داود فى توبته , وإذا كنتى فاترة ومتكاسلة فخذى جداء الفتور والكسل وأفتكرى يعقوب أبو الآباء الذى ظل يصارع ربنا حتى طلوع الفجر , فأخرجى على آثار اللى سبقوكى ولكن وأنتى فى خروجك حاتخرجى بمنظر معين وهذا ما سنكمله فى الجزء الثالث.

والى اللقاء مع الجزء الثاالث وبقية الإصحاح الأول راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات وقراءات فى سفر عاموس
تأملات في سفر نشيد الأنشاد - لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات في سفر نشيد الأنشاد
تأملات وقراءات فى سفر نشيد الأنشاد الإصحاح الأول (1)
تأملات وقراءات فى سبت لعازر


الساعة الآن 12:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024