العظة علي الجبل .. من يغضب علي أخيه باطلامت 5 : 22 (2)
٧ فبراير ٢٠١٥
ضد الغضب:
يقول القديس يعقوب ليكن كل إنسان مسرعا إلي الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب,لأن غضب الإنسان لايصنع بر اللهيع1:19ويقول سفر الجامعةلاتسرع بروحك إلي الغضب لأن الغضب يستقر في حضن الجهالجا7:9ويقول سفر الأمثال الرجل الغضوب كثير المعاصيأم29:22.ويقول أيضالاتستصحب غضوبا ومع صاحب سخط لاتجيءأم22:24.
لقد هرب يعقوب من غضب أخيه عيسو لئلا يقتلهتك27:44,41.
الغضب خطية مركبة:
0إنه خطية مكشوفة ومعثرة وتحمل العديد من الخطايا.
هناك خطايا تتعلق بالفكر والقلب والنية,لايراها أحد ولاتعثر أحدا ولكن خطية الغضب مكشوفة لأنها خطية إنسان غير مسيطر علي أعصابه لذلك فتصرفاته معثرة.
ولهذا فمن شروط الأسقف أنهلايكون غضوباتي1:7لأن الذي أعطي سلطانا للإدارة والمعاقبة-إن كان غضوبا يمكن أن يضيع غيره.
فيجب أن يكون واسع الصدر طويل الأناة,لايغضب بسرعة وأن غضب يكون متزنا في غضبه متحفظا بأعصابه.
0الغضب فيه عثرة وأيضا فيه عدم مغفرة.
لأن المساء إليه أو من يعتقد أنه قد أسي إليه لو كان قد غفر ما كان يغضب.
فالغضب يحمل معني الثورة علي الغير والانتقام منه.
سواء انتقام بالقتل,كما قال عيسو أقتل يعقوب أخيتك27:41أو انتقام برد الإساءة بإساءة أو بالعصبية وعلو الصوت.
0والغضب أيضا فيه قساوة قلب.
وعن هذا قال أبونا يعقوب عن ابنيه شمعون ولاوي ملعون غضبهما فإنه شديد وسخطهما فإنه قاسآلات ظلم سيوفهما في مجلسهما لاتدخل نفسي وبمجمعهما لاتتحد كرامتيتك49:6,5,7.
ونري أن داود النبي لما غضب علي نابال الكرملي أقسم أنه يقتله وكل الذي له ولايبقي له حتي الصباح بائلا بحائط1صم25:32وتقلد سيفه وأمر أربعمائه من رجاله أن يتقلدوا سيوفهم1صم25:13ولولا تدخل أبيجايل بحكمتها لكان قد ارتكب عملية قتل بشعة انتقاما لنفسه.
0خطية الغضب فيها أيضا بغضة وكراهية.
لأن الكتاب يقول عن المحبة أنهالاتحتد وإنها تحتمل كل شيء1كو13:7,5بعكس الغضوب الذي لايحتمل بل يحتد إذ لاتوجد في قلبه محبة أثناء غضبه.
0أيضا الغضب ضد اللطف والسلام.
واللطف والسلام هما من ثمار الروحغل5:22كما يقول الرسول أيضا إن من أعمال الجسدعداوةوخصام وغيرة وسخط وتحزب وشقاقغل5:20وواضح أن الغضب مشترك في جميعها.
0الغضب أيضا صد الوداعة والاتضاع.
ويقول القديس دوروثيئوس إن الإنسان المتواضع لايغضب من أحد ولا يغضب أحدافهو لايغضب من أحد بسبب وداعته ومحبته للكل وهو لا يغضب أحدا لأنه يطلب بركة كل أحد.
0واضح أيضا أن الغضب يحمل خطيتين:الإدانة وتبرير الذات.
فكل من يغضب علي أحد لابد أن يدينه ويعتقد أنه قد أساء وأخطأ وفي نفس الوقت يبرر ذاته فيما يلقي اللوم علي غيره.
ولو أتي الإنسان بالملامة علي نفسه ما كان يغضب من أحد.
0خطية الغضب فيها أيضا عنف.
دائما الغضوب عنيف ونقصد طبعا من تثور أعصابهيتنرفزوفي العنف يرتكب الغضوب العديد من الخطايا.
0وفي الغضب أيضا:خطية جهل.
إذ يجهل الغضوب ما يجره عليه الغضب من مشاكل ونتائج ليست في صالحه أوضح ما فيها أنه يخسر الناس,ويجهل ردود فعلهم وانتقامهم منه,كما يخسر أبديته نتيجة ما يقع فيه من أخطاء.
0لذلك نقول إن خطية الغضب هي خطية مدمرة.
مدمرة للشخص الغضوب نفسه الذي يسيء إلي أعصابه ويتحمل نتائج تعكير دمه وضغط الدم وتأثيره علي القلب لذلك فكثيرا ما يصاب الغضوب بأمراض كما أن خطية الغضب مدمرة لسمعته ولعلاقاته مع الغير.إلي جوار أنها مدمرة لمن يغضب عليه.
0وكثيرا ما يكون في خطية الغضب:تسرع وظلم.
وهكذا قال القديس يعقوب الرسول ليكن كل إنسان مسرعا إلي الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب لأن غضب الإنسان لايصنع بر اللهيع1:19وما أكثر ما يندم الإنسان علي تسرعه في الغضب لأنه لو أبطأ في الغضب ربما كان ينصرف غضبه بعد حين,وما كان يقع فيما وقع فيه من أخطاء أثناء غضبه.
0وفي الغضب قد يقع الإنسان في الشتيمة والاهانة وجرح شعور الغير.
وهذه كلها نتيجة لإدانته لغيره ونتيجة لتمركزه حول ذاته في غير محبة للغير فالكتاب يقول عن المحبة إنهالاتقبح ولاتطلب ما لنفسها1كو13:5ومما لاشك فيه أن الغضوب يطلب ما لنفسه لذلك لايبالي بأن يجرح شعور غيره ويقبح تصرفه.
0وبالغضب يقع في كثير من خطايا اللسان.
فغير ما سبق أن قلناه قد يلجأ الغضوب إلي التهديد والوعيد كما فعل داود بالنسبة إلي نابال الكرملي.
ولما كانت خطايا اللسان صادرة عن القلب لأنه من فيض القلب يتكلم الفم مت12:34لذلك يمكننا أن نقول:
0إن خطية الغضبالنرفزةتدل علي عدم نقاوة في القلب.
0علي الأقل تدل علي ضعف الشخص وعدم تحمله.
وما أجمل قول الرسول يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضعفاء ولا نرضي أنفسنا فليرض كل واحد منا قريبه للخير لأجل البنيانرو15:2,1إذن في الغضب أنانية.
لهذا كله نقول إن خطية الغضب الباطل ليس عاقرا بل هي أم ولود وأولادها يمثلون كثرة من الخطايا.
0وخطية الغضب قد تتحول إلي خصومة وعداوة وفيما يخطيء الغضوب قد يدفع غيره أيضا إلي الخطية ويحمل ذنبه.
فهي خطية روحية واجتماعية ثقيلة قال عنها الحكيم:
الحجر ثقيل والرمل ثقيل,وغضب الجاهل أثقل منهماأم27:3.