: القصائد
. أن مجموعة "التسابيح" منظومة بكاملها بصيغة أبيات شعرية ، والأمر واضح لمن يقرأها في نصها الأصلي أو في الترجمة الكاثوليكية الحديثة . ويتألف بين الشعر في اغلب الأحيان من شطرين ، وأحيانا من ثلاثة . وهو يخضع لأوزان لا تبنى كما تبنى البحور العربية ، بل على نبرة الصوت في لفظ الكلمات
. وأغلب الأوزان مبنى على ثلاث نبرات في كل من الشطرين . وقد تجد في الشطر الثاني نبرتين فقط. ويظهر عدم التوازن هذا في الترجمة ، إذ أن الشطر الثاني يكون اقصر من الأول . لكن الشعراء الإسرائيليين يتصرفون بكل الحرية في اختيار الأوزان وتنظيمها . ولابد مع ذلك من الإقرار بان بعض القصائد قريبة من النثر
. نستطيع بفضل الزمات المتكررة على فترات دورية (42و43و46و49و59و67و8.و99و1.7) أن نجمع عددا من أبيات الشعر يساوى مقطعا شعريا . ولعل كلمة "سلاه" التي نجدها في صلب الأناشيد، ولا سيما في الكتب الثلاثة الأولى من المجموعة ، تشير في بعض الأحوال إلى تقسيم الأبيات إلى مقاطع . والمزمور 119 يحتل مكان خاصا ، ففيه مقاطع شعرية بعدد حروف الأبجدية العبرية ، وهو مركب من اثنين وعشرين مقطعا مؤلفا من ثمانية أبيات ، يبتدئ كل منها بالحرف نفسه وفقا للترتيب الأبجدي (راجع مزمور 9 - 1. و 25و37 ... الخ)
. في تأليف المزامير العبرية وفى الشعر السامي عنصر لا جدل فيه ، إلا وهو التوازي . انه نوع من التوازن بين أركان الجملة ، يشبه قافية الأفكار . ويظهر بمظاهر كثيرة ، فتارة تكرر الفكرة الواحدة أو الصورة الواحدة في عبارات متساوية ، وهو التوازي بالترادف
"لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب في الباطل"؟
. "فالآن يا أيها الملوك تعقلوا تأدبوا يا قضاة الأرض" (2 : 1و1.)
. وتارة يتبع المؤلف طريقة التباين أو التعارض ، وهو التوازي بالنقيض
. لأن المباركين منه يرثون الأرض والملعونين منه يقطعون." (37: 22)
. في التوازي بالتركيب ، يعبر عن الفكرة الواحدة بتوسيعها
. "رنموا للرب ترنيمة جديدة رنمي للرب يا كل الأرض" (مزامير 96: 1) على كل حال ، ليس التوازي كاملا في كل مرة ، ولا وجود له في كل مكان ، وان عد ميزة في الشعر العبري