منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 11 - 2014, 10:32 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

هل يفسد الملح؟
هل يفسد الملح؟


إنه الرخيص الغالي والمهمَل الهام الذي لا غنى عنه والقليل الذي بدونه لا تحلو أشهى المأكولات وهو الذي يحفظ الأطعمة من الفساد. أما في القاموس الروحي فالملح هو المؤمنون الأتقياء الذين حفظوا معنى الحياة وهدفها، الذين حولوا مرارة اليأس إلى رجاء والذين هزموا الموت وأرشدوا العالم إلى معنى الحياة. يا للروعة حينما نقرأ في تاريخ الإنسانية كيف يضع الوحي باكورة قوانين حقوق الإنسان على فم القديس بولس حينما قال “ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع (غل28:3) وهكذا عاش المسيحيون أينما وجدوا على مر التاريخ ملحاً يصلح ما أفسدته الخطية ويعيد إلى البشرية آدميتها.
نقرأ عن
قسطنطين – أول ملك مسيحي، أنه أول من نظر إلى المسجونين على أنهم بشر لهم آدميتهم وسنَّ أول قانون جعل لهم الحق في استقبال الزائرين من أهلهم وأحبائهم. وعاش المؤمنون داخل الكنيسة الأولى حياة اشتراكية بدون تفضل من الغني على الفقير “إذ لم يكن فيهم أحدٌ محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها… فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج (أع34:4) بل وانفتحت الكنيسة على العالم كله لنرى المسيحيين بلسماً شافياً لجروحه الأليمة كما حدث حرفياً عندما انتشر الطاعون في مدينة الإسكندرية في القرن الثالث.. يقول البابا ديونيسيوس الكبير”كثيرون من الذين طبَّبوا المرضى (بدون النظر إلى دين أو عِرق) سقطوا صرعى بنفس المرض حتى المتقدمين في الكنيسة كانوا أول من رقدوا بسبب شهامة المحبة غير الهيَّابة للموت وكان منهم قسيسون وشمامسة وعلمانيون من أعلى المراكز الاجتماعية.” إن هذا الموت مع الإيمان الذي صحبه إنما يبدو أقل بصورة بسيطة جداً عن مجد الإستشهاد . أما الكنيسة الرومانية فقد رفعت درجة هؤلاء الذين هم صرعى المحبة إلى درجة الإستشهاد حيث تُعيَّد لهم في الثامن والعشرين من شهر فبراير وتختم سنكسار هذا اليوم قائلة “إن هؤلاء أظهروا المحبة بأن ضحوا بحياتهم لينجوا أعدائهم من المرض ومن الموت” فبماذا سنجيب أمام عرش الديان – نحن الذين نقول عن أنفسنا أننا مسيحيون - عن إخوتنا من المرضى والفقراء والمذَلَّين والمتألمين؟ هل تعلم أن القديس مار إفرام السرياني تنيح أيضاً بمرض الطاعون و هو يخدم المصابين به في مدينة الرها في القرن الرابع. هذه هى المسيحية العملية وهذا هو المسيحي الحقيقي.. الملح الجيد وسط عالم لا طعم له ولا مذاق ولا قيم ولا مبادىء.. يطحن ويذوب ليعطي قيمة لكل ما يتلامس معه هذه رسالته وهذه قيمته.. من هنا كانت كلمات الرب يسوع المباركة “أنتم ملح الأرض ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح (مت13:5). هل يفسد الملح؟!! الأمر الوحيد الذي يجعله بلا فائدة هو اختلاطه بأي شوائب غريبة، فتتغير طبيعته وساعتها “لا يصلح لشىء بل يطرح خارجاً ويداس من الناس” (مت13:5). ساعتها لا تستطيع أن تفرق بينه وبين تراب الأرض، وعوض أن يكون مصلحاً للطعام يصبح مفسداً له فيطرح خارجاً على الأرض ويداس.. نعم يداس.. بالأقدام من كل عابر.. لقد ذهب البذل لمرضى الطاعون وحل محله مرض السلبية بين المسيحيين.. ذهبت حياة الشركة وحل محلها الأنانية.. ذهبت بصمة المسيحي المميزة في عمله وجارَي قيم العالم الفاسدة حفاظاً على مكانته أو نفوذه.. أي تناقض هذا في أناس تقوم عقيدتهم أساساً على البذل لأجل الآخر وحمل الصليب معه.. “تحب قريبك كنفسك”؟ لقد حدث تلاحم مشين بين أبناء الله والعالم أفقدهم ملوحتهم، أفقدهم صدقهم وأمانتهم، أفقدهم جمال طهارتهم والكثير والكثير من قيمة الملح الجيد، ففسد وصار هو والتراب سواء، لكن ثق أنه إن كان الرب قدم لنا هذا المثال لكي نحذر من خطورة التهاون والإختلاط بالعالم، فهو مستعد أن يصنع معنا المعجزة ويفصل بين ما فينا من صلاح وبين شرور دخيلة علينا.. فنكون بالحق ملحٌ له ورسالة في الأرض.. الملح يطحن ويذوب.. أي يشقى لكي يُصلح، ونحن كذلك بجدنا واجتهادنا وعرق خدمتنا واحتمالنا، فنغير ايجابياً ما يفسده إبليس. لدرجة أن القديس بولس يوضح لنا أنه لا ينبغي أن نقف عند حد الإنفصال عن شر العالم، إنما يجب أن نأخذ بأيدي خليقة الله نحو الصلاح “لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها” (أف11:5) فيا أبناء الملك المسيح، ليكن فينا شجاعة الإيمان وصبر المسيح.. تطبيقاً عملياً يحول برية العالم القاحلة إلى واحة مزهرة.. لم تكتف الأم تريزا بأن تعيش حياتها بعيداً عن الأنانية إنما أشعلت قلوب الكثيرين حول العالم معها وراحت تتحدى كل صعوبات الخدمة بطاقة روحية عالية “اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم والمذلين كأنكم أنتم أيضاً في الجسد” (عب3:13) لا أخفيك سراً أن الكثير من ضعف وفتور جماعة المؤمنين ناتج بنسبة كبيرة أننا نسينا دورنا وقيمتنا في المسيح، واكتفينا بدورنا في مقاعد المتفرجين، لكن هذا لا يكفي وإن كنت لا تعرف تحديداً ما هي رسالتك التي يريدها الرب منك، لكن بدون العمل الإيجابي يصبح الإيمان ميت بلا قيمة ولا طعم ولا ملوحة “الإيمان بدون أعمال ميت” (يع20:2) “فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له” (يع17:4) الحياة بالصلاح لأنفسنا وحدنا قاصرة.. فلنأخذ بيد أعمى ولنكن له نورا.. فلنسند مشلولاً لنكون له سنداً وعكازاً.. أصلح فكراً ليغطي الرجاء وجه الأرض.. حينئذ بالحق تكون ملحاً للأرض.. صحيح أن العالم كله يثمن على هذه الأمثلة البسيطة لكن قليلون هم الذين يقومون بأمانة وفرح بهذه الرسالة فلما لا تكون أنت واحداً منهم؟ لا تكتفي بعدم الإشتراك مع العالم في سلبياته بل “اشترك انت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح” (2تى3:2).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخرز الزرقا أو رش الملح ممكن يحميكى رش الملح
هل يفسد الدقيق؟
الملح جيد. ولكن إذا صار الملح بلا ملوحة
الملح جيد. ولكن إذا صار الملح بلا ملوحة
الاستعجال يفسد كل شئ ...


الساعة الآن 05:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024