نذر البتولية هو وزوجته
لما واجه أمون زوجته الشابة دعاها إلى الإنصات وقال لها:
(يا أختي أن الاتحاد الذي تعاقدنا عليه الآن لا يكون مثلا أعلي للكمال، فإذا وافقت على أن نعد السيد المسيح في الخفاء أن نكرس له بكورية أرواحنا وأجسادنا فهذه الذبائح يرتضيها الله جدا، ثم أنه أخرج كتابا صغيرا كان يحمله فوق صدره يحوي الإنجيل ورسائل القديس بولس -وفتح المخطوط وطفق يقرأ بعض أجزاء منتخبة، ثم أخذ يشرح النصوص المقدسة بقوة وفهم، وقد كللت نعمة الله رغبته بالنجاح ونذر الاثنان بتوليتهما، فكانا يعيشان حسب الظاهر وأمام الناس زوجين ولكنهما كانا بتوليين في الخفاء، وكانا يقضيان ليلهما ونهارهما في السهر والصلاة، وعاش الاثنان معا ولكنهما كانا منفصلين، وأمضيا هكذا ثماني عشرة سنة في سعادة منقطعة النظير.
كان أمون يقضي كل وقته تقريبا بالنهار في الحديقة التي كان يزرعها بنفسه بعد أن يقفا في الصباح المبكر للصلاة ثم يذهب كل لعمله، هي في خدمة البيت وهو في زرع النباتات.