عدم اليأس من دروس حياة مارمرقس
الدرس الرابع في حياة مار مرقس
عدم اليأس
† من أروع النقط التي نختم بها إيمان مار مرقس أنه كان لا يعرف اليأس. كثيرًا نتكلم عن القديسين على أنهم ولدوا هكذا قديسين. لكن هذا خطأ، ونشكر الله أن الكتاب المقدس أمينًا في ذكر ضعفات القديسين من أجلنا نحن جميعًا، حتى نعرف أنهم كانوا أناس مثلنا.
† كان مار مرقس في بداية حياته، ضعيف وله أخطاء. بالطبع من أنا حتى أتكلم عن أخطاء لمارمرقس، ولكن إن كان الله قد أراد أن يذكرها في الكتاب المقدس فالله يريد أن يعلمنا من ذلك درسًا.
† عندما جاءوا ليقبضوا على المسيح، هرب مار مرقس. هل هذا يا رب من اخترته لتأتمنه على الكرازة؟! فيقول الرب: ما المشكلة في أن يضعف فهذا هو الطبع البشري ولكن هذا ليس عائق في الكرازة أنا قادر أن أصلح كل هذا الضعف.
† ثم جاهد مارمرقس وتاب وصلى والمفترض أن لا يرجع للضعف مرة أخرى.
† ولكن الكتاب يقول أنه خرج مع بولس الرسول وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى ولكن عند برجةبمفيلية تركهم مارمرقس ورجع، وأحد الآراء التي قيلت في سبب رجوع مارمرقس هى أن بمفيلية بلد تقع في الوادي في منطقة منخفضة ومملوءة بالملاريا والأوبئة، ففكر بولس الرسول أن يذهبوا إلى منطقة مرتفعة يكون بها الهواء متجدد ولم يكن هناك إلا أنطاكية بيسيدية وهي بلد على جبل عالي والذهاب إليها يكون عبر طريق صعب ووعر وهو الطريق الذي قال عنه بولس الرسول "بأخطار لصوص" في (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 26) ويقال أن مارمرقس خاف لهذا السبب ورجع دون أن يكمل الرحلة مع القديسين بولس وبرنابا.
ألم تتعلم أيضًا يا مارمرقس؟! هل لا زلت تخاف؟! نعم ما زال يخاف فهو شخص عادي مثلي ومثلك يعيش مع الله ويتدرج ويسقط ثم يقوم ثم يسقط ثم يقوم، هل في لحظة يتحول الإنسان لقديس؟! بالطبع لا. نشكر الله اننا ككنيسة قبطية ليس عندنا مبدأ الخلاص في لحظة الموجود في طوائف أخرى. هل يمكن أن يكون هناك خلاص في لحظة! طوال حياتنا على الأرض نحن معرضين للخطأ، بل بالتأكيد نحن نخطئ. نحن نصلي في الأوشية ونقول "ليس أحد طاهر حتى ولو كانت حياته يوم واحد على الأرض". فالإنسان مولود المرأة "بالآثام ولدتني أمي". القديسون هم بشر مثلنا، ولكن الفرق بين القديس وأي شخص آخر أن القديس بعد السقوط يقوم ولا يظل في سقطته.