|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 120 (119 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير إلهي مخلصي من الموت والفساد! يمثل هذا المزمور صرخة شخص يئن من الغربة، وقد شعر كأن الغش والخداع يحوطان به من كل جانب، صارت نفسه أسيرة روحيًا، يحتاج إلى من يحرر نفسه، يسنده داخليًا وخارجيًا. يشعر المرتل أن الله وحده قادر أن يخلصه من الأكاذيب وقوتها المدمرة، وهو وحده قادر أن يدين الكذبة، لاسيما إبليس الكذاب وأب الكذاب. "يمدون ألسنتهم كقسيهم للكذب، لا للحق قووا في الأرض. لأنهم خرجوا من شرٍ إلى شرٍ، وإياي لم يعرفوا يقول الرب" (إر 9: 3). تبدأ مزامير المصاعد من الدرجة الدنيا الأولى حيث يكتشف المؤمن أنه غريب على الأرض، يعاني المرارة بسبب عدو الخير الكذاب، والسليط اللسان في اتهاماته له. يشعر القادم إلى أورشليم أنه لا يستطيع أن يدخل المقادس الإلهية بسبب أعدائه الروحيين الذين يسخرون منه، فهو في حاجة إلى الله مخلصه ومعينه. والعجيب أن المرتل يمزج أنينه ومرثاته لحاله بالشكر لله واهب السلام، الذي جاء به إلى أورشليم العليا، مدينته الأبدية حيث السلام الفائق، في صحبة السمائيين والقديسين، عوض إحاطته بالأعداء المقاومين له. 1. صرخة طفل إلى أبيه المخلص 1. 2. الحوار المفسد مع إبليس 2-3. 3. الشعور بالغربة والاشتياق إلى السماء 5-6. 4. مرارة معاشرة الأشرار 7. من وحي المزمور 120 صرخة إلى طفل إلى أبيه المخلص إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِي صَرَخْتُ، فَاسْتَجَابَ لِي [1]. هذه الصرخة تشبه صرخة إشعياء النبي القائل: "ويل لي إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين" (إش 6: 5). مع مرارة نفسه وضيقه من الداخل والخارج، لكنه كان مملوءًا رجاء، إذ يقول: "فاستجابني، صرخت من عمق الهاوية، فجاءت إليك صلاتي" (يون 2: 2-3). إنه كطفل يثق في حنان أبيه وقدرته على خلاصه. "في ضيقي صرخت إلى الرب، فاستجاب لي، وأخرجني إلى الرحب" (مز 118: 5). * يُنتج الحزن الصراخ إلى الله، والتضرع بشدة العزم والهمَّة، ويجلب إليه استجابة الله وإغاثته. لأن إليشع النبي عندما رأى المرأة الشونمية تقترب إليه بغمٍ وحزنٍ شديد لم يترك خادمه يطردها، بل سمح لها بالدخول إليه، وقضى أمرها (2 مل 4: 17)، ليعرفنا أن الله لا يطرد الصارخين إليه في حزنهم. وأنت أيها الأخ المسيحي عند حزنك لا تيأس، بل اُصرخ إلى الرب. الأب أنسيمُس الأورشليمي * إنساننا (الداخلي) هذا، الذي بلغ الآن الدرجة الأولى ليس في ضيقة، فقد وضع قدمه فعلًا على الخطوة الأولى. * لقد جعلني أقف على الدرجة الأولى، لكن بالمقارنة بالدرجات الخمس عشرة، فأي ظفر أناله ببلوغي الخطوة الأولى؟ لقد نبذت أمور العالم، لكنني لم أبلغ بعد القمة. لهذا يلزمني ألا أشعر بالأمان، فمع صعودي كل درجةٍ يلزمني أن أتوسل إلى الله ليعينني[1]. القديس جيروم * كيف تحرروا من السبي؟ برغبتهم في أورشليم. على أي الأحوال الذين لم يبقوا أمناء في هذا الأمر لم ينتفعوا شيئًا من نعمة الله، واستمروا عبيدًا وماتوا هكذا. إننا سنعاني من نفس المصير إن كنا نتمثل بهم، إن كنا لا نقتني محبة السماويات، والرغبة في أورشليم العليا، فنبقى ملتصقين بالحياة الحاضرة، متمرغين في وحل الاهتمامات الأرضية، ولن ننجح في اقتناء وطننا[2]. * لكي تعرفوا أن الصلوات التي يُنطق بها في وقت الضيق هي أفضل فرصة لكي تكون مسموعة، اسمعوا ما يقوله النبي: "إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي" (مز 120: 1). لذلك لنحث ضمائرنا نحو الالتهاب؛ لنُحزن نفوسنا بتذكر خطايانا، لا لكي تتحطم بالقلق، وإنما لكي نتهيأ أن يُسمع لنا؛ لكي ما نجعلها تحيا في وقارٍ وحذرٍ واستعدادٍ لاقتناء السماء عينها. ليس من شيء يجعل الإهمال والتراخي يهربان إلى الطريق الذي يقيمه الحزن والضيق. إنهما يجلبان أفكارنا معًا من كل جانب ويردا فكرنا إلى التأمل في داخله. من يصلي هكذا فإنه في حزنه، ينال بعد صلواته بهجة في نفسه[3]. القديس يوحنا الذهبي الفم * عندما يبدأ إنسان ما في المصاعد، وفي أكثر وضوح عندما يبدأ إنسان مسيحي أن يفكر في الإصلاح الروحي يبدأ يعاني من ألسنة المقاومين. من لا يعاني بعد منهم لا يكون ساعيًا في التقدم. هل يريد أن يعرف معنى ما نقوله...؟ ليبدأ في الإصلاح. ليبدأ الرغبة في المصاعد، يستخف بالأرضيات والأمور التافهة الزمنية، ولا يبالي بالسعادة العالمية، بل يفكر في الله وحده، ولا يفرح بالمكسب ولا يرتبك بالخسائر، يود أن يبيع كل شيء ويوزعه على الفقراء ويتبع المسيح، لنرَ كيف يعاني من ألسنة الساخرين والمقاومين على التواصل، والخطر العظيم الصادر من المتظاهرين كمشيرين، الذين يقودونه بعيدًا عن الخلاص... عندئذٍ هذا الذي يصعد يبدأ أولًا وقبل كل شيءٍ بالصلاة إلى الله ضد هذه الألسنة عينها، إذ يقول: "إلى الرب في ضيقي صرخت، فاستجاب لي" [1][4]. القديس أغسطينوس * كثرة الضيقات تجعل الصلاة مستجابة. "إلى الرب في ضيقي صرخت، فاستجاب لي" (مز 1:120). وأيضًا: "لا تضطهد الغريب ولا تضايقهُ... فيكون إذا صرخ إليَّ أني أسمع، لأني رءوف" (خر 21:22، 27)[5]. الأب إسحق الحوار المفسد مع إبليس يَا رَبُّ نَجِّ نَفْسِي مِنْ شِفَاهِ الْكَذِبِ، مِنْ لِسَانِ غِشٍّ [2]. سقطت حواء في الخطية خلال الحوار مع الحية بلسانها الغاش. وتهلك نفوس كثيرة من خلال ألسنة الهراطقة الغاشة كما يقول القديس أثناسيوس الرسولي. يقول القديس أغسطينوس حينما يبدأ المؤمن في التفكير في ارتقاء السلم أو الإصلاح الروحي، يبدأ يعاني متألمًا من ألسنة المعاندين الخصوم، وعليه أن يضرع إلى الرب ليضعه على درجات المصاعد. الخصم الحقيقي ليس إنسانًا، بل الحية القديمة وهي سامة. لذا يطالبنا بالصلاة ضد إبليس إن رغبنا في المصاعد. * ألا ترون قيمة المحن؟ ألا ترون تأهب الحنو؟ قيمة المحن هي أنها تقود إلى صلاة غير ملومة، وتهيئ لنوال الرأفة فور سؤالها، كما حدث قبلًا في مصر، إذ يقول: "إني قد رأيت مذلة شعبي، وسمعت أنينهم، فنزلت لأنقذهم" (راجع خر 3: 7-8). وأنتم أيضًا أيها الأعزاء الأحباء، عندما تعانون من محنة لا تيأسوا ولا تتراخوا، بل في ذلك الوقت حِثوا أنفسكم، لأن صلاتكم ستكون أكثر نقاوة ومقبولة بالأكثر لدى الله... السبب الذي لأجله قال الكاتب الموحي إليه: "إلى الرب في ضيقي صرخت، فاستجاب لي"، هو لكي ما تتعلموا أن تتسلقوا بالتدريج، وتهبوا صلواتكم أجنحة، حتى لا ترتبكوا وتفقدوا قلوبكم في محنكم عوض أن تحصدوا المكسب منها. أقصد إن كان إليشع النبي الإنسان لم يسمح لتلميذه أن يصد المرأة عن الاقتراب منه، قائلًا: "دعها، لأن نفسها مرة فيها" (2 مل 4: 27)، ليشير أنها بسببٍ صالحٍ تطلب وهي في المحنة، كم بالأكثر لا يصدكم الله عندما تقتربون إليه بروح مضطربة... لا تتأخروا ولا تؤجلوا، بل ابدأوا الرحلة بقوة بقصد المصاعد في يومٍ واحدٍ درجتين أو ثلاث درجات أو عشر أو عشرين[6]. * "يا رب نج نفسي من شفاه الكذب، من لسانٍ غشٍ" [2]. لاحظوا هنا التوجيه الإنجيلي يشرق: "صلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مر 14: 38). قبل كل شيء أيها الأعزاء المحبوبون، ليس شيء مثل هذه التجربة، فإن السقوط كضحية لشخصٍ مخادعٍ، أخطر من الحيوان المفترس. فالحيوان المفترس كما تعلمون هو كما يظهر عليه، أما هؤلاء (أصحاب الشفاه الغاشة)، فغالبًا ما يخفون طبيعتهم وراء حجاب يبدو حلوًا حتى يصعب اكتشاف خداعهم، ويسقط ضحيتهم في الفخ دون أن يدري. لهذا يطلب (المرتل) من الله، يومًا فيومًا لأجل هذا النفع ألا وهو التحرر من مثل هذه المكائد[7]. القديس يوحنا الذهبي الفم * ما هو اللسان الغاش؟ اللسان الغادر، الذي له مظهر المشورة، وفيه سم الأذية الحقيقية[8]. القديس أغسطينوس * ينطبق هذا على كل جماعات الهراطقة.... خطيرة بالحري هي جراحات اللسان أكثر من التي يسببها السيف. فالسيف يقتل الجسم لا النفس؛ أما اللسان فيقتل النفس. اللسان أداة رديئة وشر مستطير. "هكذا اللسان أيضًا هو عضو صغير ويفتخر متعظمًا" (يع 3: 5). أنصتوا إلى ما يقوله سليمان: "الموت والحياة في يد اللسان" (أم 18: 21). نحن لا نصنع (لمن نسيء إليه بلساننا) شيئًا، إنما نقتل نفوسنا، لأننا نكذب. "الفم الكاذب يذبح الإنسان" (حكمة 1: 11)... القديس جيروم * اقترب يهوذا أب كل الكذب، وأعطى سلامًا به يُسكب الدم البريء. بالاسم هي قُبلة، وعندما تُفحص فهي سكين، سلام في الظاهر، أما في الخفية فسيف مسلول. من الخارج كان يشبه حمامة وديعة، ومن الداخل كان حيَّة تلسع وتتحايل. كان يمد له بجسارة السم في العسل، وكان يعطيه بالإثم السيف في الأمان. لا يقبّل أحد كما قبَّل ذاك القاتل، ولا يخفِ أحد المكر في كلماتٍ لطيفةٍ. لا يوجه أحد أبدًا كلمة ماكرة إلى رفيقه، ولا ينصب أحد فخًا في الخفية لمن يعرفه. يهوذا علّم فعلًا بغيضًا في كل العالم، لا يتعلّم أحد ذلك التعليم المملوء موتًا[9]. القديس مار يعقوب السروجي مَاذَا يُعْطِيكَ، وَمَاذَا يَزِيدُ لَكَ لِسَانُ الْغِشِّ؟ [3] يقف المرتل في دهشة، إذ لا تستطيع لغة أن تعبرَّ عن العقوبة التي يستحقها صاحب اللسان الغاش. ليس من إنسان يقدر أن يُوقع عقوبة على صاحب اللسان الغاش تليق به، إنما الله وحده له حق إصدار العقوبة التي تليق بالغش. ومع هذا فإن صاحب اللسان الغاش يسقط تحت العقوبة، لأن الغش يحمل عقوبته فيه. ليس من عقوبة أمر من الشر نفسه! * أية عقوبة يمكن أن تكون لائقة بهذا الشر؟ هذه التي قال عنها أيضًا إشعياء لليهود: "على مًا تُضربون بعد؟" (إش 1: 5) هذا في الحقيقة ما يقوله أيضًا المرتل: "ماذا يعطيك، وماذا يزيد لك لسان الغش؟" هكذا يعني هذا أن (لسان الغش) نفسه في ذاته عقوبة... الشر، في الحقيقة، هو في ذاته عقوبة مرعبة للنفس، حتى قبل أن تحل العقوبة عليها. لهذا أية عقوبة يمكن أن تليق بمثل هذا؟ ففي تعبيرات هذا العالم لا توجد (عقوبة مرعبة مثل الشر نفسه)، إنما ستأتي الضربة من قِبل الله، بينما لا يقدر إنسان ما أن يفرض عقوبة تليق بالجريمة، فإن الجريمة تفوق العقوبة، لكن الله سيقدم الضربة[10]. القديس يوحنا الذهبي الفم سِهَامَ جَبَّارٍ مَسْنُونَةً مَعَ جَمْرِ الرَّتَمِ [4]. من هو صاحب اللسان الغاش إلا إبليس الذي يُدعى المُضل، والكذاب وأب الكذاب (يو 8: 44)، يلقي بغشه سهام نارية يهلك بها البشر. يحذرنا منها الرسول بولس باستخدام سلاح الله الكامل (أف 6: 13). إن كان عدو الخير يحاربنا باللسان الغاش كسهام نارية، فإن الله من جانبه يمدنا بكلمته كسهام تحطم إبليس وكل قواته. الرتم هو نبات صحراوي، وهو نوع من الشيح، يعرف علميًا باسم Retama retem من العائلة البقولية leguminosae. تستخدم جذوره وجذوعه في إنتاج نوع جيد من الفحم يعطي طاقة حرارية كبيرة، لذلك يشبَّه اللسان الغاش بجمر الرتم. توجد شجرة الرتم بوفرة في جنوبي فلسطين وشبه جزيرة سيناء. يرى القديس أغسطينوس أن سهام الجبار هي كلمات الله، وأن جمر الخراب أو البرية هي أمثلة لكثير من الخطاة الذين رجعوا إلى الرب. هؤلاء جرحوا بكلمات الله كسهامٍ قويةٍ، بددت ما فيهم من شر، ونزعته عنهم. إنهم كالمشرط في يد طبيب ماهر محب، يجرح لكي يزيل الفساد، فيهب الجسم صحة. كلمة الله تحول الخطاة إلى جمرة نارٍ ملتهبٍ بالحب الإلهي، لا تقدر مياه الخطية أن تطفئها. لقد كُرس المزمور السابق (119) لكلمات الله التي هي سهام إلهية جرحت قلوبنا، هذه التي نحتاج إليها لكي بالجراحات الإلهية نبرأ من الجراحات التي سببتها كلمات الناس الغاشة كسهامِ مسنونة تقتل النفس. الجراحات الإلهية صحية تقودنا إلى طريق الحب العملي، أما الجراحات الأخرى فغاشة ومهلكة. * "سهام جبار مسنونة مع جمر الخراب" [4]. لقد انتفخ لساني كله، امتلأ سمًا، فإن لم تخترقه سهامك وترشقه لا ينفذ منه السم. يجب أن نقدم لكم مثالًا لهذا. إن كان بالجسم عضو قد أعطب، وأصابه داء السرطان، وامتلأ بالصديد، فإن لم يُفتح (بالمشرط) فلا سبيل لإزالة الصديد... ولأن لساني ينتفخ بالصديد والسم فلتجرحه أولًا بسهامك حتى تحرره من الصديد، ثم مسه بجمر نيرانك الملتهب حتى تحترق كل الشرور، فيصير خربًا مهجورًا... هاكم مثال آخر... لأن شفتي إشعياء كانتا دنستين أرسل شاروب، أخذ جمرة نار مشتعلة من المذبح، ولمس بها شفتي إشعياء ولسانه وطهر فمه (إش 6: 5)[11]. القديس جيروم * هنا أيضًا يدعو العقوبة سهامًا... أيضًا الأسفار المقدسة تبرز عقوبات الله وتدعوها سهامًا ونارًا[12]. القديس يوحنا الذهبي الفم * أولًا لتفهموا أيها الأحباء الأعزاء ما هي السهام. "سهام جبار مسنونة" هي كلمات الله... وما هو جمر البرية؟ لا يكفي أن ترُد بالكلمات على اللسان الغاش وشفاه الإثم... بل يلزم أن ندافع بأن نكون نماذج أيضًا. تُستخدم كلمة "جمر" لتعبر عن أمثلة خطاة كثيرين رجعوا إلى الرب. إنك تسمع عن أناس يندهشون، ويقولون: "إني أعرف هذا الإنسان الذي كان مدمنًا في الشرب، كن دنيئًا، محبًا للمسارح والسيرك، محتالًا، كيف صار الآن يخدم الله، كيف صار الآن بريئًا! لا تدهش، إنه جمر حيّ. لتفرح أنه حيّ ذاك الذي كنت حزينًا عليه كميتٍ. ولكن عندما تمتدح الحيّ - إن كنت تعرف كيف تمدحه - هذا الذي لازال بطيئًا في إتباعه الله، انكب عليه بالجمر الملتهب. لديك سهم كلمة الله، جمر البرية، بهذا تواجه اللسان الغاش وشفاه الكذب[13]. * عندما يرسل الرب جمره (الملتهب نارًا)... يتحطم ما قد بُني فينا للشر. وإذ يتطهر هذا الموقع يقوم بناء الهيكل، المسكن، حيث يفيض فيه نوع من السعادة تنبع عن الأبدية. لكنني لست أريد أن تفقدوا ما يعنيه المرتل بالحديث عن "الجمر" (مز ١٢٠: ٤). الرجوع إلى الرب هو عبور من الموت إلى الحياة. قبل أن يشتعل الجمر، يلزمنا القول بأن الفحم ميت، وإذ يلتهب بالنار ندعوه حيًا. هذه صورة رائعة للتغير الذي يحدث حين يعود رجل أو امرأة إلى الرب بعد أن كان ميتًا. أحيانًا نسمع الناس يقولون بتعجب: "يلزمك أن تراه كما كان عليه قبلًا، لقد كان سكيرًا، وكانت حياته مخجلة". أو يقولون: "لقد أحب الحياة الصالحة". أو "كان أكبر مخادع التقيتُ به". ثم يضيف القائلون بعد ذلك: "لسنا نصدق ما هو عليه الآن. إنه يخدم الله بكل غيرة، وها أنت تعلم أنه يعيش في جو من البراءة. كأن كل ما قد حدث قبلًا لم يكن له وجود". ما هو وجه العجب؟ فقد كان الخاطئ ميتًا، والآن هو جمر حيّ. الروحيون الذين يعرفون تلك الحقائق الروحية يبكون على مثل هذا كمن كان ميتًا، والآن إذ يرونه حيًا يُبتلعون بالفرح! يوجد شيء في هذا المثال أود أن تطبقوه على أنفسكم. لقد صرنا مبتهجين نسبح الله، إذ نرى قطعة الفحم قد أمسكت بها النار. لكننا إن كنا حكماء يلزمنا أن نبحث في غيرة عن ما في داخلنا، وقد انطفأ... كونوا مستعدين ومتسلحين بكلمة الله. لكي تتحولوا إلى الله، يلزمكم أن تحاربوا طريقكم القديم، الصوت المخادع في داخلكم[14]. القديس أغسطينوس الشعور بالغربة والاشتياق إلى السماء وَيْلِي لِغُرْبَتِي فِي مَاشِكَ، لِسَكَنِي فِي خِيَامِ قِيدَارَ! [5] ماشك: هو أحد بني آرام (تك 10: 23)، يُدعى ماش أو ماشك (1 أي 1: 17). اختلف الدارسون عن موضع ماشك. فكما يظهر من نقوش الأشوريين ومن المؤرخ هيرودوت Herodotus أن بلاد ماشك كانت في شرق تركيا. ويرى البعض أن ماشك سكن جبل ماسيوس، وهو طور عابدين في سوريا. يئن المرتل من سكناه في خيام قيدار. قيدار هو أحد أحفاد إسماعيل (تك 5: 20)، رأس قبيلة عربية تعيش في خيام. يرى القديس أغسطينوس أن الذين يريدون أن يطيروا ويصعدوا إلى الله، فيقطنون في أورشليم السماوية، حيث لا يوجد أصحاب شفاه الكذب واللسان الغاش يعيشون لله في حالة تغرب عن مدينتهم السماوية، يعيشون كما كان إسحق مع إسماعيل. أما دور الأشرار فهو تثبيط هِمَم الأبرار ومقاومتهم، ومحاولة نتف ريش أجنحتهم بشفاه الغش ولسان الكذب، حتى يهبطوا إلى أسفل، ولا يصعدوا إلى فوق. * "ويلي لغربتي، قد صارت بعيدة". لقد رحلت عنك، صارت غربتي بعيدة. لا أبلغ تلك المدينة التي سأعيش فيها دون وجود شخص شرير. لم أبلغ بعد إلى صحبة الملائكة حيث لا أخشى أية معاصٍ... هناك (في أورشليم السماوية) الكل أبرار وقديسون، يتمتعون بكلمة الله دون قراءة، ودون حروف، لأن ما هو مكتوب لأجلنا على صفحات سيدركونه هناك خلال وجه الله. أية مدينة هذه؟ مدينة عظيمة بالحق، بائسون هم التائهون عنها[15]. * "قيدار" على ما أذكر تُفسَّر في العبرية بمعنى "ظلمة"... أنتم تعرفون أن إبراهيم له ابنان، أشار بالحق إليهم الرسول (غل 4: 22 الخ)، وأظهر أنهما يشيران إلى نوعين من العهود... إسماعيل كان في ظلمة، وإسحق في نورٍ. فمن يطلب السعادة الأرضية في الكنيسة من الله ينتمي إلى إسماعيل... إسحق مع إسماعيل، أي الذين ينتمون إلى إسحق يعيشون بين الذين ينتمون إلى إسماعيل. هؤلاء يطلبون أن يصعدوا، وأولئك يريدون أن يضغطوا عليهم لكي يهبطوا. هؤلاء يريدون أن يطيروا إلى الله، وأولئك يسعون أن ينتِفوا أجنحتهم[16]. * لم أبلغ بعد هذه المدينة حيث لا أعيش مع أشرارٍ؛ لم أبلغ بعد إلى صحبة الملائكة حيث لا أخشى أذية... جميعهم هناك أبرار وقديسون ينعمون بكلمة الله بدون قراءة، بدون أحرف، لأن ما كتب لنا على الصفحات، يتلقنونه هم خلال وجه الآب. إنها حقًا لمدينة عظيمة، وتعساء هم الغرباء عينها! القديس أغسطينوس * حياتنا الحاضرة كما ترون هي رحلة. ولماذا أدعوها رحلة إن كانت بالحقيقة هي شيء أقل من أن يكون رحلة؟ لذلك دعاها المسيح أيضًا: "ما أضيق الباب، وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة" (مت 7: 14)... بولس أيضًا أشار إلى ذلك في رسالته: "لذلك لا يستحي الله أن يُدعى إلههم"، لماذا؟ أخبِرني! لأنهم أقروا بأنهم غرباء ونزلاء" (عب 11: 16، 13). هذا هو أصل كل فضيلتهم وأساسها: ذاك الذي هو غريب هنا سيكون مواطنًا هناك. ذاك الذي هو غريب هنا لا يسعد أن يحيا بين الأمور الحاضرة، ولا ينشغل بالسكنى والمال والطعام وأي شيءٍ آخر شبيه بذلك. عوض هذا، فإن الذين يعيشون في أماكن غريبة يفعلون كل شيءٍ ويهتمون بالعودة إلى وطنهم، ويجاهدون يوميًا أن يروا الأرض التي تحتضنهم، هكذا أيضًا الذين في محبتهم للأمور العتيدة لا يكتئبون بسبب الأحزان الحاضرة، ولا يتعلَّقون بالنجاح (الزمني)، بل يستخِفون بكليهما كمسافرين على الطريق[17]. * "لسكني في خيام قيدار". إنهم جنس فظ، عنفاء جدًا نحو الذين هم مستعبدون لهم، يستخدمون الخيام والأكواخ وينزلون إلى عنف الحيوانات الشرسة[18]. القديس يوحنا الذهبي الفم * بالحقيقة إن المتغربين في هذه الخيمة يعيشون في ظلمة. لذلك يتنهد (داود) من طول غربته، قائلًا: "ويل لي، فإن غربتي قد طالت عليّ"، وأوضح أن سبب ضيقه هو الظلمة، لأننا نعرف أن كلمة قيدار في اللغة العبرية تعني الظلمة. "وسكنت في مساكن قيدار" (راجع مز 120). إنها ظلمة حقًا كظلمة الليل التي تطمس عيني الإنسان وتعيقه عن اكتشاف العثرات، ومعرفة ما هو الغرض الحقيقي لوجوده. وفي هذه الظلمة أيضًا كل شيء يبدو معكوسًا، والوجود مؤقتًا، والنفس لا قيمة لها. لا يرى الحق واضحًا، لأن الظلمة أعمت عينيه[19]. القديس غريغوريوس النيسي * هذه هي شكوى محب المسيح الذي لا يريد شيئًا من الجسد الذي تغَّرب عن العالم واشتاق إلى السماء... كلما نبقى في خيمة جسدنا الأرضي، فنحن متغربون عن الرب... "غربتي"، لأننا في العالم الحاضر ليس لنا وطن باق دائم، فنحن غرباء (حجاج) (1 بط 2: 11)... "قيدار"، في لغتنا تعني "الظلمة"... كلما طالت سكناي في الظلمة، ظللت في هذا الجسد المائت[20]. * بالنسبة لقطيعنا ينتمي إليه الحزانى والشاحبون ومن يرتدون ثيابًا بسيطة، كغرباء في العالم، فإنهم وإن كانت ألسنتهم صامتة لكنهم يتكلمون بملابسهم وطريقة مشيهم[21]. * "قيدار" معناها "ظلمة" والظلمة تمثل العالم الحاضر، فقد قبل لنا إن النور يشرق في الظلمة، والظلمة لم تدركه (يو 1: 5)[22]. القديس جيروم * يقول داود في نصٍ لاحق "ويلٌ لي. فإن غربتي قد طالت" (مز 120 :5). ومن ثمَّ فهو يضرع إلى الرب ليعجِّلَ انطلاقهَ نحو الخيرات، ولهذا ففي وسط آلام العالم، كانت ثمة تعزية عظيمة في الأمور الحاضرة ورجاء في الأمور العتيدة (المستقبلة). لهذا من ذا الذي لا يرفع قلبه حينما يترجَّى نصيبًا مباركًا في المظال السماوية المدَّخر له هناك؟ لكن لأن الأمور العتيدة تسبب لنا عمومًا قلقًا في حالتنا الضعيفة هذه، وأن الذين هم الآن حاضرون يسببون ضيقًا بوجهٍ عام، فإن النفسَ أيضًا، نفس المرنم القديس قد انزعجت، بسبب ذلك الجيشان، الذي يشتعل في جسده[23]. القديس أمبروسيوس * "أتوق إلي عطية واحدة أصارع من أجل مجدٍ واحدٍ وحده، مجد ملكوت السماوات"... كلما أشرق هذا الجمال الإلهي علي أحد القديسين يترك فيه حافزًا لرغبة لا تُحتمل، فيصرخ مضطربًا من جهة الحياة الحاضرة: "ويل لي فقد طالت غربتي علي، متى أتراءى أمام حضرة الله؟" (مز 120: 5؛ 42: 2)[24]. القديس باسيليوس الكبير * تأتي الدموع الصادرة عن التأمل في الأمور الصالحة والاشتياق إلى المجد المقبل. إذ تتدفق دموع غزيرة نابعة عن فرح لا يمكن كتمانه وتهليل بلا حدود. فإذ تتعطش أنفسنا إلى الله الحي القدير تقول: "متى أجيء وأتراءَى قدام الله. صارت لي دموعي خبزًا نهارًا وليلًا" (مز 2:42، 3)، معلنة ذلك ببكاء يومي ونحيب قائلة: "ويل لي فإن غربتي قد طالت" (مز 5:120)[25]. الأب اسحق طَالَ عَلَى نَفْسِي سَكَنُهَا مَعَ مُبْغِضِ السَّلاَمِ [6]. كلما أدرك المؤمن حقيقة موقفه كغريبٍ على الأرض التهب شوقه للسكنى مع السمائيين والرغبة في الانطلاق من بين مبغضي السلام. في رسالة القديس جيروم لأوستاخيوم يعزيها في والدتها يتحدث عنها كيف تركت أرض غربتها لتلتصق بالله في الفردوس بكونها من أهل بيت الله، كتب: [كل الذين يعيشون حسب الله، والذين يرجعون إلى الرب لا يزالوا يُحسبون أعضاء أسرته. لقد فقدناها، هذا حقيقي، لكن المواضع السماوية كسبتها. فإنها إذ كانت في الجسد كانت متغربة عن الرب (2 كو 5: 6)، وتشتكي دومًا بدموعِ "ويلي لغربتي في ماشك لسكنى في خيام قيدار؛ طال على نفسي سكنها (كسائحة)" (راجع مز 20: 5-6)[26].] يرى القديس أغسطينوس أن المرتل يئن من حالة التيه الداخلية. * الجسم تائه في أماكن، والنفس تائهة في انفعالاتها. إن كنت تحب الأرض، فأنت تائه عن الله. إن كنت تحب الله، فأنت صاعد إلى الله. لنختبر بحب الله وقريبنا العودة إلى المحبة. إن كنا نسقط نحو الأرض، نجف ونفسد[27]. القديس أغسطينوس * "طال على نفسي سكنها". بالحقيقة ليست حياة طويلة، إنها مجرد سبعين عامًا (راجع 2 صم 5: 4)، إنما دعاها طويلة لا بسبب كثرة السنين وإنما بسبب صعوبة الموقف. فإنها حتى وإن كانت لمدة قصيرة تبدو طويلة لمن هم في محنة. نحن أيضًا يلزمنا أن نكيِّف أنفسنا أنه حتى إن كنا نعيش هنا لسنوات قليلة يلزمنا أن نحسبها طويلة بسبب شهوتنا نحو الحقائق العتيدة. بقول هذا لست أفتري على الحياة الحاضرة... إنني فقط أثير فيهم حب المستقبل[28]. القديس يوحنا الذهبي الفم . مرارة معاشرة الأشرار أَنَا سَلاَمٌ، وَحِينَمَا أَتَكَلَّمُ فَهُمْ لِلْحَرْبِ [7]. يشعر أولاد الله بالغربة في هذا العالم، مع رغبة ملتهبة نحو السلام، بينما يقدم لهم العالم البغضة والكراهية. هنا نجد نبوة عن السيد المسيح رئيس السلام. * السلام هو قدرة المسيحيين وعظمتهم، سلام المسيح الذي يفوق كل عقل (فهم) (في 4: 7). طوبى لصانعي السلام، ليس فقط الذين يستعيدون السلام وسط الحروب، بل والذين يؤسسون سلامًا في أنفسهم... طوبى لصانعي السلام الذين يقدمون سلامًا لمن يبغضون السلام[29]. القديس جيروم * "مع مبغض السلام كنت (إنسان) سلام" [7]. لكن ما تسمعونه أيها المحبوبون جدًا الأعزاء، لا تقدرون أن تبرهنوا كيف بالحق تسبحونه ما لم تبدأوا بالعمل بما تسبحون به... ابدأوا بالعمل وانظروا إلى ما تنطقون به... تفيض الدموع مع كل كلمة، وعندئذٍ يُسبح بالمزمور، ويمارس القلب ما يُسبِّح به في المزمور... مَنْ هم أولئك الذين يبغضون السلام؟ الذين يمزِّقون الوحدة. لو لم يبغضوا السلام لسكنوا في الوحدة... يلزمنا القول: أحبوا السلام، فتحبوا المسيح. لماذا؟ لأن الرسول يقول عن المسيح: "لأنه هو سلامنا، الذي جعل الاثنين واحدًا" (أف 2: 14)[30]. القديس أغسطينوس * من هم الذين يبغضون السلام؟ إنهم الذين يمزقون الوحدة. هذا نقوله نحن أيضًا لهم: حبوا السلام، حبوا المسيح، لأنهم إن أحبوا السلام يحبون المسيح... يقول الرسول عن المسيح إنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا (أف 2: 14). القديس أغسطينوس * من الجلي أن حياتنا تصير حياة نشاز مع الله الذي هو فائق البرّ، لكون أوتارنا قد تناغمت في وفاق مع الأشرار. ينبغي أن نعظ المسالمين بأن لا يخشوا الاضطرابات التي تعصف بسلامهم الأرضي، وليكسروا حاجز الصمت بكلمات التوبيخ. ثم عليهم أن يحتفظوا بحبهم الداخلي دون شائبة، حتى ولو حدث اضطراب خارجي للسلام الخارجي بسبب التوبيخ. ويعلن لنا داود أنه استطاع أن يرعى بحكمة كِلا الأمرين: "أنا سلامٌ، وحينما أتكلمُ فَهُمْ للحربِ" (مز 120: 7) لنلاحظ أنه عندما تكلم قام عليه معارضوه ومع ذلك كان مسالمًا. إنه لم يتوقف عن التوبيخ، ولا عن محبة الذين يوبخهم[31]. الأب غريغوريوس (الكبير) * لم يقل: "مع الذين ليس لهم سلام"، بل قال: "مع مبغضي السلام، كنت أنا سلام". ألا ترون قيمة المحن؟ ألا ترون ثمر السبي؟ على أي الأحوال، من منا في هذه الأيام في وضع يمكنه أن يقول هذا؟ إنه جدير بالثناء أن تكون في سلامٍ مع الذين يحبون السلام، ولكن الأمر مختلف مع الذين يبغضون السلام. فكيف يمكننا أن نبلغ هذا؟ إن كنا نعيش كغرباء... إن كنا لا نلتصق بالحياة الحاضرة! ليس شيء يسبب صراعات وعداوة مثل محبة الحاضر، والرغبة في الشهرة والمال والترف... لهذا يأمرنا الكتاب المقدس أن نعيش كحملانٍ بين ذئاب (مت10: 16)... هذا وذاك شخص شرير وفاسد، لكنك أنت لك سلطان أن تغلب حتى الشرير. من هو أكثر وداعة من الحمل؟ ومن جانب آخر، من هو أعنف من الذئب؟ ومع هذا الأول يغلب الثاني، كما ثبت ذلك في حالة الرسل، ليس شيء أكثر سلطانًا من اللطف، ليس شيء أقوى من طول الأناة[32]. * "حينما أتكلم معهم يعادونني بلا سبب"... في الوقت المعين أقدم شهادة عن الحب؛ في الوقت المناسب أنطق بكلمات الحنو ... ومع هذا لم يكن لهذا أثره عليهم. لقد استمررت أن أقدم البرهان على الفضيلة من جانبي بالرغم مما هم عليه في فكرهم[33]. القديس يوحنا الذهبي الفم من وحي المزمور 120 من ينقذني من سهام العدو سواك؟ * تسبحك نفسي يا من تخرج من الضيق بركات لا تُحصى. في وسط ضيقي صرخت إليك، فانفتح أمامي باب الرجاء! شاهدت يديك مبسوطتين لتحتضني. وثقت في معونتك وأنا في وسط الآلام. أشرق نور قيامتك عليّ وأنا بين الأموات. * عدو الخير يتربص ليّ، إنه الكذاب، وأب الكذاب، يلقي بكلماته في فكري كسهامٍ قاتلة. من ينقذني من سهامه سوى سهام كلمتك النارية. جراحاتها شافية، عوض جراحات الخطية يمتلئ قلبي بجراحات الحب. تلتهب نفسي بنار روحك القدوس. تصير كجمرة نارٍ ملتهبة، لا يقدر العدو أن يطفئها. * أعماقي تشتهي الانطلاق إليك. هوذا الأشرار يقاومونني، الظلمة تود أن تحوط بي. الكل يثور ضدي، لكن سلامك يملأ قلبي. أعماقي تحب حتى المقاومين! سلامك عجيب يا ملك السلام! إلهي، أنت مخلصي الفريد. تنقذني من إبليس وكل قواته، تهبني ذاتك حياة أبدية عوض الموت. فيك أجد سلامي الداخلي. بك يُنتزع عني كل فسادٍ، وتتجدد حياتي يومًا فيومًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|