سفر أشعياء 4:53 يخبرنا "لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً". ولقد عذب المسيح ببشاعة أثناء محاكمته وصلبه ونجد ذلك مذكوراً في متي 27 ومرقس 15 ولوقا 23 ويوحنا 19. وبالرغم من أن آلامه الجسدية كانت عظيمة، فأن آلامه الروحية كانت أعظم. كورنثوس الثانية 21:5 يخبرنا: "لأنه جعل الذين لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصبح نحن بر الله فيه". لقد حمل المسيح خطيئة العالم كله (يوحنا الأولي 2:2). فالخطيئة هي ما جعلت المسيح يصرخ "ايلي، ايلي، لما شبقتني؟" أي الهي، الهي، لماذا تركتني؟" (متي 46:27). فآلام تحمل الخطيئة قد فاقت آلام الجسد (رومية 8:5).
ونجد في أصحاح 53 من سفر أشعياء وخاصة في عدد 3 و5 نبؤة عن آلام المسيح الآتية "محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به - وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا " وأيضاً في مزمور 14:22-18 نبؤة واضحة عن آلام المسيا المنتظر "كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي. صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحنكي، والي تراب الموت تضعني. لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي. أحصي كل عظامي، وهو ينظرون ويتفرسون في. يقسمون ثيابي بينهم، وعلي لباسي يقترعون".
فلم كان يجب علي المسيح أن يختبر كل هذه الآلام؟ لأجابة هذا التساؤل، نجد أن البعض يعتقد أن معاناة المسيح الجسدية كانت جزء من تحمله عقاب الخطيئة بدلاً منا. والي حد ما فهذا المعتقد صحيح. ولكن في نفس الوقت نجد أن تعذيب المسيح يظهر بوضوح قسوة الأنسان وكراهيته لله وعمله في المسيح. فأن كراهية ابليس للمسيح والله هو مادفع هؤلاء الناس الي تعذيب المسيح بهذا الشكل الشنيع. فمقدار تألم المسيح عكس مقدار خطيئة العالم وعصيان الأنسان لله القدوس (رومية 10:3-18).