رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المكابيين الثاني 12 - تفسير سفر المكابيين الثاني حملات على المدن الوثنية1مكا 5: 8 - 68 خيانه أهل يافا ويمنيا 1 وبعد إبرام هذه المعاهدات، رجع ليسياس إلى الملك، وانصرف اليهود إلى حرث أراضيهم. 2 إلا أن بعض القوالد الذين كانوا في البلاد، وهم طيموتاوس وأبلونيوس بن جنايوس، وإيرونيمس وديمفون، وكذلك نكانور، حاكم قبرس، لم يدعوا لهم راحة ولا سكينة. 3وارتكب أهل يافا جريمة فظيعة، وذلك أنهم دعوا اليهود المقيمين عندهم إلى أن يركبوا هم ونساؤهم وأولادهم قوارب كانوا أعدوها لهم، كأن لا عداوة بينهم. 4 وبناء على قرار أصدره شعب المدينة، قبل اليهود الدعوة رغبة في السلام وبعيدًا عن كل حذر. فلما صاروا في عرض البحر، أغرقوهم ولم يكن عددهم أقل من المئتين. 5 فلما علم يهوذا ما ارتكب على بنى أمته من غدر وحشي، أخبر به من معه من الرجال. 6 ودعا الله الديان العادل وسار إلى الذين أهلكوا إخوته. وأشعل النار في المرفأ ليلًا وأحرق القوارب وطعن الذين لجأوا إلى هناك. 7 ولما كانت المدينة قد أغلقت، انصرف وفي نيته الرجوع ليمحو مدينة اليافيين من أصلها. 8 ولكنه علم أن أهل يمنيا ناوون أن يصنعوا مثل ذلك بالمقيمين عندهم من اليهود، 9فهجم على أهل يمنيا ليلًا وأحرق المرفأ مع الأسطول، حتى روى ضوء النار من أورشليم، على بعد مئتين وأربعين غلوة يفيد الاصطلاح هنا "حرث الأرض" إلى انتهاء حالة الطوارئ في البلاد، ومن ثم التفات أفراد الشعب بما فيهم الجنود الذين سُرّحوا من الجيش إلى مزاولة مصالحهم والاهتمام بموارد البلاد، وبمعنى أشمل: سير الحياة بشكل طبيعي. أمّا القادة الصغار الذين في تلك المدن فلا يُعرف إن كانوا يسلكون بالغدر مع اليهود بإيعاز من ليسياس ذاته، أم من منطلق كراهيتهم الشخصية لليهود، وهكذا كان للسلوقيين موقف رسمي وآخر ميدانى (عملي). ميناء يافا وفي (الآية 2) يستخدم مصطلح " قائد Strategos " وهو متعدد المعاني، فعلى الصعيد العسكري يتراوح ما بين قائد وحدة تكتيكية مستقلة، إلى جنرال (لواء) ومن الممكن أن ُيقصد به أيضًا "حاكم إقليمى" وفي هذا النص يفيد مصطلح "محلىّ " هنا بأنهم قادة من الدرجة الأقل. هذا ومن غير المعروف إن كان أولئك القادة قد أقدموا على مضايقة اليهود بموافقة الحكام في أنطاكية أم من تلقاء أنفسهم. أما طيموتاوس: فهو القائد العمونى المذكور سابقًا وهو هنا قائد عبر الأردن وجنوبي سوريا، وبشأن الخلط فيما بينه وبين طيموتاوس الآخر انظر التعليق على (8: 30، 32 و 10: 24)، حيث ُهزم ولم ُيقتل، ومن ثم فقد أعاد تنظيم صفوفه ليهاجم اليهود من جديد ولكنه ُحوصر منهم وقُتل لاحقًا مع رفقائه في الجب السفلى (10: 37) ورغم أن فعالية طيموتاوس قد انتهت عند هذا الحد، إلاّ أنه يُحصى هنا مع أولئك الذين ضايقوا اليهود، مع ملاحظة أيضًا أنه من المحتمل أن تكون حملة ليسياس قد جرت قبل ذلك الوقت، غير أن الكاتب كما سبق وأشرنا يجمع جهادات وانتصارات وانجازات يهوذا المكابى معًا، وبالتالي فالترتيب المتعمّد هنا لا يعنى أنه غير واع بالتاريخ وإنما هو يلتزم جانب تقديم كفاح يهوذا المكابى. ومن هنا ليس هناك ما يدعو إلى افتراض وجود قائد آخر باسم تيموثاؤس. أبولونيوس بن جنايوس Gennaeus: المعنى الحرفي للإسم: نبيل، وهو بالطبع بخلاف أبولونيوس بن مسنتاوس المذكور سابقًا (5: 24 و 1مكا1: 29) وهو القائد الذي لم نقرأ عنه شيئًا بعد ذلك، وربما كان أحد مندوبى الملك في تلك المدن الوثنية الساحلية والتي تسكنها جاليات يهودية. ايرونيمس Hieronymus: ويقرأ في اللاتينية "جيروم" وينطبق عليه الكلام ذاته، من حيث أنه لم ُيذكر في موضع آخر من السفرين، وأنه أحد نواب الملك في تلك المنطقة. ديمفون Demophon: قائد سلوقى مثل السابقين. نكانور Nicanor: وهو قائد جيوش المرتزقة القبرصية (انظر 5: 24 وقارن مع 4: 29) وربما كان نكانور بن بتروكلس المذكور في (2مكا 8: 9) ويقول في (14: 12) أنه كان يوجد نكانور آخر وكان مسؤولا عن الفيلة. وهو غير نكانور الشهير الذي اضطهد اليهود فقتلوه وعلقوا رأسه على سور المدينة، وربما عُيّن حاكمًا بدلًا من بطليموس مقرون، والذي انتحر بسبب اتهامه بتعاطفه مع اليهود (6: 13). وكانت قبرص في ذلك الوقت جزءًا من الإمبراطورية البطلمية. صورة: يهوذا المكابي انتشرت هذه المضايقات الموجهة للجاليات اليهودية في جميع المدن في وقت واحد، حيث وصلت الشكاوى والبلاغات إلى القيادة العسكرية في أورشليم، وما يحدث هنا في المدن الساحلية مثل يافا ويمنيا وقبرس، هو ما حدث أيضًا في مدن الجليل وجلعاد حيث قام يهوذا المكابى بحملة تأديبية ضد أهلها الوثنيين راجع (1مكا 5). حادثة يافا المروّعة: كانت يافا ويمنيا مدينتان وميناءان لهما أهميّة خاصة، وكان سكانها فلسطينيين، أعداء اليهود منذ زمن بعيد، وكان اليهود جالية في يافا ولم يكونوا مواطنين. وكانت المسافة بين يافا وأورشليم حوالي ثمانية وأربعين كيلو مترًا. وفي تصعيد خطير لهذا الاضطهاد جرت مأساة في يافا الساحلية، ولا يُعرف على وجه الدقة ملابساتها، غير أنه من المحتمل أن يكون أهل يافا الوثنيين قد دعوا أعضاء من الجالية اليهودية هناك إلى مشاركتهم في أحد الأعراس الكبيرة لأحد الشرفاء، وربما كانت مجرد دعوة إلى نزهة بحرية، (مسيرة احتفالية في البحر). وفي الوقت الذي أدخلوا فيه المحتفلين إلى المركب، اختاروا لليهود مراكب محددة معدة خصيصًا لهم، ثم أغرقوهم في البحر. وأما مجلس الشعب (شعب المدينة) فيقصد به شيوخ اليهود هناك فقد رأوا في الدعوة واحدًا من عوامل الوفاق والتعايش السلمى.. ولم يتوقع اليهود بالتالي أيّة خيانة ولذلك فلم يحتطوا، فوقعت الحادثة. وبلغ يهوذا المكابى الأمر، مثلما بلغه من قبل رسائل الجاليات اليهودية في الجليل وجلعاد، يطلبون نجدة، وصلى يهوذا كعادته قبل التوجه إلى يافا والتي كانت قد أغلقت أبوابها بحلول الليل وكان من الصعب اقتحامها ليلًا، ويبدو أن بعض السكان شعروا بنيّة اليهود في الانتقام من المدينة وسكانها، فلجأوا إلى الميناء سعيًا للامان ولكنهم وقعوا في أيدي رجال المكابى والذين قتلوهم. المبادرة بمنع تكرار ذلك في يمنيا: انصرف يهوذا المكابى من يافا وفي نيّته العودة إليها من جديد للانتقام من أهلها، غير أنه سمع بأن ما جرى في يافا من المحتمل أن يتكرر في يمنيا، وتقع هذه على مسافة سبعة كيلومترات شرق البحر المتوسط، واعُتبرت عاصمة ذلك الاقليم البحري (المدن الساحلية) راجع (1مكا5: 55-62 و 10: 69 و 15: 38) ويبدو أن نقمة المكابيين من يمنيا كانت أكبر من تلك التي جرت في يافا، إذ كانت الحرائق التي ُاشعلت فيها عظيمة لدرجة أنها ُرؤيت من أورشليم أي من مسافة خمسون كيلومترًا(1). حملة على أرض جلعاد (1مكا 5: 24-54) 10وكانوا قد ابتعدوا من هناك تسع غلوات، زاحفين على طيموتاوس، فتصدى لهم قوم من العرب يبلغون خمسة آلاف، ومعهم خمس مئة فارس. 11فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وكان الفوز لرجال يهوذا بعون الله، فانكسر عرب البادية وسألوا يهوذا أن يمد إليهم يمناه، على أن يؤدوا له مواشى ويقوموا بخدمات في سائر الأمور. 12وأدرك يهوذا أنه يحصل منهم حقًا على منافع كثيرة، فرضى بمصالحتهم، فأخذوا بيمناه وانصروا إلى خيمهم. 13 وأغار يهوذا على مدينة تحميها سدود من تراب وتحيط بها الأسوار ويسكنها خليط من الأمم، واسمها كسفيس. 14 وكان الذين فيها واثقين بمناعة الأسوار ووفرة الميرة، فأبدوا خشونة ليهوذا والذين معه، وشتموهم وجدفوا ونطقوا بما لا يحل. 15 فدعا الذين مع يهوذا ملك العالم العظيم الذي أسقط أريحا على عهد يشوع بغير كباش ولا مجانيق، ثم وثبوا إلى السور كالأسود. 16 وفتحوا المدينة بمشيئة الله وقتلوا من الخلق ما لا يحصى، حتى إنت البحيرة التي هناك، وعرضها غلوتان، ظهرت كأنها امتلأت وطفحت بالدماء. ذكرت أنباء هذه الحملة بتفاصيل أكبر في (1مكا 5: 24-54) أمّا هنا فإن (الآية 10) تفيد بأن الموضع الذي ابتعدوا منه ليس "يمنيا" ولا "يافا" ولكنه مكان إحدى المعارك في أرض جلعاد (آية 13) وكما قلنا سابقًا فإن السفر هنا يجمع مآثر يهوذا المكابي. فقد خاض يهوذا حروبًا كثيرة، وأنقذ الكثير من اليهود المحاصرين في المدن الوثنية، وأجلاهم إلى أورشليم وذلك قبل أن يلتقى بالنبطيين العرب، كما أنه مرّ بمواقع عديدة خاض فيها الحروب قبل الوصول إلى "كسفيس". العرب: هم النبطيون والذين ُاشير إليهم في (1مكا5: 25) حيث كانوا قد صاروا من أنصار المكابيين وقد جاء هذا التعاون نتيجة المعركة الشرسة المذكورة هنا، حيث اتفق الجانبان على أن يؤدى النبطيون الجزية للمكابيين واقامة تحالف بين الطرفين. كسفيس Caspin: وقد تكون هي نفسها "كسفور" أو "كسفو" المذكورة في (1مكا5: 26) وتقع شرق بحر الجليل إلى الجنوب من الجليل وجلعاد وربما كانت هي "خسفيس" شرق بحر الجليل بعشرة أميال، وتوجد الآن بقعة َسبِخَة في مكان يسمى كسفين Khisfin ربما هي التي كانت بحيرة فيما مضى (آية 16). وكانت كسفيس تحميها أسوار وسواتر ترابية وكذلك خندق أو ترعة صناعية تحيط بها بعرض 500م ونظرًا لثقة أهلها الشديدة بحصانتها فقد سخروا من المكابيين وجيوشهم بل يبدو أنهم وهم من جنسيات وأعراق مختلفة قد تطاولوا على معتقدات اليهود وإلههم وشرائعهم وهيكلهم "ما لا يحلّ" (آية 14). أما الكباش المنصوبة عليها والمذكورة هنا فهي الذراع الحديدي Battring Rams وهي مثل المجانيق غير أنها تضرب مباشرة في الحوائط بعكس المجانيق التي تلقى بالحجارة الضخمة في الأسوار والحوائط، وتستخدم كلا الآلتين في فتح ثغرات في الأسوار يسهل من خلالها الاجهاز على السور كله وتدميره. وبعد أن فتحوا المدينة انتقموا من أهلها نقمة شديدة(1). انظر (يشوع 6: 1-21). معركة قدنيم 17 ثم ساروا من هناك مسيرة سبع مئة وخمسين غلوة، حتى انتهوا لي الكرك، إلى اليهود الذين يعرفون بالطوبيين. 18 فلم يجدوا طيموتاوس في تلك الأماكن، لأنه قد غادرها من دون أن يصنع شيئًا، لكنه ترك في بعض الأماكن حرسًا منيعًا. 19فخرج دوسيتاوس وسوسيباطير، من قواد المكابى، وأهلكا الرجال الذين تركهم طيموتاوس في الحصن، وكان عددهم ينيف على عشرة آلاف. 20 وقسم المكابى جيشه فرقًا وأقام من يكونون على رأسها وحمل على طيموتاوس، وكان معه مئة وعشرون ألف راجل وألفان وخمس مئة من الفرسان. 21 فلما بلغ طيموتاوس قدوم يهوذا، وجه النساء والأولاد وسائر الأمتعة إلى مكان يسمى قرنيم، وكان موضعًا منيعًا يصعب الوصول إليه لضيق جميع الممرات. 22 ولما بدت أول فرقة من جيش يهوذا، داخل الأعداء الرعب والرعدة، إذ تراءى لهم من يرى كل شئ، فأسرعوا إلى الفرار من كل جهة، حتى إن بعضهم كان يؤذى بعضًا، وطعن بعضهم بعضًا بحد السيوف. 23وتعقبهم يهوذا تعقبًا شديدًا وأخذ يطعن أولئك الأثمة، حتى أهلك منهم ثلاثين ألف رجل. 24ووقع طيموتاوس في أيدي رجال دوسيتاوس وسوسيباطير، فجعل يتضرع إليهم بكل حيلة أن يطلقوه سالمًا، بحجة أن آباء وإخوة لكثيرين منهم قد يهلكون. 25 وأقنعهم بكلام كثير بأن يطلقهم سالمين، فخلوا سبيله لينقذوا إخوتهم. 26 ثم أغار يهوذا على قرنيم وأترجتيون وقتل خمسة وعشرين ألف نفس. أغلب الظن أن كلمة "هناك" في (آية 17) يقصد بها في الغالب: أورشليم، إذ تصل المسافة بين أورشليم وأرض طوب حوالي 50 كم(1). الطوبيين: هم سكان أرض طوب المذكورة في (1مكا 5: 13) أو أرض بنى عمون والتي كان تحكمها أسرة بنى طوبيا، وفيها أيضًا كانت تُدرّب الخيول الحربية. وقد توقع المكابيين أن يكون طيموتاوس قد عاث فيها فسادًا واضطهد اليهود السكان فيها، ولكنه كان فقط قد ترك فيها حامية عسكرية سلوقية قبل أن يغادرها. ويتضح لنا من النصّ هنا أن الطوبيين كانوا أقوياء بدرجة صدّت عنهم طيموتاؤس بحيث لم يستطع هزيمتهم، وإن كان قد ترك بعض حاميات في بعض الحصون، كان الطوبيين مازالوا قوة حامية في عبر الأردن حتى بعد انتحار القائد الطوبى المتميّز "هركانوس" في سنة 169 ق.م. بل ربما كان دوسيتاوس وسوسيباطير قائدين طوبيين قد انضما إلى قوات المكابى. وكان الطوبيين من القوة والشهرة بحيث صيغت الصفة "طوبيين Tobian, Toubiakos خصيصًا للإشارة إليهم، بل ربما ُسمى الإقليم الواقع حول الحصن الطوبى ب الطوبياكى وسكانه بالطوبياكيين، وربما يكون أنطيوخس أبيفانيوس قد استولى على الحصن الطوبى في "عرق الأمير" وأعاد توطين جنود هناك في مكان ما بشمالي عبر الأردن أو جنوبي سوريا في المكان المعروف باسم دياتما Dathema أو بالقرب منه (1مكا 5: 9-11، 29). دوسيتاوس Doisitheus: وهو اسم يوناني معناه "هبة الله" أو "عطية الله" وهو ترجمة يونانية لإسم "متتيا" العبري (وقد وُجِد أيضًا في بعض كتابات آرامية قديمة). وهو أحد القواد اليهود الصغار التابع بدوره لقائد أعلى يسمى "بكينور".راجع (آية 35) وقد اتصف دوسيتاوسبالشجاعة والإقدام. سوسيباطير Sosipater: اسم يوناني معناه "المدافع عن أبيه" وهو قائد يهودي في ذات الرتبة التي كان فيها دوسيتاوس قام اثنيهما بقتل أفراد الحامية العسكرية التي تركها طيموتاوس خلفه في أرض طوب، بينما كان الأخير ينظم صفوفه بالقرب من الكرك. الكرك Charax, Charak: وجاءت في اليونانية (eiV ton caraca) مدينة تنتمي إلى "الأورانيين" وتقع في الشمال الشرقي من جلعاد، في المنطقة التي تشمل جبل أوران وتمتد غربًا حتى قرية "باتانا" وهي المنطقة التي تجمّع فيها 112 ألف من الجنود المرتزقة لمحاربة داود (2صم 10: 6). وكان مقر الوالي السلوقي في عهد المكابيين يسكن في حصن الكرك، ويظن البعض أنها الكراك حاليًا جنوب موآب، أو" كَنَّه" في حوران، على مسافة 20 كم شمال غرب بُصرَة. وتسمى أيضًا "عرق الأمير". والكرك هو اسم يوناني عام يعني (معسكر مطوّق بالحسائك) ويقع على بُعد حوالي 750 غلوة من كسفيس، وقد قطع يهوذا مسيرة ثلاثة أيام إلى الجنوب من كسفيس إلى عرق الأمير، ومثلها عودة إلى قرنائيم. عندما خشى طيموتاوس من شدة بأس جيش المكابيين لاسيما وقد فشل في الاستيلاء على حصنهم، آثر إجلاء أقاربه وأمتعته من هناك إلى "معبد قرنيم" (karnion) راجع (1مكا5: 26، 43)، وهي العادة المتبعة من حيث الاحتماء في المعابد والهياكل، أملًا في حماية الآلهة وعدم تطاول المغيرين على تلك الأماكن، كما أن الممرات الضيقة في قاع الوادى والمذكور في (1مكا 5: 37) كانت تجعل من الصعب الوصول إلى المعبد الكائن على القمة، والمعبد نفسه "قرنيم" هو بعينه "قرنائيم" هو معبد عشتاروت ذي القرنين والذي ورد ذكره في (1مكا 5: 43).مع ملاحظة أن "النساء والأولاد وساءر الأمتعة" (آية 21): هي للعرب الذين كانوا في جيشه انظر1مكا 39:5). رؤية خامسة: هذه هي الرؤيا الخامسة التي ُتذكر في هذا السفر، وقد آذر الله المكابيين بمثل تلك المناظر الإلهية لكي يعلن لهم تعضيده لجهادهم، وهو الأمر الذي أوقع الرعب في قلوب الأعداء ففروا مذعورين، مما تسبب في قتل وجرح بعضهم البعض وهو ما يسمى في القاموس العسكري الحديث ب (نيران صديقة) وهو ما مكّن المكابيين أيضًا من قتل عدد كبير منهم. طيموتاوس في الأسر: استطاع طيموتاوس أن ينجو من هلاك محقق من خلال الحيلة والخداع(1)، فعندما لم تفلح توسلاته ودموعه لآسريه: دوسيتاوس وسوسيباطير وهما اللذان كانا قد أهلكا الحامية العسكرية في أرض طوب فقد لجأ إلى التهديد بقتل عدد كبير من اليهود المأسورين لدى رجاله، وعند ذلك أطلق الرجلان سراحه، حقنا لدماء اخوتهما. أتر جيتون Atargatis:ويقصد هنا هيكل أترجيتيس (1مكا 5: 43، 44) وهي كبيرة آلهة الأراميين، ويتكون الاسم من مقطعين: أتار Atar (عشتار) أو أتاه Ahah ثمّ At.. , Attis "أتيس" (اسم إله ذكر فريجي). وأترجتيس هي صورة من صور عشتاروت اقترن فيها إله وإلهة، وقد ُجلبت من بلاد فارس وأشور، وأصبحت بعبادتها الخاصة الإلهة الأم لآسيا الصغرى، وكان أهم مراكز عبادتها في سورية في هيرابوليس حيث كان الأهالي متعصّبون لها هناك. عشتارت: هي إلهة السمك عند البابليين، والآراميين والفلسطينيين، ولكن لمادا ُترجم اسم هذه الإلهة وهو في الأصل العبري "عَتَرْعَتاه" إلى عشتارت؟: من المعروف أن التسمية الأكادية (Ieshtar) سامية الأصل وقد وجدت بصيغ أخرى مقاربة في مناطق متعددة من الشرق الأدنى القديم، منها Ashtart عند أقوام الجزر الشمالية الغربية، و Athr في رأس شمرة و Athar عند العرب في جنوب الجزيرة العربية. وبالإضافة للتشابه في اللفظ فإن ما يدل على وجود صلة في المعتقدات الخاصة بالإلهة عشتار في وادي الرافدين، وبين الإلهة "عثر" في جنوب الجزيرة العربية، أن كلاّ منهما قد ُجسّد في نجمة سماوية، ثم أنهما عُبِدا ضمن ثالوث المجموعة الشمسية (الشمس والقمر والزهرة) والذي شاعت عبادته في جنوب الجزيرة العربية قديما(1). وقد ورد ذكرها بعدة أسماء: (عشتارت، عشتاره، عشتارته، عشترة، عشتورة) ويجمع بلفظ عتاروت) ويعني الإسم بصورة عامة: الإلهة إشتارتي، والأهم في كل هذا التفريق بين هذه الإلهة والإلهة "عشيرة" زوجة الإله إيل. ويبدو أن هذه الإلهة امتصّت صفاتها من "عشيرة" التي أصبحت إلهة أم فقط، وبلغة أخرى فإن عشتار الأكادية أو البابلية عندما دخلت إلى البانثيون الكنعاني إنشطرت إلى إلهتين، الأولى هي عشتارت إلهة الحب والجمال، والثانية هي عشيرة الإلهة الأم زوجة إيل...وأما لقبها الآخر فهو " أم القرنين" حيث ظهرت وهي تلبس رأسا على شكل ثور رمز السلطة، تحيط به ريشتان يبرز تحتهما قرنين. لاحظ أن الأحداث هنا في قرنيم مدينتها وحرمها المقدس. كما يقول في صفحة 100: عشيرة: هي الإلهة الكنعانية الأم زوجة الإله إيل، التي صارت أما لكل الآلهة الكنعانية من إيل.....وقد حملت عدة ألقاب: مثل: خالقة الآلهة، والأم، وأيلة، إيلات، وسيدة العمودين، وربة اليم، و سمكة البحر، والسارية...ولا بد أن نذكر أن الإلهة الآرامية (عتر) ظهرت من عشتار أيضًا وكونت أساس اسم عترجاتس التي ننفي عنها كونها ظهرت من دمج (عناة + عشتارة) بل هي الإلهة الآرامية عتر اندمجت فيها صفات عناة(1). هذا وقد ُصوّرت أترجتيس في شكل بطلة مصارعة، تجلس مستندة على مجموعة من الأسود وتحمل في يدها حزمة من السنابل. وقد حمل الجنود الرومان تمثالها هذا إلى شمال بريطانيا. بينما في مصر كانت عشتاروت تصّور برأس لها قرون بقرة وتسمّى هناك "الإلهة هاتور". العودة إلى البلاد (1مكا 5: 45) 27وبعد انكسار أولئك وهلاكهم، زحف يهوذا على عفرون، إحدى المدن الحصينة، وكان ليسياس يقيم فيها. وكان على أسوارها شبان من ذوى البأس، يقاتلون بشدة، ومعهم كثير من المجانيق والقذائف. 28فدعا اليهود الرب الذي يحطم بقدرته بأس الأعداء، فأخذوا المدينة وصرعوا من الذين في داخلها نحو خمسة وعشرين ألفًا. 29ثم رحلوا من هناك وهجموا على مدينة بيت شان، وهي على ست مئة غلوة من أورشليم.30إلا أن اليهود المقيمين هناك شهدوا بأن أهل بيت شأن عطفوا عليهم وعاملوهم بإنسانية في وقت الضيق. 31فشكرهم يهوذا وأصحابه على صنيعهم وأوصوهم أن يبقوا على عطفهم على جنسهم وعادوا إلى أورشليم لاقتراب عيد الأسابيع.(يس15: 45). لم يكن في نيّة يهوذا المكابى مهاجمة عفرون، ولكنه وبالرجوع إلى (1مكا5: 45) سنجد أنه كان في طريقه إلى أورشليم وبصحبته اليهود الذين خلّصهم من مضايقات الوثنيين الذين كانوا يحيون معهم كأقليات خلال الحملة التأديبية الكبيرة، فكانت عفرون في طريقهم، ولم يكن من الممكن تفادي المرور من خلال، مثلما حدث كثيرًا مع يشوع والشعب عند امتلاك أرض الموعد، فقد رفض سكان العديد من البلاد مجرد مرورهم منها حتى بعد تقديم الضمانات بعدم الأذى أو حتى طلب الطعام والماء، مما اضطره إلى محاربتها والاستيلاء عليها. راجع: (يشوع 15: 45) وقد يتعجب القارئ كيف سكن ليسياس والذي هو في مكانة الملك آنذاك في مدينة بعبر الأردن؟ (آية 27) ولكن ذلك كان مألوفًا بالنسبة للنبلاء والوزراء أن يكون لهم مساكن ريفية في الأقاليم. عفرون Ephron: يبدو أنها كانت مقر الوالي ليسياس في تلك المنطقة، وهو وصي الملك أنطيوخس الخامس، كما كانت تضم سكانًا من جنسيات مختلفة، وبينما ُيذكر في سفر المكابيين الأول أن سكانها رفضوا مرور اليهود في وسطها، بل أوصدوا الأبواب رافعين خلفها متاريس من الحجارة والرمال حتى يستحيل بذلك فتحها، فالسفر يشير هنا إلى قوة بأس المدافعين عنها على الأسوار بما لديهم من مجانق وقذائف (سهام ملتهبة لاشعال الحرائق). بيت شان: هي المدينة التي علّق أهلها على سورها جسد شاول (1صم31: 10).وهى المسمّاه أيضًا في اليونانية سكيثوبوليس (Scuqwn poliV) وهي المذكورة في (1مكا5: 46) حيث ُاشير هناك فقط إلى المرور عليها دون الاشتباك مع أهلها الوثنيين، ولكنه وبينما يظهر المكابيون هنا وهم متحفّزون للدفاع عن اخوتهم الساكنين هناك، إذ بهؤلاء يشهدون بحسن معاملة أهلها الوثنيين مما أوجب شكر يهوذا المكابى لهم. عيد الأسابيع: وهو الترجمة الحرفية للاسم العبري الذي يعنى عيد الخمسين وهو عيد البنطقوستى (آية 32) وهو كذلك العيد الثاني من الأعياد الرئيسية الثلاثة، حيث كان يتوجّب على كل ذكر في إسرائيل أن يظهر أمام الرب في أورشليم (خروج 23: 17 و 34: 22 و تثنية 16: 10) وقد سمى بهذا الاسم لأنه يأتي في اليوم الخمسين أي بعد سبعة أسابيع من الفصح (خروج 34: 22) ولم تذكر إشارة عنه في الكتاب المقدس بعد ذلك إلا في أيام سليمان (2 أخ 8: 12، 13). ووفقًا للتفسيرات الصدوقية والأسينية كان العيد دائمًا ما يوافق يوم أحد، وكان على يهوذا أن يوقف الأعمال القتالية يوم السبت الذي يسبق العيد (قارن مع 8: 26 و 12: 38) وبحسب التفسيرات الصدوقية والأسينية أيضًا كان يجب على الحجاج الوصول إلى أورشليم قبل السبت، وكان عيد الخمسين بحسب التقوىم الفريسي يوافق 6 سيفان (21 أبريل) وفي حالة التقوىم الكبيس كان العيد يقع في 19 يونية، وهناك نظريات غير مؤكدة تفيد بأن اليهود في تلك السنة (سنة 163 ق.م.) قد استخدموا تقويمًا غير كبيس(1). في عيد الأسابيع كان ُيحتفل باتمام حصاد الشعير، حيث كان يقدّم في بداية هذا الحصاد "حزمة الترديد" أمام الرب، وهي كذلك بداية حصاد القمح، وكان يومًا مبهجًا حُسب راحة (إجازة رسمية) ومثل احتفال عائلى تقدّم فيه تقدمات اختيارية حسب كرمهم (تثنية 16: 10، 11) وفي الهيكل يقدّم رغيفين من خبز مختمر ومملح (لاويين 23: 17) أما مواصفات الرغيف فهي أن يكون بطول سبعة أشبار وعرض أربعة أشبار وسُمك سبعة أصابع (قراريط) وذلك بحسب فتوى الربيين لاحقًا، مع تقدمات عبارة عن سبع خراف حولية، وثور واحد، وكبشين محرقة مع تقدمتها وسكيبها وقود رائحة سرور للرب (لاويين 23: 18). وفي التقليد اليهودي ُيعتبر هذا اليوم هو يوم اعطاء الشريعة لموسى(2). وفى العهد الجديد اعتبر هذا اليوم "يوم تأسيس الكنيسة" إذ حلّ فيه الروح القدس، حيث لبس الرسل قوة من الأعالي ومن ثم بدأوا خدمتهم منطلقين إلى كافة أرجاء المسكونة، وصار مع الوقت عيدًا سيديًا بل عُدّ أعظم الأعياد، ومنذ يوم عيد القيامة وحتى يوم الخمسين تعيش الكنيسة حالة من الفرح والبهجة، متسامية فوق القانون. وهكذا استمرت الحملة التأديبية من ِقبل المكابيين على الأمم الوثنية، عقب عيد الفصح حيث رسائل ومعاهدات السلام وحتى قرب عيد الأسابيع (الخمسين). وجدير بالذكر هنا أنه أثناء تلك الحملة قد وقع يوسف وعزريا في المخالفة وتسبب ذلك في هزيمة الجيش اليهودي الذي كان برفقتهما (1مكا 5: 55-62). الحملة على جرجياس 1مكا 5: 65 - 68 32وبعد العيد المعروف بعيد الخمسين، أغاروا على جرجياس، قائد أرض أدوم.33 فخرج إليهم في ثلاثة آلاف راجل وأربع مئة فارس.34وأقتل الفريقان، وكان أن سقط من اليهود نفر قليل. 35وكان فيهم فارس ذو بأس يقال له دوسيتاوس، من رجال بكينور، فأمسك جرجياس وقبض على ردائه واجتذبه بقوة، يريد أن يأسر ذلك اللعين حيًا فهجم عليه. فارس من الطراقيين وقطع كتفه، ففر جرجياس إلى مريشة. 36وتمادى القتال بالذين مع أشدرين حتى كلوا، فدعا يهوذا الرب ليكون حليفهم وقائدهم في القتال. 37وجعل يهتف بالأناشيد بلسان آبائه، ثم صرخ، ووثب على رجال جرجياس بغتة وهزمهم. يتضح لنا من أخبار هذه الحملة أن المكابيين لم يحققوا نصرًا حاسمًا على جيش جرجياس، والذي كان عدد أفراده قليلًا جدًا إذا ما قورن بالأعداد الضخمة من الجنود والفرسان، التي هزموها في معارك أخرى، حيث وصل قوام بعضها إلى مئة وعشرين ألفًا. ويبدو أنها كانت واحدة من جولات الاشتباك مع جيش جرجياس قائد أرض أدوم(1)، إذ يرد في (1مكا 5: 59، 60) فيما يبدو أنه احدى هذه الجولات أنه سقط ألفى يهودي(2). جدير بالذكر هنا أن أعداد الجنود والفرسان المذكورة في (آية 32) هي ل جرجياس وليست يهوذا المكابى، وبالتالي فهي أرقام متواضعة بالنسبة للقوى التي أغار بها من قبل على اليهود. وفي (1مكا 5: 68) يذكر أن حملة يهوذا هذه قد انتهت بغارة على إقليم أشدود وعلى المعابد الوثنية والأصنام التي فيها. أما "دوسيتاوس" المذكور هنا فهو مختلف عن الشخص المذكور في (آية 19) لأنه معرّف هنا. وترد العبارة: "دوسيتاوس أحد رجال بكينور" في النسخ الأرامية: (دين جفرا من طوبينا = رجل من طوب)، وهكذا وردت في عدد من المخطوطات اليونانية: (twbihnwn) أو (Toubnhuwn) مما يعني أنه كان أحد رجال طوب. وأما "بكينور" Bacenor فهو أحد القواد اليهود في جيش المكابي وكان دوسيتاوس قائدا أيضًا ولكنه دوّنه في الرتبة وتظهر لنا شجاعته وجبروته من اختراقه لصفوف الأعداء ومحاولته أسر قائدهم، وبالتالي فقد كان بإمكانه قتله إذ يقترب منه إلى هذا الحد، لولا أن أحد رجال جرجياس تدارك الأمر فأصاب ذلك الفارس الشجاع. الطراقيين = الثراكيين Thracians: وهم سكان ثراكية والتي تقع في شبه جزيرة البلقان شمال شرق مكدونية، جنوب بلغاريا الحالية، وكانت تقع بين نهرى "فستوس" و "الدانوب" حاليًا، وقد اشترك بعض من رجالها كجنود مرتزقة في جيش السلوقيين، حيث عُرف عنهم شدة البأس.وهم يعملون هنا لحساب المكابيين، وبالتالي فلا ينطبق عليهم التحريم الوارد في الشريعة والخاص بعدم جواز استخدام اليهود للفرسان. أما الرداء الذي حاول دوسيتاوس امساك جرجياس منه، فهو المعطف القصير الذي كان الفرسان يرتدونه "cloak". وهو بلا أكمام وُيطرح على الكتفين ويثبّت عند العنق بدبوس (مشبك) وكان يتألف من قطعة مستطيلة من القماش، ومن الطرف السفلى تتقوس إلى جناحين فيما يشبه ذيلي المعطف الرسمي. مريشة: وهي المدينة الفلسطينية الواقعة بين أدوم وحبرون، وهي التي ُاشير إليها سابقًا في (1مكا 5: 66) راجع التعليق عليها هناك. أسدرين = أشدرين Esdris: وهو واحد من القادة في جيش المكابى، ولم ُيذكر إلاّ في هذا المكان وبالتالي فلا ُيعرف عنه شيء غير ما ورد هنا. وربما كان قائد الوحدة العسكرية التي تعرضت للخسائر والمذكورة في (آية 34). هذا وقد جاءت الكلمة اسدرين في اليونانية (EsdriV) وهو اسم يشابه اسم عزري الوارد (1 أخ 27: 26)، ونرى أن الكاتب لم يعطه كنية والذي بالتأكيد كان مذكور في كتب ياسون الكاملة. وهكذا كاد اليهود أن يخسروا تلك المعركة، وعندما بادر يهوذا بالهتاف مع الشعب بالأناشيد الحماسية (المزامير)، والتي من شأنها إثارة حميّة الجنود وإذكاء روح القتال فيهم، استطاعوا تدارك الأمر، أمّا المقصود بأن يهوذا أنشد بلغة آبائه وهي العبرية فهو أن تلك الأناشيد كانت معروفة حيث كتبت ولحنت في العبرية وصارت تتلى في مناسبات بعينها. كما يوحى استخدام المكابى هنا للعبرية بأنه كان يتكلم الأرامية هو ورجاله قارن (15: 29). أصنام يمنيا 38ثم جمع يهوذا جيشه وسار به إلى مدينة عدلام. ولما كان اليوم السابع، اطهروا بحسب العادة واحتفلوا بالسبت هناك. 39وفى الغد جاؤوا إلى يهوذا عندما كانت تقتضيه الحاجة ليحملوا جثث القتلى ويدفنوهم مع ذوى قرابتهم في مقابر آبائهم. 40فوجدوا تحت ثياب كل واحد من القتلى أشياء مكرسة لأصنام يمنيًا، مما تحرمه الشريعة على اليهود. فتبين لهم جميعًا أن ذلك كان سبب قتلهم. 41فباركوا كلهم تصرف الرب الديان البار، الذي يكشف الخفايا. عدلام Adulam: اسم عبري معناه "ملجأ" وهي احدى مدن السهل الشهيرة وتسمى "عين الماء" وفيها تقع المغارة المسمّاة بإسمها، والتي فيها اختبأ داود من وجه شاول، راجع (يش12:15 و 1صم 22: 1 و 2 أخ 11: 17) وبعد هزيمة طيموتاوس العمونى عسكر الجيش عندها. هذا وتقع عدلام على بُعد حوالي 12 كم شمال شرق مريشة، ورغم أن الأدوميين قد تعدّوا على جزء كبير من جنوب اليهودية، فقد بقت عدلام في أيدي اليهود، أنظر (نحميا 11: 30). التطهير حسب العادة: لم يستحم المكابى ورجاله فقط ولكنهم تطهّروا بحسب الطقس، ولكنه لم يكن تطهير بحسب طقس سفر العدد (31: 19 - 24) لأنه يستغرق سبعة أيام، ولكنه كان حسب العادة أو حسبما تقضى تعليمات الحاخامات لمن يدخل الفناء الداخلي للهيكل فقط، فبحسب الرابي يهوذا ابن رابي إيلى كان مجرد غسيل للوجه واليدين بماء دافئ قبل حلول السبت، بينما يحتفظ الحسيديين بعادة التطهير بالغمر الطقسي قبل حلول السبت، كما طالب سكان قمران (الأسينيين) الجنود بتطهير أنفسهم في الصباح التالي لأية معركة (1). أصنام يمنيا: وبعد انقضاء السبت والاحتفال به قام الجنود باتمام الواجب والذي كان قد تأجّل بسبب حلول السبت، فعندما همّ رجال المكابي بتكفين القتلى تمهيدًا لدفنهم كلٍ في قبر آبائه، عثروا في طيات ثياب القتلى على تمائم (تعاويذ) وتماثيل صغيرة لآلهة يمنيًا والتي كانوا قد اجتاحوها، ولم تكن تلك الأشياء قد حملها الرجال على سبيل التفاؤل أو أنها تعكس معتقدات وثنيّة لديهم، وإلاّ لما حاربوا مع المكابى ضد الوثنيين، ولكنها على الأرجح كانت مقتنيات استولوا عليها من يمنيا (آية 8، 9) إذ كانت المعابد الوثنية تحتوى على ُحلى ذهبية وفضية مكرسة للآلهة الوثنية وتوضع فوق تماثيلها، ولكن ذلك كان مخالفًا للشريعة إذ يرد في سفر التثنية: " تماثيل آلهتهم تحرقون بالنار لا تشته فضة ولا ذهبًا مما عليها فتأخذ لك لئلا تصاد به لأنه رجس عند الرب إلهك، ولا تدخل رجسًا إلى بيتك لئلا تكون مجدفًا مثله، تستقبحه وتكرهه لأنه محّرم (تثنية 7: 25، 26)(1). وقد رأى القادة المكابيين أن ذلك كان السبب في قتلهم دون الباقين، حيث لم تحمهم تلك الآلهة التي حملوا تماثيلها وتمائمها. ويقول العالم إيسيدور ليفي أن أهل يمنيا صوّروا هيرقل وهورون على أنهما الإلهين اللذين يمتلكان يمنيا، ويظهر هذين الإلهين كمدافعين، وكانت يمنيا تقع في الإقليم الذي كانت تسيطر عليه مدينة عقرون حيث كان بعل زبول يعتبر كإله يدافع ويشفى (2مل 1: 2 - 16) وبذلك كانت تلك الأشياء المكرسة تعتبر تعاويذًا تجلب لحاملها قوة آلهة يمنيا الدفاعية، وكما مات الملك أحازيا عقابًا له على طلب قوة الشفاء من بلعزبول (بعل زبوب) هكذا هلك الجنود اليهود بسبب حملهم التعاويذ الوثنية. ولكن الأرجح أن خطيّة أولئك الرجال كانت الجشع وليست الوثنية (أي الثقة بآلهة كاذبة) وقد كانت خطية "عخان بن كرمي" هي الجشع ولكنه دفع حياته ثمنًا لها (يشوع 7). ويذكرنا ذلك بأصنام بيت لابان والتي أخفتها راحيل في أمتعتها، ورغم اعتقاد الكثير من الشراح في أن ذلك كان يعبّر عن بقايا التأثير الوثني لدى راحيل، إلاّ أن وثائق " نوزى Nuzi " تفيد بأن ذلك كان يعنى اثبات نصيب الإنسان في الميراث (تكوين 31: 14 16، 30، 32، 33 35). أما عن مباركة (تمجيد) الشعب للرب الذي كشف الخفايا، فالمقصود به اكتشافهم سبب هزيمة البعض وكذلك الهزيمة العامة التي كانت وشيكة الحدوث في تلك المواجهة مع جيش جرجياس، معتبرين ذلك خيانة على غرار ما حدث في عاى بسبب ما فعله عخان بن كرمى. الصلاة عن الراقدين 42ثم أخذوا يصلون ويبتهلون أن تمحى تلك الخطيئة المرتكبة محوا تامًا. ثم وعظ يهوذا الباسل القوم أن يصونوا أنفسهم من الخطيئة، إذ رأوا بعيونهم ما حدث بسبب خطيئة الذين سقطوا. 43ثم جمع من كل واحد تقدمة، فبلغ المجموع ألفى درهم من الفضة، فأرسلها إلى أورشليم لتقدم بها ذبيحة عن الخطيئة. وكان عمله من أحسن الصنيع وأسماه على حسب فكرة قيامة الموتى، 44لأنه لو لم يكن يرجو قيامة الذين سقطوا، لكانت صلاته من أجل الموتى أمرًا سخيفًا لا طائل تحته. 45وإن عد أن الذين رقدوا بالتقوى قد أدخر لهم ثواب جميل، كان في هذا فكر مقدس تقوى. ولهذا قدم ذبيحة التكفير عن الأموات، ليحلوا من الخطيئة. شعر يهوذا ورجاله أن المجتمع كله قد ُوصم بخطية عبادة الأصنام، من خلال سلوك الجنود المخالفين، فإذا اعتبر يهوذا ما ورد في (لاويين 4: 13) منطبقًا على حالتهم فقد كان (لاويين 4: 14 - 21) بالتالي يحتّم احضار الشعب ثورًا كذبيحة خطية، وفيما بعد نصّت القوانين الحاخامية على أن يُجمع من الشعب مبلغ خاص لشراء الثور، وكان مبلغ الألفي درهم كبيرًا جدًا كثمن للثور (آية 43) وبالتالي كان المبلغ المتبقي يوهب للهيكل، ولكن يهوذا هنا يقدمها عن الأموات. تعد هذه الفقرة من أهم المصادر الكتابية في تدعيم عقيدة الصلاة لأجل الراقدين، غير أنالأهم من ذلك هو عقيدة قيامة الأموات، فإن هؤلاء الذين ماتوا في الحرب لم يكونوا مجرد كائنات ظهرت حينًا ثم اختفت، مثل أية ظاهرة بيولوجية، ولكنهم أولاد لله أتى بهم إلى هذا العالم ووهبهم ميزة الخلود، وإذا عاشوا هنا بالبر فهم بذلك ُمستحقون لنصيب أبدي أعدّ لهم منذ تأسيس العالم. أما عن تقديم القرابين عن الراقدين فقد مارست الكنيسة منذ البداية هذا الطقس، إذ ترد إشارة إلى ذلك في قوانين الآباء الرسل (1: 69) " إذا رغبتم في ذلك فكلوا بترتيب وخوف الله حتى يمكنكم أن تصلّوا عن الذين انتقلوا من هذا العالم". ويرد أيضًا في قوانين القديس اكليمندس أن الشرير لن ينتفع حتى ولو ُقدمت كل قنايا (أموال) العالم صدقة نيابة عنه للفقراء، كما يقول القديس أغسطينوس أنه ليس للصالحين جِدًا ولا الأردياء جِدًا، تقدم هذه القرابين (مدينة الله 21: 24/2). والمقصود بالطبع أنها تقدم عن أشخاص أبرار لهم بعض الهفوات والخطايا التي ليست للموت. ويرد في قوانين ابن العسال (القرن13)عن القربان الذين يقدّم يوم الدفن وفي تمام الشهر وعند انقضاء ستة أشهر وعند تمام السنة " ويعطون الفقراء ومن زاد على ذلك فله وللميت زيادة الأجر". كما ورد في كتاب الجوهرة النفسية لابن السباع (بداية القرن 14) "رفع القربان عن الميت في اليوم الثالث والتاسع والشهر و ستة أشهر وسنة " ويضيف: أن القربان على الميت مما ُيوجب له الرحمة من الله. فترتيب الثالث، لنشعر أهل الميت أنه رُحم من الله فيتسلّوا ويتعزوا عن فقده، برحمة الله. ويمضى ابن السباع (في باب 84) فيقول "عند توزيع لقمة البركة فعلى من يأخذها أن يقول قبل أن يأكلها اللهمّ اغفر خطايا مقدم هذا القربان وتستجيب طلبة الكاهن له على وجه الخصوص، وطلبة سائر الشعب على العموم". كما يقول يشوع بن سيراخ: "لا تمنع معروفك عن الميت" (سيراخ 7: 33). أما عن الخطايا التي نصلي عن الميت لأجلها ونرفع القرابين، فهي تلك التي ليست للموت مثل التي نسى الاعتراف بها، أو تلك التي لم يجد من يعترف بها أمامه، أو عندما لم يجد الوسيلة التي يصحح بها ما ارتكبه أثناء حياته، يقول القديس يوحنا الحبيب " إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت. توجد خطية للموت ليس لأجل هذه أقول أن يطلب" (1يو 5: 16). ويصلى القديس بولس الرسول عن تلميذه أنيسفورس قائلًا "ليعطه الرب أن يجد رحمة من الرب في ذلك اليوم" (2تيمو1: 18) كما نصلي جميعًا لأجل داود النبي كل يوم قائلين وإذكر يا رب داود وكل مذلته" (مزمور 132: 1). ولكنه ولا شك أن الذين ماتوا في خطاياهم، لاسيما أولئك الذين كانوا ُمصرّين عليها حتى موتهم، فإن هذه الصلوات والقرابين لن تنفعهم شيئًا (كما ورد في أقوال القديس أغسطينوس وقوانين القديس اكليمندس). وهكذا نصلي كل يوم في أوشية الراقدين قائلين "وان كان قد لحقهم توان أو تفريط كبشر وقد لبسوا جسدًا وسكنوا في هذا العالم، فأنت كصالح ومحب للبشر اللهم تفضل واغفر لهم". وفي العصر المسيحي الأول استبدلت القرابين التي ترفع عن الميت (في شكل طعام وصدقات للفقراء) بالافخارستيا، حيث ترفع ذبيحة الافخارستيا عن الميت سواء في الثالث أو الأربعين أو وقتما يشاء ذويه، إذ ُتعد الافخارستيا شركة حقيقية بين الأحياء والراقدين من خلال تناول جسد ودم المسيح الذي هو خبز الحياة (راجع يوحنا 6) كما عرفت في الولائم التي تعقب الافخارستيا في هذه المناسبات عادة أكل السمك من قرابين الموتى، حيث يرمز السمك إلى الافخارستيا، وقد أكله السيد المسيح مع تلاميذه بعد قيامته، ويوجد على الكثير من جدران مقابر المسيحيين في روما رسوم السمك مقترنة بالخبز والخمر. وفي المقابل فإن الأبرار الذين انتقلوا من هذا العالم هم أيضًا يصلون عنا، ففي سفر المزامير نصلي "من أجل داود عبدك لا ترد وجهك عن مسيحك" (مزمور 132: 10) ثم قال الرب في سفر إرميا "وإن وقف موسى وصموئيل أمامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب" (إرميا 15: 1) أي أن موسى وصموئيل لهم كرامة عند الرب ويسمع لتضرعاتهم ولكن هذا الشعب تجاوزت تعدياته هذا الحدّ، كما يشفع فينا الملائكة أيضًا، فيرد في سفر زكريا: " فأجاب ملاك الرب وقال: إلى متى أنت لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة؟" (زكريا 1: 12، 13، 16). ونقرأ كذلك في سفر الرؤيا عن الحيوانات الأربعة والقسوس الأربعة والعشرون الذين رفعوا البخور وهو صلوات القديسين (رؤيا 5: 8). جدير بالذكر أن الصدوقيين والذين تبلورت أفكارهم في العصر المكابي أيضًا، أنكروا فكرة قيامة الأموات وكذلك وجود الأرواح والحياة الأبدية ويظهر ذلك في محاجاتهم مع السيد المسيح، راجع (متى 22: 23-33) وقد أسهم هذا الجزء من السفر في بلورة فكرة الخلود. يقول القديس أغسطينوس في مقاله عن المباحث العقائدية والأخلاقية".. نقرأ في سفر المكابين عن الذبيحة التي ُقدمت عن الموتى، فإن استخدام (مثل هذه الذبائح) واضح للكنيسة كلها، حيث في صلاة الكاهن التي يقدمها للرب على مذبحه: اطراء للموتى له أيضًا مكانه(1). وفي وجوب تقديم القرابين عمن ماتوا قبل أن يعتمدوا:".... على مثال المكابين الذين سقطوا في المعركة، فإني أشرح وجهة نظري في ضرورة ذلك، فهم (أي المكابيين) عندما قدّموا خفية التضحيات المحرقة (يقصد أصنام يمنيًا) وبعدما سقطوا في المعركة، نجد أن الكهنة قد لجأوا فورًا إلى هذا الاجراء الشافى، فقد ُقدمت الذبائح بغرض خلاص نفوسهم التي قيّدها الذنب بسبب تصرفهم المحرم" (2). ويضيف قائلًا في أن ذبيحة جسد ودم المسيح لن تنفع الأشخاص غير المعتمدين، ولا يمكن تقديمها عن غالبية أولئك الذين يموتون بغير عماد: "فإننا نتكلم عن أولئك الذين بميلادهم بين الاشخاص الوثنيين ومن الوالدين الوثنيين لا يمكن بأي شكل أن ينالوا مثل هذا العون والمساعدة، وحتى إن أمكن تقديم هذه الذبائح فإنها بالتأكيد لن تفيد غير المعمّدين، تمامًا كما كانت الذبائح المذكورة في سفر المكابين غير ذي جدوى للموتى الخطاة الذين قدمت عنهم كما لو كانوا بالضبط غير مختونين" (1) ويقصد القديس في الفقرتين السابقتين أنه لن تفيد التقدمات الموتى غير المعمدين، مثلما كانت ستصبح غير مفيدة ذبائح المكابيين عن الذين ماتوا إذا لم يكونوا مختتنين إذ كان الختان في ذلك الحين رمزًا للمعمودية. ويقول كذلك في دفاعه "إذا رغبت في أن تكون مسيحيًا، فأضرع إليك ألاّ تؤمن ولا تعلّم بأن تقدمة المسيحيين عن أولئك الذين قد فارقوا الجسد من دون عماد لن ُتقبل، وألا فإن ذبيحة المكابيين عن الموتى لن تقبل إذا كانوا غير مختونين" (2) وكان القديس يعاتب شخصًا يدعى فيكتور أو فيكتوريانوس في بعض العقائد. أخيرًا: يجب أن نلاحظ الفرق بين مبلغ الثلثمائة درهم التي جمعها اليهود للاشتراك في ذبيحة وثنية في صور مجاملة للسلوقيين، ومبلغ الألفي درهم هنا والتي ُجمعت لأجل الذبيحة عن الأموات، حيث يظهر هنا كرم الشعب وتعاطفه وميله إلى تصديق فعالية هذه الذبيحة. هذا وقد اكتسب هذا العمل الذي قام به يهوذا أهمية كبرى في الفكر اليهودي والمسيحي تجاه عقيدة الصلاة عن الراقدين. (1) مئتان وأربعون غلوة: تقريبا 45 كم، وطبقا للعالم أبل (Abel,RB 1925 , 359) يقول أن المسافة تبلغ 340 غلوة بالضبط. ربما يوجد اختلاف في المقاييس ما بين اليهود واليونانيين؟! وربما أخطأ "أبل". (1) تشبه المدينة إلى حد كبير "خط بارليف" والذي أقامه اليهود على الضفة الشرقية لقناة السويس للحيلولة دون وصول المصرين إلى سيناء، وهو الخط الذي حطمه الجنود المصريين في حرب 1973م. وطبقًا لبعض المخطوطات اليونانية فإن كلمة جسور جاءت: (gefuraiV) وربما كانت جسور حجرية لتسهيل العبور. (1) سبع مئة وخمسين غلوة: طبقا للمسافات التي قدرها كوجلر Kugler فإن الغلوة الواحدة = 0.165 كيلومتر، إذن 750 غلوة = 124 كيلومتر. (1) يتضرع إليهم بكل حيلة: جاءت في اليونانية (meta pollehV gohteiaV) = (بسحر كثير، بشعودة كثيرة)، وهكدا ترجم من للآرامية (وْباعاه هُو مِنْهون وْمِتكَشيف هو = وقد طلب منهم وعمل في الأسحار)، ويوجد من يترجمها في بعض نسخ السفر: "بتحنن عظيم وبكاء". (1) د/فاضل عبد الواحد علي كتاب: (عشتارت ومأساة تموز)، الطبعة الأولى 1999م. دار الأهالي للطباعة والنشر - سوريا. دمشق /ص 25. (1) د/خزعل الماجدي في سلسلة "التراث الروحي للإنسان" الجزء الخامس " المعتقدات الكنعانية " الطبعة الأولى 2001م. دار الشروق للنشر والتوزيع عمان - الأردن /ص 97-100. (1)Jonathan A. Goldsten, II Macc. (2) راجع كتاب الهيكل للمؤلف / فصل عيد البنطقستى (1) قائد أرض أدوم: طبقا للآية 40 من هذا الأصحاح فإن بعض اليهود أخذوا قدس من أصنام يبنة، وطبقا ل (1مكا 5: 58 - 9) خرج جرجياس من الحرب من يبنة، وهكذا يقول يوسيفوس (الآثار اليهودية كتاب 12 فصل 8: 6): (رئيس جيش يبنة strathgoV ImaneiaV) بهذا الدليل هناك من يترجم الكلمة في طبعات السفر ب " رئيس جيش يبنة " لأن مدينة يبنة كان بنو أدوم مستوطنين فيها منذ زمان. (2) يعطينا هذا تأكيدًا اضافيًا لصدق السفر إذ لم يخفى الهزائم التي لحقت باليهود، ولم يقدّمهم على أنهم منتصرون على طول الخط. (1) كتاب الحرب / مخطوطات قمران.كتابات ما بين العهدين. (1) أشياء مكرّسة: جاءت في الأصل العبري (كْليْ قودِش) حيث (كْليْ = أدوات، أشياء) بينما (قودِش = مقدس، هيكل، قدس)، وجاءت في اليونانية (Ierwmata). ويرى العديد من المفسرين والتاريخيين أنه كانت هناك فيلة بحجم صغير مصنوعة خصيصا كتعويذة تحمل في الرقاب. (1) N.P.NF, S1, vol. (1). P. 540. في العناية بالموتى. (2) Ibid, v.5 , P. 338 فى الروح ومنشأها (1) Ibid, v.5 , P. 320 فى الروح ومنشأها (2) Ibid, v.5 , P. 350 فى الروح ومنشأها |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|