منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 03 - 2014, 05:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي
مقدمة

كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي
في العلوم اللاهوتية هناك نوعان من البراهين: براهين عقلية وبراهين نقلية، البراهين العقلية تستخدم المنطق، أما البراهين النقلية فتستخدم آيات الكتاب المقدس وشروحات الآباء القديسين. وعندما نستند إلى الكتاب المقدس في شيء فإننا في هذه الحالة نستخدم البراهين النقلية، لكن حينما لا نستخدم الكتاب المقدس لابد أن نستخدم براهين عقلية.
إن فائدة البراهين العقلية هي أننا أحياناً نتعامل مع أشخاص لا يؤمنون بالكتاب المقدس سواء كانوا ملحدين أو غير مسيحيين،فمثلاً في اللاهوت النظري إذا أردنا إثبات وجود خالق لإنسان مؤمن بوجود الله نقول له مكتوب "في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1). أما إن كان الشخص لا يؤمن بوجود الله فإن قلنا له ذلك يقول لكن ما هو الدليل، لأنه لا يعتبر أن الكتاب المقدس هو الدليل الذي يمكن الاستناد إليه.
سوف نتكلم قليلاً في اللاهوت النظري، لكن ليس معنى ذلك أننا نتجاهل الكتاب المقدس وأهميته بالنسبة إلينا كمسيحيين، إنما لأن الحوار مع الملحدين وغير المسيحيين أحياناً يلزمه شيء من الأدلة النظرية مبدئياً، ثم بعد ذلك، يكون المتوقع هو أن ينفتح ذهن الشخص فنبدأ في مخاطبته بما ورد في الكتاب المقدس. لأن الكتاب المقدس بلا شك هو أساس حياتنا المسيحية.
رد مع اقتباس
قديم 11 - 03 - 2014, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي

البراهين العقلية لإثبات وجود الله


1- وجود المادة.
2- وجود نظام العالم.
3- وجود الحياة.
4- الشريعة الأدبية.
5- وجود الحركة بما في ذلك الطاقة أو الإنرجيا energia (تأتى بعد وجود المادة).
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 03 - 2014, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي

وجود المادة

قد تستغربون أن وجود المادة في حد ذاته يثبت وجود الله، فحينما تؤخذ الأمور بالطريقة الصحيحة تثبت الحقيقة بوضوح وبساطة.
العبارة الأولى في هذه النقطة قد تستغربون لها، وهى: لو مر وقت لم يوجد فيه شيء من الكائنات لما وجد اليوم أي كائن. هذه عبارة بسيطة لم تأخذ سطراً واحداً لكن يكمن وراءها كم هائل من الفكر.
إن الإثبات النظري لهذا الأمر هو كالآتي:
الكائن الأول من أوجده؟ هل أوجد هو نفسه؟ وكيف يوجِد نفسه قبل أن يوجَد؟ أي كيف يوجِد الكائن نفسه وهو في الأصل لم يكن موجوداً؟ إن الكينونة ينبغي أن تسبق القدرة على الصنع. إذن لا يمكن أن الكائن الأول يوجِد نفسه، وبالتالي يجب أن يكون الكائن الأول موجود بالضرورة. فهذا الكائن الأول يجب أن يملك في ذاته علة وجوده، وهو لم يخلق نفسه ولم يخلقه آخر.
كنت في كنيسة السيدة العذراء في ملبورن فوقف تلميذ صغير في المدرسة الملحقة بالكنيسة وسألني: من الذي خلق الله؟ وأنتم جميعاً معرضون أن يسألكم أولادكم هذا السؤال فأنا لا أعرف عائلة لم يسألهم فيها الأولاد هذا السؤال. إن إجابة هذا السؤال هو ما ذكرناه آنفاً في هذه النقطة، لكن كيف نقولها للأطفال الصغار؟

كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي
كانت هناك سبورة في المدرسة فرسمت عليها عربات قطار، وسألتهم هل تعرفون القطار؟ قالوا نعم (لأن الأطفال يحبون اللعب بالقطار)، فسألت من الذي يجر العربة الأخيرة؟ فقالوا ما قبلها. ومن الذي يجر ما قبلها قالوا ما قبلها. فقلت وفي أول القطار ماذا نجد؟ قالوا قاطرة locomotive، فقلت وهذه القاطرة تجر القطار كله لكن لا أحد يجرها.. فوافقوا على ذلك. إن القاطرة تجر القطار كله لكن لا يسبقها شيء يجرها. فإن قلنا أن هناك أحد خلق الله إذن هذا الآخر يكون هو الله الحقيقي. لا ينفع أن يخلق أحد الله، لأن من يخلقه سوف يكون أعظم منه، وبالتالي يكون هو الله الحقيقي. وهكذا قد تسألونني: الله الحقيقي من الذي خلقه؟ أقول لو افترضنا أن هناك من خلقه يكون الذي خلقه هو الله الحقيقي وهكذا، إلى أن نصل في وقت نقول أن الله الحقيقي هو الذي يخلق الكل لكن لا يمكن أن يخلقه أحد. وهذا ما نسميه "الكائن الضروري" في الشرح الثيئولوجي (ثيئولوجيا في اللغات اللاتينية Theology). فالله لم يخلقه أحد، وهو يجب أن يكون موجود بالضرورة.
إذن كما قلنا لو مر وقت لم يوجد فيه شيء من الكائنات لما وجد العالم كله، لأن الكائن الأول من الذي سيعمله؟ هذا هو مفتاح القضية كلها. لأنه كيف يبدأ العالم؟
إذا أخذنا أي قطعة أثاث كمثال، كالكرسي مثلاً، فالكل يعلم أنه من خشب والخشب كان شجرة قصها النجار وعملها بهذا الشكل، لكن قبل كل ذلك من الذي أوجد المادة ومن الذي أوجد العالم؟
هناك ملحدون يقولون أن الكائن الضروري هو العالم نفسه، وليس الله، وينادون بأزلية المادة. فيقولون أن المادة موجودة؛ هي لم توجد نفسها ولا أحد أوجدها.
هذا كلام ليس له معنى وليس له تفسير.
كيف وجِدَت المادة دون أن يوجدها أحد؟ حينما تطور العلم أثبت ولازال يثبت أن الوجود -وليس الكرة الأرضية فقط- بل الوجود كله، له أنظمة معينة من ناحية السرعة والزمن، وهذه لها تعقيدات كثيرة، وأن العالم الحالي في حالة تغير مستمر، وأنه غير ثابت على حال، وأيضاً أنه ينكمش،صحيح أن هذا الأمر يأخذ ملايين من السنين، والعلماء يدخلون إلى أعماق هذا الموضوع بطريقة نحن في غنى عن الخوض فيها، ويستنتجون من ذلك أن العالم قريب من الزوال والاضمحلال. أما الكائن الضروري الذي يملك في ذاته علة وجوده فلا يتناسب نظرياً مع فكرة عالم مضمحل، دائم التغير، وقريب من الاضمحلال.
هناك كتب كاملة تشرح هذه القضايا وتعالجها بمعادلات وحسابات فلكية وعلمية (مثل النظرية النسبية لأينشتين Einstein) لكن كل هذا ليس مجال بحثنا هنا. يكفى أن نعرف أن الكائن الضروري لابد أن يتسم بالثبات وعدم التغير. هذا ملخص مبحث قد يأخذ سنوات طويلة من البحث والدراسة.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 03 - 2014, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي

نظام العالم

هذا دليل ثاني مهم. إن العالم منظّم لغاية يراد بلوغها.
يقول العلماء الملحدون أن نظام العالم هو بالصدفة نتيجة تكرار المحاولات فنشأ نظام العالم. الرد على هذا هو أن الصدفة لا تنشئ نظاماً بل خللاً، كما أن عمر العالم لا يكفى لإيجاد النظام الموجود فيه بالصدفة.
سوف أعطيكم دليلاً علمياً قاطعاً على هذا الكلام بمنتهى البساطة. لكن قبل أن أتكلم في الدليل العلمي القاطع باختصار، أريد أن أعطى أمثلة بسيطة: لو أمسكت مثلاً بحروف الطباعة وألقيت بها على الأرض أو على لوح، فهل يمكن بالصدفة أن تأتى ثلاثة أحرف معينة بجانب بعضها البعض لتكوِّن كلمة مثل: صار - فكر - لعب؟ رداً على هذا التساؤل نقول: نعم هذا ممكن... لكن من غير الممكن أن تلقى بالأحرف بنفس الطريقة فتخرج قصيدة شعر لشاعر مثل قداسة البابا أو أحمد شوقي أو إيليا أبو ماضي. ولو ألقيت بالأحرف مليون سنة لا يمكن أن تكوّن قصيدة شعر، لماذا؟ لأن قصيدة الشعر بها معاني ومشاعر وأوزان. فلو أردنا حسابها بالكمبيوتر لوجدنا أنه لا يكفيها ملايين من السنين، بل ليس ممكناً حتى بملايين من السنين أن تخرج قصيدة.
قداسة البابا مثلاً يقول:
يا صديقي لست أدرى ما أنا أوَ تدرى أنت ما أنت هنا
أنت مثلى تائه في غربة وجميع الناس أيضاً مثلنا
قل لمن يزرع أشواكاً كفى هو نفس الشوك أيضاً سوف تجنى
قل لمن غنى على الأهواء هل في مجيء الموت أيضاً ستغنى
كيف تُرَص الأحرف وحدها هكذا بالصدفة؟ وكل مجموعة من الأبيات تمشى على نفس القافية، كما أن الكلام به موسيقى الشعر.
فإن كان هذا لا يمكن أن يأتي بالصدفة فهل يمكن أن يأتي تكوين العين بالصدفة؟ والعين تعتبر كاميرا فيديو لا يوجد لها مثيل في الوجود كله، حيث يتصل العصب فيها بالمخ ويعدل الصورة المقلوبة (لأنه من المعروف أن العين تلتقط الصورة مقلوبة ثم تعدلها، فأنت أصلاً ترى جميع الناس بالمقلوب، ثم يعدل المخ الصورة). من الذي قال للمخ أو من الذي علّمه أن يعدل الصورة المقلوبة؟ وكأن العين مع العقل عبارة عن شرائط تسجيل وCD تسجل لك صوت وصورة من يوم ميلادك إلى اليوم الحاضر. تسجيلات لا تنتهي... فأنت قد تتذكر شيئاً حدث وأنت تبلغ من العمر سبع سنوات مثلاً، وترى المنظر أمام عينيك كأنه حدث في نفس اللحظة الحاضرة بالصوت والصورة والألوان.
فالذاكرة تسترجع الكثير من الأحداث. كما أنك أحياناً ترى منظراً سيئاً يتعبك (في القنوات الفضائية أو غيرها) فتجاهد كثيراً لكي تمحو ما تم تسجيله في ذاكرتك. إن الكلام يتم تسجيله والصورة يتم تسجيلها وهكذا المشاعر والأحاسيس إلخ...

كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي
إن الكاميرا الفيديو تسجل الصوت والصورة فقط لكن لا تسجل المشاعر والانفعالات: إن كانت ذكرى حزينة أو ذكرى سعيدة إلخ... كل هذا يتم تسجيله في ذاكرتك.
فكيف تكون هذه العين أقوى من أي كاميرة فيديو اخترعها إنسان حتى هذا اليوم؟ هل يمكن أن تأتى هكذا بالصدفة؟
إن الصدفة لا تنشئ نظاماً بل خللاً.
إذا أحضرنا كيس ووضعنا فيه عدد 10 "قشاط" مرقمين من 1 إلى 10 فقط، فإن احتمال أن تدخل يدك داخل الكيس لكي تخرج عشوائياً، من أول مرة، ودون أن تنظر، رقم 3 مثلاً يكون الاحتمال هو العُشر (1÷10).
أي أنك محتاج أن تجرب عشر مرات لكي تخرج مرة فيهم رقم 3، هذا متوسط الاحتمالات (بغض النظر عن موضوع الحظ، لأنك قد تخرج رقم 3 بالصدفة من أول مرة).
ولو جرب الشخص أن يسحب 1000 مرة فإن القشاط المراد سحبه (رقم 3 مثلاً) سوف يسحب في حدود المائة مرة من الألف. أي أنه في حالة السحب مرات كثيرة (1000 مرة مثلاً) فإن الاحتمال هنا يُضبَط بحساب المعدل. فإن كنت تريد أن تعرف معدل خروج الرقم الذي تريده إن عملت التجربة 1000 مرة، سيخرج لك الرقم الذي تريده 100 مرة من الألف. ممكن أن تكون المرات 99 أو 1001 أو 98 أو 1002 إلخ...
أما إن كررت التجربة بعشرة آلاف فإن الاحتمال سوف يقترب أكثر أي يكون ما بين: 10,002 أو 9,998. بمعنى أن نسبة الفارق تقل كلما كثرت الأرقام. فإن كررتها مليون مرة وتفرق 2 زيادة أو ناقص، فسوف تجد أن الاثنين بالنسبة للمليون عدد مهمل وليس له قيمة... يعتبر صفر.
إذن فالاحتمال (1÷10) يتحقق حينما تجرى العملية ملايين المرات، في هذه الحالة يكون الاحتمال هو العُشر تماماً.
فماذا لو سحبنا من الكيس في المرة الأولى القشاط رقم 1 ثم أرجعناه إلى الكيس وأردنا أن نسحب عشوائياً ليخرج رقم 2 بعد رقم 1 مباشرة؟
الاحتمال هنا سوف يكون عُشر في عُشر (1÷10 × 1÷10) لماذا؟ لأن القشاط رقم 1 له عشرة احتمالات، والقشاط الثاني له هو الآخر عشرة احتمالات.
فى أول مرة أخذت تجرب إلى أن خرج لك رقم 1 مرة، ثم أردت أن يخرج لك رقم 2 بعد رقم 1 مباشرة، وليس رقم 1 ولا 3 ولا 5، فأخذت تجرب كثيراً إلى أن خرج ما تريد ثم أخذت تجرب مرة ثانية فخرج شيء آخر، حينئذ تتلف كل التجربة فتضطر أن تبدأ من البداية.
ثم ما احتمال أن تخرج من 1 إلى 10 بالترتيب دون أي خطأ وإلا اضطررت أن تبدأ العملية كلها من البداية (بشرط أن ترجع القشاط الذي تخرجه إلى الكيس بعد كل مرة)؟ الإجابة هي: عشرة مليار؛ أي (واحد على عشرة أس عشرة) أي (واحد على عشرة آلاف مليون أو واحد على عشرة مليار).
وإن قلنا أن هذه العملية -أن تخرج القشاط وتنظر فيه ثم تدخله ثانية إلى الكيس- تستغرق ثلاث ثواني، فإنك تحتاج إلى ثلاثة آلاف سنة لكي تتم عملية سحب من 1-10 بالترتيب!!! مع أن هذه العملية هي عملية في منتهى البساطة.
فإن أردنا أن نعمل التجربة على 100 قشاط وليس 10، وأردنا كتابة هذه المسألة على سبورة فإننا لن نجد سبورة تسع الأرقام المراد كتابتها.
لقد حسب العلماء المؤمنون احتمال تكوين أي شيء من الكائنات البسيطة التي وجدت في العالم بنظرية الاحتمالات والعلم، فوجدوا أن عمر العالم كله لا يكفى إطلاقاً لتكوين أي كائن بسيط جداً في تكوينه.
فلنترك العلماء لمناقشاتهم لأن عملنا ليس أن نكون علماء في الطبيعة والذرة والكيمياء والأحياء، ويكفى أن نقول العبارة التالية: إن الصدفة لا تنشئ نظاماً بل خللاً. إن العالم منظّم بطريقة جميلة، ومن الواضح أن العالم منظم لغاية يراد بلوغها كما قلنا، ولابد أن وراء هذا النظام البديع الموجود في العالم من عقل ماهر جداً، مفكر؛ عقل فائق، هو الذي دبر كل هذا النظام العالمي.
قد أجد قليل من الطوب الملقى في شكل ما يشبه دائرة بالصدفة (مع أن هذا ليس سهلاً)، لكن أن أجد حائط مبنى وقوالب الطوب مرصوص (بالمداميج خلف خلاف) بنظام البناء المعروف، فإن هذا يثبت وجود مهندس أو بنّاء ماهر وراء هذا البناء المنظم.
مثال آخر هو الساعة.. الساعة بها تروس وتعمل وتدور وتنظم الوقت، فعندما أنظر إليها أعرف أن هناك مصنعاً أنتج هذه الساعة لكن هل الصدفة يمكن أن تنتج ساعة دقيقة بتروس تدور وتنظم الوقت بدقة؟! كيف يمكن أن يحدث ذلك؟!
انظروا إلى جسم الإنسان وتكوينه ونظامه: العين، والكبد، والكلى، والقلب، والشرايين إلخ... (إننا لم نتكلم عن الحياة بعد، فإن وجود الحياة من مادة غير حية هو دليل آخر لم نتكلم عنه بعد، نحن نتكلم هنا عن النظام فقط).
لو أخذنا مثلاً الذرة الخاصة بأي مادة مثل الصوديوم أو الحديد أو النحاس، فالذرة بها نواة وإلكترونات وبروتونات ونيوترونات وتلف في مدارات، وهناك quantum theory (نظرية الكم) التي تنظم المدارات على مستويات معينة، وهناك توازن بين الموجب والسالب بداخلها،ثم أجد أن Solar System (نظام المجموعة الشمسية) موجود داخل الذرة غير المرئية بالعين. بمعنى أن نفس نظام ونظريات الكواكب التي تدور حول نجم مثل الشمس هي نفسها نظريات الجاذبية والقوة الطاردة المركزية التي تكوّن الذرة. مهندس عنده أنظمة يدير بها أصغر جزء في الوجود وفي نفس الوقت يدير بها أكبر النجوم والكواكب الموجودة في العالم. هو وضع قواعد معينة للكائنات التي خلقها، والتزم بها فوضع لها قوانين تحكم حركتها وعلاقاتها.
كل هذا ولم أطرق بعد وجود الحياة إنما أتكلم فقط عن نظام العالم.
وأنتم من المؤكد في تأملاتكم الخاصة بحثتم في هذه الأمور، ولابد أنكم في قراءاتكم أيضاً قرأتم عن هذه الأمور كثيراً.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 03 - 2014, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي

نشأة الحياة

من المعروف أن الكرة الأرضية كانت كتلة ملتهبة من النار، فكيف نشأت الحياة عليها؟
إننا اليوم حينما ندخل شيء في الأوتوكلاف autoclave (جهاز التعقيم) لتعقيمه، من المعروف أن الميكروبات الموجودة في هذا الشيء تقتل لأنها تدخل في النار. فالنار تمنع أي مظهر للحياة (ميكروب - فيروس - جراثيم إلخ.). والكرة الأرضية كانت كأنها معقمة لأنها كانت ملتهبة بالنار، ولم يكن بها أي كائن حي، لا بشر ولا حيوانات ولا حتى ميكروبات. فكيف نجد بعد فترة ثعابين تتحرك على الأرض وحيوانات تقفز فوق الأشجار.. كيف؟ كيف خرجت هذه الكائنات من وسط النار؟
باعتراف العلماء كانت الأرض كتلة ملتهبة بالنار. ولازال باطن الأرض حتى الآن مشتعل بالنار، والبراكين دليل على ذلك. هل إذا نزلت إلى العمق داخل البراكين تجد نموراً وأسوداً وثعابين؟ بالطبع لا.. لن تجد أي أثر للحياة، لأن النار تدمر مظاهر الحياة.
حينما بردت الأرض حينئذ وجِدَت الكائنات الحية. فكيف نشأت الحياة؟ لا يوجد لذلك تفسير إلا أن الله هو الذي أوجد الحياة على الكرة الأرضية.
نحن غير متأكدين 100% إن كانت توجد كائنات حية في كواكب أخرى أم لا، لكن الملاحظ أنه توجد كواكب أخرى غير الأرض وأنها مرت بمراحل كان المناخ فيها يشبه مناخ الأرض، فكان مهيئاً لنشوء الحياة، سواء من ناحية درجة الحرارة أو وجود المياه والأكسجين، ومع ذلك لم يقل أحد من المركبات الفضائية التي وصلت إلى الكواكب الأخرى أنه وجد شيئاً حياً في هذه الكواكب.
لكن هل نستطيع أن نقطع برأي في هذه النقطة؟

كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي
ليس هناك نص في الكتاب المقدس يقول أن الله لم يخلق شيئاً إلا على الأرض فقط. فالكتاب المقدس تكلم عن الخلقة على الأرض لأننا نحن نعيش على الأرض. لكن هذا لا يعنى أنه ليس من حق الله أن يخلق أشياء أخرى في كواكب أخرى. ومع ذلك، وبالرغم من أننا لا نقول رأى قاطع في هذا الموضوع، لكن الملاحظ بالفعل هو أنه لا توجد حياة إلا على الأرض فقط، بالرغم من توفر العوامل الأخرى (مثل وجود المياه ووجود الأكسجين) التي تمكّن من وجود كائنات حية في بعض الكواكب الأخرى.
فأى إنسان عاقل يستطيع أن يفهم (دون أن يكون متبحراً في العلم، مع أن المتبحّر يفهم بصورة أكبر إن كان عاقلاً) استحالة أن يكون هناك شيئاً معقماً تماماً وبعد قليل توجد عليه كائنات حية... كيف وجدت؟؟
الطبيب إذا قام بتعقيم أي جهاز طبي وعمل له عملية عزل دقيقة جداً يمكنه إذا فتح الجهاز بعد عشر سنوات أن يستخدمه وهو مطمئن. فلا يمكن بعد التعقيم أن تكون هناك كائنات.
إن درجة الحرارة على سطح الشمس 6000° (ستة آلاف درجة مئوية) ليس داخل الشمس بل على السطح الخارجي لها (ليس هناك جهاز يعقِّم على درجة 6000°). ويقال أن الأرض كانت جزءاً من الشمس ثم انفصلت عنها وظلت تدور حولها. معنى هذا أن الأرض حينما انفصلت عن الشمس كانت عند درجة حرارة على الأقل 6000°، لأن هذه درجة حرارة سطح الشمس لكن الداخل بلا شك يكون أكثر حرارة. فالكتلة التي تنفصل تأخذ جزءاً من السطح وجزءاً من الداخل.
فما هي الحياة التي يمكن أن تتوفر عند درجة 6000°؟
باختصار "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز 14: 1).
من ضمن ما نستطيع أن نضيفه إلى الكلام السابق هو أن العلم تقدم جداً جداً، وبحث العلماء في الخلية وتكوينها والفرق بين الخلية الحية والمادة غير الحية، والمواد المكونة للخلية كلها مواد موجودة لكن ما هو سر الحياة؟ فحينما يمسك العالِم الخلية لتحليلها تحليلاً كيميائياً يخرج أنها مكونة من كذا وكذا وكذا.. بالنسب الفلانية، فإذا أحضر نفس المواد وبنفس النسب وضعها مع بعضها البعض لا يمكن أن ينتج عنها خلية حية!
هناك ما يسمى سر الحياة secret of life فإلى اليوم وبالرغم من التقدم الرهيب الذي وصل إليه العلم إلا أن أحداً لم يستطع أن يوجد الخلية الحية. العلماء يستطيعون أن يوجدوا أشياء تشبه المواد الموجودة في قيمة الخلية الحية الغذائية، أما أن يوجدوا خلية حية فهذا لم يحدث.
وبخصوص الاستنساخ، فإن الاستنساخ لا يخلق خلايا... إن ما يحدث في الاستنساخ هو أنهم يأخذون البويضة ويخرجون منها النواة الموجودة بها، ثم يأخذون نواة خلية حية من الجلد مثلاً يعملون لها neutralization بحيث لا تكون متخصصة في الجلد فقط -بتحاليل خاصة- ثم يأخذون هذه النواة ويدخلوها داخل البويضة، وبها حياة، كما أن النواة التي أخذت كانت لخلية بها حياة. هذه النواة التي أخذت من الجلد تكون نواة قابلة للانقسام لكن النواة الموجودة في البويضة غير قابلة للانقسام (إلا إذا تم تلقيحها من مصدر ذكرى). فيأخذون النواة الموجودة في خلية الجلد القابلة للانقسام، ثم يضعونها داخل البويضة ذات النواة غير القابلة للانقسام، فتنقسم،لكنهم في كل ذلك لا يخلقون حياة.
عندما نتكلم عن خلقة الحياة نطرح السؤال التالي: كيف وجد أي كائن حي -سواء آدم أو غزال أو غيره- بدءاً من الخلية الحية؟
العلماء يستطيعون الآن مثلاً إدخال أنواع فواكه على بعضها البعض؛ فمثلاً يمكن أن يدخل خوخ على كمثرى فتخرج ثمرة بطعم خليط من الخوخ والكمثرى. هنا هم لا يخلقون شيئاً ولا يضيفون شيئاً من عندهم.
إذن سر الحياة ونشأة الحياة هي من ضمن الأدلة على وجود الله.
وحتى حينما يتقدم العلم ويعمل شيئاً جديداً فهو يعمله بفكر وبأجهزة وبحسابات. أما أن تخلق الطبيعة نفسها فهذا في الحقيقة لا يقول به إلا المختلون عقلياً.
وكما قلنا أن العلماء حسبوا المدة اللازمة لكي تنشأ بعض الأشياء الموجودة في الخليقة، بالصدفة، فوجدوا أن عمر العالم كله لا يتسع لهذا الأمر. فمن 1 إلى 10 بالصدفة تأخذ ثلاثة آلاف سنة، فما بالك بالتعقيدات الموجودة في الخليقة.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 03 - 2014, 05:12 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي

الشريعة الأدبية

من الأدلة التي تثبت وجود الله: الشريعة الأدبية. فما هي الشريعة الأدبية؟
لماذا يوجد عند أغلب البشر احتياجاً داخلياً لوجود خالق ولعبادة هذا الخالق؟ حتى الشعوب التي لم تعبد إله إبراهيم وعبدت الأصنام وغيرها كانت فكرة عبادة الإله موجودة لديهم، فهي في صميم تكوين الإنسان.
هذه الشريعة الأدبية الموجودة في الإنسان تتمثل أيضاً في اشتياق الإنسان إلى الخلود... لماذا عمل المصريون القدماء التماثيل؟ لأنهم وجدوا أن الجسد يموت وكان كل منهم يريد أن تظل صورته باقية، لأنه يسعى وراء الخلود ولو من طريق آخر. كما أنهم آمنوا بوجود الروح وكانوا يسمونها "كا"، كما عملوا مراكب الشمس التي كانوا يظنون أنها توصل الروح للأبدية. وكان عندهم اعتقاد في قيامة الأجساد ولذلك كانوا يقومون بتحنيطها ويضعون بجانبها القمح والطعام لكي يأكل منها الشخص حينما يبعث للحياة مرة أخرى.
إن عبادة الآلهة سواء عبادة الإله الحقيقي أو آلهة شيطانية أو مزيفة إلخ... تثبت أن الإنسان عنده بحث مستمر عن الإله وأيضاً عن الخلود. فالإنسان دائماً يبحث عن الإله وعن الخلود. لذلك كان الموت هو أصعب ما واجهه الملحدون والذين لا يؤمنون بوجود الله.
أكبر مشكلة تواجه الملحدون هي الموت لأنهم لا يؤمنون بوجود حياة أخرى بعد الموت. هذه أحياناً تجعلهم يطلبون من الطبيب أن يحقنهم بمادة قاتلة ليتخلصوا من الحياة كالمثل القائل "وقوع البلاء ولا انتظاره". وهذه مشكلة تمثل قضية ومبحث في العالم كله اليوم وأحياناً يطلقون عليها لقب "الموت الرحيم".
كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي
إن الشريعة الأدبية في الإنسان هي في كل أنحاء العالم. فحينما اكتشفوا أمريكا الشمالية مثلاً وجدوا أن الهنود الحمر رغم أنهم بدائيون ومنعزلون عن الحضارة ويعملون لأنفسهم قروناً ويلبسون ريشاً إلا أنهم يعبدون إلهاً. وفي أمريكا الجنوبية يعبدون إلهاً. وإذا ذهبت إلى مجاهل أفريقيا تجدهم يعبدون آلهة، وإذا ذهبت إلى الأبوريجينال aboriginal في أستراليا، وقد كانوا منعزلون تماماً هم أيضاً عن بقية العالم، فإنك تجدهم يعبدون آلهة.
كان الناس يصلون إلى الصين والهند مثلاً، لكن من كان يصل في الماضي إلى أمريكا الشمالية قبل خريستوفر كولومبوس Christopher Columbus؟ ومن كان يصل إلى أستراليا قبل أن تكتشفها إنجلترا؟ ومن كان يصل إلى أمريكا الجنوبية قبل أن يدخلها البرتغال والأسبان؟ ومع ذلك ومع أنهم بشر منقطعون تماماً عن باقي المجتمعات البشرية ولمدة آلاف السنين إلا أنك حينما تذهب إليهم فجأة تجدهم يعبدون آلهة.
وعند الهنود في الأساطير تجد قصة الطوفان مثلاً. وأنه كان هناك رجل بار، ثم حدث طوفان، وغرق العالم كله ما عدا هذا الرجل وأسرته (لكنهم يعطونه اسماً آخر غير نوح).
إن وجود الشريعة الأدبية في الإنسان تجعل عنده حنين نحو الخلود، وتجعله يبحث عن إله يعبده،هذه الشريعة لا يمكن أن تكون موجودة في كل شعوب العالم بهذه الصورة عن طريق الصدفة.
حتى الشيوعية في روسيا ونظرية كارل ماركس قد سقطت واستمر الله. والإلحاد والوجودية ممثلة في جان بول سارتر الذي لم يكن ينكر وجود الله لكنه كان يقول: أنت خلقتني وأعطيتني حرية فلا تسحبها منى عن طريق الوصية، اتركني أعمل ما أريد، هذه فلسفة الوجودية. وعمل سارتر مسرحية الجوبيتر كلها عبارة عن أن المخلوق يتحدى الخالق. فحتى سارتر لا يقول أن الله غير موجود، هو يقول الله موجود لكن دعه في سمائه وليتركني وشأني لأفعل ما فيه مصلحتي.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 03 - 2014, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي

الحركة

إن أي جسم متحرك تتضاءل سرعته مع الوقت نتيجة عوامل الاحتكاك وغيرها. إذن كيف بدأت الحركة؟ إن الحركة تبدأ كبيرة ثم تتضاءل، ولابد من وجود محرك. فإذا كان أمامي بضع كرات صغيرة، ثم دفعتها فتحركت كلها، فإنها تتوقف بعد فترة كل في ناحية. إذن هناك دفعة أولى بدأت معها الحركة واستمرت لفترة لكن سيأتي وقت تتوقف فيه. فكيف بدأت الحركة؟ بدأت بالمحرك الأول.
كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي
الخلاصة
"قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: لَيْسَ إِلَهٌ" (مز 14: 1).
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عملاق اللاهوت المتنيح الأنبا بيشوى
كتاب مذكرات في اللاهوت الرعوي نيافة الحبر الجليل المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والاجتماع
كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي
كتاب راعوث الموآبية - الأنبا بيشوي
كتاب المسيح في سفر إشعياء - الأنبا بيشوي


الساعة الآن 09:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024