رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الوسائط الروحية 12 تأثير الكتاب المقدس مركزه في بيتك, وتداريب خاصة به بقلم قداسة البابا شنودة الثالث مركزه في بيتك, وتداريب خاصة به. من الآيات الواضحة جدا عن تأثير كلمة الله, هي قوله تبارك اسمه هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إلي فارغة. بل تعمل ما سررت به, وتنجح في ما أرسلتها له (إش 55: 11). نعم, إن كلمة الله لا ترجع فارغة. إن لها قوتها, ولها تأثيرها. والذين اختبروا قوة الكلمة في حياتهم, يستطيعون أن ينقلوا هذه القوة إلي غيرهم أيضا.. إن القديس بولس الرسول في شرحه لقوة الكلمة وتأثيرها يقول: كلمة الله حية وفعالة, وأمضي من كل سيف ذي حدين, وخارقة إلي مفرق النفس والروح والمفاصل, ومميزة أفكار القلب ونياته (عب 4: 12). ولعل إنسانا يقول: إذن لماذا أقرأ ولا أتأثر؟! يقينا أن العيب هو فيك أنت, وليس في الكلمة. إن كلمة الله مثل سيف ذي حدين. بالنسبة إلي اللحم يقطعه, ولكنه لا يقطع الصخر. لذلك قال الرب في سفر حزقيال النبي وأنزع قلب الحجر من لحمكم, وأعطيكم قلب لحم (حز 36: 26). فما هو نوح قلبك الذي يستقبل كلمة الله. أهو قلب حجر أو قلب صخر؟ إن عذراء النشيد سمعت صوت الرب يناديها افتحي لي يا أختي يا حبيبتي, يا حمامتي يا كاملتي, فإن رأسي قد امتلأ من الطل وقصصي من ندي الليل (نش 5: 2). ومع ذلك لم تفتح واعتذرت بأعذار..! إن كلمة الله حية وفعالة. ولكنها تعمل بالأكثر في الذين يفتحون قلوبهم لها, ويريدون أن تعمل فيهم. ومع ذلك, فإن كلمة الله إن لم تعمل فيك اليوم, فقد تعمل بعد حين.. ولا ترجع فارغة. ستظل راسخة في عقلك الباطن. وفي وقت ما, حينما يصبح قلبك مهيئا لها, وحينما تكون الظروف المناسبة, تجد الكلمة قد خرجت من ذاكرتك, ولصقت بقلبك, وأخذت تعمل عملها. وكأن عدم استجابتك الأولي كانت تصرفا مؤقتا, أو فترة أو لحظة فتور, تستيقظ بعدها إلي نفسك. مثل عذراء النشيد التي اعتذرت أولا عن فتح باب قبلها. ثم عادت تقول حبيبي مد يده من الكوة, فأنت عليه أحشائي.. نفسي خرجت عندما أدبر.. (نش 5: 4, 6). ليست كل بذرة تلقي علي الأرض, تخرج ثمرا في نفس الوقت. ربما بعد أيام أو شهور... لذلك اختزن كلام الله في قلبك وفي ذهنك, وسيعطي ثمره في الحين الحسن. وبخاصة إذا كنت تتعهده بالاهتمام, وتلهج فيه النهار والليل, وتحفظه من الموانع التي تعوق عمله, سواء أكانت موانع داخلية أو خارجية... ربما بذرة في الأرض, ولم تصل إليها المياه, فظلت كما هي, والحياة فيها ولكنها كامنة. ثم وصلتها المياه بعد أيام, فبدأت هذه الحياة تنشط وتظهر علي وجه الأرض. لذلك ما أجمل قول الكتاب ارم خبزك علي وجه المياه, فأنك تجده بعد أيام كثيرة (جا 11: 1). ولهذا لا تيأس في الخدمة, إن لم تلاحظ للكلمة ثمرا سريعا... بل اصبر وانتظر الرب, ولا تتضجر. فليست كل النفوس من نوعية واحدة. وليست كلها سريعة الاستجابة. وليست كل الظروف الخارجية مواتية... هناك من يسمع الكلمة فيتأثر بسرعة. وهناك من يحتاج بعدها إلي شرح وإقناع, وإلي متابعة وحل الإشكالات التي تعترضه في التنفيذ... وهناك من يأخذ الكلمة للمعرفة وليس للحياة.. يتناولها بعقله لا بروحه, ليوسع بها مداركه لا ليطهر بها قلبه... وهذا هو الفارق بين العالم والعابد... فالعالم يقرأ الكتاب ويدرسه, ويشرحه ويفسره, كما كان يفعل الكتبة والفريسيون وهم جلوس علي كرسي موسي (مت 23: 2) يعلمون ولا يعملون. أما العابد فيشبه داود النبي الذي كان يقول خبأت كلامك في قلبي, لكيلا أخطئ إليك (مز 119: 11). وهذا كان هدفه من كلام الله... عمل الكتاب فيك إن استجبت لكتاب الله, وتركت كلمته تعمل فيك, فماذا تراه سيكون عمل الكلمة الإلهية فيك؟ إن النتائج كثيرة بلاشك, فلنحاول أن نتتبعها. 1- إنها تجمع العقل من الطياشة وتشغله بالإلهيات. لو تركت فكرك علي سجيته, فلست تدري في أي موضوع يطيش. ولكن القراءة عموما تجمع العقل من تشتته, وتركزه في موضوع القراءة. أما قراءة الكتاب بالذات, فإنها تهدي الفكر إلي ميناء سليم. والخشوع في القراءة يعطي تركيزا أكثر بسبب توقيرك لكلمة الله. ويكون لهذا التركيز تأثيره الروحي. 2- قراءة الكتاب تمنحك فهما واستنارة ومعرفة... لذلك يقول المرتل في المزمور سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي (مز 119: 105) ويقول أيضا وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد (مز 19). لهذا نحن نوقد الشموع ونحملها أثناء قراءة الإنجيل, متذكرين هذه الاستنارة. أما عن الفهم فيقول المرتل: شهادات الرب صادقة, تصير الجاهل حكيما (مز 19). بل يقول أيضا أكثر من جميع الذين يعلمونني فهمت, لأن شهاداتك هي درسي. أكثر من الشيوخ فهمت, لأني طلبت وصاياك (مز 119: 99). بهذا الفهم يتعلم الإنسان طرق الرب, ويعرف كيف يسلك, ويقتني موهبة الإفراز والحكمة. وبخاصة لو اهتم بمعرفة كيف كان قديسو الكتاب يسلكون, وكيف كانوا يتعاملون مع الله ومع الناس. وأخذ من تصرفاتهم أمثولة لحياته يقتدي بها (عب 13: 7). 3- بل قراءة الكتاب ترشده أيضا إلي العقيدة السليمة. وذلك إذا قرأ بفهم وإفراز وتحت إرشاد. وكل عقيدة حفظ لها آية أو بضع آيات. وصارت آيات الكتاب تحفظه من البدع والهرطقات ومن كل تعليم خاطئ. وهذا ما كان يفعله آباء الكنيسة الكبار أبطال الإيمان. إذ كانوا يقاومون البدع عن طريق فهمهم للكتاب ومحصول الحفظ العجيب لآياته في أذهانهم. 4- الكتاب أيضا يرشد قارئه إلي حياة التوبة وإلي النمو الروحي. في ضوء وصاياه, يمكن أن يصل إلي محاسبة النفس بطريقة سليمة, فيكتشف ضعفاته وخطاياه. ويعرف أن المطلوب منه ليس هو فقط التوبة عن الخطية, بل بالأكثر حياة القداسة والكمال حسب قول الرسول نظير القدوس الذي دعاكم, كونوا أنتم أيضا قديسين في كل مسيرة. لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس (1بط 1: 15, 16) (لا 11: 44). ويقول الرب أيضا فكونوا أنتم كاملين, كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل (مت 5: 48). ويشرح الكتاب تفاصيل حياة التوبة والقداسة والكمال, ويقدم لها مثلا. ومن الناحية العكسية يقول: تضلون إذ لا تعرفون الكتب (22: 29). 5- وقراءة الكتاب تمنح العقل والإرادة لونا من الاستحياء, إذا تعرض الإنسان لإغراء الخطية. إذ كيف أن فكره الذي تقدس بكلام الله وبالجو الروحي أثناء قراءته, يعود ويتدنس بفكر الخطية!! 6- وفي محاربات الشيطان, يستطيع الإنسان أن يرد علي الخطية بالوصية. وذلك حسبما شرح القديس مار أوغريس في كتابه عن حروب الأفكار... فإذا ضاع وقتك في الثرثرة والكلام الكثير, تذكر قول الكتاب إن كثرة الكلام لا تخلو من معصية (أم 10: 19) وقول المرتل ضع يارب حافظا لفمي وبابا حصينا لشفتي. وإذا حوربت بالغضب تذكر قول الرسول: ليكن كل إنسانا مسرعا إلي الاستماع, مبطئا في التكلم, مبطئا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله (يع 1: 19, 20) وأيضا قول الكتاب لا تستصحب غضوبا, ومع صاحب سخط لا تجئ (أم 22: 24). وإذا حوربت بالنظر الشهواني, تذكر قول الرب كل من ينظر إلي امرأة ليشتهيها, فقذ زني بها في قلبه (مت 5: 28). وتذكر أيضا قول أيوب الصديق عهدا قطعت لعيني, فكيف أتطلع في عذراء؟! (أي 31: 1). وهكذا إن كانت آيات الكتاب ثابتة في ذهنك وفي قلبك, تستطيع أن تسترجعها, وترد بها علي كل حرب روحية يحاربك بها العدو.. مجرد تذكر الوصية يخجلك, ويرد قلبك عن ارتكاب الخطية. وغالبا الشخص الذي يخطئ, يكون وقتذاك في حالة نسيان لوصايا الله. محبة الخطية قد خدرته.. 7- كلام الكتاب أيضا يعزيك في ضيقاتك, ويقويك كلما ضعفت... وكثيرا ما كان داود النبي يقول في مزاميره للرب وعلي كلامك توكلت (مز 119: 81). ويقول له أيضا اذكر لعبدك كلامك الذي جعلتني عليه أتكل, هذا الذي عزاني في مذلتي (مز 119)... وكلما كان يتعرض لهجمات الأعداء كان يقول لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا, لابتلعونا ونحن أحياء.. نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض (مز 123). ما أكثر كلام الكتاب عن الرجاء... الذي يقرأه ويحفظه, يستريح قلبه ويجد سلاما, بل كما قال الرسول فرحين في الرجاء (رو 12: 12)... إن وعود الله في كتابه المقدس, تعطي النفس اطمئنانا عجيبا, مثل قوله ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (مت 28: 20) وقوله وأما أنتم, فحتي شعور رؤوسكم محصاة. فلا تخافوا (مت 10: 3, 31). وقوله أنا معك. لا يقع بك أحد ليؤذيك (أع 18: 10)... وما أكثر الآيات.. ليتك تجمعها وتحفظها... ويعوزني الوقت إن تكلمت, ولا تكفي الصفحات. 8- فالكتاب فيه كل شيء, لكل أحد, في كل حالة... أيا كانت ظروفك, وأيا كانت حالتك النفسية, فسوف تجد في الكتاب رسالة لك تريحك. تجد فيه كل ما يلزمك, وما يناسبك. يكفي مثلا كتاب المزامير فيه كل ألوان المشاعر والصلوات وسفر الأمثال فيه كل أنواع النصائح.. وكل سفر يحوي لك رسالة معينة إن أحسنت انتقاءها وفهمها. استخدامك للكتاب 1- يمكنك أن تستخدمه أولا كمادة للصلاة... فبالإضافة إلي صلاتك قبل القراءة وبعدها, فإن قراءة الكتاب تشعل فيك مشاعر معينة تجد نفسك محتاجا أن تحولها إلي صلاة. وكذلك فإن قراءة سفر كالمزامير مثلا يعلمك كيف تصلي, ومنه تعرف أسلوب التخاطب مع الله. ونفس الوضع في قراءتك لصلوات رجال الله في الكتاب, مثل صلاة دانيال النبي (دا 9) وصلاة عزرا (عز 9) وأيضا صلاة نحميا (نح 1). وصلاة سليمان (1مل 8) وصلاة يونان في بطن الحوت (يون 2). وتسبحة العذراء (لو 1) وباقي التسابيح والصلوات التي في الكتاب. 2- ويمكن أن يكون الكتاب مادة للتأمل... بأن تتخذ حادثا معينا من الأسفار التاريخية مجالا للتأمل, أو إحدي المعجزات, أو مثلا أو آية. وتخلط بكل ذلك قلبك وفكرك, وتسجل تأملاتك. 3- أو تتخذ وصايا الكتاب مجالا التداريب الروحية بما يناسب مستواك واحتياجك الروحي, لكي تنمو في حياة الفضيلة. وستجد شرحا طويلا لهذا في مقالنا عن التداريب الروحية. 4- أو تتخذ من قراءة الكتاب مجالا للتوبة... فإن قرأت مثلا قول الرب إن قدمت قربانك إلي المذبح, وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك, اترك هناك قربانك قدام المذبح, واذهب أولا اصطلح مع أخيك (مت 25: 23, 24), تجد في داخلك دافعا قويا أن تذهب لتصالح من أسأت إليهم. وإن قرأت آيات عن النذر (جا 5: 4, 5).. تجد أنك ملزم أن توفي للرب نذورك التي تأخرت في دفعها. 5- يمكن أن تتخذ كثيرا من الآيات مجالا للحفظ... تداريب لحفظ الكتاب 1- احفظوا بعضا من الفصول الأساسية المهمة في الكتاب: ومن أمثلة ذلك العظة علي الجبل, دستور المسيحية (متي 5-8). وفصل المحبة (1كو 13), والوصايا الجميلة في (رو 12), وصلاة المسيح الطويلة قبل ذهابه إلي جثسيماني (يو 17). وبعض أحاديث المسيح مع تلاميذه (يو 14-17). 2- دربوا أنفسكم وأولادكم علي حفظ آيات علي الحروف الأبجدية. آيات تبدأ بحروف أسمائكم, أو أسماء القديسين, أو الصفات الفاضلة, أو آية كلمة مناسبة مثل كنيسة, تربية كنسية, كهنوت... 3- يمكن حفظ آيات ترد فيها كلمات معينة: كأن تقول للولد: قل آيات خاصة بالحجرة كرسي - فراش - أرض - مصباح - باب - نور. أو آيات عن أعضاء جسمه وجه - عين - شفتان - رجل - يد..... 4- يمكن أيضا حفظ بعض آيات موضوعية: آيات عن الفرح, العزاء, الوداعة. آيات لمحاربة بعض الأفكار. آيات لتشجيع يائس, أو لنصح خاطئ, أو للشكر... 5- يمكن التدريب علي استخدام آيات أثناء الحديث مع الناس. لتكن لغة الكتاب حاضرة في فمك تستخدمها في كلامك وأحاديثك وقصصك. بهذا لا تخطئ كثيرا, كما أنك تكون قدوة. كذلك في كل موقف, في كل مشكلة, حاول أن تتذكر آية... 6- يمكن عمل نوتة للآيات المختارة: اكتب فيها الآيات التي تؤثر فيك, والتي تمثل خطة عمل. ثم احفظها. أريد أن أعمل لكم مسابقة في الحفظ, أو أن نخرج لكم كتيبات تساعد علي حفظ الآيات في شتي الموضوعات... الكتاب في بيتك وهنا أضع أمامك قول الرب في سفر التثنية: لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم علي قلبك. وقصها علي أولادك. وتكلم بها حين تجلس في بيتك, وحين تمشي في الطريق, وحين تنام وحين تقوم... واكتبها علي قوائم أبواب بيتك وعلي أبوابك (تث 6: 6-9). فما مدي تنفيذك لهذه الوصايا؟ أ هل هناك آيات مبروزة ومعلقة علي جدران بيتك, تحفظها أنت وزوجتك وأولادك. ب هل تعلم أولادك ما في الكتاب حسب قوله وقصها علي أولادك, أم تعتمد علي مدارس الأحد وتخلي نفسك من المسئولية؟! ويدرك الأبناء أن والديهم لا يحدثانهم أبدا عن كلمة الله!! ج هل تستخدم لغة الكتاب في أحاديثك المنزلية, حسب الوصية وتكلم بها حين تجلس في بيتك؟ د هل تقرأ الكتاب يوميا مع أفراد أسرتك؟ وهل لكم اجتماع عائلي حول الكتاب؟ هـ هل تقيم لأولادك مسابقات في حظ الآيات, وهل تدربهم علي ذلك؟... إني أسأل قبل أن يسألك الله في ذلك... |
13 - 05 - 2012, 05:42 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة الوسائط الروحية (11) |
سلسلة الوسائط الروحية(5) |
سلسلة الوسائط الروحية 7 |
سلسلة الوسائط الروحية 8 |
سلسلة الخدمة(19) |