أكذوبة سرقة الجسد
لا يعقل أن يكون تلاميذه قد سرقوه!
لأنه لا توجد مصلحة لهم إطلاقًا في هذه السرقة. ولأنهم كانوا خائفين وقد هربوا وقت القبض عليه.. كما أنه من غير المعقول أن يخترعوا قصة القيامة، ويجاهدوا حتى الموت والسجن والجلد من أجل قصة مكذوبة.. ولا يعقل أن يأخذ التلاميذ سيدهم عاريًا، ويجردوه من أكفانه، فليست في ذلك كرامة له ولا لهم. كما أن في ذلك مضيعة للوقت، وتعويض الأمر للانكشاف..
وما مصلحتهم في أن يدعوا قيامته ويموتون من أجل التبشير بها، وهم لا يؤمنون بها.. ومن ناحية التنفيذ توجد استحالة. كيف يخترقون نطاق الحراس؟ كيف يدحرجون الحجر الضخم دون إحداث ضجيج يلفت النظر إليهم؟ ويوقظ الحراس إن كانوا قد ناموا؟ وكيف يحملون جثمانًا في يوم سبت؟ وكيف يفعلون ذلك والأنظار مركزة علي القبر؟
وكيف يمكن تصديق نوم الحراس مع صرامة القانون الروماني؟!
وإن أرادوا النوم، لماذا لم يقسموا الوقت بينهم في ذلك، بحيث ينام البعض في نوبات، ويكون البعض الآخر مستيقظًا؟ وإن كانوا قد ناموا كلهم، فكيف لم توقظهم أو توقظ بعضهم عملية سرقة الجسد؟ وكيف لم يحاكموا علي ذلك؟
وكيف لم يجر تحقيق في حادث السرقة؟ ولم يجر تفتيش؟
والتلاميذ معروفون، وكذلك أماكنهم.. واين تراهم وضعوا الجسد بعد سرقته؟ وكيف دفنوه في يوم سبت؟ وإن كان الحراس نيامًا، فكيف عرفوا أثناء نومهم أن تلاميذه أتوا ليلًا وسرقوه؟
S
إنها حيلة فكر ضعيف شرير لم تجد قبولًا من أحد، ودلت علي فساد هؤلاء الكهنة في كذبهم، وادعائهم، ودفعهم الرشوة، وتضليلهم للناس، وتمسكهم بالذات.
وماذا عن شهوة القيامة وهم كثيرون؟
هل كان كل أولئك كاذبين؟ وكيف أجري الله علي ايديهم معجزات وهم ينشرون خديعة وضلالًا، ويدافعون عن الباطل؟!
علي أية الحالات كما حاول رؤساء كهنة اليهود منع القيامة قبل حدوثها حاولوا أيضًا تشويه مجد القيامة بعد تمامها.
وبهذا لم يكونوا أهل تدين وصدق.
لقد كسروا السبت في ضبط القبر وختمه. وقد كذبوا في موضوع القيامة وأغروا الحراس أيضًا بالكذب، كما قدموا رشوة للجند لينشروا الكذب. وكانوا يستخدمون سلطانهم لدي الوالي خادعين الشعب كله. ثم اضطهدوا التلاميذ ظلمًا وهم يعملون..
وكما أتوا بشهود زور وقت محاكمتهم للمسيح، أتوا أيضًا بشهود زور لكي ينكروا قيامته..
كذلك لم يكن رؤساء كهنة اليهود من اهل الإيمان.
لم يؤمنوا بمعجزات المسيح أثناء حياته بينهم، ولم يؤمنوا كذلك بمعجزة القيامة وهي واضحة أمامهم. ولم يؤمنوا بالمعجزات التي حدثت علي أيد التلاميذ وباسم المسيح،كانت قلوبهم مغلقة تمامًا أمام الحق الواضح.. وبرهنوا تمامًا علي أنهم لا يستجيبون إطلاقًا مهما رأوا من معجزات.. كما لم يؤمنوا أيضًا بكرازة التلاميذ.
قيامة المسيح كانت ترعبهم، إذ كان وجوده يتعبهم ويكشفهم، وقد فرحوا حينما ظنوا أنهم قد تخلصوا منه وقتلوه..
عبارة "المسيح الحي "عبارة تتعب الخطاة، وإن كانت تفرح الأبرار.. كثيرون مثل كهنة اليهود، يريدون أن يتخلصوا من المسيح، لأن وجوده يبكتهم وبوجوده، يزول وجودهم الخاطئ..