سلسلة الخدمة (22)
بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث
العمل الفردي
لعل من أروع الأمثلة على أهمية العمل الفردى فى الخدمة:
أن الله نفسه-على الرغم من رعايته للعالم كله-اهتم بالعمل ألغردى:
فى العهد القديم:
الله يرسل ملاكه إلى الجب الذى ألقى فيه دانيال،لكى يسد أفواه الأسود فلا تؤذيهددا 22:6 دوكذلك يسير مع الثلاثة فتية فى أتون النار،فك تكون للنار قوة لإحراقهمدددا 25:3 - 31 <<.
ويفتثد أيليا،وهو خائف وهايب من الملكة إيزابل ويسأل عنه قائلآ له بصوت منخفض خفيفددمالك ها هنا يا إيلياأ<< >> امل 9 ا : 2 ا ، 13 <
وكذلك يظهر ليعقوب وهو خائف وهارب من وجا أخيه محيسو ،لكيما يعزى قلبه بكلمات المحبة والمعونة قائلآ لهدها أنا معك،وأحفظك حينها تذهب،وأردك إلى هذه الأرضدءدتك 5:28 ا <<
وبنفس العمل الفردى قام الرب بعملية إنقاذ،لكى ينجى سارة من الملك أبيمالك،وظهر له فى حلم وأخبره وأنذر» وقال لهدوانا أيضأ أمسكتك عن أن تخطىء إلى،لذلك لم أدعك تمسهاد»دتك 3:20 - 6 <<.
وكما كان للرب عمل فردى مع كل من مؤلا< لإنقاذه،أومنحا السلام،أو لإنقاذ الفير منه،كذلك كان للرب عمل فردى فى دعوة البعض إلى خدمته.
فهكذا دعا الله أبانا أبرأم أبا الآباء والأنبياء،ليذهب إلى الجبل الذى يريه إياه،وباركه وجعله بركة،وقال له أيضا ددوتتبارك فيك جميع قبائل الأرضدهدتك 2 ا: 1 - 3 <<
ودعا الرب موسى من وسط العليقة المشتعلة بالناردولما اعتذر عن ذلك بأنه ثقيل الفم واللسان وليس صاحب كلام منحه أخاه هررن لكى يكون له فمآ وقال لهد تكلمه وتضع الكلمات فى فمه:وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعاندءدخر 3 : 4 <ء>خر 4 : 0 ا- 6 ا <<
ودعا الرب أرميا أيضآ،ولما اعتذر بأنه صفير السن قال لهدهأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة ،وعمود حديد،وأسوار نحاس على كل الأرض..فيحاربونك ولايقأرون عليك،لأنى أنا معك-يقول الرب لأنقذك<ء>أرا: 6 - 9 ا <<
ودعا الرب سائر الأنبياء وكان معهم وكان له عمل فردى مع كل
منهم.
وفى قصة يرنان النبى،كان للرب عمل فردى معه،ومع أهل
السفينة وعمل فردى أخر مع مدينة فينوى.
و وهكذا فى تلك القصة،كان العمل الفردى مع يرنان هو قيادته إلى
الطاعة وإنقاذه من جوف الحوت،واقناعه وتخليصا من فمه.
وكان عمله مع أهل السفينة،لقيادتهم إلى الإيمان وتقددم ذبيحة له..وعمله مع أهل فينوى هو لقيادتهم إلى التوبة والانسحاق،والايمان به أيضأ باعتبارهم من الأمم..وهنا نلاحظ ملاحظة هامة وهى:
عمل الله مع مدينة فينوى يعتبر عملآ فرديآ،إذا قيست بكل مافى العالم من مدن
ونفس الوضع يعتبر عمل الله مع شعب إسرائيل فى العهد القددم:من جهة قيادته لهذا الشعب وإرسال الأنبياء والشريعة والعهود له،وكذلك ما أجراه معه من الآيات وما أوقعه عليه من العقوبات..إنه مجرد شعب واحد،إذا قيس بالشعوب العديدة فى العالم كله.لاشك أن عمل الله معه،يعتبر بوجه المقارنة عملأ
فرديا
والأمثلة عن العمل الفردى فى العهد القديم عديدة جدا من
الصعب إيرادها الآن.ننتقل إلى نقطة أخرى وهى:
العمل الفردى للسيد المسيح
ثانة ئلسيد >لمسيح رسالة وسه ألمجموع وأ´ة أف ألعديدة من الناس،مثلما حد~ فى معجزة ألخمس خبزات والسمكتين ،حيث كان الرجال فقط خمسلآ الآف غير السرء والأطفالدددمت 14 : 21 << ،وقد قيل فى أكثر من موضع إن الجماع كانت تزحمه>لو 42:8 ، 45 <د>مر 31،24:5 <وحد~ مثل ذلك أيضأ فى قصة شفا< المفلوج الذى حمله أربعة>مر 4.2:2 <<
على الرغم من كل ذلك.كان للسيد المسيح عمل فردى إذ لم يشأ أن يضيع الفرد فى زحمة المجموع ومثالنا عمله مع زكا العث ر:
كان الجمع يزحم السيد المسيح ولم يتدر زكا أن يراه بسبب الجمع،فصعد إلى جميزة ووسط كل تلك المجموع والزحام وقف السيد ونادى زكا باسصه،ودخل بيته وحمل خلاص لهذا البيت،إذ هو أيضأ ابن لإبراهيمدءدلؤ 9 ا: 9 دوتاب زكا واعترف بأخطائه ورد ماقد ظلم فيه الغير أربعة أضعاف.
كذلك كان للسيد المسيح عمل فردى مع نيقوديموس قابله نيقوديموس ليك،وحدثه المسيح عن الميك د من الماء والروح وعن ابن الإنسان الذى هو فى السماء.وعن الخلاص>>يو 1:3
ا 2 دوأثمرهذا اللقاء فأمن نيقوديموس،بل أنه اشترك مع يوسف الرامى فى تكفين جسد المسيحديو 40.38:20 دويذكر التاريخ أنه
فيما بعد صار أسقفأ..
وكان للسيد أيضأ عمل فردى مع المرأة السامرية قابلها عند البئر
وتحد~ معها عن الماء الحى وعن السجود لله بالروح والحق وقادها إلى الاعتراف والتوبة وإلى الإيمان به.وقد تعجب التلاميذ من أنه كان يتكلم مع امرأةديو 4 :ا 2 دولكن حديثا ~ كان له ثمرة ،ليس فقط فى حياتها الخاصة فى إيمانها وتوبتها،بل أكثر من هذا أنها ذهبت لتبشر أهل السامرة بأن هذا هو المسيح>يو 28:4 -. 3 <<.
والإصحاح 15 من إنجير لوقا،كله عن أعمال فردية لأجل
التوبة.
سواء عن الخروف الضال،الذى ذهب الراعى الصالح ليبحث
عنه تاركأ التست والتسعين حتى وجد» وحمله على منكبيه فرحأ أو البحث عن الدرهم المفقود أو الفرح برجوع الابن الضال وإقامة وليمة له،أو العمل الفردى لإقناع أخيه الكبير الذى كان ساخطأ على الفرح برجوعه.. ومن الأعمال الفردية أيضأ التى
لها أطتها:
عمل السيد المسيح مع مرثا ،حيث قال لهاددإنك تهتمين وتضطرين
لأجل أموو كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد..دءدلود 1 : 42،41 <<
وكذلك عمله مع المولود أعص،بعد شفائه له،وقد طرده اليهود خارج المجح فظهر له الرب،ودعا» إلى الإ~ن به،وأعلن له أنه ابن الله،فقال الرجلددأؤمن ياسيد وسجد له<ء>يو 35:9 - 38 <<.
كذلك حديثه مع نثانائيل:لما قال لهأقبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التيتة.رأيتك.فأمن نثانائيل وقال له أديا معلم،أنت ابن
الله<ء>يو 51.47:2 <<
وما أكثر الأ كمال الفردية التى قام بها السيد المسيح سواء مع تلاميذه الاثنى عشر،أو مع بطرس ويعقوب ويوحنا أو حتى فى قصة التجلى مع موسى وإيلياددمر 8.2:9 دومع أفراد
كثيرين أخر.
ولاننسى الأعمال الفردية التى قام بها السيد المسيح بعد
القيامة:
حيث ظهر لتلميذى عمواسددوابتدأ من موسى ومن جميع
الأنبياء يقسر لهما الأهور ا~ به فى جميع الكتبدءدلو 24 :ا 2 دكذلك ظهور» لتوما وكيف نجاه من شكه وأ~ه الفر ملآ أن يلمس جراحه،وقال لهأدلا تكن غير مؤمن بل مؤمنأدءءيو 29.26:20 ددوبنفس الوضع ظهر لمردم المجدلية،التى
ثئدث هرأت تقورددأخذوأ ~ى ولست أدرى أين وضعو»<د>يو 13،2:30 ، 15 <فبكلامه ~ آمنت بقيامته،بل
أرسلها لتبشر التك ميز مع مريم الأخرىددمت 28 <<.
وظهر الرب بعد القيامة للتلاميذ وأقنعهم بأنه ليس مجرد روح،أو شبح فالر~ ليس له لحم و~م وأراهم يديه ورجليه وأكل قدامهمددلو 36:24 - 43 ،بل ظهر لهم أيضأ ومنحم سر الكهنوت نفخ فى وجوههم ،وقال لهم:اقبلوا الروح القدس من غفرام خطاياه غفرت له ومن أ~ها عليه أمسكتدءديو 23،22:20 »بل عمل أيضأ عملأ فرديا مع بطرس الذى كان حزينا جدآ على إنكار» للمسيح قبل صلبه فعزاه وقال لهدارع غنمى..ارع خرافىدءديوا 5:2 1 - 17 <<،
ومن أعظم الأعمال الفردية التى ~ الرب بعد صعوده:دعوته
لشاول الطر سوسى:
ظهر له فى طريق دمشق وعاتبه قائلاد«شاول شارل لماذا
~نى؟!<ء>أع 4:9 << وقاده إلى الإيمان وأرسله إلى حنانيا فعمدهددأع 16:22 <مواختاره رسولا للأممددأع 5:9 ا- 8 ا <وظهر له مرة أخرى فى رؤيا الليل،وهو فى كورنثوس وقال لهد لاتخف بل تكلم ولاتسكت لأنى أنا معك ولايقع بل أحد ليؤذيك لأن لى شعبا كثيرأ فى هذه المدينةدءدأع 0،29:18 ا <كما أرسله مرة وقال له «أاذهب فأنى مرسلك بعيدا إلى الأممدءداع 21:22 <<
كذلك ظهرله مرة أخرى وقال لهأثق يا بولس،لأنك كما شهدت ~ لي فى أور شليم هكذا ينبنى أن ~ فى روميلآ أيضادددأع 23 : ا ا <وأطاع القديس بولس وذهب إلى رومية ليؤسس ~ء>وأقام سنتين كاملتين فى بيت أستأجره ~،وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه كارزا بعلوت الله،ومعلمآ بأمر الرب يسوع المسيح،بكل ~هرة بلا مانعدءدأع 28 : 31،30 <<.
ولعل من أعظم الأعمال الفردية التى قام بها السيد المسيح،عمله
مع اللص اليمين.
كيف كان تأثيره على ذلك اللو المصلوب معه،حتى آمن
وقال له«داذكرنى يأرب متى جئت فى ملكوتكدفأجابه الرب د«الحق أقول لك أنك اليوم تكون مى فى الفردوسدءدلو 43،42:23 دموأدخله معه فعلا إلى الفردوس.
أ~ل فردية للرسل:
إن الرسل كرزوا فى حمير الأمم وتلملأوهم
و~وهم>>مت 9:28 <بل كرزوا بالإنجيل ~ كلها>>مر 16 : 5 ا ددومح ذلك كانت لهم أعمال فردية:
مثال ذلك عمل بولس وسية مع سجان فيلبى فى دعوته إلى الإيمانددحيث كلماه وجميع من فى بيته ~ الرب..واعتد فى الحال هو والذين له أجمون،ءدأع 16 : ا 3 - 33 د»كذلك عمل بولس مع ديونسيوس الأريوباغىد«أع 17 : 34 < <الذى صار ~ بعد اسقفا لأثينا..كذلك عمله مع تلاميذ كثيرين ~روا من
أعوانه فى الخدمة فيما بعد..
ومن الأمث ا~ فى العمل الفردى:عمل فيلبس مع
الخصى الحبشى:
رأى ذلك الرجل فى مركبته يقرأ سفر أشعياء فسأله أدأتفهم ما
تقرأ <<؟تم بدأ يشرح له،وبشره باسم يسوع وانتهى ذلك اللقاء العا برءبأن أقبلا على ماء فعده وذهب ذلك الخصى فى طريقا نوحآد«أع 27:8 - 39 »<كذلك العطر الفردى الذى قام به بولس الرسول نحو ليديا بائعة الأرجوان التى تأثرت بكلامه وآمنت
واعتمدت واستجاب بولس الرسول ~ ،فدخل ~ د«أع 16 : 15 <وقيل إن بيتها صار كنيسة للرب فى ثياترا .
ومن الأمثلة التاريخية للعمل الفردى،عمل مار مرقس مع
أنيانوس
وكيف أنه انتهز كلمة عن الله التى ~ فبشره وعده
وصار أول من أمن على يديه فى الإسكندرية وصار ~ كنيسلآ بل أصبح أسقفآ،وأول خليفة لمار مرقس .
أرجو أن نكر حديثنا عن العمل الفردى فى عدد مقبل،إن
أحبت نعمة الرب وعشنا.