رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبونا يعقوب مع مشاكل أولاده تحدثنا عن مشاكل زوجتيه، وصراعهما في إنجاب الأبناء. ونود الآن أن نتحدث عن مشاكل هؤلاء الأبناء، وقد كبروا وصاروا رجالًا، بعد عشرين سنة قضاها مع خاله لابان (تك 31: 41)، وسنوات أخري بعد انفصاله عن لابان حتى أن يوسف إبنه الأصغر حينما حدثت مشكلته مع أخوته كان عمره 17 سنه (تك 37: 2). وكانت لهم أيضًا أخت اسمها دينه، وصارت في سن يسمح لها بالزواج (تك 34: 8).. فماذا كانت مشاكل هؤلاء الأبناء لما كبروا. نذكر هنا أهمها: 1 عدم عدله في محبته لأولاده. 2 مشكلة روابين البكر مع سرية أبيه. 3 مشكلة دينة. وقتل شمعون ولاوي لكل بيت شكيم. 4 مشكلة يوسف واضطهاد اخوته له. 5 مشكلة يهوذا مع كنته ثامار. وقد كان موقف أبينا يعقوب مع كل مشاكل أبنائه موقفًا ضعيفًا.. مشاكله مع أخيه عيسو، ومع خاله لابان، كان يحلها مع الاحتفاظ بضعفه سواء في الحيلة التي اشتري بها بكورية عيسو. وفي هذه أيضًا كان يعقوب ضعيف أمام أمه رفقه (تك 27). وكذلك بالحيلة اخذ الغنم من لابان، وليس بالقوة (تك 30). مشكلة دينية حدث أنه لما نجا من أخيه عيسو، أنه "أتي إلي مدينة شكيم التي في أرض كنعان.. وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور أبي شكيم" (تك 33: 18، 19). "وأقام هناك مذبحًا".. من المعروف أن الكنعانيين كانوا أشرارًا، ويعبدون الأصنام. فلماذا يا يعقوب تذهب ألي هناك لتستقر؟ لعله يقول: قد أقمت هناك مذبحًا..! لعله أراد أن يجمع بين عبادة الله ومعاشرة الناس الأشرار!! ولم يأخذ درسًا من قصة لوط في سادوم، والقياس مع الفارق.. فماذا حدث له ولأبنائه في شكيم؟ خرجت ابنته دينه، لتنظر بنات الأرض، فنظرها شكيم وأحبها.. (تك (34: 1، 2). إنه واجد من أولاد الأرض. رآها وأحبها. وأخطأ أليها ونجسها وأذلها. وكانت مشكلة اصطدام بها يعقوب. ولما سمع بالخبر، يقول الكتاب أنه سكت إلي أن جاء أبناؤه من الحقل. أما أبناؤه فعزموا علي أن يقتلوا شكيم وأباه وكل آهل بيته.. حمور عرض أن يعطوا دينة لابنه شكيم زوجة، ووافق علي كل ما يعرضونه من شروط، قائلًا "دعوني أجد نعمة في أعينكم. فالذي تقولون لي أعطي".. أما أبناء يعقوب فبمكر اشترطوا أن يختتن كل ذكر في المدينة، لأنهم لا يمكنهم أن يعطوا أختهم لرجل أغلف.. وقبل حمور وشكيم هذا الشرط..اختتن كل ذكور المدينة. وإذا كانوا متوجعين، أخذ شمعون ولاوي كل منهما سيفه وأتيا علي المدينة بأمن. وقتلا كل ذكر، وقتلا حمور وشكيم بحد السيف. ونهبوا كل ما في المدينة.. فماذا فعل يعقوب؟.. مجرد توبيخ لشمعون ولاوي! قال لهما "كدر تماني بتكريهكما أياي عند سكان الأرض الكنعانيين والفرزويين وأنا نفر قليل. فيجتمعون علي ويضربوني أنا وبيتي" (تك 34: 30).. لم يوبخهما علي الغدر والمكر وقتل أناس بينهم عهد وأمان!! إنما كان سبب توبيخه لهما هو ضعفه وخوفه.؟أما هما فلم يعترفا بما ارتكباه من خطأ، أنما بررا ذلك بقولهم لأبيهما "أنظير زانية يفعل بأختنا؟! مع أن الناس سلكوا معهم بأسلوب ارقي من أسلوبهم!! وكان لابد ليعقوب أن يترك تلك الأرض ويرحل. علي أنه قبل أن يموت، وحينما حان الوقت ليبارك أولاده، تذكر خطيئة شمعون ولاوي. فقال "شمعون ولاوي أخوان. آلات ظلم سيوفهما. في مجلسهما لا تدخل نفسي بمجمعهما لا تتحد كرامتي. لأنهما في غضبهما قتلا إنسانًا،وفي رضاهما عرقبًا ثورًا ملعون غضبهما فإن شديد، وسخطهما فإنه قاس.." (تك 49: 5-7). فقال له اله "قم اصعد إلي بيت إيل، وأقم هناك واضع هناك مذبحًا لله الذي ظهر لك، حين هربت منت وجه عيسو أخيك" (تك 35: 1). لو كان يعقوب من بادئ الأمر قد ذهب إلي بيت إيل، ولم يسكن في شكيم في أرض الكنعانيين، ما كانت دينه قد تنجست، وما كان شمعون ولاوي قد ارتكبا ما ارتكباه من غدر وقتل.. كل هذا يعطينا درسًا في اختيار البيئة التي نسكن فيها.. لأنه نتيجة السكني في بيئة لابان الذي يعبد الأصنام (تك 31: 30) وفي بيئة للكنعانيين.. نسمع عبارة عجيبة سجلها الكتاب، استعدادًا للذهاب إلي بيت إيل.. وهي: "فقال يعقوب لبنية ولكل من كان معه: اعزلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهروا وابدلوا ثيابكم" (تك 35: 2). إنها عبارة روحية يقولها لأبنائه، وهو ذاهب إلي أرض مقدسة. ولكن لماذا لم يقلها "فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي في أيديهم، والأقراط التي في آذانهم. فطمرها يعقوب تحت البطمة التي عند شكيم" (تك 35: 4)،فلما تخلص من أصنام أفراد أسرته، ولما ذهب إلي بيت أيل وبني مذبحًا للرب هناك نقرأ بعد هذا أنه ظهر الله ليعقوب أيضًا.. وباركه" (تك 35: 9). فدشن يعقوب مكانًا للرب هناك: نصب عمودًا في المكان الذي تكلم معه الرب، وسكب عليه سكيبًا وصب عليه زيتًا. ودعا أسم المكان بيت إيل. خطية رأوبين حدث بعد موت راحيل، أن رأوبين بكر يعقوب "ذهب وأضطجع مع بلهة سرية أبيه" (تك 35: 22). وبلهة هذه تعتبر في درجة أمه، لأنها امرأة أبيه، وهي أم أخويه دان ونفتالي (تك 35: 25). يسجل الكتاب أن يعقوب سمع ما فعله رأوبين (تك 35: 22).. ولكنه لم يفعل شيئًا، ولم يؤدب رأوبين..! كل ما في الأمر أن أبانا يعقوب قبل موته. وفيما هو يخبر أبناءه بما يصيبهم في آخر الأيام قال "رأوبين، أنت بكري قوتي وأول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز. فائرًا كالماء، لا تتفضل. لأنك صعدت علي مضجع أبيك حينئذ دنسته. علي فراشي صعد" (تك 49: 3، 4). وهكذا نري أن مجد البكورية، لم يكن مقياسه بالسن. رأوبين هو البِكر حسب السن، ولكنه لا يتفضل.. ما كان له ولا لنسله نصيب في عظمة الكهنوت ولا في عظمة الملك. ولم تكن له الهيبة التي يقود بها أخوته، لما أرادوا التخلص من يوسف (تك 37: 22- 29). يهوذا وكنته ثامار "أخذ يهوذا زوجه لبكره عير، أسمها ثامار. وكان عير بكر يهوذا شريرًا في عيني الرب، فأماته الرب" (تك 38: 6، 7). ورفض ابنه الثاني أونان أن يقيم نسلًا لأخيه من ثامار، فأماته الرب أيضًا (تك 38: 8-10). ولما لم يعط يهوذا لثامار ابنه الثلث شيله، دبرت له حيلة لتسقطه معها، وتنجب منه نسلًا!! بعد موت امرأة يهوذا، ذهب إلي تمنه. وفي الطريق راي امرأة حسبما زانية فدخل إليها وزني معها، وهو لا يعرف أنها كانت تغطي وجهها (تك 38). وانكشف الأمر أخيرا"ً، وأنجبت منه توأمين هما فارص وزارح. واعترف يهوذا وقال "هي أبر مني، لأني لم أعطها لشيله ابني". تمييزه في محبته لأولاده كما كان أبونا يعقوب يحب راحيل أكثر من محبته لأختها ليئة وقد سبب هذا صراعًا بين الأختين ومشاكل عديدة.. كذلك أحب ابني راحيليوسف وبنيامين أكثر من أبناء ليئة، وخمن باقي الأبناء. وقد سبب هذا مشاكل سوف نرويها أحب يوسف فمنحه قميصًا ملونًا سبب حسد أخوته. وأحبه فبكي عليه كل أيامه. وأحبه حتى في ميراثه، فمنحه الضعف، سبطين هما افاريم ومنسي. وأحب بنيامين بعد يوسف، وظهر ذلك في قصة إرساله إلي مصر. ولكن محبته لبنيامين لم تسبب مشاكل مع أخوته، بل دافعوا عنه بكل قوتهم أمام يوسف. يوسف وأخوته أما مشكلة يوسف بن يعقوب مع أخوته الذين تحايلوا لكي يقتلوه، فسوف نخصص لها فصلًا خاصًا من هذا الكتاب(من ص 70: -إلي ص 77).. وحينما نتحدث عن يوسف، نتحدث عن فاصل في حياة يعقوب يقسمها إلي قسمين: حياة يعقوب قبل أن تبدأ قصة يوسف، والنصف الثاني من حياته حينما بدأ طريق لقائه مع يوسف، بل إن هذا النصف الثاني أصبح جزءًا من حياة يوسف. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يعقوب يدعو أولاده |
يعقوب يبارك أولاده |
يعقوب يُرسل أولاده إلى مصر |
قسّم أبونا أبراهيم ماله على أولاده في حياته |
أبونا سلوانس السريانى يبكى ببكاء أبونا يعقوب |