رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا 10 اكتب إلي ملاك كنيسة برجاموس "ب" السبت 01 فبراير 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث قال السيد الرب للقديس يوحنا الرائي اكتب إلي ملاك كنيسة برجاموس:هذا يقوله الذي له السيف الماضي ذو الحدين..رؤ2:12 فتب وإلا فإني آتيك سريعا,وأحاربهم بسيف فمي من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس...من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المخفي وأعطيه حصاة بيضاء وعلي الحصاة اسم جديد مكتوب لايعرفه أحد غير الذي يأخذرؤ2:17,16 +++ عجيب هو الرب يعطي نفسه اسماء تتغير بتغير الحالة. هنا,لما تكلم من جهة بدعة النيقولايين وتعاليم بلعام المفسدة ذكر أن له السيف الماضي ذو الحدين,وكرر عبارة السيف إن الله مستعد أن يعطيك صورة له تناسب حالتك :تأتيه وأنت منسحق القلب في دموع التوبة,يعطيك صورته وهو يمسح كل دمعة من عينيكرؤ21:4تأتيه وأنت مستهتر يعطيك صورته وهو ممسك بالسوط ويطرد الباعة من الهيكليو2:15 فإن أردت أن تتمتع بصورة جميلة لله,اسلك بما يناسبها. وهنا مع الهراطقة والمفسدين تلزم صورة السيف الماضي ذي الحدين. +++ ما المقصود بعبارة السيف ذي الحدين؟ يقول معلمنا القديس بولس الرسوللأن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين وخارقة إلي مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياتهعب4:12. هذا هو سيف فمه القاطع الذي يميز الأمور وله قوته بالنسبة إلي الخطايا له حد يعاقب علي الأرض أو يوبخ ولك حد يمثل الدينونة في السماء أو له حد يقطع وحد يعالج. السيف ذو الحدين هو كلمة الله:مرة تقوللاتخف أنا معكلا يقع بك أحد ليؤذيكأع18:10,9ومرة تقولإني لم أعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الإثممت7:23. +++ خذ من كلمة الله الحد الذي يرشدك ويحذرك لكي لاتخطيء إذا كنت غير محترس في كلامك تجد سيف فمه يقول لكبكلامك تتبرر وبكلامك تدانكل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا في يوم الدينمت12:36,37فتجد السيف القاطع قد قطع الكلمة البطالة من فمك. وإن جرحت إنسانا وأهنته ثم دخلت إلي الكنيسة لكي تتناول تجد أمامك السيف الماضي يقول لك إن قدمت قربانك علي المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولا اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانكمت5:24,23وهكذا بالنسبة إلي كل خطية ضع أمامها وصية كسيف ماض. +++ نحن نريد أن يكون ذلك السيف الماضي معنا لا علينا مادام سيفا ذي حدين نأخذ الحد الذي يقودنا إلي التوبة وليس الحد الآخر الذي فيه العقوبة نأخذ القوة التي في الكلمة قوة الروح وقوة الارشاد,وقوة التحذير. ومادام السيف قاطعا نقول للرب:فليكن سيفك قاطعا لجذور الشر التي فينا ولكن لاتقطع كلمتك أملنا في الخلاص فأنت تريد الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون1تي2:4. +++ يقول الربوإلا فإني آتيك سريعا وأحاربهم بسيف فمي في الواقع أنه أمر متعب ومخيف أن يشعر إنسانا أن الله يحاربه! هذا الإنسان يبدو وكأن ليس له خلاص إننا إذا حاربنا الناس الأشرار أو الأعداء الخفيون والظاهرون أو حتي لو الشيطان نفسه حاربنا ..يكون لنا رجاء في معونة تأتي لنا من فوق,أما إن كان الله هو الذي يحارب وبسيف فمه فمن يستطيع أن يثبت؟! نلاحظ هنا تواضع الرب:إنه قالأحاربهم ولم يقل أبيدهم! لأننا أن نزلنا في حرب أمام الرب فسنباد..قال الرسول مخيف هو الوقوع في يدي الله الحيعب10:31. +++ إن كلمةاحاربهمتدل علي مرحلة سبقتها مراحل كثيرة. فالله لايبدأ إطلاقا بالمحاربة إنه في الأول يطيل أناته ويصبر علي الخطاة لعله بغني لطفه وإمهاله وطول أناته,إنما يقتادهم إلي التوبة رو2:4ويحاول أن يخلص نفوس لأن الله لايسر بموت الخاطيء بل بأن يرجع فيحياحز18:23الناس ويحاول أن يجتذبه بوسائل عدة فإن لم يستجب يلجأ الرب إلي طريقة التخلي الجزئي فيمنع نعمته عنه إلي حد ما حتي يشعر بضعفه وعجزه فيرجع إلي الله. فإن اجتاز الخاطيء علي مراحل المعونة والصبر والتخلي وباقي الوسائل ولم يرتدع حينئذ تأتي مرحلة المحاربة. لقد اجتاز فرعون موسي مراحل عديدة ,ولم يضربه الله الضربة الأخيرة إلا بعد أن رفض كل الصبر عليه. +++ أما أنت أيها القاريء العزيز فاستجب من الخطوة الأولي ولاتجعل النعمة العاملة معك لأجلك ترتد عنك وتتركك ولاتصل في علاقتك مع الله إلي عبارةأحاربهمش1 وإن حاربك الله بسبب قسوة قلبك فلا تقاوم ولاتحارب قل لهأبر أنت يارب من أن اخاصمكأر12:1 أمام الله يستد كل فموالحكيم من الناس هو الذي ينسحق قلبه ويرجع إلي الله بالتوبة وإن لم يقدر علي التوبة يقول للسيد الرب توبني فأتوب أر31:18. قف في موقف المعترف بخطيته والمعترف بعجزه وقل كما قال العشارارحمني يارب فإني خاطيءلو18:13 +++ يقول الربفتبوإلا فإني آتيك سريعا وأحاربهم... لماك الكنيسة يقولتبمع أن الذين أخطاوا هم قوم متمسكون بتعاليم النيقولاويين التي يبغضها الرب وقوم متمسكون بتعاليم بلعام رؤ2:14,15ذلك لأن الأسقف يحمل خطايا رعيته وكأنه يقول للرب:أغفر تقصيري في رعايتهم وتقصيري في قيادتهم إلي التوبة.. ولكن لماذا تقول يارب:آتيك سريعا وأحاربهم؟! لماذاسريعاوأنت الطويل الأناة البطيء الغضبيون4:2 حقا يارب إنه قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة وكل شجرة لاتصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقي في النارمت3:10ولكن مهلا يارب ارفع فأسك قليلا عن أصل الشجرة اتركها هذه السنة أيضا ربما تصنع ثمرا وإلا فيما بعد تقطعهالو13:9,8. +++ يقول الرب بعد هذا: من له إذن للسمع فليسمع ما يقول الروح للكنائسرؤ2:17 من له إذن للسمع لأن هناك أذنا لاتريد أن تسمع أو أنها تسمع وتهمل ما تسمعه أو هي غير متفرغة لأن تسمع ما يقوله الروح للكنائس إذ هي مشغولة بما يقاله العالم وأهل العالم. أو هي تسمع ولا تتأثر أو تتأثر ولاتعمل بما سمعته هذه الأذن يمر عليها كلام الروح كأنه ريح عابرة يجوز مقابلها ولايستقر فيها لأنه ليس من خاصتها ولاهي من خاصته! وهناك إذن أخري تسمع الكلمة بل تلتقطها ولو من بعيد ويدخل الكلام من الأذن إلي العقل وينحدر من الفكر إلي القلب وتتحول الكلمة إلي مشاعر وإلي حوافز ودوافع ثم إلي اعمال وتتحول الأعمال إلي حياة هذه هي الأذن التي لاتسمع. بالإذن التي للسمع يأخذ الإنسان الكلمة ويخبئها في قلبه مز119وتصبح لهروحا وحياةيو6:63وينتفع بها. كبذرة نزلت علي أرض جيدة فبدأت تتفتح وتمد جذورها إلي العمق وترفع جذعها إلي فوق وتنتشر فيها الحياة. الشاب الغني سمع الكلمة من فم المسيح نفسه ومضي حزينا لأن كان ذا أموال كثيرةمت19:22أما القديس الأنبا أنطونيوس فكانت له إذن للسمع فسمع الكلمة في الكنيسة وذهب ونفذها وباع كل ماله الكتبة والفريسيون سمعوا كلاما من السيد المسيح ولم يقبلوه بل كانوا يجادلونه رافضين مايقول لم تكن لهم آذان للسمع. +++ هناك أشخاص اذانهم ليست للسمع لأن هناك موانع تمنعها من السماع. إما كبرياء في القلب أو عناد أو شهوات تمنعها من قبول الكلمة أو عدم تعود أو عدم استعداد في الداخل أو لأنه ليست لهم علاقة سابقة بالروح ولابما يقوله الروح للكنائس...وهناك آذان تسببها فلسفة العالم الحاضر وأفكاره فتجد ما يقوله الروح غريبا عليها هو لغة أخري لم تتعود علي مفرداتها.. وقد تسمع كلام الروح فيدركها الملل منه... قال أحد الآباء:كنت اكلم بعض الأخوة كلاما روحيا فثقلت عيونهم حتي كان يدركهم النعاس فأدرت أن اظهر عمل الشيطان معهم فغيرت حديثي إلي كلام مزاح ولهو فاستيقظوا وتنبهت مشاعرهم!! ذلك لأنهم ما كانوا يريدون سماع كلمة الرب ليست لهم آذان للسمع صدق ذلك الأديب الذي قاللكل كلمة أذن ولعل أذنك ليست لكلماتي فلا تتهمني بالغموض. +++ الأذن التي للسمع لها صفات كثيرة كثيرة: فهي التي تشتاق إلي سماع الكلمة وتبحث عن السمع المقدس في كل مكان إن لم يأت إليها تسعي إليه. بل تشعر أن سماعها ما يقوله الروح هو شرف لها لاتستحقه كما نقول في أوشية الإنجيل إجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة..فنطلب أن نكون مستحقين أن نسمع والأذن التي للسمع تسمع وتفهم وتسمع وتعمل. وهي أيضا تستطيع أن تميز كلام الرب من كلام غيرهلأنها تعرف صوته ولاتعرف صوت الغرباءيو10:5,4. والأذن المقدسة هي التي تسمع مايقوله الروح للكنائس. +++ وعبارةما يقوله الروح للكنائس تعني أن هذه الرسالة وإن كانت موجهة إلي ملاك كنيسة برجاموس إلا أنه تنتفع بها باقي الكنائس. إن كلام الروح هو للكنائس لكل أعضاء جسد المسيح نقرأ نحن الرسائل المرسلة إلي الكنائس السبع التي في آسيا فننتفع جميعا بها فكل منها تختم بعبارة مايقوله الروح للكنائس. فهي كلام من الروح لكل الكنائس من أقاصي المسكونة إلي أقاصيها وليست لكنيسة واحدة محلية وعلي الرغم من احتوائها بعض أخبار محلية إلا أنه يمكن الانتفاع بها للكل. ما يقوله الروح هو التعليم الإلهي ويتصف بالشمولية. والمهم الآن:هل نسمع ما يقوله الروح؟وهل نعمل به؟ وهل كل مايقال علي منابر كنائسنا هو مايقوله الروح للكنائس؟ أم أن البعض يقولون تعليمهم الخاص أو ماقرأوه في كتب غريبة ويرددونه ظانين في وهم أنه مايقوله الروح للكنائس! والعجيب أن البعض يصرح بعبارةقال لي الروح!!ولانعرف أي روح قد كلمه إن كان قد كلمه روح!أو قد خيل إليه أن مايجول بفكرة هو كلام الروح!!!هوذا القديس يوحنا الرسول يقول:لاتصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح:هل هي من الله؟1يو4:1. +++ أليس هذا هو السبب الذي من أجله كثرت المذاهب في المسيحية وتعددت!وكل منها يري أن ما يعتقد به هو مايقوله الروح للكنائس!! وربما يكون بعضها هو تفسير خاص وفكر خاص. إننا نعاني من أن بعض أصحاب الفكر الخاص يحاولون أن يجعلوه فكرا عاما وينشروه كما لو كان عقيدة. إن مايقوله الروح للكنائس هو حق خالص والحق لايتناقص كما في أفكار الكثيرين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|