الفخر والكبرياء
فقد تسلك في الطريق الروحى السليم، وفي الحياة التوبة وحياة الاتضاع والانسحاق، وفي كل مسببات الدموع.. فإن أتتك الدموع، يحاربك الشيطان بها لكي يوقعك في المجد الباطل. فإن فرحت بالدموع، أو افتخرت بها، أو أظهرتها قصدًا، حينئذ يمكن أن تمتنع عنك وتنقطع.. ولذلك قال القديسون:
إذ ما أتتك الدموع، فلا تنشغل بها. إنما فكر في الأسباب التي جلبت الدموع.
إن بكيت مثلًا بسبب خطاياك، فكر في بشاعة تلك الخطايا، فيزداد انسحاقك وتزداد دموعك.. وحاذر أن تفتخر بدموعك أو تفرح بها، لأنك في هذا الوقت تكون قد نسيت خطاياك، وانتقلت من الانسحاق إلى الكبرياء، أي انتقلت من مسببات الدموع إلى موانع الدموع.
ولتكن دموعك بينك وبين الله، لا تكشفها للناس، ولا تتكبر بسببها. فكل ذلك يمنعها بعد مجيئها.