منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 01 - 2014, 04:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

كتاب حياة الشكر
البابا شنوده الثالث
قصة هذا الكتاب

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
1- كنت قد ألقيت محاضرة عن حياة الشكر في مؤتمر للتربية الكنسية سنة 1965 أقيم في كنيسة مارمينا بالمندرة بالإسكندرية.
ونشرت هذه المحاضرة مع باقي محاضراتي الأخرى في كتاب أسموه (لك يا بنى) نفذت طبعته، وتوزعت مقالاته في كتب أخرى..
2- ثم ألقيت محاضرة أخرى في الكاتدرائية المرقسية بدير الأنبا رويس بالقاهرة مساء الجمعة 16 مايو سنة 1980 موضوعها (شاكرين في كل حين على كل شيء) (أف 5: 20) وهذه المحاضرة لم يسبق نشرها.
3- ثم محاضرة ثالثة لم يسبق نشرها أيضا، ألقيت كذلك في نفس الكاتدرائية بمناسبة عيد رأس السنة في 31 / 12 / 80 غالبيتها عن حياة الشكر، والجزء الباقي منها عن حياة التسليم، وعن الرجاء.
وقد منحنى الله وقتا أثناء رحلتي إلى روسيا في هذا الشهر فقمت بدمج هذه المحاضرات الثلاث، وأضفت إليها إضافات كثيرة، في كتاب واحد عن حياة الشكر، هو هذا الذي بين يديك، وهو يختلف كثيرا عما سبق نشره من قبل..
ذلك أننا كنا قد نشرنا المحاضرة الأولى سنة 1965 م في كتاب مع تأملات عن صلاة الشكر ألقيت سنة 1964 م في القاعة المرقسية بدير الأنبا رويس، وأُعيد طبعهما مرارًا. كما نشرتهما وأعادت طبعهما مرارًا كنيسة العذراء بمحرم بك بالإسكندرية.
ونرجو إذا شاء الرب وعشنا أن ننشر التأملات الخاصة بصلاة الشكر، ضمن كتاب عن الصلوات المشتركة في الأجبية، مثل المزمور الخمسين والثلاثة تقديسات، وارحمنا يا الله ثم أرحمنا..
موسكو في يونيو 1988
البابا شنوده الثالث
رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

حياة الشكر

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
الذي يحيا حياة الشكر، هو إنسان نبيل، يشكر الجميل ولا ينساه..
لا ينسى مطلقا أي خير قدم إليه، ويعبر عن ذلك بعبارات من الشكر. فالشكر في قلبه، وعلى لسانه، لله وللناس.
ولقد طوب السيد المسيح الرجل السامري – وكان واحدًا من عشرة شفاهم من البرص. ولكنه كان الوحيد الذي رجع إلى الرب (وخر على وجهه عند رجليه شاكرا) فأجاب الرب وقال (أليس العشرة قد طهروا؟ فأين التسعة ؟! ألم يوجد من يرجع ليعطى مجدا لله غير هذا الغريب الجنس؟! (لو 17: 15-18).
إذن فأنت حينما تشكر، إنما تعطى مجدا لله، معترفا بإحساناته إليك..
فان كان الله صنع معك الخير عن طريق أحد من الناس. فأنت تشكر الله، وأيضا تشكر هذا الإنسان، لأنه كان واسطة طيبة في وصول خير الله إليك..
غالبية الناس يشكرون الله في صباح كل يوم، وفي آخره، وفي مناسبات مثل رأس السنة، والأعياد، وعلى أسباب هامة في حياتهم، ولكن حياة الشكر لها خواص تميزها،
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

الشكر كل حين

(شاكرين في كل حين، على كل شيء) (أف 5: 20)
إذن شكرنا لله ليس له مناسبات محددة، وإنما هو (في كل حين) ومادام هو كل حين، إذن هو يشمل الحياة كلها، وتنطبق عليها عبارة (حياة الشكر).
ومثل هذا التعليم شرحه القديس في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي. فقال (افرحوا كل حين. صلوا بلا انقطاع. اشكروا في كل شيء) (1تس 5: 16-18).
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
من أجل هذا صلاة الشكر، تتقدم كل صلاة:
كل طقس من طقوس الكنيسة، وكل قداس، يبدأ بصلاة الشكر. وقد وضعت لنا الكنيسة المقدسة صلاة الشكر في بدء كل صلاة من الصلوات السبع (في الأجبية) سواء كانت بالنهار أم بالليل. وهكذا نشكر الرب كل حين. عشية وباكر ووقت الظهر).
وأيضا نقول مع المرتل في المزمور (في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك) (مز 119).
وبالإضافة إلى صلاة الشكر العامة، نقدم شكرا في تحاليل الساعات:
ففي تحليل صلاة باكر نقول (نشكرك يا ملك الدهور، لأنك أجزتنا هذا الليل بسلام. وأتيت بنا إلى مبدأ النهار) إننا نشكره على حفظه لنا سالمين خلال الليل، ومنحه لنا يوم جديدا في الحياة..
وفى تحليل الساعة الثالثة نقول (نشكرك لأنك أقمتنا للصلاة في هذه الساعة المقدسة التي فيها أفضت نعمة روحك القدوس بغنى على التلاميذ، خواصك القديسين ورسلك المكرمين الطوباويين، مثل ألسنة نار) ونحن نشكره لأنه منحنا أن نصلى في هذه الساعة،إنها نعمة منه ونعمة.
وهذا ما نقوله في تحليل الساعة السادسة (نشكرك يا ملكنا ضابط الكل ونمجدك. لأنك جعلت آلام ابنك الوحيد أوقات عزاء وصلاة).
وفى تحليل الغروب نقول له (نشكرك يا مليكنا المتحنن، لأنك منحتنا أن نعبر هذا اليوم بسلام، وأتيت بنا إلى المساء شاكرين. وجعلتنا مستحقين أن ننظر النور إلى المساء) إن كل ساعة تمر بنا بخير، نشكر الله عليها.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

الشكر على كل شيء

بل أن الكنيسة تبدأ بصلاة الشكر حتى عندما تصلى في جناز على شخص أنتقل من هذه الحياة، أيضا تبدأ بالشكر. يقول الرسول:
(وكل ما عملتم بقول أو بفعل، فاعملوا الكل باسم الرب شاكرين الله) (كو 3: 17) أي في كل عمل شاكرين الله. وفي صلاة الشكر نقول:
نشكرك على كل حال، ومن أجل كل حال، وفي كل حال.

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
إذن ليس هو فقط كل حين، وإنما أيضًا على كل شيء. ذلك لأن الله يعمل معنا الخير باستمرار وقد قال الرسول (كل الأشياء تعمل معا للخير، للذين يحبون الله) (رو 8: 28) سواء في ذلك الخير الواضح، أو الأمور التي تبدو وكأنها ليست الخير ولكنها خير ونحن لا ندرى!
لذلك وصف الله بأنه (صانع الخيرات).
إنه لا يصنع إلا خيرًا، ولذلك فالإنسان المؤمن بصفة الله هذه، يقبل كل ما يأتي من عند الله بفرح، ويقول في إيمان (كله للخير) ويشكر الله وتظهر له الأيام فيما بعد، أن هذا الأمر الذي يشك البعض في خيريته، كان للخير فعلا..
ولكن قد يسأل البعض ويقول: نحن نؤمن بلا شك أن كل ما يأتي من عند الله هو خيرا؟! نقول له: إن تصرفات الناس حيالنا: إن كانت خيرًا، ستصل إلينا خيرًا. ولكن..
إن لم تكن خيرًا، يحولها الله إلى خير، وتصل إلينا خيرًا في النهاية..
أخوة يوسف الصديق باعوه كعبد. وكان تصرفهم شرا في ذاته، وخيانة، وعدم محبة، وقسوة، وحسدا. ولكن الله حول ذلك الشر إلى خير، فصار يوسف (أبا لفرعون وسيدا لكل بيته) والثاني في المملكة.. وكان بقاؤه في مصر (لاستبقاء حياة) وهو نفسه قال لأخوته (أنتم قصدتم لي شرا، أما الله فقصد به خيرًا ليحيى شعبا كثيرًا) (تك 50: 20).
أولاد الله دائما فرحون، يشكرون على كل شيء.
وحينما يشكرونه، لا يفعلون ذلك كمجرد طاعة لوصية (اشكروا) كأمر مفروض عليهم!!
كلا، فليس هذا هو الشكر الحقيقي. وليس الشكر هو مجرد ألفاظ تقال بدون اقتناع، كأداء لواجب..
بل يشكرون الله من كل القلب، وبكل الثقة.
فهم واثقون تماما وبكل تأكيد، أن الله لا يسمح بأن يحدث لهم سوى الخير،وأنه كضابط للكل يرقب كل الأمور الحادثة لهم، ويأخذ منها موقفا لصالحهم. لذلك هم يشكرونه على كل ما يحدث -أيًا كان- واثقين أنه لخيرهم. ولهذا ترتبط حياة الشكر بحياة الإيمان، كما سنرى عند حديثنا عن الفضائل المتعلقة بالشكر.
والإنسان قد يشكر الله بالكلام، وقد يقدم له ذبائح الشكر، وذبائح سلامة (لا 3) أو يقدم له نذورًا..
وكما قال داود النبي (كأس الخلاص أخذ، وباسم الرب أدعو. أوفى نذوري قدام كل شعبه) (مز116).
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

درجات من الشكر

والشكر في حياة أبناء الله على درجات:
أقلها هو الشكر على المعجزات والمواهب الفائقة والنعم العظيمة، وعلى الخيرات الوافرة والواضحة، التي لا يشك أحد في خيريتها وفي عظم نفعها. وربما في غير ذلك قد لا يشكر البعض! وقد تمر عليهم النعم (البسيطة) مرورا عابرا. وخيرات أخرى قد يرونها طبيعية وعادية ولا تحتاج إلى شكر!
وهناك شكر أعلى قيمة، وهو الشكر على القليل:
قد يكون مستوى عاديا في حياة الشكر، أن يشكر إنسان على شفاء مريض من داء خطير كالسرطان مثلا. ولكن إن شكر على الشفاء من دور زكام أو برد، فانه يدل على أنه متعود في حياته على الشكر، سواء على الكثير أو القليل.

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
إننا إن شكرنا على القليل، يقيمنا الله على الكثير.
ولعله من فوائد الشكر، استمرار النعم وزيادتها. وفي هذا قال أحد الآباء:
(ليست موهبة بلا زيادة، إلا التي بلا شكر).
هناك أيضا شكر على الخفيات، على ما لا يرى..
شكر من أجل الحروب والمتاعب، التي كان ممكنا أن تصل إلينا، ولم تصل. وذلك بسبب حفظ الله وعنايته. وشكر على عمل الله في رعايتنا والعناية بنا، وان كنا لا نرى ذلك، ولكننا نؤمن به تماما. لا شك أن الشيطان يبذل قصارى جهده من أجل ضررنا وإسقاطنا. فان كنا الآن بخير، فذلك لأن الله قد منع الضرر عنا، الضرر الذي لا نعرفه.. ونحن نشكر الله على هذا الحفظ.
طبيعي أننا نشكر الله على الضيقات التي أنقذنا منها.ولكن هناك ضيقات أوقفها في الطريق قبل أن تصل إلينا. إننا لا نعرفها، ولكن نشكر الله على حفظه لنا منها..
شكرنا على إنقاذه لنا من الضيقة، هذا أمر نراه.
أما الشكر على حفظنا من الضيقة، فهو شكر على ما لا نراه.
صدقوني، لو كشف الله لنا المصائب التي كنا معرضين لها، وحمانا الله منها، وأبعدها عنا لو كشف لنا ذلك، ما كانت حياتنا كلها تكفى للشكر.
إننا نشكر على الأمور الخفية، التي هي في علم الله، والتي قد يسمح الله فنعرفها بعد حين، في وقتها، أو قد لا نعرفها على الإطلاق..
في كل ذلك يكون الشكر ممزوجا بالحب.
درجة أخرى وهى الشكر كل حين على كل شيء.
وفيها حياة الإنسان تكون كلها شكرا، على كل حال يعيش فيه،. وقد شرحنا هذا الأمر. والشكر الدائم لا يحتاج إلى سبب واضح محدد، وما أكثر الأسباب.. ولكن يكفى أننا في رعاية الله، وأننا أبناء له، أيا كانت حالتنا. ويرتبط هذا الشعور بحياة التسليم. ولا يتوقف شكرنا مطلقًا على نوعية الحال الذي نحن فيه..
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

الشكر على الضيق

أعلى درجة في الشكر هي الشكر على الضيقات.
إننا نشكر الله على الضيقات التي أنقذنا منها، وهذه أقل الأنواع. ولكن الأعظم من هذا أن نشكره أيضا على الضيقات القائمة التي مازلنا نعيش فيها ونحتملها. وبالإيمان نثق أنها لخيرنا، فنشكره عليها.
إن الصبر على الضيقة واحتمالها فضيلة. والرضى بالضيقة وقبولها فضيلة أكبر. وأعظم من كل هذا، الشكر على الضيقة.. الشكر بفرح، وليس كمجرد واجب..
صدقوني، إننا إن شكرنا على النعم فقط، يكون حبنا هو للنعم، وليس لله معطيها!
أما إن شكرنا الله حتى على الضيقة، فإنما نبرهن على أننا نحب الله ذاته وليس عطاياه.
أي لسنا نحب منه ما يهبه من سعة ورحابة ورفاهية وخيرات، أو ما يهبه من هدوء وسلام أن الله وحده هو الهدف، سواء منحنا ضيقة أم خيرات.. نشكره على كل حال، وفي كل حال..

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
إننا نشكره مهما حدث. ولا نسمح للأحداث المؤلمة، أن تقلل إيماننا بحفظ الله أو تقلل شكرنا له.
ولا نسمح لهذه الأحداث أن تنزع سلامنا منا، أو فرحنا بالرب. إننا نفرح في الرب كل حين، أيا كانت الظروف الخارجية، ونعيش في سلام مع الله والناس، في كل الظروف..
وهذا الشكر وهذا الفرح، له تأثيره على الآخرين..
فحينما يرون شكرنا على الضيقة، وهدوءنا وفرحنا، يتعزون.
نعم، حينما يرون سلامنا القلبي وشكرنا، يتعزون بهذه المبادئ الروحية التي قدمها الإنجيل بل نكون قدوة لهم بحياتنا وتصرفنا، إذ قال الروح أن من ثمر الروح (محبة وفرح وسلام) (غل 5: 22) فمن توجد فيه هذه الثمار، فليشكر الله.
الضيقات أيضا تحتاج إلى الشكر، لأنها تقوى الروحيات.
إنها تمنح الإنسان عمقا في الصلاة، وعمقا في الصلاة، وعمقا في الصلة بالله، وعمقا في الصوم، وفي الإيمان،وتعطى الكنيسة قوة ووحدة، وتلم شملها، وترفع قلوب أبنائها إلى الله. وربما ضيقة شديدة تقود الإنسان إلى حياة التوبة، أكثر من مائة عظة، وأكثر من قراءة كتب روحية عديدة..
وفى الضيقات نرى يد الله تعمل.
إنها ترينا الله وعمله، وتدخله في حياتنا، وحمايته لنا. وترينا قوة الله، وحلول الله العجيبة، وتعطينا خبرات روحية ما كنا نصل إليها بدون الضيقة، كما أنها تغربل الكنيسة وتفضل الزوان عن الحنطة..كل هذه الأسباب وغيرها نحن نشكر الله على الضيقة، ونرى فيها بركة..
وطبيعي أن الذي يصل إلى الشكر على الضيقة، سيشكر على كل شيء آخر..
هكذا يعيش حياة الشكر الدائم، ولا يتذمر مطلقًا.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

ضيقات تستحق الشكر
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
من أجل الأمثلة آباؤنا الرسل لما سجنوهم وجلدوهم:
يقول الكتاب أنهم بعد أن أطلقوهم (ذهبوا فرحين أمام المجمع، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه) (أع 15: 41) وهكذا إن آباءنا الرسل حسبوا كل تلك الآلام والإهانات بركة لا يستحقونها.
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
ذلك لأن الضيقات هي شركة في آلام المسيح:

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
يقول الكتاب في ذلك (لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضا أن تتألموا لأجله) (فى 1:29) إذن فالآلام هبة. ومادامت هبة، لماذا لا نفرح بها ونشكر عليها؟! قال القديس بولس الرسول (لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه، متشبها بموته) (فى 3: 10) هذه هي شركة الآلام التي فرح الآباء الرسل بأن يكون مستأهلين لها..
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
إن الشخص الروحي، إذا وهبه الرب صليبا ليحمله، يفرح بهذا الصليب ويشكر عليه، لأنه شركة في آلام المسيح.
وهو يشكر على الضيقة، تمامًا كما يشكو على النعمة، لأن الضيقة نعمة..
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
الكثيرون يركزون على ما في الضيقات من آلام وتعب، لذلك تضغطهم هذه الآلام وتتعبهم،أما الروحيون فأنهم يتأملون في شيء آخر، وهو: لماذا سمح الله المحب بهذه الضيقات؟ لابد أن وراءها خيرًا، وبركة.. إن كنا لا نرى هذا الخير الآن، فعدم رؤيتنا لا تمنع وجوده. بالإيمان نراه، وان كنا بالعيان لا نراه..
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

درسًا من بعض أحزان وضيقات يونان النبي

لنأخذ درسًا من بعض أحزان وضيقات يونان النبي:
يونان بلعه الحوت. أكان يشكر على هذا؟ نعم، لأن هذه كانت الطريقة الوحيدة التي خلصته من الغرق في البحر، وأوصلته للقيام برسالته في المناداة لنينوى..
ويونان حزن لما ذبلت اليقطينة التي كانت تظلل عليه: ولو امتد بنظره الروحي إلى قدام، لرأى أن ذبولها كان المقدمة إلى صلحه مع الله. وهذا أمر يجب أن يشكر عليه..
وأنطونيوس الكبير مات والده. أكان هذا مدعاة للشكر؟!
أي ابن يمكن أن يشكر على موت أبيه؟! فان كان أنطونيوس ليس مناسبا له أن يشكر على ذلك، فنحن الذين نشكر.. لأن موت هذا الأب جعل هذا الشاب القديس يتأمل في تفاهة الحياة الأرضية، وكانت هذه هي أول دافع له على الرهبنة، فأسس لنا هذا الطقس الملائكي وذلك أنه نظر إلى جثمان أبيه، وقال له (أين عظمتك وقوتك وغناك؟ لقد خرجت من هذا العالم على الرغم منك. ولكنني سأخرج منه بإرادتي، قبل أن يخرجونني كارها) وهكذا ترك العالم، وصار أبا لجميع الرهبان..
يوحنا الحبيب كان منفيا في جزيرة بطمس.. أترانا نشكر الله على هذا؟
نعم بلا شك. لأن الضيقة رفعت روحه إلى الرب، فكان (في الروح) (رؤ 1: 10) وفي هذا المنفى، رأى السماء مفتوحة، ورأى عرش الله والقوات السمائية من حوله، ورأى ما لابد أن يكون بعد حين، وكتب لنا سفر الرؤيا المملوء عمقا.
لا شك أن منفى يوحنا، كان أسعد أيام حياته.
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
وكان أمرًا يستحق الشكر. المهم أننا لا يكون نظرنا قاصرًا على حدود الضيقة، بل نمتد إلى ما وراءها، لنرى الخير العظيم الذي يقصده منها.. ولابد أن وراءها خيرا وبركة.
فان لم نشكر على الضيقة ذاتها، نشكر على الخير المقصود منها:
ان أهل العالم قد يفقدون مشاعر الشكر، عندما يقعون في أحزان ومتاعب متنوعة. وان طلبت من أحدهم أن يشكر الله، يقول لك في تذمر وتعجب: على أي شيء أشكر؟! ها أنت ترى الهم الذي أنا فيه..) أما أولاد الله القديسون فلا تتعبهم كل هذه الأمور.. فلماذا؟
لأنه لا يتعبهم سوى الانفصال عن الله. فماداموا ملتصقين به، يكفيهم هذا لحياة الشكر الدائم..
فهم يشكرونه في كل حال، في الفقر وفي الغنى، في الضيق وفي السعة، في المرض وفي الصحة، على الموت وعلى الحياة،إنهم دائمًا يشكرون، لأنهم في كل ذلك لم يفقدوا هدفهم الوحيد، وهو الالتصاق بالله.. تراهم دائما فرحين ومتهللين، يقول كل منهم:
لو ضاع منى كل شيء، وبقى لي الله وحده، فهذا يكفيني، وأشكر الله عليه..
ذلك لأن الله هو لي الكل في الكل. فماذا يحزنني؟! يقول بولس الرسول (لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح) (2كو 12: 10) ولماذا يسر؟ لأن الضيقات تجعله قريبا من الله أكثر. وفيما هو في هذا الضعف تحل عليه قوة الله لتحميه فيقوى بالأكثر. لذلك قال بعدها مباشرة.
(لأني حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا قوى).
كما أن الضيقات تسبب له الأكاليل، إن أحتملها بشكر.
الإنسان الروحي إن إصابته يقول: لولا أن وراءها خيرا ما كان الله قد سمح بها؟ لذلك يجب أن يرضى بها.
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
الشكر بلا حدود

لو عاش الإنسان حياة الشكر الحقيقية، لكان يشكر الله على كل نفس يتنفسه، وعلى كل خطوة يخطوها، وعلى كل عمل يعمله، وعلى كل ما يأتي عليه. ولا يرى أن هناك شيئًا إلا ويستحق الشكر، من تدابير الله معه. ويقول عن كل ما يحدث له (كله للخير)..
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

مجالات الشكر للبابا شنودة الثالث
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

هناك أسباب كثيرة يجب أن نشكر الله عليها ، أو هى مجال للشكر 0 ولكننا نادرا ما نشكر ! وبعضها يبدو لنا كأنه مجرد أمور عادية 0000وهناك أمور أخرى ربما كل تأثيرها علينا أننا نفرح بها 0ولكننا نكتفى بالفرح ولا نشكر 0 وأمور ثالثة يكون واضحا جدا عمل الله فيها وكرمه وأحسانه 0 ولكننا نشكر اٍلى لحظة ، ولا يستمر معنا الشكر أكثر من ذلك
أى أنها لم تستوف حقها من الشكر ! وسنحاول فى هذا الفصل أن نستعرض بعض مجالات الشكر ، ونذكر لها أمثلة :
1- أشكر الله لأنه خلقك ، وأنعم عليك بالوجود :
حقا من منا يشكر الله على أنه خلقه ، ومنحه هذا الوجود ؟! كان ممكنا يا أخى أنك لا تكون موجودا 0 لم يكن الله مطالبا أن يزيد العالم واحدا 000 ! اشكر الله أن والدتك لم تكن عاقرا ، بل منحها الله نعمة أن تلد بنين 0000 اٍن مجرد ولادتك نعمة عظيمة من الله اٍذ يقال فى المزمور ( البنون ميراث من الرب ) ( مز 127 : 3 ) وكان ممكنا أن لا يعطى والدك هذا الميراث ! أو أن ينجبا أخوتك فقط ، ولا ينجباك أنت بالذات 000 فاشكر الله اٍذن أنه خلقك وسمح بوجودك 000
وفى هذا المعنى ما أجمل تلك القطعة التى وردت فى القداس الغريغورى ، والتى يقول فيها الأب الكاهن مناجيا الرب فى شكر ( خلقتنى اٍنسانا كمحب للبشر 0 ولم تكن أنت محتاجا اٍلى عبوديتى ، بل أنا المحتاج اٍلى ربوبيتك 0 من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتنى اٍذ لم أكن )
2- اشكر الله على الطبيعة التى حولك :
ألا يليق بنا جميعا أن نشكر الله ، لأنه خلق الاٍنسان فى اليوم السادس ، وأعد كل شئ لراحته قبل خلقه 000 فخلق قبل ذلك السماء ، وزينها بالشمس والقمر والنجوم ، وأوجد النور والضياء ، وأعد كل قوانين الفلك التى تربط علاقات الطبيعة فى هذا الكون العجيب ، ونظم الأمور الخاصة بالهواء والحرارة والأمطار 0 كما خلق النبات والحيوان ، والكائنات الحية الأخرى سواء على الأرض ، أو فى الجو أو فى البحر ، وأوجد للإنسان طعامه قبل أن يخلقه 0 بل خلق له متعا من جمال الطبيعة من جمال الورود والأزهار ، وتغريد البلابل والأطيار ، وجمال الحدائق والأزهار 0000
وبعد أن أعد الله كل سبل الراحة ، خلق الاٍنسان 0
فمن من الناس يشكر الله على هذه الطبيعة ، فى كفايتها وفى تنوعها وفى جمالها ؟! اٍن الكنيسة المقدسة تعطينا هذا التدريب الروحى ، فى الصلاة الشاكرة العارفة بالجميل ، التى يقول فيها الأب الكاهن فى القداس الغريغورى ( أقمت السماء لى سقفا ، وثبت لى الأرض كى أمشى عليها 000 من أجلى الجمت البحر 0 من أجلى أخضعت طبيعة الحيوان 000لم تدعنى معوزا شيئا من أعمال كرامتك 000)
3- اشكر الله على المواهب الطبيعية التى منحك أياها :
كثيرون لا يشكرون اٍلا على المواهب الفائقة للطبيعة ، مثل شفاء المرضى وأقامة الموتى ، والكشف الروحى والرؤى 0000! ولكن من من الناس يشكر على مواهب الحكمة والمعرفة ، بينما وضعت هذه المواهب أولا قبل مواهب الشفاء وعمل القوات والعجائب
( 1كو 12 : 8 10 ) 0
هل تشكر الله مثلا على ما وهبك من العقل أو الذكاء أو الخيال 000؟
وهل تشكره أنه أعطاك مثلا موهبة فى الرسم ، أو فى الشعر أو فى الموسيقى ؟ أو أنه أعطاك رخامة فى الصوت ، أو جمالا فى الوجه ، أو قدرة على الاٍقناع ، أو خفة فى الروح تحبب الناس فيك ؟ أو أنه وهبك قدرة على الاٍحتمال والصبر ؟ كلها مواهب من الله تحتاج اٍلى شكر عليها 0000

  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
4- هل تشكر الله على الاٍيمان الذى أنت فيه ؟
هل تشكره على أنك ولدت مؤمنا ، ولم تبذل أى مجهود لكى تصل اٍلى هذا الاٍيمان ؟! ذلك لأن كثيرين يشتهون هذا الاٍيمان ولا يجدونه 000 بل ويتعبون من أجله كثيرا ، ولا يستطيعون الوصول اٍليه ، اٍذ تقف أمامهم كثير من المشاكل العقائدية ، ومن المتاعب والمشاكل العائلية والاجتماعية وغير الاٍجتماعية 000 أما أنت فقد نلت هذا الاٍيمان مجانا وسهلا ، اٍذ قد ولدت فيه ، وفى هذه العقيدة 0 ألا يستحق منك هذا الأمر شكرا ؟!
سمعت قصة عن فيلسوف ملحد ، رأى فلاحا أميا يصلى
وتعجب كيف أن هذا الرجل البسيط راكع فى حقله يخاطب من لا يراه 000 ويخاطبه من كل قلبه ، وبكل مشاعره ، وبكل ثقة واٍيمان 000 فقال : اٍننى مستعد أن أتنازل عن كل فلسفتى وكل ما قد درسته من علم وكتب ، ومقابل أن أحظى بشئ من الاٍيمان الذى يتمتع به هذا الفلاح البسيط 000
اٍن اٍيمانك نعمة ، لم تحظ بها البلاد الملحدة 0
ولم يحظ بها الملحدون فى البلاد المؤمنة 000أولئك الذين أتعبتهم أفكار قرأوها فى الكتب أو سمعوها من آخرين جاءتهم من بعض الكتب الفلسفية ، أو بعض كتب العلم ، أو بعض كتب الملحدين ، أو من حروب الشياطين ، وغرست فيها شكوكا دخلت اٍلى أذهانهم ، ولم يستطيعوا أن يتخلصوا منها ، أو لم يجدوا من يرد عليهم ، ردودا تقنعهم 000 طبعا لكل هذه الشكوك ردود ، ولكنهم لم يصلوا اٍليها 000 أما أنت ففى اٍيمانك لا يوجد ما يتعبك 0 أليس هذا أمرا يحتاج اٍلى شكر ؟!
تشكر الله أيضا ليس فقط على اٍيمانك ، بل بالأكثر على أن اٍيمانك سليم
ذلك لأن كثيرين انحرف إيمانهم بسبب اختلاطهم بأفكار مذاهب أخرى ، سواء بسبب اجتماعهم أو كتبهم أو نبذاتهم 000 وأصبح اٍيمان هؤلاء ليس كما كان من قبل ، بل تغير فى معتقداته 000 ! ودخل فيهم روح الجدل لاٍثبات أفكارهم الجديدة 000 ! أما أنت فاشكر الله أنك تحيا فى اٍيمان سليم ، بعيد عن الشكوك العقائدية 00000
5- أشكر الله على أنك مازلت حيا :
وهذا يوافق ما ورد فى صلاة الشكر ، أننا نشكر الله لأنه ( أتى بنا إلى هذه الساعة ) اٍن حياتك يا أخى منحة من الله ، بيده أن يبقيها أو أن ينهيها فى أى وقت 0 وهو يجددها لك يوما بيوم وساعة بساعة 0 فلتشكره على هذا اليوم الذى تحياه ، وهذه الفرصة التى منحك اٍياها ، لتحسن فيها مستواك الروحى ، وتفعل خيرا تجده هناك فى العالم الآخر 0000
أشكره لأنه أعطاك بهذه الحياة فرصة للتوبة :
قال أحد الكتاب اٍن ( ملايين الملايين من الذين فى الجحيم ، يشتهون ساعة واحدة من الحياة على الأرض ) أو حتى دقيقة واحدة ، ليقدموا فيها توبة لله ، ولا يجدون 0000
يريدون وقتا مهما كان قصيرا يقدمون لله فيه اعترافا كاملا بخطاياهم ، وانسحاق قلب طالبين مغفرته وصفحه 000 دقيقة واحدة يقولون فيها عبارة العشار
( ارحمنى يارب فاٍنى خاطئ ) ( لو 18 : 13 ) أو عبارة اللص اليمين ( أذكرنى يارب )
( لو 23 : 42 )
لو أن الله قرر أن يأخذ روحك الآن ، ألا تشتهى بعض دقائق من هذا العمر الذى لك ؟!
تقول له بعض دقائق يارب أوزع فيها كل ما أملك على الفقراء وكل مقتنياتى وترفى ، لأكنز بها كنزا فى السماء ( متى 6 : 19 ، 20 ) بعض دقائق يارب أتصالح فيها مع جميع الذين أخاصمهم ، وأعتذر لهم ، وأقدم لهم مطانيات عند أرجلهم ، مهما كانوا المخطئين 000 نعم بعض دقائق اعترف فيها بجميع خطاياى بالتفصيل ، حتى بما أخجل منه ، حتى يما يقف على لسانى ولا يستطيع أن أنطق به000 أقوله بدون حرج ، وآخذ عنه حلا ، قبل أن يغلق الباب وأقف خارجا ، قارعا مثل الخمس العذارى الجاهلات
( متى 25 : 10 12 )
نعم لماذا لا تشكر الله على هذه الحياة التى لك ؟
لماذا لا تشكره على هذه الأيام التى مازلت لك من العمر ، وتستطيع أن تعمل فيها الكثير مما يرضى الرب ، ومما يسعد الناس ، وتكسب بذلك ملكوت السموات ، اٍذ تتوب وتحيا حياة روحية 0000! ألا تشكر الله اٍلا اٍذا وجدت كنزا من المال ، أو حصلت على منصب كبير ؟! وما أدراك ، ربما هذا الكنز ، أو هذا المنصب الكبير ، يكون فى هلاكك ، وتفقد الملكوت بسببه !!
6- أشكر الله أيضا ، لأنه هيأ لك بيئة دينية :
أشكره لأنه وهبك أبوين أهتما بعمادك ، وعلماك طريق الرب ، أو على الأقل لم يمنعاك عن السير فى طريقه 0 أشكره لأنه هيا لك خداما فى الكنيسة يعتنون بك ، حتى وصلت اٍلى هذا الوضع من المعرفة الروحية والسلوك الروحى ، وأصبحت تهتم بخلاصك وتقرأ الكتب الروحية 0000
أشكره لأنه أرسل قدوات صالحة اٍلى طريقك ، تتعلم منها الحياة الحقة كيف تكون ، وعين لك من يرشدك روحيا 0000
أشكره لأنك الآن موجود فى الكنيسة :
كثير من الشبان الآن ، وفى هذه اللحظة موجودون فى أماكن اللهو المختلفة ، ولاهون عن خلاص نفوسهم ، ومنشغلون بخطايا متعددة 0 أما أنتم فاشكروا الله أنكم فى الكنيسة ، وأن الكنيسة أصبحت جزءا من حياتكم ، لا يمكنكم الأستغناء عنها 0 ولولا نعمة الرب عليكم ما كنتم هكذا 000 فمن منكم يشكر الله الآن ، لأنه الله قد أحتضنه فى بيته ، وأدخله موضع سكناه 00000؟
أشكر الله أيضا لأنه لا توجد عوائق تمنعك عن بيته ولا عن الأندماج فى الشركة مع أولاده
كثيرون تعوقهم ظروف متعددة عن المجئ اٍلى الكنيسة : اٍما أن مواعيد عملهم تتعارض مع مواعيد الكنيسة ، أو أن حالتهم الصحية أو الجسدية تمنعهم ن أو أن كثرة أسفارهم شغلتهم ، أو أنهم فى قرية لا توجد فيها كنيسة ، أو لأى سبب آخر 000 أما أنت فاشكر الله لأنه لا يوجد أمامك شئ من هذه الموانع كلها 000
وأشكره لأن أندماجك مع أبنائه يمنحك قوة روحية 0
ذلك لأنهم يدفعونك باستمرار اٍلى قدام ، وتجد معهم بيئة مقدسة تتبادل فيها الأحاديث الروحية 0 كما أن سيرتهم تسبب لك خجلا اٍن تصرفت أى تصرف خاطئ 0 وصلتك بهم تقوى رابطتك بالكنيسة ربما فيها من أنشطة واجتماعات 0 كما تجد فى مجالهم صداقات روحية نقية تشبع عواطفك 0 وكما قال الكتاب ( اٍثنان خير من واحد لأنه اٍن وقع أحدهما يقيمه رفيقه 0 وويل لمن هو وحده اٍن وقع ، اٍذ ليس ثان ليقيمه ) ( جا 4 : 9 ، 10 )


أليس حقا اٍذن أن تشكر الله على صداقاتك الروحية 0
كل صديق روحى ، هو كنز لك من الله تشكره عليه وبنفس الوضع الأب الروحى والمرشد الروحى ، وكل من يسندك فى حياتك الروحية ، وكل من تجد فى عشرته جوا روحيا يمكن أن تنمو فيه روحك 000 أشكر الله على الأشخاص الذين وضعهم فى طريقك واستفدت منهم اٍنه هو الذى أرسلهم اٍليك 0000
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب حياة الشكر مسموع لقداسه البابا شنوده الثالث
كتاب تأملات في حياة القديسين يعقوب ويوسف - البابا شنوده الثالث
كتاب حياة الفضيلة والبر - البابا شنوده الثالث
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
كتاب تأملات في حياة القديس أنطونيوس - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 09:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024