رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وسائل الاتضاع وعلاماته (3) 15 والمتواضع بقدر إمكانه يُخفى برّه عن الناس: يُدرِّب نفسه على عمل الفضيلة في الخفاء على قدر ما يستطيع. ويهتم بالفضائل الداخلية أكثر من الفضائل الظاهرة. ويجعل أمامه قول الرب عن الذين يريدون أنْ يُظهِروا أعمالهم الحسنة للناس "الحق أقول لكم إنَّهم قد استوفوا أجرهم" (مت5:6). 16 بل يُحاول أنْ يُخفى برّه حتى عن نفسه: حسب قول الرب "لا تجعل شمالك تعرف ما تفعله يمينك" (مت3:6). فمثلًا يُعطى دون أنْ يَحصى ما يُعطيه.. ويُحاول أنْ ينسى كل ما فعله من خير، حتى لا يكون ظاهرًا أمامه. وحتى لا يكون في فكره ولا في ذاكرته. ولا تُحاربه به نفسه. ولا يعتبر ذلك الخير من أعمال قدرته هو. بل الله قد فعل ذلك الخير بواسطته. وكان يمكن أنْ يعمله بواسطة غيره, وبطريقة أفضل.. ويتذكَّر نقائصه في عمل هذا الخير, ويلوم نفسه عليها. 17 والمتضع يمتدح غيره لا نفسه: في كل عمل ناجح يقوم به, يذكر الجانب الذي ساهم به غيره في إنجاح العمل، وأهمية ما فعله الآخرون مُمتدحًا ما قاموا به، ناسيًا نفسه. وفوق الكل يذكر يد الله في نجاح العمل. وهكذا يختفي لكي يظهر الله، ولكي يُظهر غيره من الناس. وفى كل ما يعمل، يحب الخير في ذاته لا في أجره ولا في تقدير الناس له. 18 على المتضع أنْ يهرب من العظمة وكل مظاهرها وكل مصادرها. يهرب من محبة الرئاسة والقيادة، ومن محبة السيطرة والنفوذ، ومحبة العظمة والتعالي على الآخرين، ومحبة التقدم على غيره. فكلها أسباب تؤدى إلى الهلاك. وقد نهانا الرب عنها حينما قال لتلاميذه القديسين: "أنتم تعلمون أنَّ رؤساء الأمم يسودونهم، والعظماء يتسلطون عليهم.. فلا يكون هكذا فيكم. بل من أراد أنْ يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا.. ومن أراد أنْ يكون فيكم أولًا فليكن لكم عبدًا.. كما أنَّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت20: 2528). 19 فإنْ وُضِعَ إنسان في مركز كبير، فليسلك فيه ببساطة واتضاع، ولا يتعالى على غيره. ما أجمل أنْ ينسى مركزه، ويتعامل مع الناس في محبة. بحيث لا يرتفع قلبه، ولا يتعامل مع غيره في تعالٍ أو في كبرياء، كأنَّهم أدنى منه أو أقل. ولا يزدرى بأحد. ولا يستخدم سلطته لإخضاع غيره. لا يتعامل معهم مثلما كان هامان يتطلب احترامًا معينًا من مردخاي (إس6، 5:3).، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.بل يتعامل مع الناس مثل داود، الذي كان وهو قائد جيش شاول الملك، يختلط مع الشعب في مَودَّة، وكان جميع إسرائيل ويهوذا يحبون داود، لأنَّه كان يخرج ويدخل أمامهم (1صم16:18). المتواضع يتعامل مع مرؤوسيه كزميل وصديق ويُشعرهم بمحبة. إنَّ السيد المسيح كان يدعو تلاميذه أخوة. وقد قال لهم "لا أعود أُسميكم عبيدًا.. لكنى قد سميتكم أحباء" (يو15:15). وقيل عنه إنَّه شابه أخوته في كل شيء (عب17:2). 20 المتواضع يحتمل الكرامة، فلا يرتفع قلبه بسببها. ومهما نال من كرامة، لا ينسى أنَّه إنسان، وأنه تراب ورماد. بل على العكس يتواضع بالأكثر، لكي يقيم توازنًا بين داخله وخارجه. وإنْ وصل إلى مركز رفيع أو نال جاهًا أو مالًا أو سلطانًا، فليذكر قول القديس أنطونيوس الكبير: "إنَّ احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإهانة". أما الذي يرتفع قلبه، فإنَّه يُذكِّرنا بقول الشاعر: لمَّا صديقي صار من أهل الغنى أيقنت أنِّي قد فقدت صديقي |
25 - 09 - 2014, 06:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: وسائل الاتضاع وعلاماته (3)
مشاركة جميلة
ربنا يبارك خدمتك |
||||
25 - 09 - 2014, 07:15 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وسائل الاتضاع وعلاماته (3)
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وسائل الاتضاع وعلاماته (2) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (4) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (5) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (6) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (7) |