منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 12 - 2013, 02:46 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,232

الاصول اللغوية لكلمة ” لوغوس ” بين الحضارة اليونانية و الكتاب المقدس
الاصول اللغوية لكلمة ” لوغوس ” بين الحضارة اليونانية و الكتاب المقدس

لوغوس

( بالإغريقية : Λούος ) ( بالإنجليزية : Logos )

و هي من أشد الكلمات أهمية و أكثرها غموضا في الفكرين الغربيين الديني والفلسفي ، إذ تدل في سياقات شتى على مدلولات متعددة ، كالخطاب ، اللغة ، العقل الكلي ، كلمة الإله ، من بين معان أخرى .
عند هرقليطس

هرقليطس ، الفيلسوف اليوناني القديم اهتم بشكل عظيم بـ اللوغوس ، فقد اعتبره ” القانون الكلي للكون “.
يقول هرقليطس :

” كل القوانين الإنسانية تتغذى من قانون إلهي واحد : لأن هذا يسود كل من يريد ، و يكفي للكل ، ويسيطر على الكل “

و وافقه الرواقيون وقالوا أن العقل أو اللوغوس هو المبدأ الفعال في العالم ، و هو الذي يشيع في العالم الحياة ، و أنه الذي ينظم و يرشد العنصر السلبي في العالم و يعنون ” المادة “. وقال ذيوجانس
اللائرسي عن مذهب الرواقيين :
“يقول الرواقيون أن اللوغوس هو المبدأ الفعال في الهيولي ، إنه الله ، و هو سرمديّ ، و هو الفعال لكل شيء من خلال المادة “.

عند فيلون اليهودي

قال فيلون عن اللوغوس أنه أول القوى الصادرة عن الله ، و أنه محل الصور ، و النموذج الأول لكل الأشياء . وهو القوة الباطنة التي تحيي الأشياء وتربط بينها . وهو يتدخل في تكوين العالم ، لكنه ليس خالقاً . و هو الوسيط بين الله و الناس ، وهو الذي يرشد بني الإنسان و يمكنهم من الارتفاع إلى رؤية الله . و لكن دوره هو دائماً دور الوسيط . و يقينه بأنه ” إلهي ” θέος ويميزه من الله بأداة التعريف التي تضاف إلى الله οθέος ولكنها لا تضاف إلى اللوغوس .
في العهد القديم

من بين اسفار العهد القديم في الكتاب المقدس ، هناك سفر باسم ” سفر الحكمة لسليمان ” و يصف فيه صاحبه الحكمة بأنها بالقرب من الله أو عند الله تشاركه عرشه الإلهي و أنها صادرة عن مجده ، و تساعده في عملية الخلق ، و تسري في كل الأشياء و تحقق وحدة العالم . و يمكن أن تتصل بمن من البشر مستعدين لتلقيها ، لتقدس أرواحهم و تؤمّن لها الخلود عند الله : و هذه الحكمة تسمى في عدة مواضاع باسم ” اللوغوس “ ، وهذا اللوغوس ( الكلمة ) الذي فيه جعل إله إسرائيل ، رب الرحمة ، كل الأشياء . وبه نجى شعب إسرائيل و سينجّي كل النفوس التي تتلقاه .
في العهد الجديد

يستهل يوحنا في الإنجيل الرابع المنسوب إليه ، بالحديث عن ( الكلمة ) : ” في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، و الله هو الكلمة ، به كل شيء كان ، وبغيره لم يكن شيء مما كان “

وجاء في خاتمة رسالته الأولى و في الرؤيا المنسوبة إليه أيضاً أن هذا اللوغوس أو الكلمة ، هو الذي كان قبل خلق الكون ، كان عند الله ، و هو هو الله ، و هذا اللوغوس أو الكلمة ، تجسد ، أي اتخذ جسداً ، وحلّ بين الناس ، فكشف لهم حقيقة النجاة ( الخلاص ) و بث فيهم الحياة الخالدة ، ممكنا لهم من أن يصيروا أبناء الله . و بالجملة : أنه يسوع المسيح . وهذا اللوغوس ، عند القديس يوحنا ، لا يماثل تماماً الحكمة في سفر الحكمة ، و لا اللوغوس عند فيلون و الأفلاطونية المحدثة ، لأنه عند يوحنا هو الله نفسه ، وليس قوة تابعة لله كما هي الحال عند فيلون .
عند آباء الكنيسة

في أثر يوحنا جاء الآباء المسيحيون : يوستينوس ، وأكليمندوس السكندري ، و اوريجانوس السكندري ، فوجدوا في فكرة اللوغوس وسيلة لتفسير الاتفاق بين الفلسفة اليونانية والعقيدة المسيحية ، بأن ادعوا أن اللوغوس هو مصدر كلتيهما ، و الينبوع الوحيد لكل حقيقة . و في تصوّر آباء الكنيسة لـ اللوغوس ، أكدوا أمرين :
التساوي التام بين اللوغوس و بين ابن الله و بين الله الآب .

مشاركة الجنس البشري في اللوغوس من حيث هو العقل .

عند الغنوصيين

قرر الغنوصيون أن اللوغوس هو أدنى الأيونات ، وأ نه الذي يتولى تكوين العالم ، فتصدى لهم القديس ارينايوس و أكد المساواة التامة بين الله وبين اللوغوس وبين الروح القدس .

عند أوريجانس فيما بعد

حاول أوريجانس في القرن الثالث أن يفرّق في الدرجة بين الله الآب وبين اللوغوس . و قرر أنه يمكن ان ننعت اللوغوس بأنه وجود الموجودات ، وجوهر الجواهر ، وصورة الصور ، لكننا لا نستطيع أن ننعت الله الآب بمثل هذه النعوت ، لأنه يتجاوزها جميعا . صحيح أن اللوغوس أزليّ مع أزلية الله الآب ، لكن ذلك ليس بنفس المعنى . إن الله الآب هو الحياة و” الابن ” يستمد الحياة من “الآب”.

قرار المجامع الكنسية

رفضت الكنيسة في مجامعها ( نيقيه ، أفسس 325 – 431 ) تفسير أوريجانوس ، واعتبرته هرطقة . و بقيت على الرأي الأول و هو القول بالتساوي بين الله و بين الابن و الذي هو الكلمة ( اللوغوس ) . ومنذ ذلك التاريخ صار اللوغوس يشكل معنى دينياً ، أكثر منه فلسفياً .
عند الصوفية المسلمين

منذ تحول اللوغوس إلى معنى ديني ، وُجد خصوصا عند الصوفية المسلمين ، بخاصة عند ابن عربي .

هناكَ مِن المعاصرين و هو الدكتور حسن ظاظا في كتابه ( اللسان والإنسان مدخل إلى معرفة اللغة ) ذهب إلى القول باضطراب القدماء حول اشتقاق كلمة اللغة ، و أنّه لا يوجد شاهدٌ واحدٌ على استعمال العرب لكلمة اللغة بهذا المعنى العلمي الذي نعنيه ، ثم قررَ أنَّ أصل كلمة ( لغة ) يوناني غير عربي ، وهو كلمة ( لوغوس ) ، التي تعني باليونانية الكلمة أو الكلام .
عند الفلاسفة المحدثين

لم يعد لـ اللوغوس مكان عند المحدثين ، اللهم إلا على سبيل التعبير الديني عن بعض الإتجاهات ، كما هو موجود عند فتشه Fichte في كتابه ” المدخل إلى الحياة السعيدة “ حين استشهد بمطلع إنجيل يوحنا للتدليل على الاتفاق بين مثاليته و بين المسيحية ، يرى فيي اللوغوس أنه هو ” الأنا “.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

المراجع :

موسوعة الفلسفة ، الدكتور عبد الرحمن بدوي ، المؤسسة العربية للدراسات و النشر ط 1 1984، الجزء الثاني .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
النصوص اليونانية في سفر طوبيت في الكتاب المقدس
متى ترجم الكتاب المقدس للغة اليونانية
لا تلمسينى. يو٢٠: ١٧( الاصول اليونانية)
الاصول اللغوية لكلمة ” كنيسة ” بين الحضارة اليونانية و الكتاب المقدس
الاصول اللغوية لكلمة ” ثيؤطوكوس ” بين التاريخ الكنسى و الكتاب المقدس


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024