الشهيد فهد بن إبراهيم
______
كاتم سرّ الحاكم بأمر الله:
______________
كان من أراخنة الأقباط في عهد الحاكم بأمر الله الخليفةالفاطمي. عيّنه الحاكم كاتبًا له وكاتم سرّه ومنحه ثقته، وكان ذلك وسط الجو غير المستقر بالبلاد وكثرة حوادث القتل. عيّنه وزيرًا وأوصى كتاب الدواوين والأعمال بطاعته. ثم قال الحاكم لفهد أمام الجميع:...
"أنا حامد لكَ وراضٍ عنكَ، وهؤلاء الكتاب خدمي فاِعرَف حقوقهم واحسن معاملتهم واحفظ حرمتهم، وزِد في واجب من يستحق الزيادة بكفايته وأمانته". لذلك اشتهر باسم "الرئيس أبو العلا فهد بن إبراهيم". لما وصل فهد القبطي إلى هذه المكانة وحاز ثقة الخليفة الحاكم، صار هدفًا للدسائس ممن يبغضون النصارى، فبدأت الوشايات ليضعفوا ثقة الحاكم فيه. فبعد أن استمر في خدمته ست سنوات،.
طلب الية الحاكم بامر اللة اعتناق الاسلام فلما لم يوافقه أمر بقطع رأسه وحرق جسده لمدة ثلاثة أيام، ومع ذلك لم يحترق جسده بل بقيت يده اليمنى وكأن النار لم تقربها!
أما السبب في ذلك فقيل عن فهد هذا أنه كان رحيمًا جدًا ولا يرد سائلًا تنفيذًا لوصية السيد المسيح:
"كل من سألك فأعطهِ". ويده اليمنى التي كانت تمتد بالخير هي التي ظهرت فيها المعجزة أكثر من بقية جسمه، إذ بدت وكأن النار لم تقربها! وقد دُفن جسده بدير الأنبا رويس.
المصدر: كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي)