رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلنا باراباس.. الجمعة 15 نوفمبر 2013 القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي فصرخوا أيضاً جميعهم قائلين " ليس هذا بل باراباس و كان باراباس لصاً" (يو 18: 40)، لم يجد بيلاطس فى المسيحعلة واحدة (يو18 : 38) لأنه كما نعلم "لم يعمل ظلماً و لم يكن فى فمه غش" (أش53: 9) و هكذا تقدم المسيح للصليب بإرادته عنا كلنا لكى نحيا نحن بموته، و لكن التدبير الإلهى لم يخلُ من مجموعة من وسائل الإيضاح الهامة التى تراءت حول الصليب و كان منها باراباس هذا اللص الذى كان تحت الحكم و كان ينتظر تنفيذ الحكم فيه و لا أمل له فى النجاه أوالخلاص من نتيجة حياته لصاً. و يا للعجب فالمشهد كان عجيباً قمة العجب فالمسيح الذى لم يعمل ظلماً و لم يخطىء أبداً نال أشر العقوبة و اللص باراباس خرج مُبرراً، أما المقصود من هذا التدبير هو أن ينظر كل منا إلى باراباس كمثال لنفسه. باراباس يا أحبائى هو أنا و أنت ، باراباس هو الخاطىء الذى كان يستحق الموت نتيجة حياته فى الخطية كمثل كل واحد منا و لكننا نخلص "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح" (رو3: 24) و لكن التدبير يا أحبائى لم يضع لنا باراباس فقط فى مقارنة مع المسيح كمثال لنا نحن أيضاً مع المسيح و لكنه وضع مثالين آخرين فى منتهى الوضوح فقد صُلب المسيح بين لصين واحد عن يمينه و الآخر عن يساره و كما نعلم فقد كان اللص المصلوب عن يسار المسيح يجدف عليه، فقد كان متئلماً جداً من أتعاب الصليب و كان يرى الموت قريباً و كان قد سمع عن المسيح بمعجزاته فأخذ يجدف عليه لماذا للمسيح هذه القدرات الإعجازية و لكنه واقف لا يتصرف حيال الموت الذى ينتظر ثلاثتهم و لكن اللص اليمين و يا للعجب و رغم أنه كان تحت آلام الصليب ذاتها و يرى الموت أيضاً و لكنه طلب من المسيح أن يذكره فى ملكوته. اللص اليسار يا إخوتى أيضاً هو أنا و أنت فكم من مرة و نحن نتألم لا نرى من المسيح سوى مُزيل الألم، نطلب منه إزالة الألم و إلا فنجدف عليه و لا نؤمن به و لا نصدق فيه، و مثالاللص اليمين هو ما يجب أن نكون عليه فرغم الألم و الضيقة كان يرى المسيح صانع المعجزات صامتاً على ما يحدث إلا أنه كان يؤمن به كمخلص من هذا العالم فطلب المسيح و مملكته دون الإهتمام بحل مشكلة الصليب الوقتية فى تلك اللحظة، و هكذا فلننسَ يا أحبائى مشكلاتنا و صعابنا و ضيقاتنا فالله يشعر بها و لنركز كل فكرنا على المسيح فهو وحده خلاصنا. فلتكن طلبتنا دائماً أن نكون فى ملكوته، و لا نطلب شيئاً آخر غير ذلك، ألم تكن هذه وصية المسيح أن نطلب أولاً ملكوت الله و بره و أن كل الأمور الأخرى ستُعطى لنا و ستُزاد، فليست عطية أرضية عالمية يمكن أن تزيدنا و لا رفع ضيقة أرضية سيفيدنا بل فقط طلب الحياة فى مملكة الرب، و إذا ما طلبنا هذه الطلبة فى قلوبنا سنسمع صوته أن اليوم نكون معه فى ملكوته فالملكوت ليس مكاناً سنذهب إليه عندما نموت بالجسد بل هو حاله ننتقل إليها برغبتنا من الآن و من اليوم كما قال الرب يسوع أن من يؤمن به قد إنتقل من الموت إلى الحياة(يو5). أما المثال الآخر فكان يا أحبائى حول صليب المسيح حيثكان أيضاً يوجد هذان التلميذان بطرس و يهوذا الإسخريوطى، واحد أنكره و لعنه و الآخر باعه و سَلَّمه، و ها أنا أعيد عليكم أن بطرس و يهوذا هما كل منا أيضاً فكلنا ننكر و كلنا نبيع و نسلم المسيح من أجل أمور تافهة أرضيةفكم مرة نسمح لأنفسنا أن نخطىء فى حق أناس آخرين من أجل مال أو كرامة أو حق أرضى ناسين أن كل ما نفعله بأحدهؤلاء فبالمسيح نفعله و لكن كان هذا المثال أيضاً فواحد منهما تاب واثقاً فى قبول الرب غير ناسٍ محبته و قبوله لكل خاطىء و الآخر لم يثق فى قبول الرب و استسلم لليأس و شنق نفسه. هكذا يا أحبائى نحن أيضاً جميعنا يخطىء و جميعنا ينكر و لكن وضع التدبير الإلهى أمامنا هذا المثال لكى ما نثق نحن أيضاً بمراحم إلهنا و غفرانه، و أن كل ما علينا أن نلتجىء إلى أحضان محبته واثقين برحمته كالعشار الذى وقف قارعاًصدره و لكن واثقاً من قبول الرب له فلم تمنعه خطيته من الذهاب بمشاعر التوبة إلى أحضان الرب فكثيراً يا إخوتى ما يكون سبب هلاك الإنسان يأسه أو عدم ثقته أن دم المسيح يبرر الفاجر. أنظروا ما يقول القديس بولس الرسول " و أما من يعمل- يقصد أعمال الناموس – و لكن يؤمن بالذى يبرر الفاجر فإيمانه يُحسب له براً" (رو4 : 5). و هكذا أعاد المسيح بصليبه الإنسان إلى رتبته الأولى مرة ثانية كما كان فى الجنة و كما كان أمامه خياران الموت الممثل فى شجرة معرفة الخير و الشر و الحياة الأبدية فى شجرة الحياة، أعاد الإنسان مرة أخرى و أمامه الخياران نفسهما بل و معه يد الله تعينه إن أراد لكى ما إذا إختار الحياة إمتدت يد الله لتعينه فى هذا العالم و تعطيه الحياه الأبدية بواسطة دمه المصلوب. فلنتقدم يا إخوتى إلى صليب مخلصنا و كل منا يرى فى نفسه باراباس الذى فداه المسيح و برره و يرى فى نفسه اللص اليمين و لا يركز إلا فى طلب مراحم الرب و ملكوته حتى فى أحلك اللحظات و أصعب الضيقات و بطرس هذا التلميذ الذى وثق أن دم المسيح سيبرر فجوره فلنتب متكلينعلى رجاء محبته له المجد إلى الأبد آمين. |
15 - 11 - 2013, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: كلنا باراباس..
شكرا ربنا يباركك
|
|||
20 - 11 - 2013, 07:56 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: كلنا باراباس..
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|