رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
إنى لم أعرفكم قط قال السيد المسيح فى نهاية العظة على الجبل " كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟! فحينئذ أصرح لهم: إنى لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم " (مت 7: 22-23). فكيف صنعوا هذه المعجزات، وكانوا فاعلى إثم وهلكوا؟! الرد: 1-المعجزات هى هبة من الله، لا تتوقف على قدسيه مجريها، بل على صلاح الله واهبها. وهناك أمثلة كثيرة فى الكتاب تدل على أن أشخاصاً تنبأوا أو خرجوا شياطين، أو صنعوا قوات، وهلكوا.! ومن هؤلاء: *مثال شاول الملك: قيل عن شاول الملك " أن الله أعطاه قلباً آخر. وأتت جميع هذه الآيات فى ذلك اليوم وإذ بزمرة من الأنبياء لقيته، فحل عليه روح الرب فتنبأ " حتى قال الناس بعضهم لبعض " أشاول أيضاً بين الأنبياء؟! " (1صم 10: 9 – 12). وشاول هذا هلك. وقيل عنه " وذهب روح الرب من عند شاول، وبغته روح ردئ من قبل الرب " (1صم 16: 14). ولما ناح عليه صموئيل " قال الرب لصموئيل: حتى متى تنوح على شاول، وأنا قد رفضته.؟! " (1صم 16: 1). *مثال بلعام النبى: هذا ظهر له الرب وكلمة (عد 22: 9). ولما عرض عليه بالاق أن يكرمه إكراماً عظيماً إن لعن الشعب، قال " ولو أعطانى بالاق ملء بيته فضة وذهبا، لا أقدر أن أتجاوز قول الرب إلهى لأعمل صغيراً أو كبيراً " (عد 22: 18) وقال أيضاً " الكلام الذى يضعه الله فى فمى، به أتكلم " (عد 22: 38). وبنى سبعة مذابح، واصعد محرقات للرب. وتنبأ بلعام بنبوءات صحيحة (عد 23: 7- 10). وقيل عنه: فوافى الرب بلعام، ووضع كلاماً فى فمه " (عد 23: 16). " وكان عليه روح الله. فنطق بمثله وقال: وحى بلعام بن بعور. وحى الرجل المفتوح العينين. وحى الذى يسمع أقوال الله، الذى يرى رؤيا القدير " (عد 24: 2-5). وظل ينطق بكلام الرب حتى " اشتعل غضب بالاق على بلعام " (عد 24: 10) و تنبأ بلعام عن السيد المسيح فقال " أراه ولكن ليس الآن. أبصره، ولكن ليس قريباً. يبرز كوكب من يعقوب، يقوم قضيب من بنى إسرائيل " (عد 24: 16، 17). ومع ذلك هلك هذا النبى بلعام.! وتكلم الرب ضده فى سفر الرؤيا (رؤ 2: 14). وتكلم عن ضلالته ايضاً القديس بطرس الرسول (2بط 2: 15، 16)، وكذلك تكلم بلعام القديس يهوذا الرسول ايضاً (يه 11) *مثال قيافا رئيس الكهنة. وهو الذى حكم على السيد المسيح فى المجمع. ومزق ثيابه وقال " قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود. ها قد سمعتم تجديفه " (مت 26: 57، 65) قيافا هذا، تنباً عن السيد المسيح وقال " إنه خير لنا أن يموت واحد عن الشعب ولم يقل هذا من نفسه، بل إذ كان رئيساً للكهنة فى تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن بموت عن الآمة " (يو 11: 49 –51) *مثال النبى أو الحالم حلماً (تث 13). قال الوحى الإلهى فى سفر التثنية " إذا قام فى وسطك نبى أو حالم حلماً، وأعطاك آية أو أعجوبة، ولو حدثت تلك ألاية أو الأعجوبة التى كلمك عنها قائلا: لنذهب وراء آاهة أخرى لم تعرفها ونعبدها. فلا تسمع لكلام ذلك النبى أو الحالم ذلك الحلم، لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكى يعلم تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم " (تث 13: 1-3) هنا نبى، ويقدم آية وأعجوبة، وتتحقق. ولكنه من فاعلى الإثم، لأنه يدعو لاتباع آلهة أخرى. الله يسمح بهذا لامتحاننا. 2-مثال آخر، وهو الأنبياء الكذبة، الذين يظنون أن روح الرب يحركهم، بينما هم مخدعون، ولا يحركهم سوى الشيطان!! مثال هؤلاء صدقياً بن كنعنة (1مل 22: 11، 24). كان الشيطان قد دخل كروح كذب فى أفواه الأنبياء الذين يشيرون على آخاب الملك، لكى يضل الملك. إذ ينصحونه أن يحارب راموت جلعاد لأنه سينتصر، بينما هذه الحرب لهلاكه (1مل 22: 22، 23). وتنبأ له صدقيا بن كنعنة بهذا الانتصار!! (1مل 22: 11). ولما قال ميخا نبى الرب عكس ذلك يقول الكتاب " فتقدم بن كنعنة، وضرب ميخا على الفك وقال " من أين عبر روح الرب منى ليكلمك؟! " (1مل 22: 24). هنا صدقيا بن كنعنة يظن أن روح الرب هو الذى ينطق على فمه، بينما هو مخدوع!! والذى ينطق على فمه بالحقيقة هو روح كذب من هنا يظهر أن البعض قد يقولون للرب " باسمك تنبأنا " بينما يكونون فى الحقيقة مخدوعين.!! هذا نوع ثان. فما هو النوع الثالث؟ 3- هناك أشخاص كانوا أبراً حينما تنبأوا باسم الرب، واخرجوا باسمه شياطين. ولكن حياتهم تغيرت بعد ذلك، وصاروا فاعلى إثم. *لاشك أن يهوذا كان ضمن الإثنى عشر حينما أرسلهم الرب، " وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة ليخرجوها، ويشفوا كل مرض وكل ضعف " (مت 10: 1). ونحن نعلم كيف انتهت حياة يهوذا كابن للهلاك (يو 17: 12). *وديماس مساع بولس الرسول، لا يوجد ما يمنع أنه كان يصنع عجائب حينما كان كارزاً. ولكنه ارتد وصار من فاعلى الإثم، وقال عنه الرسول " ديماس قد تركنى، وأحب العالم الحاض "(2تى 4: 9). وحينئذ تكون عبارة " باسمك تنبأناً " تعنى حياتهم الأولى البارة. وعبارة اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم " تعنى ما انتهوا إليه بعد ارتدادهم. لأنه كثيرين " بدأوا بالروح، وكملوا بالجسد " (غل 3: 3). 4-هناك أشخاص وهبهم الله موهبة النبوة وصنع المعجزات، فبهرتهم المعجزات وارتفعت قلوبهم، وسقطوا بالكبرياء. وصاروا من فاعلى الإثم. وهكذا يقول الكتاب " قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح " (أم 16: 18) هل تظنون يا اخوتى أنه أمر سهل أن يرى إنسان أنه يشفى مريضاً، ويقيم ميتاً، أو يخرج شيطاناً الموهبة تحتاج إلى تواضع يسندها، وإلا يهلك صاحبها بها. ولذلك صدق ماراسحق حينما قال " إن منحك الله موهبة، فاطلب منه أن يمنحك تواضعا ليحميها، أو فاطلب منه أن ينزع هذه الموهبة منك " ورد فى تاريخ القديس أبا مقار ميتاً، فسأله تلاميذه: ماذا كان شعوره وقتذاك؟ فقال " كنت كمن يسير على سيف من نار " إذن لا مانع من أن البعض باسم الرب تنبأوا، وباسمه اخرجوا شياطين، وصنعوا معجزات كثيرة ثم تعجرفت قلوبهم، ولم ينسبوا المجد الله، وصاروا من فاعلى الإثم. 5-وقد يوجد إنسان عنده إيمان قزى يصنع المعجزات، لكن ليست له أعمال صالحة، وليست فيه محبة. ويصير من فاعلى الإثم. وعن هذا النوع وأمثاله يقول بولس الرسول " إن كانت لى نبوة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، إن كان لى كل الإيمان حتى انقل الجبال، ولكن ليس لى محبة، فلست شيئاً " (1كو 13: 2). هنا إيمان ينقل الجبال، ونبوة. ولكن ليس محبة! والذى ليست له محبة، هو من فاعلى الإثم بلا شك. يؤمن بقوة الله وقدرته على كل شئ. وبهذا الإيمان قد يصنع آية، ولكن فى حياته الروحية نقطة ضعف تهلكه!! 6-وقد يوجد إنسان بعيد عن الرب، ومع ذلك فى حياته بعض أعمال فاضلة أخذ أجرها على الأرض. وسمح الله أن تجرى آية على يديه وهذا الإنسان يفارق العالم، وليس له رصيد من حساب عند الله ولقد " أستوفى خيراته على الأرض " (لو 16: 25). 7-هناك معجزات تحدث ليس بسبب مجترح المعجزة، وإنما بسبب إيمان المحتاجين إليها. إنسان مثلا يؤمن إيمانا كاملا من عمق قلبه، إنه إذا ذهب إلى الكنيسة سيشفى، أو إذا صلى من أجله فلان ستحدث له معجزة. ومن أجل إيمانه هو بالله وبالكنيسة وبرجال الله، تحدث الآية والأعجوبة. وليس المهم هنا على يد من.!! يكفى أنها باسم الله. وهنا تختفى أسماء الناس 8-ومع كل ذلك لقد أمرنا الرب ألا نفرح بالمعجزات. ولما فرح السبعون رسولا بالمعجزات وقالوا له " حتى الشياطين تخضع لنا باسمك، قال لهم " لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحرى أن أسماءكم كتبت فى السموات " (لو 10: 17، 20) ولهذا فإنى أقول دائماً: إن ثمار الروح ن أهم من مواهب الروح. مواهب الروح لا أجر لك عليها لأنه لا فضل لك فيها. إنها مجرد هبة من الله معطيها. أما ثمار الروح، فإنها نابعة من شركة إرادتك مع روح الله. وهذه لها أجر هنا وأقدم لكم مثال يوحنا المعمدان الذى قال عنه الرب " لم يقم من بين المولودين من النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان " (مت 11: 11). هذا الذى من بطن أمه امتلأ من الروح القدس (لو 1: 15) انظروا ماذا يقول عنه الإنجيل: " إن يوحنا لم يفعل آية واحدة " (يو 10: 41) ومع ذلك كان أعظم من ولدته النساء. وقال عنه الرب " ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبياً؟ نعم أقول لكم: وأفضل من نبى. فإن هذا هو الذى كتب عنه: ها أرسل أمام وجهك ملاكى الذى يهيئ طريقك " (مت 11: 9، 10). 9-وهنا نرى فى العظة على الجبل أمراً هاماً وهو: إن الرب كان يركز على صنع مشيئة الآب. فقال لهم ليس المهم مجرد الإيمان والعبادة " ليس كل من يقول لى يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى السموات " (مت 7: 21). ثم أكمل بعدها حديثه عن النبوة واخراج الشياطين وصنع المعجزات. وكأنه يقول: ليس مجرد الإيمان والصلاة، ولا حتى بالنبوة وصنع المعجزات، بل بصنع مشيئة الآب. وهكذا قال " كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس بإسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك أخرجنا الشياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟. فحينئذ أصرح لهم إنى لم أعرفكم قط. أذهبوا عنى يا فاعلى الإثم " (مت 7: 22، 23). وبعد ذلك ضرب لهم مثل البيت المبنى على الصخر، والبيت المبنى على الرمل، فقال: كل من يسمع أقوالى هذه، ويعمل بها، أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر " (مت 7: 24) إذن لتركيز من كل هذا على من يسمع الوصية ويعمل بها، على كل شجرة تصنع أثماراً جيدة (مت 7: 17). على من يفعل إرادة الآب الذى فى السموات. ومن الناحية المضادة هلاك فاعلى الإثم، ومن يسمع ولا يعمل. وكذلك " كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا، تقطع وتلقى فى النار " (مت 7: 19). " فمن ثمارهم تعرفونهم " (مت 7: 20). |
02 - 10 - 2013, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: إنى لم أعرفكم قط
جمييييييييييييييل
ربنا يبارك خدمتك |
||||
02 - 10 - 2013, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: إنى لم أعرفكم قط
مشاركة جميلة ربنا يعوض تعبك
|
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخطية هي حرمان من الله (إني لا أعرفكم قط اذهبوا عنى) |
من أجلك تغربنا على الأرض، وأنت تقول: لا أعرفكم، اذهبوا عني |
«إني لا أعرفكم قط!» |
لا تخافوا أنا أعرفكم |
أقول لمن لم أعرفهم إني أحببت أن أعرفكم |