رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرقم 8 رمز بداية جديدة بقلم قداسة البابا شنوده الثالث +++ أتم الله عمله خالقا في ستة أيام.فأصبح الرقم 6 رمزا لإتمام العمل.واستراح الله في اليوم السابع.وصارت السبعة أيام التي هي كمال مرحلة زمنية ,رمزا للكمال. فماذا نقول إذن عن الرقم 8 سوي أنه بداية لمرحلة جديدة,لأسبوع جديد. وهكذا أصبح الرقم 8ثمانيةرمزا لبداية جديدة وهذا ما سنعرضه في هذا المقال,بأمثلة عديدة في الكتاب المقدس. +++ 1- إن كان الرقم 7 مثلا يرمز إلي كمال الحياة,فيكون الرقم 8 هو رمز لبداية حياة جديدة,ربما انتهاء الحياة الأولي بالموت. وهكذا يمكن أن يكون الرقم 8 رمزا للقيامة,وهي بداية حياة جديدة. وهذا ما حدث في قيامة السيد المسيح,قام في اليوم الثامن,أي في بداية أسبوع جديد,بعد أسبوع من المحاكمة والموت والصلب والدفن. ومما يستلفت النظر في أمر القيامة هذه,أن الكتاب لم يذكر لنا بالاسم سوي ثماني معجزات من إقامة الأموات:السيد المسيح أقام ثلاثة:ابنة يايرس,وابن أرملة نايين ولعازر. مع معجزتين من الرسل:القديس بطرس أقام طابيثا والقديس بولس أقام أفتيخوس.وثلاث معجزات في العهد القديم:إيليا النبي أقام ابن أرملة صرفه صيدااملواليشع النبي أقام ابن الشونمية,وميت قام بواسطة عظام أليشع. فيكون مجموع هؤلاء ثمانية,قاموا من الموت,وبدأوا حياة جديدة. +++ 2- وبداية عهد جديد في الحياة مع الله,كانت بعلامة الختان. والختان كان في اليوم الثامن من ولادة الطفلتك17:9-12. وبه كان يبدأ عهدا مع الله ويبدأ أن يكون عضوا في جماعة الله أي من رعيته وشعبه.ويرمز الختان إلي المعمودية في العهد الجديدكو2:11-12وهي بداية الانضمام إلي شعب الله وإلي عضوية كنيسته. +++ 3- لقد أهلك الله العالم بالطوفان,وأراد أن يبدأ بجماعة جديدة تخلف هؤلاء الذين هلكوا وغرقوا بالطوفان وكانت البداية الجديدة بثماني أنفس في الفلك1بط 3:20. وهم نوح وزوجته,وأولاده الثلاثة وزوجاتهم. +++ 4- ولما دب الفساد في أولاد نوح,كمادب من قبل في أولاد آدم,وأراد الله أن يبدأ بداية جديدة,بدأها بأبينا إبراهيم. أبونا إبراهيم الذي بدأ به الله بداية جديدة ,كان له ثماني أولاد. إسحاق وإسماعيل ,وستة أولاد من قطورة هم زمران,ويقشان,ومدان,ومديان ويشباق,وشوحتك25:1-2. و إسحاق الذي أخذ الوعد,ولد من سارة بعد موات أو فناء مستودعهاتك18:12.ولكنه بدأ ببداية جديدة.فكانت ولادة إسحق. +++ 5- كان السيد المسيح ابن إبراهيم وابن إسحق.وكان ابن داود أيضا.ونجد في اختيار داود مسيحا للرب,نفس قصة الرقم 8 أيضا. أرسل الرب صموئيل النبي ليمسح واحدا من أولاد يسي البتلحمي.فأحضر يسي أولاده السبعة ومررهم واحدا فواحدا أمام النبي العظيم.ولكن الرب رفضهم جميعا وسأل صموئيل هل من ابن آخر.واجاببقي بعد الصغير,وهوذا يرعي الغنم1صم16:11. وجاءوا بداود,الابن الثامن,لبدء عملية اختيار جديد.وكان هو مختار الرب ومسيحه. مسحه صموئيل النبي,وحل عليه روح الرب.وبدأ به ملكا جديدا حسب اختيار الرب,بدلا من الملك المرفوض منه أعني شاول. +++ 6- نري الرقم 8 أيضا في موضوع الكهنوت. كان الكهنوت قديما,قبل موسي وهرون واضحا في رؤساء الآباء,أمثال نوح وإ براهيم وأيوب.وكان الرب يختار الأبكار ليكونوا لهخر13:2. ثم أراد الرب بدء مرحلة جديدة,بكهنوت جديد,هو الكهنوت الهروني. ومادامت مرحلة جديدة,وكهنوتا جديدا سوف يبدأ ,إذن يليق بذلك الرقم 8 فكيف كان ذلك.أحضر موسي هارون أخاه وبنية,وجعلهم يقيمون في خيمة الاجتماع أسبوعا كاملا لا يخرجون من بابهالا8:23باعدادات كثيرة صنعها لهم وردت في الإصحاح الثامن من سفر اللاويين وماذا بعد؟ يقول الكتابوفي اليوم الثامن دعا موسي هارون وبنيه وشيوخ إسرائيل,لا9:1وقال لهمالرب اليوم يتراءي لكم,لا19:4وأمر هارون ببدء عمله ككاهن بتقديم ذبيحةلا9:7. وبدأ هارون هذا الكهنوت الجديد في اليوم الثامن وقدم ذبيحة الخطية وذبيحة المحرقة,ورفع يده وبارك الشعبلا9:22. وخرجت نار من عند الرب,واحرقت المحرقة والشحم علي المذبح,لا9:24.وتراءي مجد الربوكان ذلك بدء مرحلة جديدة للكهنوت. +++ 7- ونلاحظ وجود الرقم 8 في موضوع الذبائح أيضا كما ورد في سفر اللاويين إذ يقول الكتابمتي ولد بقر أو غنم أو ماعز,يكون سبعة أيام تحت أمه.ثم من اليوم الثامن فصاعدا يرضي به قربان وقود للربلا22:27ونفس الوصية في سفر الخروجخر22:30انتهت مرحلة الرضاعة,وتبدأ مرحلة الصلاحية لتقديمه ذبيحة.وذلك من اليوم الثامن. 8- نذكر قصة الأحد الجديد,اليوم الثامن للقيامة وأهمية ذلك. لم يستطع التلاميذ أن يتفهموا معجزة قيامة الرب ولم يصدقوا ما قالته لهم مريم المجدلية ولا ما قاله تلميذا عمواسمر16:9-13.وكذلك ما قالته النسوةتراءي كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن,لو24:11.وحتي مريم المجدلية أيضا ساورتها نفس الشكوك وظنت أن البعض قد سرقوا الجسد وقالتأخذوا سيدي من القبر,ولسنا نعلم أين وضعوه,يو20:2.وكررت نفس القول مرتين آخريينيو20:15,13وحتي لما ظهر الرب للتلاميذجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا,لو24:37.ولذلك وبخهم الرب علي عدم إيمانهم بقيامة الجسد.. إنها مرحلة طويلة من الشك,وصلت قمتها عند توما الذي قالإن لم أبصر في يديه أثر المسامير,واضع أصبعي في أثر المسامير واضع يده في جنبه,لا أؤمن,يو20:25. ولكن انتهت مرحلة الشك هذه,وبدأت مرحلة جديدة من الإيمان .وذلك في اليوم الثامن. كان ذلك يوم أحد توما,اليوم الثامن للقيامة.ويبدأ يوحنا الإنجيلي هذا الحديث الهام بقولهوبعد ثمانية أيام,كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم..,يو20:26. وفي ذلك اليوم,ظهر الرب لهم,وأري توما يديه وجنبه ,وقال لههات أصبعك...وهات يدك وضعها في جنبي,ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناوآمن توما وصاح قائلا:ربي وإلهي,يو20:28.وانتهت مرحلة الشك عند الرسل إلي غير رجعة ,وبدأت مرحلة قوية من الإيمان.إنها بداية جديدة في اليوم الثامن. +++ 9- والرقم 8 نجده أيضا في بدء تأسيس الكنيسة في يوم حلول الروح القدس. كان ذلك في اليوم الخمسين.وماذا يعني اليوم الخمسين؟وما علاقته بالرقم ثمانية؟ عيد الخمسين معروف في العهد القديم,وهو رمز للخمسين في العهد الجديد.وهكذا قال الرب في سفر اللاويينثم تحسبون لكم من غد السبت...سبعة أسابيع تكون كاملة,إلي غد السبت السابع تحسبون خمسين يوما,ثم تقربون تقدمه جديدة للرب,لا 23:16,15. سبعة أسابيع تمضي,ويوم الخمسين هو بدء الأسبوع الثامن. وفي بدء الأسبوع الثامن,في العهد الجديد كان تأسيس الكنيسة:كان حلول الروح القدس,ومعجزة الألسنة وإيمان ثلاث آلاف من اليهود وعمادهمأع2:1-41وهكذا ارتبط تأسيس الكنيسة أيضا بالرقم ثمانية,وبه بدأ عهد جديد من الكرازة والإيمان والشهادة للرب أع:1:8. وبنفس المنطق والشرح يمكن تتبع رقم خمسين من جهة الزمن وارتباطه بالرقم ثمانية. سواء سبعة أسابيع أيام يعقبها اليوم الخمسون,أو سبعة أسابيع سنين يعقبها العام الخمسون.رقم سبعة يرمز في الأيام إلي الكمال وسبعة في سبعة أي 49 يرمز إلي كمال أكبر,تعقبه بداية مرحلة جديدة في الرقم خمسين. 10- وهكذا كان عيد اليوبيل في العام الخمسين في العهد القديم. ورد ذلك في سفر اللاويين,أصحاح 25,حيث قال الرب وتعد لك سبعة سبوت سنين,سبع سنين سبع مرات,فتكون لك أيام السبعة سبوت السنوية تسعا وأربعين سنة..وتقدسون السنة الخمسين.وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها.تكون لكم يوبيلا...إنها يوبيل,مقدسة تكون لكم , لا25:8-12. +++ 11- أحداث أخري في التاريخ,عن بدايات هامة,ترتبط كذلك بالرقم ثمانية: * أتي يوشيا الملك بعد عهد سيء من عبادة الأصنام,فأعاد كل شيء للرب.وقيل عنه: وملك يوشيا وهو ابن ثماني سنين,2مل 22:1كعهد الختان في اليوم الثامن وكان حكمة بداية مشرقة في تاريخ الشعب. * كذلك حزقيا الملك الصالح,الذي أزال عبادة الأصنام,وطهر بيت الرب,قيل في ذلك:وقدسوا بيت الرب في ثمانية أيام,2 أي 29:17.رمزا لهذا العهد الجديد. الأرقام في الكتاب المقدس كلمة أخيرة هامة أحب أن أضعها في ختام الحديث عن الرقم ثمانية: 12- فلنبحث رموز الرقم ثمانية في عيد المظال ثم مايرمز إليه عيد المظال: كانوا يسكنون في خيام سبعة أيام,رمزا لكمال غربة الناس في العالم .وفي اليوم الثامن يكون لهم محفل مقدس وعيد لا 23:36.وذلك إشارة إلي الحياة الجديدة التي سوف نحياها في العالم الآخر. بداية هذه الحياة الأبدية السعيدة يرمز إليها الرقم ثمانية -فكيف ذلك؟ نقرأ في سفر التكوين أن الله خلق العالم كله في ستة أيام,انتهي كل منها بعبارةوكان مساء وكان صباح يوما..أما اليوم السابع فلم ينته بعد.لم يقل عنه الكتابوكان مساء وكان صباح يوما سابعا..!..إننا مازلنا نعيش في اليوم السابع,الذي سوف يستمر إلي نهاية العالم إلي زوال هذه السماء وهذه الأرضمت5:18. السماء والأرض تزولان في نهاية اليوم السابع للخليقة ..وباليوم الثامن تبدأ الأبدية. وهكذا يكون اليوم الثامن بداية لحياة جديدة لاتنتهي بداية عهد جديد مع الله,أنه لايكون موت فيما بعد,ولا يكون حزن,ولا لعنة..رؤ22:3.ليتنا نختم مقالنا بهذه النهاية السعيدة ,علي الرغم من أنه يوجد كلام عن مضاعفات الرقم ثمانية,وبخاصة رقم 24,ورقم أربعين,ليس مجال ذلك الآن.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|