آية وقول وحكمة ليوم 14/2
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ } (مت 22 : 21)
قول لقديس..
((لنرد لله ما هو لله أي نقدّم له الجسد والنفس والإرادة، عملة قيصر هي من الذهب وعليها ختم صورته، وعملة الله عليها صورته. لنعطِ المال لقيصر ولنحتفظ بالضمير الذي بلا عيب لله) القدّيس هيلاري أسقف بواتييه
حكمة لليوم ..
+ واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء (1تي 1 : 5)
Now the purpose of the commandment is love from a pure heart, a good conscience, and sincere faith. 1Ti 1:5
من صلوات الاباء..
" ايها الرب الهنا لقد خلقتنا على صورتك البهية وتريد ان ترى فينا محبة الحكمة والفضيلة والارادة الحرة التى لا تستعبدها الاهواء والشهوات والتى تتوق الى البر والتعفف والصبر فى التزام روحي فاطبع يا رب فينا محبتك كل الايام ومعرفتك الحقيقية وعبادتك بالروح والحق اجعلنا هياكل مقدسة للشهادة لاسمك القدوس ولا يكون للعالم أو الشيطان سلطان علينا لكي لا يقوى علينا موت الخطية ولا على كل شعبك.
اعطنا الحكمة والقوة والنعمة لكى نكون أوفياء مخلصين لاوطاننا ونعمل على رقى وتقدم بلادنا فى التزام صادق امامك وأمام الناس، لكى ما يري الناس اعمالنا الصالحه فيمجدوك ايها الرب القدوس.
اعطنا ان نعمل ونستعد للحياة الأبدية ونحيا فى سيرة ملائكية وحياة مقدسة عالمين اننا غرباء على الارض وسيرتنا فى السماويات التى منها ننتظر مخلصنا الصالح أو ذهابنا اليه لنكون كملائكة الله ونحيا معه هناك كل حين،أمين"
من الشعر والادب
"صورتك مطبوعه فيا "
للأبأفرايم الأنبا بيشوى
غريب انا يارب وصورتك مطبوعه فيا
ومهما بعدت ايام وسنين باقي حبك عليا
بتقولى انتى ابني وانا اقولك انت فاديا
فى حياتى هاكون أمين ووطنى فى عينيا
باصلى وأطلب ليه البركة وسلام أهاليا
وأعمل خير واحب حتى اللى بيدعي عليا
حتى فى السماء اطلب ارحمهم يارب البشرية
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 14/2
مت 15:22- 33
ما لقيصر لقيصر وما لله لله
السؤال عن قيامة الأموات
حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ، وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ، لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. فَقُلْ لَنَا: مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ جَاءَ إِلَيْهِ صَدُّوقِيُّونَ، الَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ، فَسَأَلُوهُ قَائِليِنَ: «يَا مُعَلِّمُ، قَالَ مُوسَى: إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وَلَيْسَ لَهُ أَوْلاَدٌ، يَتَزَوَّجْ أَخُوهُ بِامْرَأَتِهِ وَيُقِمْ نَسْلاً لأَخِيهِ. فَكَانَ عِنْدَنَا سَبْعَةُ إِخْوَةٍ، وَتَزَوَّجَ الأَوَّلُ وَمَاتَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسْلٌ تَرَكَ امْرَأَتَهُ لأَخِيهِ. وَكَذَلِكَ الثَّانِي وَالثَّالِثُ إِلَى السَّبْعَةِ. وَآخِرَ الْكُلِّ مَاتَتِ الْمَرْأَةُ أَيْضاً. فَفِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنَ السَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ!» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّهِ. لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ. وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ الْقَائِلِ: أَنَا إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ ؟ لَيْسَ اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ». فَلَمَّا سَمِعَ الْجُمُوعُ بُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ ما لقيصر لقيصر ومالله لله..
ارسل للسيد المسيح الفريسيون مع الهيرودسيين اتباع الملك يريدوا او يوقعوه فى الفخ وهم يمدحوا قوله للحق فقالوا له هل يجوز ان نعطى جزية لقيصر كخضوع للرومان أم لا؟ فان قال لا يتهمونه بمعاداة الدوله واثارة الفتنة وان قال باعطائها فبهذا يتهمونه بالخضوع للرومان ومعاداة الامة اليهودية. اننا يمكن أن نتوقَّع من الهيرودسيّين مثل هذا السؤال، إذ يهتمّون بجمع الجزية فيقدّمون منها نصيبًا لقيصر ويغتصبون الباقي لحسابهم الخاص، أمّا ما هو عجيب فإن الذين يثيرونه هم الفرّيسيّون الذين كانوا يطلبون التحرّر من الاستعمار الروماني، ويحسبون هذه الجزية علامة عبوديّة ومذلّة، ويتطلّعون إلى الهيروديسيّين كخونة ضدّ أمّتهم وناموسهم. لكن من أجل الخلاص من المسيح ومقاومة عمله كانوا يعملون مع الهيروديسيّين متجاهلين أفكارهم نحوهم التي نشأوا عليها زمانًا. لقد علم يسوع خبثهم، وقال: لماذا تجرِّبونني يا مراءون؟ قائلاً: "أرُوني معاملة الجزية، فقدّموا له دينارًا. فقال لهم: لمن هذه الصورة والكتابة؟. قالوا له: لقيصر. فقال لهم: أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله. فلما سمعوا تعجّبوا وتركوه ومضوا.
كان ذلك الموقف فرصة يُعلن فيها السيِّد مبدأً روحيًا يلتزم به تلاميذه، ألا وهو {أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله} والعجيب أنه قدّم إعطاء قيصر حقّه قبل إعطاء الله حقّه. التزام المسيحي بالطاعة للنظام والقانون وتقديم الالتزامات الوطنيه عليه من ضرائب والالتزامات الادبيّة والاخلاص للوطن فيه شهادة حق لحساب الله نفسه. ولكن يجب ان يكون النظام عادل وان كان هناك ظلم يجب ان نتخذ الوسائل القانونية والسلمية لرفع الظلم ومقاومته كما رفع بولس دعواه الى قيصر عندما وقع عليه الظلم. ليست هنا ثنائيّة بين عطاء قيصر حقّه وعطاء الله حقّه، فإن كليهما ينبعان عن قلبٍ واحدٍ يؤمن بالشهادة لله خلال الأمانة في التزامه نحو الآخرين ونحو الله. ووفق لهذا المبدأ أيضًا تحترم الكنيسة النظام وتعطيه حقّه ولا تتدخل في السياسة وتلتزم بعملها الروحي. فالكنيسة ليست دولة داخل دولة كما ادعى البعض بل هى مؤسسة روحية تهتم بخلاص نفوس ابنائها دون ان تهمل احتياجات الجسد ومطالب شعبها وحقوقهم ولا ترضى بالظلم أو تُجمله او تجامله. إننا نحب بلادنا والقائمين عليها ونصلى من اجلهم ونقوم بواجباتها لكن ليس على حساب حق الله وشهادتنا له. اننا نفتح قلوبنا لسكنى الروح القدس ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا فتصير حياتنا له فنقدّم ما للعالم للعالم. أن من يجد صورته فينا يمتلكنا ويستعبدنا، فإن رأى الله صورته فينا يكون ملك علينا وإن رأى العالم أو الشيطان صورته فينا فانه يستعبدنا ويذلِّنا تحت قدميه. نحن لا يمكننا دخول السماء إلاّ كعملة عليها صورة الله ملك السماء والأرض، ملك الملوك. فكما يطلب قيصر صورته على عملته هكذا يطلب المسيح صورته فينا. ولكن إن وُجِدَ في إنسان صورة الشيطان يستعبده الشيطان.
+ السؤال بخصوص القيامة ..
تقدّم إليه الصدّوقيّون الذين سيطر عليهم الفكر المادي وانكروا القيامة من الاموات فسالوه فى سخرية عن أمراة تزوجت ولم تنجب فتزوجها اخ المتوفى ليقيم نسلا لاخيه وافترضوا ان سبعه اخوة تزوجوها وتسألوا فى القيامة لمن تكون زوجة؟ استخدم السيِّد الرب كعادته حتى المقاومة كفرصة لتقديم المفاهيم الإيمانيّة السليمة. فقد انتهز السيِّد هذه الفرصة ليحدّثنا عن مفهوم الحياة الملكوتيّة العتيدة، مؤكِّدًا أنها لا تقوم على مفاهيم أرضيّة، ولا يرتبط فيها الأعضاء برباطات جسديّة. ان الحياة الأبديّة هي حياة فائقة على مستوى ملائكي، ومن الجانب الكتابي أن الله إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب، إنّما هو إله أحياء لا إله أموات. الحياة الأبديّة حياة ملائكيَّة فلا يوجد فيها زواج. سيكون الذين فى السماء ممجّدين وينعمون بالسموّ الملائكي، لكنهم مع هذا ستبقى القديسة مريم العذراء هى مريم والقديس بطرس هو بطرس بتمايز فى الجنس لكن فى طابع ملائكى كما يقول القدّيس كيرلّس الكبير: (إذ تنزع كل شهوة جسديّة ولا يكون فيهم موضع للملذّات الجسديّة. يشبهون الملائكة، مقدّمين خدمة روحيّة غير ماديّة، فيصيرون كأرواح مقدّسة، وفي نفس الوقت يحسبون مستحقِّين لمجد يتمتّع به الملائكة) فنحن في العالم نحتاج إلى الزواج بسبب موت الجسد، لكننا إذ نصير كالملائكة لا تدخل إلينا الخطيّة ولا نسقط تحت الموت، فلا حاجة إلى زواجٍ لإنجاب أجيال تالية عِوض الجيل القائم بل حياة دائمة فى مجد وعدم فساد.