رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنها ليست اشلاء ... لجرجس ميخائيل هالنا ما رأيناه من تطاير أجساد شهداؤنا فى الإسكندرية إلى اعلى الكنيسة حتى الدور الثالث و الأشجار وتناثرها على الأرض، جمعوها بحسرة فى كومة! غطوها بالملاءات و الستور على الأرض. تساءلنا جميعا هل هى رخيصة هذه الأجساد فى نظر الله حتى يترك الأشرار يشمتون فيها ويفرح الشيطان بعمله الآثم ؟... كيف تتركها تجمع على الأرض بعد أن كانت غضة تملؤها الحياة، تموج من الفرحة بعيد ميلاد ملك السلام، ترفع قرابين الشكر و ذبائح التسبيح لك من دقائق معدودة، تحيرنا و بكينا ملأت اللوعة قلوبنا و غصة المرارة أنشفت حناجرنا... فتحشرت أصواتنا ...ضاق الأمر على فكرنا فصرخنا: لماذا يارب؟ لماذا يارب؟... سؤال سأله داود النبى و الملك منذ مئات بل ألاف السنين. لماذا يارب؟ ألم تتقدس هذه الأجساد بالولادة من المعمودية... ألم تدهن و تدشن هذه الأجساد بزيت الميرون لتتقدس و لتخصص لك يارب؟ ألم تتحد هذه الأجساد بجسدك المقدس و دمك الكريم فتصير فيك واحدا؟ أليس إنت القائل: عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ المزامير ١١٦:١٥ الحكمة ١:١٣ اذ ليس الموت من صنع الله و لا هلاك الاحياء يسره نعم يارب رأيناك حين بكيت على موت لعازر و عرفنا مشاعرك الإنسانية الحنونة و لما بكيت على أورشليم لما كتبت على نفسها ألا تؤمن بمخلص العالم و لم تعرف طريق سلامها. لكن يبقى السؤال لماذ هذه الميتة الصعبة على النفس تقبلها؟، لكنى أرى الجواب ماثلا أمامى كلما نظرتك و أنت معلق على عود الصليب، فلم تكن بالميتة السهلة لكنها كانت شنيعة و لم يكن جسدك المقدس بعيدا عن تدنيس الخطاة بالجلد حتى تهرأ و حتى صرت هزأة وضحكا للناظرين من أجلنا نحن الخطاه. نعم يارب لقد أردت أن تعطى شهداؤك و أحباؤك من ماتوا على إسمك القدوس بركة ومجد عظيم أن يصيروا مثلك، حاملين سمات ألامك المقدسة. غلاطية ٦:١٧ فِي مَا بَعْدُ لاَ يَجْلِبُ أَحَدٌ عَلَيَّ أَتْعَابًا، لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ. متشبهين بموت ربنا يسوع المسيح ...فيلبى ٣:١٠ لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، ولكى يقدموا ذواتهم ذبيحة حية مقبولة أمامك مستهينين بهزء الأشرار وبتهرىء أجسادهم حتى ما تنكشف أرواحهم القوية كما يخلع الإنسان ثوبه البالى و العتيق ليلبس بدلا منه ثوب النور الروحانى الذى لايستطع أحد المساس به كقولك الحقيقى... لوقا ١٢:٤ وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. إننا يارب بلاشك فى غربة على أرض هذا العالم ويخطىء منا من يظن أن له رجاء هنا على الأرض، فنسمع من يعقوب اب الأباء عندما تكلم مع فرعون مصر بأن "أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. قَلِيلَةً وَ رَدِيَّةً" وكثيرا ما علمتنا أن جسدنا كمثل خيمة و لكنها خيمة ثقيلة تمرض و تئن و تشيخ لكننا سرعان ما نخلعها لنلبس الجسد النورانى الروحانى الخفيف فننطلق إلى افاق الأبدية بمجد... كورنثوس الثانية ٥:٤ فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةِ. فإستخف الشهداء و القديسين بأجسادهم فى سبيل الوصول لهذا المجد السماوى، لكنك يالله حفظت اجسادهم من الضياع و أوكلت المهام لبعض القديسين بتكفينها و الاهتمام بها كمثال طوبيت البار فى العهد القديم و القديس يوليوس الأقفهصى الذى مات فى النهاية شهيدا على إسمك القدوس. فصارت كل عظامهم ورفات أجسادهم مقدسة يتبارك منها المؤمنون فى كل العصور وتصنع منها الآيات شهادة على كرامة هؤلاء القديسين عندك... الذين لم يبخلوا على الله بأجسادهم و نقرأ فى سفر الملوك الثانى كيف أقامت عظام اليشع النبى رجلا من الموت ١٣:٢١ "وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوْا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ" كدليل كتابى على قدسية رفاتهم سيراخ ٤٨:١٥ صنع في حياته الايات و بعد موته الاعمال العجيبة. يارب قد يكونوا هؤلاء الشهداء قد ماتوا ميتة شنيعة و تطايرت أجسادهم فى الهواء و إختلطت ببعضها البعض و إمتزجت دماؤهم الطاهرة، و كأنهم إلتحموا مع بعضهم فى وحدة عجيبة أمام الشرير الذى كان قتالا للناس منذ البدء.... قد لا نستطع التعرف عليهم هنا على الأرض لكنك أنت يالله القدوس الضابط الكل تستطيع بقدرتك التعرف على كل خلية مقدسة من أجسادهم فأنت القائل بفمك الطاهر متى ٢٤:٣١ "فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا"، فلا يعسر عليك هذا الأمر. رؤيا يوحنا ٢٠:١٣ وَسَلَّمَ الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. المزامير ١٣٩:١٥ لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ، وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ الأَرْضِ. فكل جزء منهم غالى جدا فى عينيك أيها الصالح حتى أنك رقمت و عددت كل عظامهم، فكم هى ثمينة عندك و كم هى ثمينة ومقدسة عندنا نكرم أجسادهم كما تكرمها أنت أيضا أيها الأله العظيم ألم تقل أنى اكرم الذين يكرموننى. صموئيل الاول ٢:٣٠ لِذلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ..حَاشَا لِي! فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُون يارب قد وضعت لنا كل هؤلاء ليكونوا عونا لنا و كسحابة شهود لنطرح كل ثقل و نجاهد بالصبر. كل جزء من ذبائح أجسادهم هو ذخيرة روحية مقدسة، ليست ذخائر بشرية لقتل الناس الآمنين العزل و للفتك بالأبرياء المسالمين كما يعتقد الجهلاء و الأشرار و الشامتون الذين باعوا ضمائرهم وأسلموا عقولهم و أذهانهم للشيطان. سيراخ ٢٧:٣٢ الشامتون بسقوط الاتقياء يصطادون بالشرك و الوجع يفنيهم قبل موتهم. لكنها ذخائر روحية مذخرة بالقداسة و البر و التقوى قد غلبت الشيطان وأعوانه و دكت حصونهم الروحية، إنها ذخائر حية مقدسة تشهد للإله الحى بإيمان ثابت لايرتاع من الموت، إنها ذخائر بذور الإيمان التى تنجب للكنيسة أولادا فخورين بعظمة و بسالة أجدادهم، إنها ذخائر الحكمة و المعرفة لمن عرفوا الله المعرفة الحقيقية فصاروا قدوة و عونا ومثالا لنا لنقتدى و نحتذى بهم، إنها ذخائر غالية عند الله سيجمعها الله من مشارق الشمس إلى مغاربها و من الشمال الى الجنوب لتتحد بأرواح القديسين فى السماء لتأخذ جسد القيامة الممجد، لأنها شاركت الروح فى عمل الصالحات و تمجيد إسم الله و كما صعد إبن الله ربنا و مخلصنا يسوع المسيح الى السماء متحدا بجسد بشريتنا ليكون بكرا بين أخوة كثيرين هكذا سيصير لنا هذا المجد مع القديسين الذى صلبوا الأهواء مع الشهوات فصارت أجسادهم ذبيحة طاهرة مقبولة لدى الله. إنها ليست أشلاء ...لكنها ذخائر مقدسة جرجس ميخائيل |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قوة قيامته لجرجس ميخائيل |
المسيح المنتصر لجرجس ميخائيل |
قلوبنا معكم لجرجس ميخائيل |
أليلة فى حضن العدرا..لجرجس ميخائيل |
إلى أين ذهبوا..؟ لجرجس ميخائيل |