رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"ولكنى أفعل شيئاً واحداً ... أسعى نحو الغرض" (فى3: 13، 14) أن حسب بولس حسبته العظيمة وطرح خلفه كل الامتيازات العالمية، وحمل الصليب الذي أنهى ارتباطه بالعالم، فإنه تبع المسيح كالغرض الوحيد لحياته، وأمكنه أن يقول بحق "لي الحياة هي المسيح" (فى1: 21) ، "لكي أربح المسيح" (فى3: 8) . "وأوجد فيه" (فى3: 9) ، "لأعرفه" (فى3: 10) . ولذلك كانت حياته هي حياة قلب مكرس للمسيح - كان المسيح بالنسبة له هو الغرض الأسمى الوحيد، فلا الخطاة، ولا القديسين، ولا الخدمة بل المسيح. ونحن لم نجد شخصاً أكثر غيرة للكرازة بإنجيل نعمة الله للخطاة كبولس، ولم نجد مَنْ كان له الاهتمام الرعوي بجميع الكنائس مثل بولس. ولم نرَ مَنْ كان أكثر تعباً في الخدمة مثله، ولكن فوق الكل، وقبل الكل، كان المسيح هو غرضه الوحيد. وكان غرضه أن يصل إلى الأشياء التي كانت من قبل تأسيس العالم. ووضع أمامنا معرفة هذه الأشياء، وأرانا بكل وضوح أن كل الأشياء تتركز في المسيح. أولاً: المسيح في المجد (فى2: 9، 10). ثانياً: دعوة الله العليا في المسيح يسوع (فى3: 14) . ثالثاً: مجيء المخلص! الرب يسوع (فى3: 20) . رابعاً: سنكون على صورة جسد مجده (فى3: 21) . إنه شيء مبارك أن نجعل المسيح غرضنا الوحيد. فإذا جعلنا الخدمة هي غرضنا، فإننا سننتهي إلى تمجيد أنفسنا. وإذا جعلنا الخطاة غرضنا فالأكثر احتمالاً أننا سننسحب إلى العالم. وإذا جعلنا القديسين غرضنا فإن قلوبنا ستنكسر. ولكن إن جعلنا المسيح غرضنا الوحيد، فإننا مثل الرسول بولس، سنحارب المحاربة الحسنة، وسنكمل السعي، وسنحفظ الإيمان، لأن المسيح وحده سيمسك أقدامنا في الطريق الضيق، ويقودنا في المصاعب، ويشددنا في مواجهة الأزمات. ولعلنا - بقدر قليل - يمكننا أن نقول مع الرسول "أفعل شيئاً واحداً ... لأجل جعالة دعوة الله العُليا في المسيح" (فى3: 13، 14). أمـا أنـا فأمامــي السمــاء حيث ارتقى سيدي وكما ســار هنــــا سأسيـــر أنـــا غايتــــــــــي المسيــــــــــح |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|