"ليحيي رأوبين ولا يمت، ولا يكن رجاله قليلين" [6].
ربما تضائل عدد هذا السبط بسبب خطية داثان وأبيرام (عد 16: 1، 30). لقد اشترك من أبناء رأوبين داثان وأبيرام مع قورح في مقاومة موسى (عد 16: 1-3)، لكن قلب موسى المتسع لا يحمل الذكريات المُرّة بل يطلب البركة للسبط. رأوبين هو الابن البكر بين أولاد يعقوب، فإنه وإن كان قد فقد كرامة البكورية لكن موسى النبي بدأ به حتى لا تتحطم نفسيته. لقد تحدد ميراثه في شرق الأردن، لكن كان لزامًا على رجاله أن يعبروا الأردن مع بقية الأسباط ويحاربوا في المقدمة (عد 32: 27) حتى ترث بقية الأسباط. لهذا طلب لهم موسى أن يحيوا ولا يموتوا، وأن يزداد عددهم وإن كانوا لا يتمتعون بكرامة البكورية. إذ كان ميراثه على الحدود لذلك أكد له أن الله يحميه ويسند رجاله فلا تبتلعهم الأمم المجاورة لهم (عد 32: 27).
هذه هي بداية كل بركة أن نتمتع مع رأوبين بأن نحيا "الحياة الأبدية" ولا نموت "الموت الثاني"، فلا تكون إمكانياتنا وأمجادنا قليلة، بل ننعم بالمجد الأبدي ونُحسب في عيني السماء جيشًا عظيمًا جدًا جدًا (حز 37: 10).